"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

24‏/11‏/2013

في مصر: أكبر مذبحة في التاريخ الحديث

غارعشتار
كيان يناصر الإخوان في مصر يسمي نفسه (صحفيون ضد الانقلاب) نشر بيانا مؤخرا بعنوان (ذكري مرور 100 يوم علي مذبحة القرن) الذي يصادف اليوم. أي قرن؟ الواحد والعشرين؟ هل فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة هو (مذبحة القرن)؟ وماذا عن فلوجة 1 وفلوجة 2؟ لقد حدثتا أيضا في هذا القرن. وماذا عن المذابح العراقية المستمرة منذ 10 سنوات؟ وماذا عن المذابح في أفغانستان وكلها حدثت في القرن الواحد والعشرين؟
ولكن تمهلوا .. في نهاية البيان، يبدو أن الحماسة أخذت كاتبي البيان كل مأخذ، فلم تعد (رابعة) مذبحة القرن فقط،  وإنما (مرور 100 يوم علي مجزرتي رابعة والنهضة باعتبارهما أكبر عملية قتل منظم وإبادة جماعية في التاريخ الحديث)!!
أين صارت هيروشيما وناغازاكي؟ وأين إذن محرقة العامرية في بغداد؟ وأين مذبحة الجنود العراقيين المنسحبين من الكويت؟ وأين الهولوكوست الذي يزعمه اليهود بملايينه الستة؟ وأين جرائم رواندا؟ وأين مايزعمه الأكراد من حلبجة والمقابر الجماعية والأنفال؟ وأين مذابح دير ياسين وصولا الى جنين وغزة؟ وماذا عن مجزرة الحصار الشامل على العراق لمدة عقد من السنين؟ وماذا عن الإبادة التي تعرض لها شعب فيتنام وشعب العراق بالمواد السامة الفتاكة المحرمة دوليا مثل العنصر البرتقالي واليورانيوم المنضب والفوسفور الأبيض؟ القوائم تطول وفيها وقائع حقيقية ووقائع مضخمة، ولكن يبدو أن كل من يلتحف بلحاف (المظلومية) يحب ان تكون (مذبحته) أكبر وأفظع وأشنع وأسوأ ماحدث في التاريخ الحديث!! شاطبا بذلك على كل المذابح السابقة واللاحقة.. وأن يقول هذا (صحفيون) يتوقع منهم قول الحقيقة دون تزييف؟ فهذا غير مقبول .. على الأقل كان فض رابعة والنهضة تحت  انظار الجميع وعلى الهواء في كل الفضائيات، وقد رأينا كلنا كيف حذرت الشرطة ونادت بمكبرات الصوت المعتصمين بالخروج، وكيف خرجت طوابير منهم خروجا آمنا.. وهذا لم يحدث في ناغازاكي وهيروشيما.. ولا في فيتنام ولا في الفلوجة ولا في العراق حين ضرب كله باليورانيوم المنضب، ولم يسمح لأطفال وأمهات العامرية بالخروج الآمن من الملجأ قبل تحويله الى محرقة للجميع، وحين سمح في 1991 لجنودنا بالانسحاب من الكويت تم احراقهم في ماسمي طريق الموت.. ولم يسمح بالخروج الآمن لحوالي 8000 من جنودنا الذين دفنوا أحياء في خنادقهم في أطراف الكويت.
وأقول لهؤلاء الصحفيين الغشم: روحوا قلبوا في الكتب وافهموا أولا معنى (قتل منظم وإبادة جماعية) وبعدين تعالوا طلعوا بيانات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق