"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

2‏/2‏/2010

ماذا يفعل الأمريكان بالأطراف المقطوعة لعراقيين ؟

تذكرون أني كتبت أكثر من مرة حول حرق نفايات الجيش الأمريكي في حفر مفتوحة في داخل معسكراتهم في العراق وكيف اشتكى بعض جنودهم من تضرر الجهاز التنفسي بسبب التلوث الناتج عن حرق مواد مختلفة بعضها قد يكون ساما.

اليوم اصطدت لكم معلومة جديدة رهيبة عن شيء آخر يحرق في هذه المحارق، قيل في محاورة تلفزيونية ومرّ مرور الكرام ، ولكن ليس على غار عشتار حيث فريق العمل متنبه لكل رائحة عفنة.

الحوار على شبكة إن بي آر الأمريكية بين جاي راز وكيلي كندي وهي مراسلة للشؤون الصحية في (Army Times) وقد تابعت كيلي قضية حرق النفايات في القواعد العسكرية. والآن راز يسألها عن القاعدة في بلد تحديدا وعما يحرقونه، فتذكر طبيعة بعض المخلفات، فيذكرها المحاور:


راز - وأعضاء انسانية ، اجزاء من الجسم الإنساني يحرق في تلك المحارق؟

كيلي كنيدي - تمام. يخرج المكلفون بالحرق ويضعون في حفر الحرق اجزاء بشرية مقطوعة من العراقيين والمدنيين الآخرين ولكن ليس من القوات الأمريكية.
++


السؤال هو :

من أين جاءوا بتلك الأعضاء المقطوعة داخل معسكراتهم . هل هي لمعتقلين عراقيين؟ فليس من المعقول القول أنهم جمعوها من الشوارع.

وسؤال آخر :

لماذا يحرقون هذه الأجزاء الخاصة بالعراقيين ولا يحرقون الأطراف المقطوعة لجنودهم ؟ وأين يذهبون بها في تلك الحالة؟

وسؤال ثالث :

عطفا على السؤال الأول : ربما يقول احدكم إن الأمريكان يجرون عمليات البتر الخيرية للعراقيين في مستشفى القاعدة ، واذا كان الأمر كذلك، لماذا لم يسلموا أجزاء العراقيين الى الجانب العراقي ليتم دفنها إسلاميا ؟ إلا اللهم إذا كانت أطراف مترجميهم والمتعاونين معهم الذين لايريدون أن يعلم أهاليهم بعملهم المخزي مع المحتل، وفي هذه الحالة أشعر فعلا بالأسى نحوهم ، فالأمر يتجاوز الشماتة الى الدراما ، نظرا الى ما آل اليه مصير أطرافهم كما سنعرف حالا.

+++

متابعة

نضع الأمور في نصابها. إليكم ترجمة لما كتبه جندي خدم في العراق سابقا وصحفي حاليا في مدونته حول نفس الموضوع
متذكرا ماحدث حين كان في معسكر اناكوندا (قاعدة بلد الجوية)

في يوم قرب كانون الاول ، كان الدخان من حفرة الحرق من الشدة بحيث تصورت اننا نتعرض لهجوم بالغاز الكيمياوي، لم يكن الدخان مثل كل يوم بشكل اعمدة ترتفع الى السماء. كان هذا شيئا مختلفا ومخيفا. خرجت من مركز التسوق في القاعدة وبدأت السير باتجاه ثكنتي وهي تبعد بضعة امتار، كانت الرؤية معدومة. وكانت عيناي تسيلان بشدة حتى اضطررت ان اخفي وجهي في كمي. سحبت التي شيرت على انفي وفمي وغطيت عيني بقدر ما استطيع وبدأت اركض الى المبنى. بدأت اسعل بقوة وشعرت بالاختناق وكان سيلان عيني يمنعني من الرؤية .وحين وصلت بصعوبة الى مكان اقامتي ذهبت الى الحمام لأغسل وجهي واطرد مادخل جوفي من السخام.

بعد تلك الليلة قررت ان اوثق حفرة الحرق وقد ادركت ان آلاف من الجنود سيتعرضون الى مشاكل صحية نتيجة لهذا وكان لابد من وجود دليل . خلال شهري الاول في العراق حذرنا الليفتنانت كولونيل المسؤول عن الشؤون العام من تصوير حفرة الحرق او الحديث عنها للاعلام او الاقتراب منها. وهكذا ادركت انه من الممكن ان لا احد قد قام بتصوير الحفرة وقررت ان اقوم بذلك .

ولجهلي بما يمكن ان يحدث قررت ان اتسلل الى حفرة الحرق الخانقة في الليل واصورها. ركبت مع صديق انزلني على الشارع القريب من الحفرة وقفزت مع كاميرتي والحامل. كان علي ان اشق طريقي من خلال طقمين من الاسلاك الشائكة واتسلق حاجزا ترابيا ارتفاعه اكثر من 30 قدم. وحين تمكنت من ذلك وجدت نفسي في عالم آخر.

كنت في واد منخفض يشكل زاوية واحدة من حفرة حرق هائلة ممتدة. كانت نيران برتقالية تغطي حواف القمامة وكانت الريح تدفع الدخان بعيدا عني باتجاه المعسكر. واثناء اسراعي بنصب الحامل لاحظت برج مراقبة ليس بعيدا. ولذعري وجدت اني على الجانب الغلط من الحفرة ، لهذا كان هناك اسلاك شائكة . فجأة اصبحت الامور اكثر خطورة. اذا رآني حراس المراقبة فربما يطلقون النار علي ، متصورين ان الحامل هو منصة اطلاق مدفع هاون وكان الظلام حالكا من جهتي فلا يمكن رؤية بزتي العسكرية.

على اية حال كنت عازما على التقاط بضعة صور سريعة بدون استخدام الفلاش . وبدأت بالتصوير . رأيت شيئا يتحرك في الطرف الآخر من الوادي. امسكت بحركة لا ارادية رشاشتي ام 16 . لم يكن شيئا واحدا يتحرك وانما عشرات الاشياء، وحين دققت النظر تبين لي انها قطيع من الكلاب المتوحشة. فجأة انطلق نحوي كلب يشبه الذئب.

لم اكن استطيع اطلاق النار عليه لئلا يمطرني الحراس بوابل من النيران. وقررت ان افضل دفاع هو أن أناوره برشاشتي . حدق في صامتا لحظات خلتها دهرا ثم استدار وتركني. هنا قررت ان اعود، لملمت معداتي وتسللت بنفس الطريق وركضت الى المركبة التي كان صديقي ينتظرني فيها . وهذه احدى الصور التي كدت اموت بسببها.



والسؤال هو : ألم تكن هذه الكلاب تخاف النار؟

والجواب في التقرير التالي :

وقد كتبته ايضا كيلي كنيدي وهو بعنوان (شركة كي بي آر تسمح للكلاب بنهش الاطراف البشرية )
ونشر في ارمي تايمز بتاريخ 3 كانون اول 2008

والمقالة عن قضية رفعها فني كومبيوتر هو جوشوا ايلر الذي عمل مع الجناح الجوي الاستطلاعي ال 332 ، والقضية مرفوعة ضد شركة كي بي آر (فرع هاليبرتون) التي كانت مكلفة بحرق مخلفات المعسكرات. ويقول في دعواه ان العديد من العسكريين والمقاولين ومواطني العالم الثالث العاملين في اكبر قاعدة جوية في العراق وتحوي اكثر من 30 الف عنصر، قد تعرضوا للتلوث والاضرار الصحية بسبب قيام شركة كي بي آر بحرق المخلفات في حفر مفتوحة وليس في محارق مغلقة لأن سعر هذه مكلف.

يقول المشتكي في دعواه مايلي " في احدى المرات شاهدت بعيني كلبا متوحشا يعدو وفي فمه ذراع بشري. وكانت الشركة قد رمت الذراع في حفرة الحرق." وتقول الشكوى ان الجنود عادة مايرون كلابا متوحشة حول حفرة الحرق يفتشون عن اطراف واشلاء بشرية ،


++

أظن الآن أصبحت القصة متكاملة :

1- أطراف عراقية مقطوعة ترمى في حفر حرق
2- كلاب متوحشة تحوم حول حفر الحرق
3- كلاب تخطف الأذرع والأرجل العراقية لتأكلها.

لهذا .. لا يرمي الأمريكان أطراف جنودهم في تلك الحفر وانما يشحنوها الى أمريكا في توابيت خاصة.
وقد يستقبلها الرئيس الأمريكي اوباما في مطار دنفر .

العبرة من القصة ؟ هذا هو الفرق بين أطرافنا وأطرافهم !! أطرافنا تدفن في بطون الكلاب وأطرافهم تدفن في مقبرة ارلنكتون ليصلي عليها نوري المالكي.

هناك 8 تعليقات:

  1. ليست المشكلة بالامريكان فهؤلاء أتباع دارون وكلمة انسان وانسانية لا تعني لهم شيئاً . الأزمة بالمسؤوليين بالعراق الي جالسين معهم كالعبيد. هؤلاء أسؤ من الأمريكان.
    تحيات ماهر

    ردحذف
  2. كلامك صح فيما يتعلق بالعبيد، ولكن مسألة الامريكان لايعرفون الانسانية، فإني اختلف معك في انهم يعرفون الإنسانية جيدا حين يتعلق الأمر بالمواطن الأمريكي فقط ، وهذه هي فكرة المقالة نفسها، انهم يهتمون بأعضاء وأشلاء إنسانهم ولكنهم لا يهتمون ان يذهب الانسان العراقي الى الجحيم.

    ردحذف
  3. أنا قصدت بالامريكان المسؤوليين بالسياسة والبنتاقون والمخابرات والاقتصاد والاعلام ولا تنسي جماعة بل السفاحيين بالوول ستريت أصحاب المليارات...الأزمة الاقتصادية والمالية أظهرتهم على حقيقتهم كيف قاعديين يتهبلوا على مواطنييهم أو بالاحرى يتهبلوا على بعض بعد ما كانوا يتهبلوا على العالم.... والتزوير بالأعلام يطلقوا عليه فن وشطارة ...يعني الكذب على شعبهم يعتبرونها تقدم وحظارة


    تحيات ماهر

    ردحذف
  4. اذاً ... رأينا صوراً لمحرقة البشر الامريكية ! ولم نجد صورا لمفرمة صدام المزعومة !!
    في هذه الحالة , من هو (القصاب) صدام حسين أم الامريكان ؟ وكأن الامريكان وحكومتهم العميلة يدعون العراقيين للترحم على ايام صدام .... مثالهم , مثال الحكاية التالية :
    ((يُحكى أن احدهم وعى على دنياه والناس يلعنون والده (دفان المقبرة) المتوفي , ولدى سؤاله لوالدته عن سبب لعن الناس لوالده ؟ حكت له : كان والدِك يخرج الموتى بعد دفنهم لينزع عنهم الكفن , وبعد غسله , نبيعه لنستفاد من ريعه في ايام العوٌز !!!
    وعد الفتى أمه (في قرارة نفسه) أن يجعل الناس يترحمون على ابيه !
    قام , بعد أخراج الميت (أثر دفنه) ونزع الكفن عنه , بوضع وتد (خازوق) بمؤخرته ! بعد ان انكشفت أفعال الولد , بدأوا الناس بالترحم على الوالد بمقولة : - رحمة الله عليٌه , كان ياخذ الكفن فقط !!!-))


    أتفق ..... لم يكن صدام حسين ملاكاً , ولم يكن ليحكم ( قرية وليس دولة ) لو كان كذلك , ولكنه لم يكن بالشيطنة التي صوروه بها للعالم , لأنهم متشيطنين افظع من الشيطنة التي حاولوا تصويره بها !!!


    عراق

    ردحذف
  5. عزيزي عراق

    ليش في ايام صدام الله يرحمه ، كان العراق مثبور مثل هاي الثبيرة؟ هل كانت هناك هذه الميليشيات اللي لا تعرف جنسياتها منها الامريكية ومنها الايرانية ومنها العراقية ؟ هل كان القتل والذبح يجري في الشوارع؟ هل كنت ترى دبابة واحدة في أي يوم في شارع عراقي؟ رغم كل الحروب والقصف الذي تعرضنا له؟ هل رأيت جدرانا عازلة؟ اسلاكا شائكة ؟ حتى حول القصر الرئاسي او مقرات الأماكن المهمة ؟

    افرق واضح.. كان صدام يضيق على معارضيه، وهم كلهم هذه الشكولات التي تحكمنا الآن. ولكن الآن كل العراقيين مجرمين وابرياء ، موالين ومعارضين في نكبة مابعدها نكبة. والرجل يخرج من بيته لا يعرف ان كان سيعود أم لا. والطفل لايستطيع ان يلعب خارج بيته خوفا من الخطف، آخر حادثة كانت عن واحد خطف ابن جيرانه (جيرانه) وساوم اهله على الفدية واستلمها لكنه قتل الطفل !! هل كانت المرأة لا تخرج من دارها خوف الاغتصاب؟

    ماذا أقول .. هذه نكبة مابعدها نكبة.

    ردحذف
  6. عشتار ...
    في اعتقادي ان الاشلاء هي بالعكس امريكية

    اولاً:
    فكري عمليات الاستئصال للاجزاء التي لايمكن اصلاحها لاناس على قيد الحياة.

    ثانياً:
    الاميركان لا يدفنون اي شيء ولا يحرقون اي شيء من الجثث العراقية فقط يتركونها بلا مبالاة لتنهش.

    ثالثا:
    الجيش الامريكي مكون من عدد ضخم من الشركات التي لم تاتي من اميركا وهؤلاء ان قتلوا فانهم لا يسلمون لبلدانهم ففكري ان تحول احدهم الى اشلاء بالمعركة والبقية تعرفينها اي ان اخفاء الاشلاء جزء من الحرب الاعلامية.

    اي ملخص الكلام هم لايهتمون حتى بحرق جثثنا واخيرا بالمفهوم الامريكي حرق الجثة لايعتبر اهانة وانما افضل من الترك والدليل هو الفكرة الاغريقية القديمة حيث كانوا يحرقون جثث ابطالهم كما في الملاحم مثل الالياذة او الاوديسة.

    كما ان من تقاليد اتلاف العلم الامريكي هو الحرق او الدفن بالنتيجة حرق الجثة يعتبر تقدير لها وعليه اعتقد ان جميع هذه الجثث هي لها علاقة بالجيش الامريكي لاسباب يتم اخفائها واما شهدائنا فهم متروكون بدون اهتمام كما تم رمي ودهس من يعترض طريقهم وهكذا...

    مع التقدير

    البرجوازي العراقي  

    ردحذف
  7. عيني عشتورة ..
    من الظلم أجراء اي نوع مقارنة ما بين دولة العراق قبل 2003 و دولة الاحتلال بعدها !! سابقا كان عراق سيادة وبعد 2003 أصبح عراق أبادة !!!

    عراق

    ردحذف
  8. عزيزي البرجوازي العراقي

    أظنها عراقية للاسباب التالية:

    1- ذكر في الحوار الصحفي والمحاور والمحاورة امريكيان.

    2- الحرق بقصد التكريم ليس هو مايجري الآن ، ولا يحرق الميت حسب بعض طقوسهم في المزابل وانما في محارق خاصة لهذا الغرض ويؤخذ الرماد ويسلم لذوي الميت في جرة فاخرة.

    3- إن اشلاءهم التي تقطع بسبب تفجير شديد مثلا تجمع جميعا وتوضع في توابيت واذا لم تعرف اشلاء احدهم من الآخر (اذا كانوا اكثر من واحد) توضع في تابوت واحد وترسل الى امريكا وتستقبل استقبالا عسكريا. وهذا رأيت صورا له اكثر من مناسبة.

    لهذا أنا أخمن أن الأشلاء هي للمتعاونين معهم الذين يصابون في التفجيرات التي تصيب قافلة ما ومعها مترجمها، وحين تجرى العمليات لهم مثل بتر او غيره ترمى الاطراف المبتورة هكذا الى الكلاب، لأن المترجم عادة لا يخطر أهله او جيرانه انه يعمل مع الأمريكان.

    ردحذف