"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

16‏/10‏/2010

دليل التطور في العراق : 2 دولار !

يغيظني أن أسمع العملاء والمحللين الاحتلاليين وهم يظهرون على الشاشات وعلى صفحات المواقع والصحف وهم يتبجحون بأن دليل التقدم والرفاه الحاصل في العراق هو مستوى الأجور: شوفوا المعلم - قبل الاحتلال - كان راتبه 2 دولار والان اكثر من 300 دولار!!

زين يابة خُلف الله على الإحتلال!

آخر مرة قرأت فيها هذه الجملة ، قبل قليل في سلسلة مقالات تنشرها مجلة (تايم) وهي عبارة عن يوميات (العودة الى العراق) حيث يعود جندي امريكي سابق مع صحفي ليروا آثار (التقدم) في العراق وقد وجدوا بغداد وقد تطورت كثيرا واختلفت. شلون ؟ شوفوا راتب المعلم .. كان 2 دولار واصبح 350 دولار في الشهر. وقد تركت لهم تعليقا حول هذا الموضوع.

طبعا هذه الجملة خادعة تماما اذا تركت هكذا - بدون توضيحات الملابسات - تحت أنظار اي قاريء خاصة القاريء الأمريكي الذي سيقارن مبلغ الدولارين بقيمة الدولار التي يعرفها ، وهكذا سوف يرى الفرق الشاسع الذي أحدثه الإحتلال.

من يستخدم هذا الدليل على التقدم ، عادة لا يذكر الحصار وكيف أن موارد العراق من النفط كانت تجمع في حساب خاص في الأمم المتحدة لا تستطيع الحكومة العراقية وضع ايديها عليه، وأن برنامج (النفط مقابل الغذاء) كان يصرف على كميات محسوبة من الطعام والدواء للعراقيين تحت اشراف صارم لمراقبي الامم المتحدة . ولم يكن يسمح للعراق بأموال من بيع نفطه لتلبية الاحتياجات الأخرى الضرورية لكل شعب ، مثل الأجور والخدمات الاساسية بضمنها التعليم واصلاح البنى التحتية والمتطلبات الثقافية والفنية الخ . وكان على الحكومة ان تبتدع وتبتكر الطرق التي تستطيع ان تحصل بواسطتها على مثل هذه الأموال المطلوبة بعيدا عن انظار الأمم المتحدة ، ومن هناك كان تهريب النفط، وكان طبع النقود الورقية الخ . من يذكر هذا الدليل لا يذكر ايضا ان قيمة الدينار العراقي كانت قد تدهورت الى الحد الذي يكون فيه مبلغ 2 دولار مبلغا لابأس به يكفي للعيش المعقول الى حد ما خاصة ان الحكومة كانت تؤمن عن طريق البطاقة التموينية الطعام وبعض ادوات النظافة ، كما كان الدواء يؤمن لذوي الامراض المستعصية الخ.

العملاء وابواق الاحتلال لايذكرون أن الـ 2 دولار لم تكن خيار الحكومة آنذاك وانما كان خيار أمريكا وبريطانيا ومجلس الأمن. كما انهم لا يذكرون ايضا ان مبلغ 350 دولار اليوم لا تكفي في ظل : انعدام الخدمات الاساسية حيث يضطر المواطن الى شراء البدائل بثمن باهظ وغلاء المعيشة وارتفاع ايجارات المنازل واختفاء البطاقة التموينية واشياء اخرى تبلع الراتب وكأنه لم يكن.

هناك تعليقان (2):

  1. للحقيقة فقط، فانا اود ان اوضح بأني مواطن عراقي و أحمل شهادة جامعية، قد تم تعييني في وزارة النقل والمواصلات في العام 1980 براتب شهري قدره 128 دينارا عراقيا اي مايزيد عن ال 400 دولار وقد كان هذا هو التعيين الاول لي للعمل في دوائر الدولة.

    صحيح ان الاجر الشهري للموظف حاليا هو 300 دولار ولكن وفي نفس الوقت فان سعر لتر البنزين سابقا كان يعادل نصف سنتاو اصبح اليوم بنصف دولار، ومعلوم تماما ان زيادة اسعار المحروقات تؤدي الى زيادة اكبر في كل الاتجاهات.

    عندما كان اجر الموظف قليلا كان لل 10 فلوس قيمه واليوم حتى ال 250 دينارا قد لا تساوي تلك ال 10 فلوس.

    ان من يقول بفرق المداخيل قبل وبعد الاحتلال فهو في الحقيقة لايرى ابعد من ارنبة انفه.

    ردحذف
  2. حين كان للدينار قيمة ، كنا بمبلغ 100 دينار فقط نسافر نصيف في اوربا.

    بعد الحصار وفي أوله صار سعر علبة الكبريت بـ 100 دينار ، وسعر استكان الشاي بـ 500 دينار.

    ردحذف