"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

2‏/1‏/2009

أين الكذب وأين الحقيقة في قصة هذا ا لتمثال؟



الصورة كما يقول الخبر : تبين نصبا للجندي الأمريكي نحته فنان عراقي اعترافا بجميل أمريكا

والشرح الذي ذاع مع الصورة في 2004 كان كالآتي :

(هذه صورة نصب أقامه فنان عراقي اسمه كالات kalat ، كان صدام حسين لسنوات عديدة يجبره على ان يصنع مئات التماثيل لصدام والتي تتناثر في بغداد. وكان هذا الفنان ممتنا للغاية لتحرير بلاده على ايدي الأمريكان حتى انه أذاب 3 رؤوس تماثيل لصدام وصنع منها هذا التمثال الذي يخلد الجنود الأمريكان ورفاقهم الساقطين في ارض المعركة. الى يسار الجندي الراكع فتاة عراقية صغيرة تربت على الجندي وهو حزين لموت رفيقه بين يديه. والنصب الان معروض في القصر الذي تقيم فيه فرقة المشاة الرابعة. وسوف يشحن ويعرض في متحف فورت هود بتكساس)

في النص أعلاه تبدو البروباغندا على أشدها : الشعب العراقي ممتن للمحتلين وهو يقيم لهم النصب اعترافا بالجميل. وأن الفنانين كانوا يجبرون على اقامة تماثيل صدام حسين. وان فنانا واحدا صنع المئات منها.

الحقيقة : ان النصب حقيقي وقد نفذه فنان عراقي من مادة البرونز بعد اذابة تمثالين للرئيس صدام حسين. ولكن الحقيقة تقف هنا. فكل التفاصيل الاخرى كاذبة. الفنان العراقي لم يجبر ايام صدام حسين ، ولم يصنع مئات التماثيل بل ساهم في تمثالين منها. ولم يصنع النصب الأمريكي تعبيرا عن امتنانه . بل ان النصب لم يكن فكرته، وانما دفع له افراد من الجيش الأمريكي مبلغا سخيا . حتى تصميم النصب الأمريكي كانت فكرة الجيش الأمريكي. واليك الحقيقة كاملة.

لقد ساهمت فرقة المشاة الرابعة في اسر صدام حسين في كانون اول 2003 ، وقد شاهد أفرادها الكثير من رفاقهم يقتلون ويصابون في اعمال المقاومة التي انتشرت بعد انتهاء المعارك الرئيسية. في منتصف 2003 ، حين كانت الفرقة المشاة الرابعة في تكريت ، ترأس السارجنت ميجور تشارلس فوس مشروعا لتخليد ذكرى قتلى الوحدة وصمم نصبا يبين لجندي ينحني امام بسطال وبندقية وخوذة جندي قتيل.

وبسبب الحاجة الى فنان ينفذ هذا ، بحث فوس والامريكان الاخرون عن فنان محلي فأوصى مقاول عراقي بالفنان خالد الالوسي ( الاوسي؟ الكلمة الانجليزية هي Alussy ) وكما تبين فيما بعد كان خالد واحدا من عدة فنانين عملوا تمثالين بارتفاع 50 قدم لصدام حسين على ظهر حصان موضوعين في مدخل شارع رئيسي يفضي الى القصر الرئاسي في تكريت. وهومقر الفرقة الرابعة المشاة. وقد قبل خالد (ينطق من قبل الأمريكان kalat ) ان ينفذ المشروع للأمريكان ليس حبا بهم ولكنه كان في حاجة الى المال. ولم يسأله الضباط عن آرائه السياسية ولكن لو سألوه لأجابهم بأنه يشعر بالمرارة لأن صاروخا امريكيا قتل عمه خلال الغزو. وفي مقابلة معه قال ان الحرب كانت من اجل النفط وحمل الولايات المتحدة مسؤولية العنف والبطالة في العراق.

وقال "لقد صنعت تماثيل لصدام من اجل النقود لعائلتي ولأكمل دراستي وهو نفس السبب بالضبط الذي انفذ من اجله هذا النصب للامريكان"

وكان المبلغ الذي طلبه اكثر مما توقع الأمريكان ، وقال لهم ان سعر البرونز غال، ولهذا قرر الامريكان تفجير تمثالي الفارس صدام حسين واستخدموا البرونز للنصب. وهكذا وافق السيد خالد على ان ينفذ النصب مقابل 8000 دولار. وقال لهم ان النظام السابق دفع له بسخاء لاقامة التمثالين. ومن اجل تمويل المشروع ، اعلن السارجنت فوس في نشرة الجيش الداخلية ان يتبرع الجنود بدولار واحد لكل منهم وهكذا في خلال اسابيع جمع 30 الف دولار.

في تموز 2003، فجر مهندسو الجيش تمثالي صدام حسين وقطعوها ثم صهروها، وأوصلوها الى منزل خالد سرا لئلا يكتشف جيرانه انه يتعامل مع الأمريكان. وقد استخدم خالد صورة للسارجنت جلين سمبسون كنموذج للجندي الراكع ، وبدأ عمله وقرب النهاية اضيف جزء آخر اليه. فقد قرر السارجنت فوس وآمر الفرقة الجنرال راي اوديرنو ان النصب لابد ان يشير الى علاقة قوية بالعراق، واقترح الجنرال اضافة طفلة صغيرة ترمز لمستقبل العراق الجديد، وقال فوس : حين اخبرنا الفنان بذلك طلب 10 الاف دولار اخرى . لقد تعلم الرأسمالية بسرعة.

بعد اربع شهور اخرى من العمل المتواصل انهى خالد مهمته ووضع النصب في مدخل مقر الفرقة الرابعة مشاة في تكريت في شباط 2004 ثم شحن النصب الى متحف الفرقة في فورت هود بتكساس.

المصدر: snopes.com

هناك 5 تعليقات:

  1. ايباه ... هي نفس المادة ... بس شتان بين النوذجين ... وبعدين امثال هذا الازدواجي كثيرين بالعراق للاسف ... شنو رايك عشتار ... ان نقوم بالتبشير بالعقيدة الصدامية ... والله نكسب اجر .. بهذولة الي ما يعرفون دربهم وين .... بس لا ... اكيد ..ذولة ما ينتمون .. الا تتوزع عليهم الاف الدولارات ... منين نجيب

    ردحذف
  2. عزيزتي سلوى

    بعيدا عن السياسة : قصة هذا الفنان الشاب تصلح والله فيلما. اقول لكم ان العراق مليان بالقصص التي تصلح روايات.

    شوفي مثلا العوز (او الجشع) المادي يجعل الفنان يدمر عملا فنيا تعب فيه سابقا، ويصنع منه شيئا آخر حسب الطلب. كيف يستطيع فنان حقيقي ان يفعل ذلك ؟ ان يخرب ما خلقه بيديه؟

    ردحذف
  3. ثم ياعزيزتي سلوى

    الصداميون الحقيقيون لا يشترون بالمال. ولهذا لا تدوخي حول من اين تأتين بالمال لشراء احد.

    ردحذف
  4. كالات.. وهل بعد كالات كلام؟؟؟؟
    الفنان الحقيقي هو الي يجعل من الشئ القبيج جميل، وليس العكس.اماالفقر والجوع أقدم شماعة للخيانة، وأحطها وأحقرها..
    بس اني شفتها من زاية أخرى، حسيت الجندي راكع لفردتي حذاء منتظر، والبنية ضابرته على قفاااااه، وتكوله هاااا مو كلناكم لاتتحرشون بينه، وهو لازم راسه ويصيح غير غبي ابن غبي شسوي!!

    هم جيفارية

    ردحذف
  5. كالات هذا مثل غيره ، كنت طبيبا" لصدام حسين ، وكنت مترجما" لصدام حسين ،وثالث يقول كنت الشبيه لصدام حسين ، تلك كتب قال فيها القائلون ماأرادوا من قلة الذوق والسفاهة وفساد الأخلاق وضياع الغيرة وأنعدام الحياء ومقابلة الخير بالشر ، لاتستغربوا كالات من أمثال هؤلاء،للعمالة صور وتلك الأفعال من تلك الصور ، لاأعتقد أن للعوز أثر في هذا الفعل المشين ، لنقل أن للعفة مكان هنا فكم من محتاج لايعلم بسره ونجواه الإ الله ، هي دعاية للذات يقولها خالد ولسان حاله ينطق (عميل معروض للبيع)،أعتقد أنه لومارس (عملا"آخر) غير هذا لكان أحق به

    ردحذف