"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

28‏/12‏/2009

تجارة الرقيق الرائجة في العراق الجديد


عن الوكالة الفرنسية - منظمة الهجرة الدولية تقول ان هناك مئات وربما الآلاف من الافارقة والاسيويين (معظمهم من اوغندا وبنغلادش وباكستان ) متورطون في العراق لايملكون مصاريف العودة الى بلادهم بعد ان ضحك عليهم بعض السماسرة وجاءوا بهم الى العراق وانتزعوا جوازات سفرهم وتركوهم متوحلين او استغلوهم ابشع استغلال. ومعظم هؤلاء يأتون للخدمة في البيوت (في بيوت طبقة الحواسم واثرياء الحرب والاحتلال ) وأن المنظمة كانت قد ساعدت 7000 واحد من هؤلاء من قبل والان لديها 700 واحد ولكنها لا تملك المال للعناية بهم واعادتهم الى اوطانهم . وناشدت المنظمة اهل الحلال التبرع لها بمليونين ونصف دولار .
وحكومة الاحتلال في المنطقة الخضراء لا تعرف ماذا تعمل لأن العراق كله صار باب جغان، وليس هناك سيطرة من هذه الحكومة او ليس لديها ارادة للتصرف خاصة ان معظم هؤلاء (عبيد هذا العصر) يجلبون الى منطقة الماما طالباني والكاكا برزاني وبقية العصابة، باعتبارهم اللي حومسوا العراق كله.

وشركات الاتجار بالبشر وهي جريمة دولية منظمة، تشبه بالضبط جريمة جلب العبيد من افريقيا ايام زمان باصطيادهم وتكبيلهم . لكنهم في هذا العصر، يصطادون الفقراء برسم خيالات الثروة والغنى لهم بالعمل في بلاد تحتاج الى جهودهم ، وعادة الواحد من هؤلاء قد يستدين من سابع جار ويدفع للسماسرة حتى يقبلون به، ثم ان التاجر يأخذ هؤلاء ويبيعهم الى تجار آخرين وهؤلاء الى آخرين حتى يصلوا الى التاجر الكبير او الفاسد العظيم الموجود في العراق ويكون عادة شركة (عمالة وتوظيف) أو (شركة مقاولات ) فتأخذ هؤلاء لتشغيلهم في اي مكان لا يحلمون به، فإذا كانت بين العبيد فتيات جميلات سيكون مصيرهن الملاهي ودور البغاء مقابل اللقمة والسكن، واذا كان فيهم ذكور اشداء فمصيرهم العيش كالحيوانات في زريبة للكد والكدح ليل نهار مقابل اللقمة فقط. ولهذا لا يجدون حتى ما يمكنهم من العودة الى بلادهم.

في المقابل هناك الان نفس الشركات ونفس السماسرة ، يأخذون خيرة شباب العراقيين بكذبة (الهجرة الى كندا) او الى أمريكا او اوربا ، مستغلين حالة اليأس والبطالة بين العراقيين مقابل مبالغ ايضا يدفعها العراقي على امل الحصول على حياة أفضل، ويقع في نفس دائرة الخداع والله العالم اين ينتهي به المصير.

لماذا راجت تجارة البشر والتي تبلغ 5 ملايين انسان سنويا في العالم (معظمهم اطفال ونساء وشباب ) ؟ لهذه الأسباب:

1- ليس هناك قوانين حتى الآن في معظم الدول تجرم هذه التجارة ، والعقوبة التي يحصل عليها التاجر والبضاعة معا هي عقوبة (الدخول غير الشرعي للبلاد) وعادة لاتزيد مدة السجن فيها عن بضعة اشهر او سنة، او تكون الترحيل عن البلاد، أو غرامة بسيطة.

2- ارباحها (وبسبب عدم وجود عقوبة رادعة) اكثر من أرباح الاتجار بالمخدرات والسلاح وأقل خطورة.

3- تعاون الضحايا الكامل معهم على الأقل في بداية الطريق قبل اكتشاف الخديعة. بل ان الضحايا يدفعون مبالغ من اجل موافقة التاجر على (اصطيادهم) . يعني الضحية يكتل نفسه حتى يحظى بشرف ان يكون عبدا.

4- تنوع الأسواق المستوردة لهذه البضائع (البشرية) فهناك من يريد نساء للمتاجرة بأجسادهن ، وهناك من يريد اطفال للأغراض الجنسية ايضا وكذلك للعمل بالسخرة، وهناك من يريد عمالا بأجور رخيصة ولاينتمون الى نقابات تدافع عنهم.

5- وجود حلقات الفساد في الأجهزة التنفيذية في معظم البلاد المصدرة او المستوردة لهذه البضاعة.

6- طبعا السبب الأكبر هو وجود بيئة طاردة للضحايا من بلادهم .. الفقر والبطالة والحروب والكوارث الطبيعية، وما اكثرها في العالم. ولهذا فتجار البشر يتقاطرون في ذيول الغزاة ، وينشطون في المناطق المحرومة والجائعة والمضطربة من العالم.

للاستزادة حول الموضوع ، ارجو قراءة ملف (تجارة الرقيق) في هذه المدونة والذي يكشف تورط الشركات الأمنية المرتزقة في العراق في هذا النوع من التجارة ، وكيف ان جنرالات الحرب الأمريكان هم الذين يملكون هذه الشركات. أي ان جنرالات الحرب يدمرون البلد ثم يشكلون شركة ويعودون للاتجار بكل شيء فيه واول البضائع : البشر.

هناك تعليق واحد:

  1. توجد هذه الظاهر إينما يتواجد الامريكيون، فشيوعها في دول الخليج هو إنعكاس طبيعي لتقديم صورة متناقضة عن صورة العالم الحر الذي يدعيه الامريكيون، لتقديم حالة تناقض بين دعوات الدفاع عن حقوق وحالة الاتجار بالبشر ،التي تتم بمساعدة الامريكيين في خلق آوضاع إضطراب وتشويش علي الدول المستعمرة وتقديمها في صورة الوحش الكاسر ، الذي لايحترم حوق الانسان مايعني انتشار هذه الضاهر هو خلق إنطباع سيئ عن دول العالم الثالث ، عبر خلق وتكريس ظوار الاتجار بالبشر في مناطق الكوارث
    حسن الطائي
    صحافي عراقي

    ردحذف