"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

15‏/1‏/2010

مخصوص للوزيرة الكردية: هل تسمحين للاحتلال بالمغادرة بدون ان يرفع قمامته؟


بقلم : عشتار العراقية

اتمنى ان يترجم احدكم هذه المقالة الى اللغة الكردية ، حتى تستطيع وزيرة بيئتنا نرمين عثمان أن تفهمها لأنها سبق أن قالت لمراسلي معهد الحرب والسلام انها تعتز بانها تخطيء نحوياً عند كلامها باللغة العربية موضحة "كيف يمكنني أن أثبت هويتي الكردية لو أنني لم أخطيء في اللغة العربية؟" وكنت قد علقت في وقتها على هذا بقولي "يعني الوزيرة الذكية لو عاشت في انجلترة او نيويورك فستظل طول حياتها تخطيء باللغة الانجليزية حتى يعرف الناس انها كردية !! لأن هويتها لا تصح الا مع الخطأ !!! او حتى يثبت (الاكراد) للناس انهم لا يتعلمون بسرعة." وتساءلت في حينها "ما أخبار البيئة بالمناسبة؟ " لخشيتي على بيئتني العراقية من وزيرة بهذه العنصرية !
المهم .. نريد ان تقول لنا الست الوزيرة بالعربية المكسرة او بالانجليزية المعوجة او بالكردية اللبلب ، ماذا فعلت أو ستفعل في المشكلة التالية:

++

نسمع بين يوم وآخر خبر تسليم قواعد أمريكية على أرض الرافدين الى الجيش العراقي ، والتسليم عبارة عن ابواق تعزف وعلم ينزل وعلم يرفع ، وابوك الله يرحمه . هكذا تنتقل السيادة .. نعم بهذه السهولة. ولكن أكو مشكلة واحدة.

وحسب مقالة نشرت في نيويورك تايمز فلا القانون الدولي ولا القانون الامريكي يلزم الجيش الأمريكي بتنظيف مكانه قبل أن يغادره. كما قال كبير المحللين في مؤسسة راند السيد ديفد موشر وكان قد شارك في كتابة تقرير عام 2008 للجيش حول الاعتبارات البيئية خلال العمليات العسكرية ويقول فيه "هناك ثغرة هائلة حيث لا شيء في سياسة وزارة الدفاع الامريكية يلزمها بفعل اي شيء" كما ان اتفاقية بقاء القوات التي وقعتها حكومة الخضراء مع الولايات المتحدة في 2008 لا تحدد شيئا وانما تذكر نصا عائما يقول (على الطرفين تنفيذ الاتفاقية باسلوب يتماشى مع حماية البيئة الطبيعية والصحة والأمن البشري"

ربما سيقول احدكم : شنو المشكلة ؟ نسوي حملة عمل شعبي ونجيب ناس تمسح وتكنس وراهم ، خلي بس يطلعون!

المشكلة ليست في المسح والكنس، ولكن في ما سيتركونه وراءهم من قنابل غير مفجرة، واسلحة كيمياوية، ومواد قاتلة للعشب والنباتات. والبيئة هي دائما الضحية الاولى لكل حرب ولكل ميدان قتال، ولعلكم تذكرون اليورانيوم المنضب الذي تركته القوات الامريكية منذ حرب 1991، وماذا عن هذا اسلحة الدمار الشامل التي استخدمتها مثل الفوسفورو الابيض في الفلوجة وغيرها بعد غزو العراق، وماذا عن الاسلحة النووية التكتيكية التي استخدمتها في قتال الجيش العراقي في الحربين؟

مازالت الارض العراقية تعاني من التصحر بسبب ذلك ، والانسان العراقي يعاني من السرطان بكل انواعه. ورغم أن دليل العمل في القيادة المركزية الأمريكية ينص على ضرورة التأكد من تنظيف كل المواد الخطرة واي تلوث بيئي يمكن ان يعرض الحياة البشرية في الدولة المضيفة للخطر. وهناك اقتراحات للقوات لتطوير "خطة لاعادة المنطقة الى حالتها الاصلية ، واجراءات للمناطق التي لايمكن اعادتها الى التها الاصلية او الى حالة افضل"

ولكن تبقى هذه مجرد اقتراحات غير ملزمة ، ومما يعقد الأمور أن امور النظافة اثناء اقامة القوات الامريكية في القواعد عهدت الى شركات اهلية مثل كي بي آر ، ولعلنا نتذكر صيحات التحذير والشكاوى التي اطلقها الجنود مؤخرا يشتكون من التلوث الذي يتركه قيام تلك الشركات بحرق مخلفات الجنود في محارق مفتوحة مما اثر على صحتهم واصابهم بالأمراض.
كل جندي من جنودهم يترك فضلات (بكل الانواع التي تتخيلونها) في حدود 9 الى 12 رطل كل يوم ، حسب ارقام وزارة الدفاع الامريكية . ينبغي ان تحرق هذه الفضلات في محارق وهذه نفسها تسبب اضرارا صحية وبيئية، واذا دفنت في البلاد او خارجها فستسبب مشاكل دولية حول (دفن النفايات) .

ثم هناك الاسلحة غير المتفجرة ويقدر الجيش الامريكي رسميا ان 3-5% من القنابل والصواريخ والمقذوفات لا تنفجر. وفي مناطق التربة الرخوة مثل العراق قد ترتفع النسبة الى 15% حسب برنامج البيئة التابع للامم المتحدة.
ثم هناك تسرب وقود المركبات والطائرات الى التربة العراقية.

وحتى يكون القاريء في الصورة ، اقامت القوات الامريكية ومتعددة الجنسية في حوالي 300 قاعدة سلم بعضها ومازال يجري تسليم البقية الى الجيش العراقي.

ويتعذر الامريكان بأن ماحاق بالبيئة العراقية خلال ربع قرن من الحروب والصراعات يجعل من الصعوبة معرفة اي الضرر كان مسؤولية الولايات المتحدة وايّها غير ذلك !!

مسألة صعبة كلش ، مثل حكاية جريمة الجندي خارج الواجب ام داخله ، وهكذا يخلصون انفسهم كما في كل جرائمهم. وأكبر الظن أن الجندي جويسم حين يتسلم القواعد ، ويسكن فيها ، سوف يجد كلما ضرب الأرض ببسطاله وهو يؤدي التحية، قدمه تغوص في "خير" الجندي جون وقد خلّفه وراءه ذكرى "عطرة" لأيام الإحتلال المجيد!


++

نبهني صديق الغار (عراق) الى أبعاد أخرى في مسألة رفع الاحتلال لقمامته في تعليقه التالي:

لابد للوزيرة ان تسمح للاحتلال بالمغادرة دون رفع قمامته ... لانها لو مانعت , فربما تكون هي من ضمن القمامة التي سيرفعها قبل مغادرته !!!

عراق



هناك تعليقان (2):

  1. لابد للوزيرة ان تسمح للاحتلال بالمغادرة دون رفع قمامته ... لانها لو مانعت , فربما تكون هي من ضمن القمامة التي سيرفعها قبل مغادرته !!!
    عراق

    ردحذف
  2. ماكو چارة النا عراقيين .. هاي شلون فاتتني..!!

    ترة المقالة - لأول مرة - كانت تتحدث عن البيئة بشكل بريء ولم اقصد الزبالة التي جاء بها الاحتلال ، ولو فعلت لكان للمقالة ابعاد أقوى وأهم.لهذا اسمح لي أن اضيف جملتك الى المقالة نفسها.

    ردحذف