"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

27‏/12‏/2011

مقالة جديرة بالقراءة: من هو الشعب المخترع حقا!

 بقلم:ام جي روزنبرغ
ترجمة وتعليق عشتار العراقية
أعتذر عن وصف المقالة حين نوهت عنها أمس هنا، بأنها (رائعة) ، ولكنها جديرة بالقراءة لأن كل مايكتب من مواضيع تهمنا هي جديرة بالقراءة. اعجبني من المقالة التي قرأتها بسرعة في الايام التي فاتت ، لأني كنت مشغولة بمسألة اخرى خاصة استغرقت بعض وقتي، ان  الكاتب يرد على حجج الذين أيدوا نيوت جنجرش المرشح الجمهوري الذي قال ان الشعب الفلسطيني مخترع وانه ليس هناك في التاريخ شعب مثل هذا. ويقول الكاتب اليهودي ايضا والمؤمن كما يبدو - بعد قراءتي المقالة بتمعن - بحق اليهود الاوربيين في اقامة دولة على ارض فلسطين (لم يذكر كلمة احتلال مرة واحدة) وكان في بداية المقالة قد دخل مدخلا جيدا وبذكاء قائلا:

من الصعب تصديق ان اي شخص يدافع عن شرعية اسرائيل كدولة سوف يصدق  مقولة رئيس الكونغرس السابق نيوت جنجريش بأن فلسطين "دولة مخترعة".
إن الانتصار الفريد للحركة الصهيونية هو انها اخترعت دولة وشعبا -اسرائيل والاسرائيليين - من العدم. كان اول طفل يتحدث العبرية في خلال 1900 سنة كان اتمار بن آفي الذي لم يولد الا في 1882. وكان والده اللغوي اللامع اليعازر بن يهودا قد اخترع لغة حديثة له ليتكلم بها وهي لغة اصطنعها اعتمادا على لغة الكتاب المقدس.
ومؤسس دولة اسرائيل كان ثيودور هرتزل (1860-1904) وهو كاتب من فينا اقنعته محاكمة درايفوس في فرنسا - ومناهضة السامية التي ابداها الجناح اليمين بسبب المحاكمة - بأن على اليهود الخروج من اوربا.
في 1897 كتب الكتاب الذي سيدشن الحركة الصهيونية . وكان اسمه  Der Judenstaat
ويعني (الدولة اليهودية) او (دولة اليهود) الذي اقترح فيه نقل اليهود من اوربا الى دولة خاصة بهم. ولم يحدد اين ستكون دولة اليهود. كان همه ان يحصل بسرعة على اية ارض في أي مكان لتكون ملاذا لليهود. فيما بعد قرر ان  فلسطين هي الاكثر ملاءمة لان فيها عاش الشعب اليهودي وفيها مارس حق تقرير المصير في الأزمان القديمة. وحيث هناك فعلا ما تزال اقلية صغيرة من اليهود. ولكنه ايضا تحدث عن مكان في افريقيا او الامريكيتين اذا لم تكن فلسطين متاحة.
كان رد الفعل لفكرة هرتزل في باديء الامر هي انه على شيء من الجنون. وكان اليهود الملتزمون بالاستيعاب  في أماكن وجودهم يصرون على ان اليهود ليسوا امة وانما عقيدة دينية. كانت جنسياتهم فرنسية او المانية او بولندية او عراقية او امريكية - وليس جنسية يهودية خيالية لم توجد لمدة 1900 سنة.
 وفي اواخر 1943 حين كان الهولوكوست على اشده، استقالت اللجنة اليهودية الامريكية - الملتزمة بوجهة نظر الاستيعاب - من الهيئة التي انشأها يهود امريكا للرد على الكارثة النازية بسبب "المطالبة بتأسيس كومونولث يهودي في فلسطين"
إن من ينكر ان للفلسطينيين حق اقامة دولة يبني قضيته على حجتين، كلاهما خارج المنطق. الاولى هي ان الفلسطينيين لم يمارسوا حق تقرير المصير في فلسطين ، كانوا دائما تحت حكم آخرين من الازمان القديمة حتى يومنا الحاضر.
والجواب على هذا هو : وماذا في ذلك ؟
ما الذي يجعل من الشعب حقيقة؟
معظم الدول في العالم افتقدت حكمها بنفسها لفترات طويلة من تاريخها. بولندا عاشت بين 1790 و 1918 حتى بعد محو الدولة من الخارطة - وقسمت بين روسيا وهنغاريا النمساوية. وقد حصلت على الاستقلال في 1918 لفترة وجيزة وفقدته على ايدي النازيين ثم السوفيت من 1939 الى 1989. هل يستطيع اي شخص ان يزعم بأن بولندا دولة مخترعة؟
مجرد الفكرة سخيفة خاصة اذا جاءت من الاسرائيليين او الامريكان (او الكنديين او النيوزلنديين او الاستراليين ..) وهم الذين كان وجودهم الوطني مسألة من ضرب الخيال قبل عدة قرون.
الحجة الثانية هي ان الفلسطينيين لم يفكروا في انفسهم كفلسطينيين حتى بدأ اليهود ينتقلون الى اراضيهم (لم يقل احتلال) وأن الوطنية الفلسطينية هي رد فعل على الصهيونية.
ومرة اخرى نسأل: وماذا في ذلك ؟
حين هبط اليهود الاوربيون في يافا بفلسطين في بداية موجات الهجرة في اواخر القرن التاسع عشر ، كان هناك عرب ينتظرون في الميناء. وحين اشترى اليهود اراض ، كان العرب الذين اجبروا على الرحيل.
وإذا كان اولئك العرب لم يسموا انفسهم فلسطينيين حتى بدأت الحركة الصهيونية ، فاليهود ايضا لم يكونوا يسمون انفسهم اسرائيليين. حتى 1949 كان اسمهم (يهود).
++
 حين نحلل المقالة نجد انه يمنح (اسرائيل) شرعية وجود (رغم انها دولة محتلة) من خلال مقارنة اليهود الوافدين من اصقاع العالم (والذين ليس بينهم مشترك الا الدين) منذ ستين سنة ، بالفلسطينيين الذين عاشوا آلاف السنين على ارضهم ولم يغادرها بعضهم الا بعد احتلالها، وبعد المذابح التي ارتكبها المحتلون. كأنما يتوسل (شرعية) الكيان الصهيوني الطاريء، من شرعية وجود الفلسطينيين الراسخ!! دون أن يرى غرابة في زرع اجانب قادمين من ثقافات مختلفة ويتحدثون لغة مخترعة (ولايمتون بأية صلة باليهود القدامى الذين عاشوا في المنطقة في يوم ما، كما ليست لديهم صلة باليهود العرب)  في ارض عربية لها تقاليد وثقافات مختلفة.
الأصل هنا

هناك 5 تعليقات:

  1. بحسب بحثي الاولي، المقالة غير مترجمة حتى الان.
    لكنها منشورة بالانجليزية في عدد من المواقع.
    والله أعلم

    ردحذف
  2. أخي ابو ذر
    شكرا على تجشمك عناء البحث، ولكني اضطررت الى حذف التعليقين لأنهما يحتويان ترجمة الكترونية للمقالة تقول انك اخذتها من الجزيرة الدولية، وهذا شيء غريب. هل نشروا هذه الترجمة هناك ام انك انت ترجمتها بواسطة كوكل. هل فهمت انت شيئا من الترجمة الالكترونية؟ أنا لم افهم ولهذا حذفتها. معذرة.

    ردحذف
  3. استاذه عشتار ممكن تنبشي لنا ما في هذا الموقع من اسرار ؟
    من يصير عندج مجال

    ردحذف
  4. ابو ذر العربي28 ديسمبر 2011 في 7:15 ص

    تحية لك يا عشتار
    واشكر جهدك المميز
    لقد حاولت ان انقل ما استطعت عن هذه المقالة
    وكنت على عجلة من امري
    والوقت ضيق
    وها انت الان تعملين ما يود الكثيرين القيام به
    اما بالنسبة للموضوع
    فانهم اليهود وطريقتهم دائما في التلاعب بالالفاظ وعندما يتمعن القاريء في الفكرة ويتعمق في قراءتها يجدها انها لمصلحة اليهود وتخدم اهدافهم
    تماما مثل قرار مجلس الامن 242 عندما تجد فيه انسحاب "غير محدد" واراض "غير محددة "وهكذا
    فلا يجوز ان نطلق حكما ظاهريا على ما يقولونه او الموافقة عليه قبل ان يفسروه حرفيا وعمليا
    وهذه مصيبتنا الكبرى في المفاوضين او من يحاور هؤلاء
    فالكاتب في ظاهر حديثه الرحمة ومن داخله العذاب والعياذ بالله
    وشكرا لجهودك الطيبة
    ولكم تحياتي

    ردحذف