"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

27‏/5‏/2011

يهودستان: مقدمة إنهيار الكيان الصهيوني



استاذ القانون في جامعة ألينوي. عمل مستشارا قانونيا للوفد الفلسطيني لمفاوضات سلام الشرق الاوسط من 1991 الى 1993 . احدث كتبه بعنوان (حق العودة للفلسطينيين بموجب القانون الدولي ) صدر هذا العام .
ترجمة عشتار العراقية
وضع رئيس الوزراء (الاسرائيلي) الليكودي بنيامين نتانياهو يده داخل جعبة الحيل الصهيونية وسحب مطلبا جديدا تماما لم يطف سابقا على سطح تاريخ عملية السلام في الشرق الأوسط منذ مفاوضات كامب ديفد برعاية شخصية من الرئيس الامريكي جيمي كارتر في 1978: على الفلسطينيين الاعتراف ب(اسرائيل) كدولة يهودية.
ولايثير العجب أن ادارة اوباما التي يهيمن عليها ويمولها الصهاينة، صادقت علنا على العقبة الجدية هذه في طريق السلام كما وضعتها (اسرائيل) بخبث. وهو مطلب عنصري ومعيق لأي محادثات.
 إن شرط نتنياهو العنصري هذا سوف يؤدي الى اسقاط الجنسية عن حوالي 1.5 فلسطيني يعيشون في (اسرائيل) ويعتبرون اصلا مواطنين من الدرجة الثالثة، ويهيء الارض لطرد جماعي لهم الى بانتوستان فلسطين حسب رؤية نتانياهو للحل الاخير للمشكلة الديموغرافية الصهيونية التي خلقها وجود الفلسطينيين. وهذا المطلب العنصري والإبادي سوف يقضي بطريقة غير شرعية على حق العودة لخمسة ملايين لاجيء فلسطيني في انحاء العالم كما ينص عليه قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة 194 (3) لسنة 1948 ، واعلان حقوق الانسان المادة 13 (2) لعام 1948 والمباديء العامة للقانون الدولي والقانون الانساني الدولي وقانون حقوق الانسان. وهذا سوف يقضي على كل أمل بالسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين الى  الأبد ويمهد الطريق لخلق "اسرائيل الكبرى" المهيمنة على كامل التراب الفلسطيني كما هي اهداف نتنياهو والليكود.
 ولكن اذا كان نتانياهو جادا فعلا في دفع العالم للاعتراف ب(اسرائيل) كدولة يهودية ، فهناك اسلوب بسيط يمكنه به التحقيق الفوري لهذا الوضع الدبلوماسي ومن جانب احادي وبدون موافقة الفلسطينيين. حسب المباديء الاساسية للقانون الدولي، كل دولة حرة في تغيير اسمها اذا رغبت بذلك : مثلا الكونغو سمت نفسها زائير ثم عادت الى اسمها القديم. وهكذا فإن اسرائيل حرة في تغيير اسمها الى (يهودستان) .. دولة اليهود.
 بعد ذلك بما ان كل دولة في العالم لديها علاقات دبلوماسية ومعاهدات مع (اسرائيل) سوف تعترف بالضرورة بيهودستان وتتعامل معها على اساس يومي حسب هذه التسمية. وسوف يحل اسم يهودستان محل اسم (اسرائيل) في نظام الامم المتحدة وفي كل المنظمات الدولية المعنية، وكل المعاهدات الثنائية والمتعددة التي تعاقدت عليها (اسرائيل). وبالتأكيد بعد كل الفظائع وجرائم الابادة التي ارتكبتها (اسرائيل) ضد الفلسطينيين واللبنانيين، نستطيع ان نفهم تماما رغبة (اسرائيل) في تغيير وصف نفسها. ويهودستان هو الاسم الجديد المناسب .
 وفي الواقع ان (اسرائيل) لم تكن  ابدا اي شيء سوى بانتوستان لليهود اقيم في الشرق الاوسط من قبل القوى الامبريالية الاستعمارية الغربية البيضاء العنصرية من اجل ان تكون كلبهم  الشرس العنصري ومنفذ الابادات ضد العرب والمسلمين. ومن اللحظة الاولى لقيامها 1947-1948 ، اصبحت (اسرائيل) تاريخيا بلد اليهود- اي بانتوستان العالم لليهود. وهكذا تستطيع (اسرائيل) تغيير اسمها اخيرا ليصبح يهودستان ، وتعترف بطبيعتها العنصرية بشكل رسمي وتدفع العالم كله للاعتراف بها بهذه الصفة.

بالتأكيد، كل البانتونستانات  السوداء في نظام جنوب افريقيا العنصري الاجرامي قد تفككت ولم تعد قائمة. ونفس الشيء سوف يحدث للبانتوستان اليهودي في الشرق الاوسط مهما كان الاسم  الذي سيطلقونه على أنفسهم. وفي الواقع ان يهودستان/اسرائيل اقرب في التشبيه الى يوغسلافيا التي انهارت كدولة وفقدت عضويتها في الامم المتحدة ولم تعد قائمة كدولة لهذا السبب بالتحديد.
 وحين يحدث الانهيار المتوقع  لبانتوستان (اسرائيل) اليهودية فسوف يتدفق كل اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في المنافي حول العالم الى وطنهم حسب القرار 194. في الوقت الحاضر، على الفلسطينيين الا يوقعوا على اي شيء مع يهودستان ويتركوا بانتوستان اليهود هذا يتفكك وينهار بسبب الثقل العنصري والإجرامي الذي ينوء تحته. وهكذا نتخلص منها.
 ++
تعليق: تغيير الإسم شكلي، لأن الكيان الصهيوني بالاسم المختار (اسرائيل) أصلا قائم على مزاعم دينية توراتية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق