"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

5‏/7‏/2010

التجسس على الوطن : قضية فيها نظر

هذه القضية تفتح الجدل حول عدة قضايا اهمها :

قضية ولاء ذوي الجنسيتين
قضية : هل المعلومات النفطية صناعية ام أمنية وعسكرية؟

زوي فينج (الصورة) جيولوجي امريكي من أصل صيني يعيش في تكساس. ذهب الى الصين ليجمع معلومات عن الصناعة النفطية هناك وباعها للشركة التي يعمل فيها بمبلغ يتجاوز ربع مليون دولار. ودافع عن نفسه في المحكمة الصينية التي حكمت عليه بالسجن 8 سنوات، بأنه لم يرتكب جريمة لأن هذه معلومات عامة توفرها كل الشركات النفطية في العالم .

ولكن الصين لها قانونها وهي تعتبر الصناعة النفطية مسألة أمن قومي. ومن حقهم ان يحموا امنهم القومي.

وجاء في حيثيات الحكم أن زوي استلم وثائق حول الظروف الجيولوجية لابار النفط وقاعدة بيانات تعين اماكن اكثر من 30 الف بئر نفط وغاز تمتلكها شركة النفط الوطنية الصينية وفرعها شركة بتروالصين المحدودة . وان هذه المعلومات بيعت الى شركة IHS Energy وهي شركة استشارات امريكية يعمل فيها زوي وتسمى الان شركة IHS Inc.

وفي موقع الشركة نجد التعريف التالي لها :

تعتبر شركة IHS من كبرى الشركات العالمية المزودة للمعلومات التقنية، وأدوات دعم القرار، وغيرها من الخدمات ذات الصلة. فشركة IHS تساعد الشركات على الوصول إلى المعلومات الهامة من مصادرمختلفة، تتضمن: منظمات المقاييس والتنظيمات، والوكالات الحكومية، والمصنِّعين، والناشرين، والمؤسسات والشركات. أيضاً تقوم شركة IHS بنشر تقارير وأدلة مرجعية للمهندسين والعلماء ورجال الأعمال.

أي انها شركة (تجسس صناعي) ومستعدة لدفع مئات الالاف وربما الملايين من الدولارات للوصول الى المعلومات . ياسلام ! اصبح لكل شيء مشين شركة كبرى .السفارة الامريكية في بكين بعد ان حضر السفير المحاكمة اصدرت بيانا طالبت فيه باطلاق سراح زوي فورا وترحيله الى الولايات المتحدة.

وزارة الخارجية الامريكية لجأت الى ناشط امريكي لحقوق الانسان اسمه جون كام ليقوم بحملة لصالح الافراج عن زوي وقال هذا "انه حكم قاس جدا. هذا احباط هائل وسوف يبعث ارتعاشات حقيقية في اجساد رجال الاعمال الذين يستثمرون في الصين"

وكان زوي قد اعتقل في عام 2007 ولم يعلن عن قضيته الا في العام الماضي.

ومثل شركة المعلومات IHS فإن الكثير من الشركات متعددة الجنسيات اصبحت تعتمد على اشخاص مثل زوي للقيام بعملياتهم في الصين . وهناك استرالي من اصل صيني اسمه (ستيرن هو) يعمل في شركة تعدين دولية هي ريو تنتو حكم عليه في الصين في شهر مارس الماضي بالسجن عشر سنوات لقيامه بالرشوة و سرقة اسرار تجارية تتعلق بمبيعات عرق الحديد.

وفيما يخص زوي فقد جاء الى الصين ليعمل لحساب شركة المعلومات ومن اجل جمع بيانات حول صناعة النفط الصينية ومن اجل ذلك اتصل بزملائه من ايام الجامعة وهم اثنان يعملان في شركة بيتروالصين (حكم على كل منهما بسنتين ونصف سجن وغرامة 50 الف يوان ) وثالث اسمه لي يونجبو وهو مدير في شركة لتطوير تكنولوجيا النفط في بكين . وقد حكم عليه ايضا بالسجن 8 سنوات وغرامة 200 الف يوان.

وكان زوي ولي قد رتبا لبيع قاعدة بيانات كانت قد جهزتها شركة صينية تعمل مع شركة بيترو الصين وتحوي تفاصيل مواقع واحجام احتياطي 30 الف بئر، بمبلغ 228.599 دولار لشركة IHS

وقد رفضت المحكمة حجج زوي ومحاميه بانه لم تحدث جريمة بالاشارة الى قانون الادارة الوطنية لحماية اسرار الدولة متذرعة بأن المعلومات التي استلمها زوي حول شركة النفط الوطنية الصينية كانت مصنفة سرية او ليست للاطلاع العام.

++

السؤال هو: هل يتحول ولاء ذوي الجنسيات الاخرى عن ولائهم للوطن؟
أم أن الحياة في أمريكا والعالم الرأسمالي بشكل عام يطبع الانسان على الولاء لجشعه فقط؟ ويجعل كل شيء قابل للشراء؟
والسؤال الآخر: ألا تعتبر الصناعة النفطية في أي دولة سرا عسكريا خاصا بالأمن القومي طالما ان هناك حروبا تشن ودولا تدمر بسبب النفط؟

ولو كانت المعلومات متاحة ومسألة طبيعية ، فلماذا تدفع الشركة اكثر من ربع مليون دولار للحصول عليها؟

هناك 4 تعليقات:

  1. لا أعتقد أن سبب هجرة أي شخص، عاقلاً كان أم غير عاقل، إلى الولايات المتحدة يمكن أن يكون أي شيء سوى الانتفاع المادي. فالولايات المتحدة بنيت على مبدأين: استخدام القوة لاستعباد الآخرين، ومحاولة الكسب بأية وسيلة. وكل من يذهب إلى الولايات المتحدة يفكر من أن يصبح غنياً في أقرب فرصة ممكنة، وعندها تزول أحياناً الحدود بين ما يصح وما لا يصح وتتغير المفاهيم ويصبح حتى المهاجر يتحدث عن "الآباء المؤسسين"!

    ردحذف
  2. تعليق من الصديق (معروف)

    هناك قسم من الجيولوجيين العراقيين المقيمين في انكلترة ممن اشتغل في شركة النفط الوطنية العراقية وعرف كثيرا عن المكامن النفطية في كل ارض العراق ممين يبيع هذه المعلومات الى شركات النفط والراغبين في المغامرات النفطية في العراق وذلك بواشطة عمل مؤتمرات لدراسات النفط في العراق.

    فهؤلاء اللگمامة يبيعون هذه المعلومات للراغب في الاستثمار على أمل ان يكونوا اصحاب مناصب وجاه عند منح الامتياز وكل منهم يحلم بأنه سيكون مستر كلبنكيان الأرمني الذي حصل على 5% من نفط العراق وهو لم يطأ ارض العراق مطلقا. فتبا لهؤلاء السماسرة وتبا للسحت الحرام الذي يأكلونه.

    إن هذه المعلومات هي حكر للعراق وليست لأولاد اللي خلفوهم وسيأتي يوم ان شاء الله قريب لمحاسبة هؤلاء المجرمين والله ان الاشتغال بغسل الصحون في أقذر مطعم في لندن أشرف من مهنة السمسرة هذه وأختم أقوالي (أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون) (الطور 37)

    ردحذف
  3. ابو هاشم

    اذا كان المهاجر قد استبدل آباءنا المؤسسين من آلاف السنين بآباء مؤسسين من اقل من 300 سنة ، فهو الخسران.

    ردحذف
  4. عشتار

    المثل العراقي يقول: الماله أوّل، ماله تالي!

    والمصري يقول: عديم الأصل، يسيب الأصل وياخد الصورة...

    ومن هذه النماذج الكثير، وهم الذين اختصهم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بقوله "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار".

    ردحذف