"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

3‏/1‏/2010

حقائق جديدة في قضية طائرة ديترويت

لست وحدي من الكتاب ممن لا يهدأ له بال حتى يقع على أصل وفصل كل خبر خاصة اذا كان من النوع الذي يتحدى منطق الاشياء وطبائع الأمور. قصة هذا النيجيري عمر فاروق عبد المطلب مثلا.

اليوم كتب د. محمد الرحال تشكيكا في القصة وأشار الى دور قناة العربية في الترويج لمثل هذه البروباغندا البنتاغونية ، ومما اشار اليه حكاية ان الترويج بدأ في الغرب لوضع اجهزة كشف الجسم كله والتي راجت قبل سنتين ثم استبعدتها المطارات الاوربية باعتبارها سوف تثير اعتراض المتدينين او انها لم تكن بتلك الفعالية، حتى ان مطار امستردام الذي طار منه عمر فاروق الى الولايات المتحدة كان قد اشترى عدة اجهزة منها ولكنه لم يستخدمها وظلت في المخازن. والان أعاد وضعها واعتبرها شيئا ضروريا لأمن الطائرات.

من هذا الخيط ، بحثت عن الشركة الصانعة لهذه الاجهزة فوجدت انها شركة كنتك Qinetiq

وهي من كبرى شركات الدفاع البريطانية وكانت حكومية حتى قررت الحكومة فصلها الى قسمين ، خصخصت احد اجزائها وباعتها لعدة شركات منها شركة كارلايل الأمريكية سيئة الصيت التي اصبحت تملك 31% من اسهم شركة كنتك.

شركة كنتك معظم مديروها - حسب الاصول - يهود ، وهي تتعامل مع وزارة الدفاع في بريطانيا وأمريكا واستراليا وايضا الشرق الاوسط (اسرائيل) . وقد ضمت الى هيئة الادارة جورج تينيت رئيس السي آي أي حين خرج على التقاعد، كما يقال أن لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير كانت له علاقة غير مباشرة بالشركة.

طبعا بما أن شركة كارلايل تملك ثلثها الان، وانتم تعرفون من يملك شركة كارلايل : بوش الاب والابن - عائلة بن لادن - جيمس بيكر وزير خارجية بوش الاب - السعودية (يعني كل اقطاب الأرهاب) فيمكنكم ان تجمعوا واحدا زائد واحد وتعرفوا النتيجة.

هذا ليس كل شيء.

في عام 2006 سقطت طائرة مقاتلة بريطانية في افغانستان وقتل 14 من خيرة جنود بريطانيا RAF ، وقد اذيعت نتائج التقرير في أواخر 2009 ووضع بعض اللوم على شركة كنتك. والواقعة حدثت حين احترقت طائرة من نوع نمرود فوق مقاطعة هلماند بعد تزويدها بالوقود في الجو واعتقد في حينها ان الوقود قد لامس انبوب الهواء الساخن. واكتشف التحقيق ان اخطاء التصميم لعبت دورا مهما في الحريق واتهم شركة بي أي اي الصانعة باعطائها انطباعا خاطئا حول نظام انابيب الهواء الساخن الى وزارة الدفاع وشركة كنتيك التي كانت تقوم بدور المستشار المستقل وقال التقرير ان كنتك لم تقم بدورها جيدا ولم تفحص نتائج الشركة الصانعة.

بعد نشر التقرير مؤخرا ، اضطرت الشركة الى اقالة مديرها التنفيذي (غراهام لوف) وتعيين (ليو كوين) اعترافا منها بالخطأ ولو انها قالت أن الاستبدال ليس بسبب تلك الواقعة.

منذ حادثة الطائرة واسهم الشركة في النازل. وقد خسرت مئات الملايين من الدولارات بسبب هذه الهبوط الذي عزته الشركة الى تلكؤ الجيش الأمريكي وعدم حسم امره في شأن سياسته في العراق وافغانستان مما جعله يتردد في تنفيذ العقود التي وقعها مع الشركة .

الشركة ضالعة جدا في مسألة (مكافحة الارهاب) حيث عقدت في 23 حزيران 2004 مؤتمرا دوليا حول دور المعلوماتية اثناء الحرب قالت فيه رئيستها حينذاك بولين نيفيل جونز أن "القاعدة وجماعات الارهاب يمكنها المبادرة بأسرع منا وعلينا ان نسبقهم " وقد ناقش المؤتمر محاور مثل : التطورات المحتملة في ستراتيجية القاعدة - زيادة استخدام العمليات النفسية في الحروب - دور التأثير الستراتيجي وادارة الوعي في الحروب الحديثة- دور التقنيات الجديدة في تشكيل حملات المعلومات - دور ادارة المعلومات في فترة الانتقال من الحرب الى السلام .

باختصار مؤتمر عن غسيل العقول والبروباغندا. لماذا تشغل شركة اجهزة الكترونية نفسها في مثل هذه المواضيع ؟

ماذا لدينا الآن ؟ شركة دفاع تعاني من خسارة ، وربما المنقذ الوحيد هو دفع مطارات العالم لشراء جهاز لم ينل قبولا كبيرا لاسباب فنية او اجتماعية . الشركة في نفس الوقت خبيرة ومهتمة بمسائل (البروباغندا اثناء الحرب وكيفية توجيه الوعي الشعبي الى الوجهة المرغوب فيها) . الشركة في نفس الوقت يملكها كل من شارك في حربي العراق وافغانستان من الرؤساء والشخصيات المهمة المدنية والعسكرية.

أول مطار يسارع لشراء الجهزة البايرة منذ اول تصنيعها ولكن لا يستخدمها ولكنه الان اول مطار يضعها قيد الاستخدام : مطار امستردام الذي تحرسه شركة مملوكة لاسرائيليين كانوا يعملون في اجهزة الاستخبارات الاسرائلية سابقا. وهي شركة أي سي تي اس انترناشنال. وهي بالمناسبة نفس الشركة التي كانت تحرس كل المطارات التي انطلقت منها الطائرات التي اطاحت بالبرجين في نيويورك والبنتاغون.

هل كان تلفيق هذه الواقعة هو لمجرد بيع اجهزة وانقاذ شركة من الافلاس ؟ هذا سبب مهم خاصة ان كبار المسؤولين الذي شاركوا في شن الحرب يملكون اسهما فيها. ولكن ربما اتحدت عدة مصالح في تلفيق هذه القضية ، مثل مصلحة توريط اليمن، مصلحة ادامة الحرب بالتخويف من استمرار خطر (القاعدة) . هناك مصالح كثيرة احتشدت في (لباس) المسكين عمر فاروق.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق