توابع مقالة الأمم المتحدة ضالعة في تنصير العراقيين

يبدو ان مقالة الأمم المتحدة ضالعة في تنصير العراقيين ضربت على أوتار حساسة كثيرة ، فقد استلمت رسائل عديدة من أشخاص مختلفين ولكل اسبابه في الكتابة اليّ تعليقا على المقالة ، والمعارضون كما يبدو لم يقرأوا المقالة جيدا او انهم يفهمون الأمور بطريقة معاكسة لما اردت ان أقوله. وسوف أدرج لكم هنا رسائل هؤلاء لي بدون ذكر الأسماء لأن الهدف في النهاية هو معرفة ردود الأفعال، علما اني انشر الردود المحترمة التي كان الخطاب فيها راقيا ، وأهملت الردود المتشنجة الشاتمة :

**
تحية لكي سيدتي , لقد هرب اللاجئون الفلسطينيون من العراق واتخذوا من اسمال بالية واق لهم من البرد والحر الشديدين على الحدود العراقية السورية والعراقية الاردنية ولمدة بضع سنوات ولم نسمع بدولة اسلامية واحدة تحرك ضميرها فاستضافت هؤلاء المساكين الى ان استضافتهم البرازيل ( الكافرة ) فهل تعتبرين هذا برنامج تنصيري؟ ثم , 10$ في اليوم تساوي 260$ في الشهر, باحتساب العطل , فكم يقبض الموظف العراقي؟ انا ضد الاحتلال ولكن لا دخل للمسيحية كدين باحتلال العراق . لقد تبرع الفاتيكان بما يقرب من نصف مليار دولار لبناء بيوت للعراقيين , فهل سيطلب من المسلم ان يتنصر لكي يستلم دارا؟ عزيزتي الدين شيء والسياسة شيء آخر ومن المؤكد البعض يستغل الدين لتمرير مشاريع سياسية , وكما يفغل اصحاب العمائم , سودها وبيضها اليوم . احترامي

سمير

**

تحية طيبة
اختي العزيزة

اتمنى ان لا اكون قد اجرح مشاعرك بردي هذا الذي اتمنى ان يكون مقتضبا جدا:

اولا ان هذه الاموال التي تصرف هي عبارة عن سرقات من اموال العراق والامم المتحدة هي القمة في عمليات النصب والاحتيال من امينها العام الى الساعي في اركانها الاخرى
ثانيا لاتعطي الامم المتحدة اي اموال للدول لغرض الاستفادة منها وانما لغؤرض صرفها على ابواب ليست ابوابها وغير مفيدة
ثالثا مازاد حنون في الاسلام خردلة ولا النصارى لهم شغل بحنون فليس العراقيين هم مسلمين الا بالاسم سواء كانوا سنة او شيعةفالجميع مسلم بالاسم وليس مسلما بالقلب فالسنة يقتلوا على اساس التكفير والشيعة يقتلوا على اساس حماية المجوسية في العالم
كيف نكون مسلمين ونحن نسرق بيوتنا ونهتك اعراضنا ونقتل ابنائنا ونعتقل ابائنا ونعذبهم حد الموت وانتهاك العرض
كيف نكون مسلمين ونحن نزيد من الاذى في الطريق
ارجو ان لاتقولي ان في العراق اناسا طيبين ... نعم هناك اناس طيبين ولكن كم هي النسبة الحقيقية
من مجموع 100% كم نسبة القتلة واللصوص وقطاع الطرق والجواسيس لايران والقاعدة الايرانية والقاعدة السعودية وووووووووووووو وكم سيبقى منهم نظيفا
لو تستثنين من 100% الاطفال دون العاشرة والعجزة فوق السبعين لكان الباقي قليل جدا

لدي سؤال محرج

ماذا تفعل الحملات التبشيرية بحثالة الناس لتجعلهم مسيحيين لديهم مايكفي من الحثالة التي لجأت الى دول اوربا وامريكا ليجعلوهم نصارى او يهود ماذا يفعلون بمجوس يعبدون النار باسم الاسلام ليجعلوهم نصارى
ماذا يفعلون بقتلة وسراق ليجعلوهم نصارى هل خلت دولهم من اللصوص والقتلة ليستوردوا من العراق قتلة ولصوص
رحم الله والديكي انسوا هذا الموضوع واعملوا على تغيير نفسية العراقيين من قتلة ومجرمين ولصوص الى شعب يبني بلده وهذا من عجائب الدنيا السبعة

عقيل

**

الأخت عشتار المحترمة

تحية طيبة

ان ما ذكرتيه في مقالتك على موقع صحيفة كتابات تحت عنون"الأمم المتحدة ضالعة في برنامج ظاهرة الرحمة وباطنه تنصير العراقيين" ينطوي على الكثير من الأمور التخيلية وغير الصحيحة اوغير الواقعية، وانا كعراقية اسكن الولايات المتحدة اشتغلت بهكذا برامج من قبل، ان الهدف الرئيس لهذه البرامج هي التخفيف من وطئة الفقر والعوز التي قادت الكثير من العراقيين الى امتهان الإرهاب للحصول على مال لسد احتياجاتهم وعوائلهم، ووسيلة متاحة للحكومة الأمريكية لحمايتها قواتها العاملة في العراق من العمليات الإرهابية التي تنفذ من قبل المعتازين والفقراء من العراقيين مقابل اموال تدفع لهم من قبل الجماعات الإرهابية. ان هناك دراسات مستفيضة ومؤتمرات تعقد في الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، وقد افضت هذه المؤتمرات، الدراسات، والبحوث الى ان السبب الرئيسي لإرتفاع وتيرة الإرهاب هي شعور المواطن بالغبنن، العوز، وعدم القدرة على توفير قوته وقوت عائلته. ان هذا البرنامج هو برنامج تجريبي، الهدف منه هو معرفة مدى تأثير ايجاد فرص عمل في المناطق التي سوف يتم تطبيقه فيها على وتيرة الإرهاب، ولذا تم اختيار محافظة ديالى بالذات لتمركز الإرهاب فيها ولأن كل التقارير تؤكد ان العوائل المعتازة والفقيرة هي من تشارك في العمليات الأرهابية، وان هناك استغلال من قبل الجماعات الإرهابية لأبناء وبنات العوائل الفقيرة والمحتاجة لتجنيدهم لشن عمليات ارهابية.

ان ما أسف اليه هو ان الحكومة العراقية عاجزة عن التفكير والتحليل...بينما المنظمات العالمية تقوم بعمليا دراسة دقيقة للمجتمع العراقي واسباب تفاقم ظاهرة الإرهاب فيه. وكنت قد اشرت مراراً في مقالاتي ان سبب تدهور الوضع الأمني هو تفشي البطالة، الفقر، العوز، فضلاً عن غياب الخدمات. وان معالجة تدهور الأمن في العراق ليس بشن هجمات على منابع الإرهاب وبتجهيز حملات مداهمة واعتقالات، بل بتوفير فرص عمل واحتواء الشباب العراقي وتحسين معيشة العوائل الفقيرة. ولقد ارسلت بحوث عدة الى مكتب رئيس الوزراء ومختلف الوزاراات العراقية ...لكنها اهملت بعد ان فضلت الحكومة العراقية الموقرة استخدام السلاح لمكافحة الإرهاب بدلاً من خطط احتواء الشباب العراقي، وجعله ينصرف عن المجاميع الإرهابية.

أما فيما يخص الأجور التي اورديتها في مقالتك، فالدارج في هذه المشاريع والتي عملت فيها سابقاً ان عملية تقدير الأجور تعتمد على دراسة الواقع المعاشي، الضرائب، سوق العمل، كل دولة، لذا فأن الأجور المدفوعة لهكذا مشاريع تختلف من دولة لأخرى، ولكي اقرب لكِ الصورة سوف اضرب مثلاً الولايات المتحدة الأمريكية، فالحد الأدنى للأجر في الساعة الواحدة هو 7.15 ، سبع دولارات وخمسة عشر سنت، لكن هناك ضرائب تؤخذ من هذا الأجر تصل الى 30% من الأجر الكلي وتشمل على ضرائب الحكومة المركزية، الحكومة الفدرالية، (السوشل سكيورتي) حيث يستقطع جزء من الأجر المدفوع لأغراض التقاعد حتى وان عمل الشخص بشكل مؤقت وليس دائمي، التأمين الصحي. فلنقل
انك تحصلين على 700 دولار في الشهر من عملك في الولايات المتحدة، فسيكون الإستقطاع بنسبة 120 دولار، هذا فضلاً عن غلاء المعيشة في الولايات المتحدة، والأجور العالية للكهرباء، الماء، الهاتف، والأمور الأخرى كـ (الموركج) وهي البالغ التي يتم تسديدها للبنك عن القرض المستخدم لشراء دار او سيارة، مع الفوائد. فأنا اسكن في الولايات المتحدة واحتاج شهرياً الى 4000 دولار لسد تكاليف معيشتي من ايجار، ماء، كهرباء، هاتف، طعام، سيلفون، و التأمين الصحي (حيث لا يمكن العيش في الولايات المتحدة دون ان تمتلكي بطاقة التأمين الصحي)، هذا من غير باقي الإحتياجات الأخرى من ملبس، مكياج، احذية، شامبو، وغيرها مما تحتاج اليه اي سيدة.

نأتي على دور الحكومة العراقية، وكما تعلمين انها حكومة لا تعي الأمور ولا تستحي، فهذا المشروع بحد ذاته هو اعلان صريح عن عجز الحكومة العراقية عن توفير الغذاء والمعيشة لشريحة كبيرة من ابناء الشعب العراقي، ورسالة واضحة للعالم ان العراق يدار من قبل شله من اللصوص والحرامية التي تسرق البلاد وتشرد العباد.اتمنى ان يتم التوسع بهكذا برامج في العراق، حيث لا خير يرجى من الحكومة العراقية.

مع وافر تقديري واحترامي

باحثة وناشطة سياسية
الولايات المتحدة الأمريكية

لقد ناقشت كل هؤلاء الذين اشكرهم انهم تجشموا عناء الكتابة رغم عدم موافقتي على الحجج التي ساقوها وقد بينت لهم ذلك ، ولكني اترك لقراء الغار فرصة الرد.