"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

15‏/10‏/2010

جاسوس حزين آخر!

ارسل اليّ مشكورا الصديق - معروف- مقالة تستعرض كتابا، يبدو انها طفت على سطح المواقع الناطقة بالعربية هذه الأيام وهي بقلم: د . سمير محمود قديح (باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية) وحين بحثت عنها على الشبكة العنكبوتية لم اجد حول الموضوع سوى هذه المقالة ، مع أن الكتاب الذي تتحدث عنه كان قد صدر في 1991 و اعيد نشره في 1994. وهذا يدلنا على مقدار نقص المعلومات لدى القاريء العربي، فلولا قيام هذا الباحث بالكتابة عن هذا الكتاب القديم لما علم به أحد من القراء العاديين او حتى غير العاديين. والكتاب نفسه لم يلق استقبالا كبيرا حين نشر في 1991 فلم اجد عرضا مهما للكتاب سوى ماكتبه دانيال بايبس ، الذي اعتبره مشكوكا في مصداقيته ولكنه استفاد من الكتاب من التلميحات والتصريحات السياسية او الاجتماعية من الكاتب الجاسوس (تونسي الاب عراقي الأم) حسين علي صميدة.

المقالة تبدأ :

صدر في العام ١٩٩١ وباللغة الانكليزية في كندا، والولايات المتحدة كتاب أصبح الان في مزبلة التاريخ (دائرة الخوف) يروي قصة الجاسوس العراقي حسين صميدة الذي تفاخر بتجسسه على شعبه، وارتمائه بأحضان الموساد. حسين صميدة جاسوس تباهى في كتابه (دائرة الخوف) بتجسسه ليحصل على حق اللجوء السياسي في كندا، وعلى دعم المنظمات الصهيونية لكتابه بالترويج له لعله يصبح من مشاهير الجاسوسية في العالم.

منذ بداية الكتاب يبدأ الجاسوس حسين علي صميدة بإلقاء اللوم على والده الذي دفعه للخيانة!!! لأنه (أي والده) كان يضربه وهو طفل صغير، وكان جافا معه، ولا يشتري له الهدايا والألعاب كما يشتري الآباء لأبنائهم. ولأن أباه كان أحد رموز نظام البعث العراقي ومن المدافعين عن صدام حسين الرئيس العراقي الراحل، فقد أصبح حسين صميدة يحقد على أبيه، وعلى صدام حسين ويفكر بأفضل الطرق للانتقام منهما.!! وكأن حسين صميدة الطفل الوحيد الذي ضربه أبوه أو أساء معاملته! لم يوضح لنا حسين صميدة في كتابه لماذا كان يضربه أبوه لكن أحداث الكتاب على الأقل تكشف لنا كيف أن الطالب حسين صميدة كان مستفيدا من مرتبة أبيه الحزبية، والسياسية حيث كان يتلقى معاملة خاصة من المعلمين في المدرسة والتحق بأفضل الجامعات في بريطانيا، وكانت سيارة خاصة تنقله من وإلى المدرسة، فيما الآخرون يذهبون سيرا على الأقدام.

حسين صميدة كما جاء في الكتاب ابن علي محمد صميدة أحد أقطاب النظام العراقي في عهد صدام حسين، وتونسي الأصل هرب من تونس في أواسط القرن العشرين لأنه كان من المعارضة التونسية وتوجه إلى سوريا ثم إلى العراق ليلتحق بنظام البعث العراقي ويصبح من رموزه.

إكمل قصة الجاسوس هنا.

++

طلب مني الأخ معروف أن اتابع القصة او احقق فيها بطريقتي العشتارية. وفي الواقع ليس هناك ما أتابعه حيث كتب الجاسوس كل شيء عن نفسه وبالتفصيل الممل ولم يترك فراغا يملأه باحث. ولكني تابعت ماكتب عن الكتاب منذ صدوره ، فوجدت الكتابات القليلة ومعظمها بشكل عرض تقدمه المكتبات التي تبيعه ، كانت تشكك في سلامة المعلومات وبواعث الكتاب. وقد تهيأ لي أن الكاتب في حالة عقلية غير سليمة وربما يكون الكتاب مزجا بين الخيال والهلاوس والحقيقة. فمثلا لا نجد في طبيعة المهام التي كلفه بها الموساد شيئا مهما لا يستطيع هذا الجهاز الحصول عليه بطرق افضل من تجنيد ولد في التاسعة عشر من عمره. كما ان السي آي أي الامريكية لم تستجب لنداءاته للعمل معها، ثم موقف الحكومة العراقية حيث تعلم بتجسسه فيعفيه الرئيس الراحل صدام حسين من العقاب بشرط العمل مع المخابرات العراقية ، فيتيح له ذلك فرصة الاطلاع على اسرار المخابرات. تبدو هذه الواقعة غريبة . أن تأتي بجاسوس تطوع للعمل لدى الموساد ثم توظفه في المخابرات. وحادثة انه ضحك على مسؤول امن اسرائيلي بأن الدواء المهديء الذي يتناوله انما هو اقراص حلويات !! شنو هذا المسؤول ما يعرف الفرق بين الدواء والحلويات؟ ثم لماذا يتناول دواءا مهدئا ؟ المهم انه لو أراد احدهم ان يحلل القصة كلها (من ضمن الوقائع التي اوردها الباحث قديح، او من ضمن الكتاب المتوفر على امازون) لابد أن يجد فيها تناقضات كثيرة. ولكن لدي هذه الملاحظات الأولية:

1- التشابه الغريب بين قصته وقصة زينب سلبي ابنة طيار الرئيس صدام حسين وكان الاثنان قد نشآ قبل ذلك في عز وترف ورفاهية السلطة وتهيأ لهما الدراسة في الخارج في أرقى المدارس ولكن الاثنين كانا يكنان (كرها) للوالد ومن ثم للرئيس صدام حسين صديق الوالد.
(اطلع على قصة زينب سلبي هنا وهنا وهنا وهنا )

2- هرب الاثنان من العراق في 1990

3- اتصلا باليهود بطريقة او بأخرى. زينب تعهدها يهود امريكا ، وصميدة اتصل هو بالموساد.

4- قال الاثنان جملة واحدة في توارد خواطر غريب (أن المناهج العراقية الدراسية لا تدرس قصة الهولوكوست، وهذا شيء مؤسف) !!

5- الاثنان تخيلا خيالات غريبة في كتابيهما .

6- الإثنان كتب كتابيهما (صحفية غير منزهة عن الاغراض السياسية)،أمريكية يهودية كتبت كتاب زينب وكندية ايرانية الهوى كتبت كتاب صميدة.

7- كلا الكتابين نشرا للحصول على مكسب شخصي من خلال الزعم بالاضطهاد من قبل العراق. زينب لاعلاء شأنها وصميدة للحصول على لجوء في كندا.

8- الإثنان خرجا من حياتهما الزوجية بالطلاق.

الفرق بين زينب وصميدة ان الاولى لعبتها صح فانتهى الأمر الى ان تصبح مليونيرة وبطلة لدى الغرب المتصهين . والثاني خربط ولخبط فانتهى به الأمر بعد حياة الترف الى ماسح زجاج المحلات في كندا وهو ينتظر ترحيله (بتهمة العمل في المخابرات العراقية ) لأن العمل في هذا المجال تهمة وجريمة اما العمل في الموساد فهو بطولة في عرف العالم المتحضر.

هناك تعليق واحد:

  1. نتذكر ايضا قصة ابن قائد حماس الذي غير حتى ديانته اضافة الى تجسسه على حماس لصالح الكيان الصهيوني.

    يبدو أن هذا عارض (الابناء الخونة) الذي يمكن ان نسميه (عارض بروتوس)نسبة الى بروتوس الذي ساعد في قتل قيصر الذي رعاه ورباه.

    نحتاج الى عالم نفساني واجتماعي ليخبرنا سبب خيانة الابناء المدللين لآبائهم المناضلين، والتحاقهم بصفوف العدو؟ ماالذي سوف يمنحه لهم العدو اكثر مما منحه لهم آباؤهم واوطانهم ؟

    ردحذف