في موقع اسمه (راديو دجلة ) كتب أحدهم اسمه عمار في 2008 تعليقا يقول فيه :
قد سمعت قبل بضعه ايام اسم "حبزبوز" وكان اسما غريبا حيث لم يمر علي هكذا اسم في حياتي كلها! .. وحبزبوز هي اول جريده عراقيه تحتوي كاريكاتير في تاريخ العراق الصحافي .. وقد مر علي الاسم من خلال الاعلانات الخاصه بمسلسل الباشا التي تظهر على المشهاد (التلفاز) وهو يتحدث عن فترة جدا جدا مهمه بتاريخنا وهي المملكه العراقيه واول دوله في تاريخ العراق الحديث.. كما الكل يعلم نحن جيل جديد ولدنا و البعث حاكما للعراق ومع الاسف البعث عمل على التشويه لهذه الفترة وقام بالتعتيم عليها وكثير منا لم يتعرف عليها جيدا سواء كانت فترة مظلمه ام منيرة.
ولأن الأخ عمار لم يقرأ في حياته كتابا كما اعتقد ولم يدخل مكتبة، فمن السهل عليه القول (البعث .. قام بالتعتيم على تلك هذه الفترة) مع أن كل الكتب التي بحوزتي عن تاريخ الدولة الحديثة في العراق بضمنها فترة الملكية وماقبلها ومابعدها مطبوع في عهد (البعث)، ومنها (تاريخ الوزارات العراقية ) بأجزائه المتعددة لعبد الرزاق الحسني، والعديد من الكتب والأبحاث ومنها كتاب (حبزبوز) لمؤلفه جميل الجبوري والذي نشرته دار الشؤون الثقافية العامة في 1986.
ومقالات حبزبوز (اسم الجريدة التي اصدرها الصحفي الساخر نوري ثابت في 1931) تنتقد في مضمونها فترة الحكومات الدمى التي نصبها الاحتلال البريطاني ، وهي فترة تشبه الى حد بعيد الفترة التي نعيش فيها.
ولكن أولا ماهي قصة حبزبوز ؟
ولد نوري ثابت في السليمانية عام 1898م من اب عربي من محلة –بني سعيد- شارع الكفاح . حيث ينتهي نسبه الى قبيلة قيس العربية. وكان ضابطا في الجيش العثماني برتبة (عقيد) ، نشا نوري في السليمانية وتعلم اللغة الكردية قبل العربية فيها وعندما عاد أبوه الى بغداد أدخله المدرسة الرشيدية ثم الاعدادية الحربية التي تؤهله لحمل رتبة (ملازم ثان) ... وعندما اعلنت الحرب العالمية الاولى كان نوري ثابت في الصف المنتهي من الاعدادية فمنح رتبة (ملازم ثان) قبل تخرجه وسيق الى ميدان القتال وأسهم في الحرب وجرح ثلاث مرات وظل يحمل رصاصة في يده اليمنى حتى عام 1924 عندما اخرجت بجراحة اجريت له في بغداد وقد اثرت عليه بحيث اضطرته لان يمسك القلم بشكل غير طبيعي عند الكتابة ، وبعد ان وضعت الحرب اوزارها عاد الى بغداد ليعمل مدرسا في المدرسة الجعفرية ثم التفيض وكانتا اهليتين بعدها التحق بوزارة المعارف وعين مدرسا في دار المعلمين الاولية وتعهد بالحركة الكشفية فيها وعندما وجد ان الايعازات وتفاصيل التدريب ما زالت باللغة التركية اضطلع بترجمتها الى العربية وما يتم تداوله اليوم من ايعازات ( يس ...يم ...الى الامام سر .. اليمين در وغيرها ) كان بفضل ترجمة نوري ثابت من التركية الى العربية ، وكانت الاناشيد التي تنشد في الدار وبعض مدارس بغداد باللغة التركية ،ويوم تنادى الشعراء لنظم الاناشيد العربية كالشاعر الرصافي إنبرى نوري لتلحين بعضها مستفيدا من المامه بالموسيقى ومعرفته بالعزف على العود والكمان ، ولم يقتصر نشاطه على ذلك بل تعداه الى كتابة المسرحيات الساخرة والمشاركة في تمثيلها على ان مهمات الاخراج والماكياج والديكور – على بساطتها- كانت بعهدته ايضا وقد ادت الانتقادات اللاذعة في مسرحياته للسلطة انذاك الى نقله الى الاعدادية المركزية مدرسا ثم مبعدا الى كركوك كمدير متوسطة فيها، وعندما اثيرت مشكلة الموصل وكان زوج اخته عبد العزيز القصاب متصرفا لها توجه نوري ثابت من بغداد الى الموصل واخذ ينبه اهلها وشبابها الى خطورة دعوى تركيا ونشط في حشد التظاهرات كما الف عدة تمثيليات قدمها في مدارس الموصل ومثل فيها وعندما نظم شاعر الموصل اسماعيل حقي فرج مدرس اللغة العربية في متوسطة الموصل نشيدا مطلعه :
لست يا موصل الا
دار عز وكرامة
قام نوري بتلحينه واخذ المتظاهرون والطلاب بانشاده وترديده .
++
أسماؤه المستعارة
استخدم نوري ثابت عدة اسماء مستعارة خوفا من بطش السلطة آنذاك حيث كانت تحرم على الموظفين الكتابة في الصحف والمجلات لتضمن لنفسها تجميد الطبقة المتعلمة والمثقفة وشلها عن نشر الوعي او فضح اساليبها في الحكم ، ولقد استخدم الاسم المستعار (خجه خان) في جريدة (الكرخ) التي اصدرها ملا عبود الكرخي عام 1927 وكان كتاباته فيها مجانا كما استخدم الاسم المستعار (جدوع بن دوخة) و (خادمكم المعلوم) و (أ. حبزبز) الذي تطور فيما بعد ليصبح (أ. حبزبوز).
أصدر نوري ثابت ، جريدة " حبزبوز" في 29 من ايلول عام 1931 ( اسبوعية كانت تصدر يوم كل ثلاثاء) ،وقد جاء في ترويستها " صحيفة فنية فكاهية اسبوعية، ادارة الصحيفة في شارع المتنبي فوق مقهى الشابندر.
وكان رجل الشارع البغدادي ينتظر صدرها بلهفة ، لحقولها النادرة والنقد اللاذع والسخرية المريرة صورةً ومقالة ، واستمرت تصدر لمدة 6 اعوام ، ويذكرون ان الناس كانوا يتجمعون امام المطبعة لشراء الجريدة ، وهناك من كان يشتريها بامثال ثمنها . ولما عُرِف عن صاحبها ثابت من اسلوب ساخر وفكه وهازل وناقد ، لذا كان سيف التعطيل الاداري يلاحق جريدته " حبزبوز".
مارس حبزبوز النقد اللاذع بأسلوب طريف وساخر ، وقد طرد من وظيفته ولجأ الى اصدار جريدته التي عرف باسمه المستعار "حبزبوز" والتي ما يزال صداها الى وقتنا الحاضر عالقة في الذاكرة العراقية. و بقيت الجريدة مستمرة الصدور لمدة ثماني سنوات حتى وافاه الاجل عام 1938
وذهب الى جوار ربه في يوم الاربعاء الثاني عشر من تشرين الاول عام 1938 م ودفن بالزاوية اليسرى من مؤخرة جامع بني سعيد ببغداد وشيدت عليه قبة لها باب لا يفتح الا للزوار ونقش على شهادة قبره المرمر :
(هذا مرقد الكاتب الهزلي الشهير الوطني الصميم المرحوم الحاج نوري ثابت صاحب (جريدة حبزبوز ) ولد سنة 1316هـ وتوفي يوم الاربعاء 17شعبان 1357هـ. الى روحه الفاتحة )
+++
مقالة حبزبوزية ( من كتاب حبزبوز: في تاريخ صحافة الهزل والكاريكتور في العراق)
مودة جديدة
- يابة إلك خبر ؟
-لا ، شكو؟
-أكو مودة جديدة
- ألا وهي ؟
- وهي مودة الأجانب الذين يحصلون على دفتر الجنسية ويصبحون عراقيين أعرق مني ومنك ويزاحموني ويزاحمونك في الأشغال.
- وهاي شلون دتصير؟
- أبسط مايكون ، ورقة من المختار
- والمختار شلون ينطي ورقة؟
- هاي شنو ؟ عاد المختار اذا قبض ربع دينار ، ينطيك سند خاقاني بأملاك النقيب!
- وبعدين ؟
- وبعدين يسلم أربعين فلس الى دائرة النفوس
- وبعدين ؟ - وبعدين يصير عراقي الى قطع النفس ، مع انه مسجل في القنصلخانة التابع لها
- وبعدين ؟
- وبعدين يستخدم في جميع الشركات ويزاحم أبناء الوطن في جميع الأغمال والبركة بالعاطلين من أبناء البلاد الذين يملأون المقاهي.
- وبعدين ؟
- وبعد كل هذا ، إنا لله وإنا اليه راجعون!
ومقالات حبزبوز (اسم الجريدة التي اصدرها الصحفي الساخر نوري ثابت في 1931) تنتقد في مضمونها فترة الحكومات الدمى التي نصبها الاحتلال البريطاني ، وهي فترة تشبه الى حد بعيد الفترة التي نعيش فيها.
ولكن أولا ماهي قصة حبزبوز ؟
ولد نوري ثابت في السليمانية عام 1898م من اب عربي من محلة –بني سعيد- شارع الكفاح . حيث ينتهي نسبه الى قبيلة قيس العربية. وكان ضابطا في الجيش العثماني برتبة (عقيد) ، نشا نوري في السليمانية وتعلم اللغة الكردية قبل العربية فيها وعندما عاد أبوه الى بغداد أدخله المدرسة الرشيدية ثم الاعدادية الحربية التي تؤهله لحمل رتبة (ملازم ثان) ... وعندما اعلنت الحرب العالمية الاولى كان نوري ثابت في الصف المنتهي من الاعدادية فمنح رتبة (ملازم ثان) قبل تخرجه وسيق الى ميدان القتال وأسهم في الحرب وجرح ثلاث مرات وظل يحمل رصاصة في يده اليمنى حتى عام 1924 عندما اخرجت بجراحة اجريت له في بغداد وقد اثرت عليه بحيث اضطرته لان يمسك القلم بشكل غير طبيعي عند الكتابة ، وبعد ان وضعت الحرب اوزارها عاد الى بغداد ليعمل مدرسا في المدرسة الجعفرية ثم التفيض وكانتا اهليتين بعدها التحق بوزارة المعارف وعين مدرسا في دار المعلمين الاولية وتعهد بالحركة الكشفية فيها وعندما وجد ان الايعازات وتفاصيل التدريب ما زالت باللغة التركية اضطلع بترجمتها الى العربية وما يتم تداوله اليوم من ايعازات ( يس ...يم ...الى الامام سر .. اليمين در وغيرها ) كان بفضل ترجمة نوري ثابت من التركية الى العربية ، وكانت الاناشيد التي تنشد في الدار وبعض مدارس بغداد باللغة التركية ،ويوم تنادى الشعراء لنظم الاناشيد العربية كالشاعر الرصافي إنبرى نوري لتلحين بعضها مستفيدا من المامه بالموسيقى ومعرفته بالعزف على العود والكمان ، ولم يقتصر نشاطه على ذلك بل تعداه الى كتابة المسرحيات الساخرة والمشاركة في تمثيلها على ان مهمات الاخراج والماكياج والديكور – على بساطتها- كانت بعهدته ايضا وقد ادت الانتقادات اللاذعة في مسرحياته للسلطة انذاك الى نقله الى الاعدادية المركزية مدرسا ثم مبعدا الى كركوك كمدير متوسطة فيها، وعندما اثيرت مشكلة الموصل وكان زوج اخته عبد العزيز القصاب متصرفا لها توجه نوري ثابت من بغداد الى الموصل واخذ ينبه اهلها وشبابها الى خطورة دعوى تركيا ونشط في حشد التظاهرات كما الف عدة تمثيليات قدمها في مدارس الموصل ومثل فيها وعندما نظم شاعر الموصل اسماعيل حقي فرج مدرس اللغة العربية في متوسطة الموصل نشيدا مطلعه :
لست يا موصل الا
دار عز وكرامة
قام نوري بتلحينه واخذ المتظاهرون والطلاب بانشاده وترديده .
++
أسماؤه المستعارة
استخدم نوري ثابت عدة اسماء مستعارة خوفا من بطش السلطة آنذاك حيث كانت تحرم على الموظفين الكتابة في الصحف والمجلات لتضمن لنفسها تجميد الطبقة المتعلمة والمثقفة وشلها عن نشر الوعي او فضح اساليبها في الحكم ، ولقد استخدم الاسم المستعار (خجه خان) في جريدة (الكرخ) التي اصدرها ملا عبود الكرخي عام 1927 وكان كتاباته فيها مجانا كما استخدم الاسم المستعار (جدوع بن دوخة) و (خادمكم المعلوم) و (أ. حبزبز) الذي تطور فيما بعد ليصبح (أ. حبزبوز).
أصدر نوري ثابت ، جريدة " حبزبوز" في 29 من ايلول عام 1931 ( اسبوعية كانت تصدر يوم كل ثلاثاء) ،وقد جاء في ترويستها " صحيفة فنية فكاهية اسبوعية، ادارة الصحيفة في شارع المتنبي فوق مقهى الشابندر.
وكان رجل الشارع البغدادي ينتظر صدرها بلهفة ، لحقولها النادرة والنقد اللاذع والسخرية المريرة صورةً ومقالة ، واستمرت تصدر لمدة 6 اعوام ، ويذكرون ان الناس كانوا يتجمعون امام المطبعة لشراء الجريدة ، وهناك من كان يشتريها بامثال ثمنها . ولما عُرِف عن صاحبها ثابت من اسلوب ساخر وفكه وهازل وناقد ، لذا كان سيف التعطيل الاداري يلاحق جريدته " حبزبوز".
مارس حبزبوز النقد اللاذع بأسلوب طريف وساخر ، وقد طرد من وظيفته ولجأ الى اصدار جريدته التي عرف باسمه المستعار "حبزبوز" والتي ما يزال صداها الى وقتنا الحاضر عالقة في الذاكرة العراقية. و بقيت الجريدة مستمرة الصدور لمدة ثماني سنوات حتى وافاه الاجل عام 1938
وذهب الى جوار ربه في يوم الاربعاء الثاني عشر من تشرين الاول عام 1938 م ودفن بالزاوية اليسرى من مؤخرة جامع بني سعيد ببغداد وشيدت عليه قبة لها باب لا يفتح الا للزوار ونقش على شهادة قبره المرمر :
(هذا مرقد الكاتب الهزلي الشهير الوطني الصميم المرحوم الحاج نوري ثابت صاحب (جريدة حبزبوز ) ولد سنة 1316هـ وتوفي يوم الاربعاء 17شعبان 1357هـ. الى روحه الفاتحة )
+++
مقالة حبزبوزية ( من كتاب حبزبوز: في تاريخ صحافة الهزل والكاريكتور في العراق)
مودة جديدة
- يابة إلك خبر ؟
-لا ، شكو؟
-أكو مودة جديدة
- ألا وهي ؟
- وهي مودة الأجانب الذين يحصلون على دفتر الجنسية ويصبحون عراقيين أعرق مني ومنك ويزاحموني ويزاحمونك في الأشغال.
- وهاي شلون دتصير؟
- أبسط مايكون ، ورقة من المختار
- والمختار شلون ينطي ورقة؟
- هاي شنو ؟ عاد المختار اذا قبض ربع دينار ، ينطيك سند خاقاني بأملاك النقيب!
- وبعدين ؟
- وبعدين يسلم أربعين فلس الى دائرة النفوس
- وبعدين ؟ - وبعدين يصير عراقي الى قطع النفس ، مع انه مسجل في القنصلخانة التابع لها
- وبعدين ؟
- وبعدين يستخدم في جميع الشركات ويزاحم أبناء الوطن في جميع الأغمال والبركة بالعاطلين من أبناء البلاد الذين يملأون المقاهي.
- وبعدين ؟
- وبعد كل هذا ، إنا لله وإنا اليه راجعون!
هذا الشخص لا تهمه المعرفة ولا الكتب .... حقيقة .
ردحذففكل ما أراد أن يسمعه إن العهد الملكي " الاحتلال الانكليزي الأول " كان زمن السعادة والديمقراطية والحرية ... وإن نوري السعيد زعيم وطني حكيم ...!!! كما صرنا نسمع في هذا الزمن المعجعج !
عمار هذا ليس فقط لا يقرأ لكنه جاهل حتى باللغة وما كتب ملئ بالأخطاء والتركيبات السقيمة...
ردحذفوهذا هو الزمان الذي صار فيه كل من عنده اصبعان ويستطيع الجلوس أمام حاسوب كاتباً حتى حين يعترف بجهله في الموضوع الذي يكتب عنه.
أليس هذا هو الزمان الذي قيل بحقه "زمان الشيب العكركوك؟؟"