"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

19‏/5‏/2011

مرة أخرى: ماذا حدث في بهرز ؟ - 6


بعد أن نشر مارك كرافت المقالة والصور (الحلقة الخامسة) التي فضحت جريمة بهرز، رد عليه آمر الفصيلة التي ارتكبت الجريمة محاولا تبييض صفحته ، سابغا صفات النبالة والعدل والشرف على نفسه ورجاله. ولكنه وقع بطيبعة الحال بنفس غلطة كل كذاب، من تناقضات مفضوحة.

ترجمة عشتار العراقية

أولا دعوني ابدأ بالتعريف بنفسي . اسمي الملازم الاول ت ج غرايدر Grider كنت قائد هجوم الفصيلة الذي نتج عنه مقتل هؤلاء المتمردين . وقد قتلت بنفسي بعضهم والتقطت لهم الصور التي تتناثر على الانترنيت الان.
افعالي وافعال رجالي في ذلك اليوم كانت شرعية ودقيقة وتتبع تماما  قواعد الاشتباك. لم تنتهك قوانين الحرب البرية او ميثاق جنيف. كل ما كنت أتمناه هو: لو كان السيد مارك كرافت الذي كما يبدو يتابع التعليقات على هذا الموقع ، قد اتصل بي وقام ببعض التحقيق قبل ان يضع اسمي على صفحة  انترنيت رابطا اسمي واسم فصيلتي وهي ربما اكثر فصيلة حصلت على الاوسمة من فرقة المشاة الاولى في عملية تحرير العراق ، بجرائم حرب.

والآن سوف اجيب على بعض الاسئلة لننتهي من هذه القضية  امام الناس العقلاء الذين يقرأون هذا . أما اولئك المهووسون بنظريات المؤامرة او الذين يؤمنون بأن الولايات المتحدة تشن حربا غير شرعية ، فإني اشك ان هذه الملاحظات سوف تغير افكارهم.

في 22 تشرين اول 2004 ، وصل بلاغ بالهاتف الى فصيلتي لمساعدة وحدة صديقة تخوض معركة في بهرز. تحركنا الى بهرز وقاتلنا لمدة 8 ساعات ضد اكثر من 60 هجمة بالأر بي جي ، وقناصة وعدد كبير من المتمردين من مختلف الاعمار والملابس ومستوى المهارة.  وقاتلنا طوال النهار مع متمردين ولم نطلق النار على اي شخص اعزل او لايشكل تهديدا.

مثال على ذلك هو حين ابلغني أحد عرفاء القطاع بأنه على بعد 150 مترا هناك رجل يحمل كاميرا فيديو يصور المعركة. سألني اذا كان عليه أن يشتبك معه فسألته اذا كان يحمل سلاحا. اجابني كلا وانه لا يمثل اي خطر. امرته بألا يقتل الشخص ويسيطر على النيران حوله لضمان عدم الاشتباك الا مع الأفراد الذين يحملون سلاحا او يشكلون تهديدا.  وقد أطاع وفي اليوم التالي ونحن نتناول طعام الفطور في مطعم المعسكر شاهدنا جزءا من المعركة على السي إن إن حيث ان مصور الجزيرة كان قد باع الفيلم لتلك الشبكة . وفي ذلك الفيديو كان هناك حوار مع المتمردين وقد وصفوا أنفسهم بانهم (مقاتلو حرية الجمعة) ووصفوا انفسهم بأنهم اشخاص عاملون من مدينة بهرز يحاولون طرد المحتلين الاجانب. وهكذا ترون اننا كنا نقاتل ضد رجال واولاد وكل من يحمل السلاح ضدنا. بعضهم يغطي وجهه بالكوفية او الاقنعة وبعضهم يبدون بالضبط مثل الاولاد في الصور.

وقد استلمنا امرا بالتحرك للاشتباك عبر بساتين النخيل حيث اصيبت مروحية من نوع محارب كيوا بأسلحة خفيفة وكان عليها ان تعود الى القاعدة. قدت فصيلتي المكونة من 30 رجلا الى بستان النخيل. كانت الرؤية بحدود 20 متر في البستان.. تصوروا شيئا مثل غابات فيتنام وليس الصحراء التي قد تخطر في بالكم كلما ذكر العراق. على مدى 4 ساعات مشينا حوالي 600 متر ونحن نتحرك ببطء لنتفادى الافخاخ والمتمردين المختبئين في البستان (وهذه منطقة نخيل كثيفة كما ترون في الصور ولم يكن الاولاد يلعبون كرة القدم كما قال بعضكم) .

في خلال تحركنا رأينا رجلا واحدا قرب كوخ. كان صاحب مزرعة تمر وبطبيعة الحال لم نشتبك معه. ادخلناه في الكوخ مع ماء وطعامه من التمر من اجل حمايته واخبرناه الا يخرج حتى ينتهي اطلاق النار والانفجارات. كان ممتنا لنا وفعل كما قلنا له.

وبينما استدرنا للعودة الى المدينة وانهاء تفتيش بستان النخيل وقعنا تحت وابل نيران ار بي جي كثيفة من مسافة اقل من 50 متر. انفجرت الار بي جي حولنا وبين الاشجار. قمت بموضعة الجنود من جهتنا للرد على النيران . وقد وصلني تقرير بالحالة من العنصر القائد ان هناك من خمسة الى ستة افراد يرتدون ملابس مدنية يطلقون النار علينا. قدت الفريقين الاخرين للاجهاز على العدو. تحركنا بسرعة الى نقطة الهجوم. وانا احث رجالي على التحرك والهجوم قال لي الجندي القريب مني بانه رأى متمردين يتحركون باتجاهنا. كانوا على بعد اقل من 25 متر. استدرت وتعرفت على المتمردين وبدأت الهجوم باطلاق النار من سلاحي.

لقد تعرفنا جيدا على هؤلاء المتمردين . كانوا يرتدون ملابس تطابق الملابس التي قال قائد المجموعة انه رأى المتمردين مطلقي النار يرتدونها وكان معهم ار بي جي.

اتخذت قراري لأني في تلك المرحلة كنت قائد معارك محنك ولدي سيطرة كاملة على الوضع. والآن سوف اصف الاجراءات التي اتخذت نحو الهدف. بعد أن اطلقنا النار على المتمردين وشعرت بالاطمئنان ان الوضع تحت السيطرة ، قدت الهجوم نحو الهدف.

اول شيء نفعله هو التحرز على الاسلحة وتأمين المنطقة.  شاهدت اثنين من الاولاد مازالا على قيد الحياة وقد اعتقلنا واحدا غير مصاب وكان يحاول الهرب. كان اطلاق النار قد توقف (لأننا حيدنا المتمردين الذي كانوا يطلقون النار علينا) وهكذا امرت العنصر الطبي واثنين من المنقذين القتاليين للبدء في علاج العدو المصاب فيما اقمت انا وقادة الفرقة الاخرين نقاط الأمان وكنا نخطط لحركتنا القادمة.

ثم التقطت الصور حسب قواعد الاشتباك. كانت الصور ضرورية كأدلة ضد المتمردين الأحياء اضافة الى توثيق الواقعة. كانت الصور الاولية قد التقطت بدون الاسلحة التي ابعدناها عن الافراد سابقا، وكان الشيء الصحيح من الناحية التكتيكية والاخلاقية ونحن نعالج الجرحى حتى لو كانوا قد حاولوا قتلنا.

طبقا للاوامر التقطنا سلسلة من الصور للمتمردين مع الاسلحة التي كانت لديهم. وانتم على حق. كان هناك قاذفة صواريخ واحدة وبعض الصواريخ. اما بقية الصواريخ فقد اطلقوها باتجاهنا قبل دقائق. هل كانت هناك قاذفات اخرى اسقطوها وهم يحاولون الهرب بعد اختبار قوتنا الكاسحة؟ لا اعلم ولم يكن لدينا الوقت للتفتيش حيث بدأ اطلاق نار علينا من جهات اخرى من  اسلحة خفيفة من كل اتجاه.

في تلك المرحلة كان علي اتخاذ قرار. كنا نستطيع ان نفعل الخطأ ونترك الجرحى للموت. كان يمكنني ان اسحب مسدس 9 ملم واقتلهم بنفسي. كان يمكننا ان نهددهم لنحصل على معلومات اخرى او ان نضربهم لانهم عرضوا حياتنا للخطر. لم نفعل اي شيء من هذا لأننا جنود محترفون في جيش الولايات المتحدة. اخترت ان افعل الصواب . وعالجنا الجرحى كما ترون في الصور.

حين قال الطبيب ان الجريحين في حالة مستقرة ، حملناهما على ظهورنا وتحركنا بهما ومعنا المعتقل الى مسافة 200 متر الى الشارع حيث كنت رتبت لسيارة اسعاف ميدانية ، وطوال هذا الوقت كنا مانزال نتلقى نيرانا دون ان نعرف المصدر. لقد انقذنا حياة كل ولد اطلق علينا النار وحاول قتلنا. وما لا تعرفونه هو ان المعتقل قد اعترف لمترجم انه واصدقاءه هاجمونا وانهم يقاتلون بأجر يدفعه لهم قائد متمردين

وفيما يتعلق بالصور فهي مهمة . سوف تستخدم في مقاضاة المتمردين الناجين رغم ان اعترافاتهم التي لم يذكرها السيد كرافت ابدا ستكون كافية لادانتهم.

لم يكن من الضروري بالنسبة لي التقاط تلك الصور ولكن هذا ما ارادته الحكومة العراقية الجديدة. لقد كانت توجيهاتهم للجيش الأمريكي ان يلتقط صور المتمردين مع الاسلحة او اي شيء محظور معهم. وهذا مافعلناه في ذلك اليوم.

نعم الار بي جي قد نقلت في اول الامر لتأمين المنطقة ثم التقطنا صورا . ماذا لو لم يكن لدينا وقت لالتقاط الصور لأننا تحت وابل نيران مهاجمة ؟ كنا في حاجة للصور على الاقل لتأكيد احداث ذلك اليوم. ولأننا لم نتعرض لاطلاق نار مباشر كان لدينا الوقت للعودة والتقاط الصور طبقا لمتطلبات الحكومة العراقية لحاجتها اليها لاغراض المحاكمات. ومن السخافة القول اننا زرعنا الاسلحة.

وأود أن اقول انه حين تطلق النار على شخص ما من مسافة قريبة يكون المشهد فوضوي. كان هؤلاء الاولاد يرتدون أحذية ولكنها طارت منهم مع الاسلحة التي تناثرت.

نهاية القول اننا حين جئنا الى  المكان لم نكن متأكدين من منهم كان يحمل القاذفة التي اطلقت منها الصواريخ. كان من الصعب في هذه الظروف معرفة كل شيء في وقت قصير. حين التقطت الصور وضعت الاسلحة الى جانب كل منهم لأنهم كانوا يقاتلون كمجموعة وكلهم مذنبون بدرجة ما.
سيحظون بمحاكمة وفرصة لعرض ادلة لاثبات براءتهم ولكن الدليل الوحيد الذي رأيته كان يدينهم.

ما لا يفهمه بعضكم هو اننا قتلنا بشرا في ذلك اليوم بغض النظر عن العمر. ولم نفعل ذلك الا للضرورة ولانقاذ الحياة ولمحاولة اداء المهام التي وضعتها لنا الوحدة التي ننتمي اليها. تلك المهام هي لتخليص العراق من المتمردين والارهابيين الذين يحاولون بث الفوضى امام الحكومة وارهاب الشعب العراقي. لقد ساعدنا في اداء المهمة ذلك اليوم.

طالما يستطيع اي فرد حمل السلاح واستخدامه ضد القوات الامريكية فلا العمر ولا الجنس يردعنا عن قتالهم حماية لارواحنا وانهاء المهمة.

في حين اني اؤيد حرية الصحافة وحقوق التعبير الحر ، فإن تلك الصور ماكان ينبغي ان تتسرب من قبل جندي لم يحضر المعركة اصلا. من واجبي ان  اسلم الصور الى سلسلة القيادة وهذا ما فعلته . وحالما تخرج من يدي لا استطيع ان اضمن من يضع يده عليها او اية قصة يخترعها لتتماشى مع الصور,

لقد فعلت انا ورجالي الصواب ذلك اليوم ولن اسمح لك او لأي شخص ان يوحي بأننا أحرجنا بلادنا بفعل شيء خاطيء.  وأرحب بأي تحقيق في الوقائع ذلك اليوم .
 **

في الحلقة القادمة : التعليق على الرسالة وكشف تناقضاتها ورد مارك كرافت عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق