"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

19‏/5‏/2011

مرة أخرى: ماذا حدث في بهرز ؟ - 7

الحلقة 6

ترجمة وتحقيق عشتار العراقية

في الحلقة السابقة ترجمت لكم رسالة الملازم مجرم الحرب غرايدر الى مارك كرافت مدافعا عن نفسه ورجاله والجيش الأمريكي ضد (المهووسين بنظرية المؤامرة) .

كان جواب مارك كرافت على الملازم غرايدر بما يلي:اولا يبدو ان الملازم غرايدر يعتقد اني بنشر الصور أهاجمه شخصيا. وفي الواقع ان اسمه ذكر مرة واحدة  باعتباره قائد الوحدة المشتبكة في بهرز في ذلك اليوم. ومصدر معلوماتي هذه كانت تقارير صحفية عما حدث في ذلك اليوم ولم اقل ابدا ان الملازم غرايدر كان له علاقة بالصور نفسها.

(اعترف غرايدر في رسالته بانه هو الذي التقط الصور- عشتار) .

مطالبة غرايدر لي بأنه كان علي ان احقق في المسألة اكثر قبل ان اعرض الصور ، تغفل اشياء مهمة عديدة.

1- لا ازعم اني صحفي وانما انا صاحب موقع على الانترنيت وعرضت صورا ارسلت الي من مواطن امريكي في العراق، مواطن وجد مشكلة في الصور وشعر بضرورة عرضها على الملأ
2- لم يكن لدي وسيلة واضحة للاتصال بالملازم غرايدر
3- حتى لو كنت قد اتصلت بالملازم غرايدر اولا فماكنت سأعرف إن كان يقول الحقيقة أم لا. إن الإنكار لا يعني البراءة
4- اشعر ان من حق الشعب ان يطلع على الصور بغض النظر عما اذا كان الملازم غرايدر مذنبا او بريئا.
5- شعرت ان عرض الصور خطوة مهمة في سبيل معرفة المزيد عنها.
 
في رسالته يقول الملازم غرايدر ان الصور التقطت حسب اوامر  الاشتباك. وفي حين اني لا انكر انه بالتأكيد كان يتبع الأوامر ، فالسؤال هو ، لماذا كان من الضروري التقاط صور اخرى تبين نفس السلاح وهو قاذفة ار بي جي موضوعة امام كل شاب عراقي من اجل استخدامها كما قال "دليلا ضد المتمردين الناجين؟" ألم تعكس الصور الأولى حقيقة الوضع لمعظم الفتيان العراقيين مدار البحث؟ ومن الواضح انها لو كانت ببساطة مسألة التقاط صورة اضافية واحدة لبيان اي من الفتية العراقيين كان يحمل الار بي جي ، كانت الواقعة تكون اصدق. أليس كذلك ؟

المعنى هنا هو انه صار مقبولا، كسلوك روتيني، حين يؤمّن الجنود الامريكيين منطقة معينة ، ان ينظروا الى  العراقيين الذين قتلوا أو جرحوا او اعتقلوا كمتمردين ، بغض النظر عما اذا كانوا مسلحين ام عزل، وان تلتقط الصور التي تعكس هذه "الحقيقة" . النتيجة النهائية ان لدينا مراهقين عراقيين اثنين في السجن، بافتراض انهما اطلقا قاذفة ار بي جي على القوات الامريكية ، وهما في خطر ان تستخدم هذه الصور ضدهما حين يقدمون الى المحكمة .

الخطأ هنا، اساسا، هو نظام منتشر يؤمر فيه ضباط الجيش الامريكي ان يجمعوا ادلة تنفع في حالات التقديم لمحاكمات جنائية مستقبلية ، وان تسلم للحكومة العراقية. وجمع الأدلة هذه على اية حال لن يقبل به في اية محكمة محترمة ، ولا يطابق المعايير الدولية المقبولة. ويبدو ان المحاكم العراقية الجديدة لا تحترم هذه المعايير ايضا. انظر المقالة التي نشرت اصلا في لوس انجيليس تايمز(يشير مارك كرافت الى رابط المقالة بعد اعادة نشرها في موقع - Iraqtunnel وكان النسخة الانجليزية لموقع دورية العراق وقد تم اغلاقه قبل الدورية) واقترح بدلا عن ذلك قراءة هذه المقالة لي التي اترجم فيها مقاطع من مصادر مختلفة حول عدالة الاحتلال!

وإذا كان على الضباط جمع ادلة ، فلابد من تدريبهم على قواعد جمع الأدلة التي يدرب عليها الشرطة - لااكثر ولا اقل. ومثل كل حالة جنائية تقدم للمحكمة لابد من  اهمال الدليل السيء. وبالتأكيد لن يعتبر معظم الأمريكيين مثل هذه الطرق لجمع الأدلة، مقبولة، حتى لو كان الجنود ينفذون الأوامر فقط.

+++

ملاحظات من موقع آخر على رسالة غرايدر
 
اعترف غرايدر بانهم زرعوا الاسلحة والان يزعم ان هذا كان لاسباب بريئة "حيث سوف تستخدم لمقاضاة المتمردين الناجين" ومن الواضح ان هذا لا ينفع. كما لو ان المحققين ذهبوا الى موقع الجريمة وعبثوا بالادلة لخلق صور تؤدي بسهولة الى المقاضاة. هذه الصور لاتنفع كأدلة.  لو كانوا فعلا مهتمين ببناء قضية للتقديم للمحاكمة كان عليهم التقاط صور لأي اسلحة موجودة في المكان في مكان العثور عليها وتسجيل المعلومات حول علاقة الاسلحة بالاولاد العراقيين. غرايدر يعترف بنفسه :

" هل كانت هناك قاذفات اخرى اسقطوها وهم يحاولون الهرب بعد اختبار قوتنا الكاسحة؟ لا اعلم ولم يكن لدينا الوقت للتفتيش حيث بدأ اطلاق نار علينا من جهات اخرى من  اسلحة خفيفة من كل اتجاه."

بتعبير آخر: لم يكن هناك ار بي جي لدى العراقيين. هذا ينهي المسألة ، وهو اعتراف بان هذا القتل لم يكن دفاعا عن النفس. ولاشك تلاحظون انه يزعم انه لم يستطع البحث عن اسلحة اخرى حيث "بدأ اطلاق نار علينا" ولكنه قبل فقرتين يزعم انهم كانوا في حالة تسمح لهم بمعالجة العدو والتقاط الصور ( كان اطلاق النار قد توقف -لأننا حيدنا المتمردين الذي كانوا يطلقون النار علينا-) القصة تتناقض في التفاصيل وتتهاوى.

في الحلقة القادمة : ملاحظاتي ، وماذا عن ملاحظاتكم؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق