"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

23‏/2‏/2010

بزنس الحرب: يحول الحطب الى ذهب !!

صورة عماد حطبة !


بقلم : تي كريستيان ميلر
ترجمة غار عشتار

تمهيد : في حين أن الجرحى الأمريكان ينقلون الى المستشفى العسكري الأمريكي في ألمانيا، ينقل خدمهم الى الأردن ، بواسطة مجموعة التأمين الامريكية الدولية AIG بالاتفاق مع طبيب أردني الذي استطاع أن يستغل هذه الفرصة ليتحول من "حطب" الى "ذهب"

عمان - بالنسبة لعماد حطبة اصبحت الحرب في العراق فرصة للبزنس. باعتباره ممثل مجموعة التأمين الامريكية الدولية الرئيسي في الاردن، كان مسؤولا عن التنسيق للعناية بمئات العراقيين الذين اصيبوا وهم يعملون في خدمة الجيش الأمريكي كمترجمين او سائقي شاحنات او اعمال اخرى.

وكان يؤدي وظيفته بتوزيع البزنس على نفسه واصدقائه ورفاق عمله . مثلا انشأ حطبة خدمة اسعاف جوية في تموز 2006، واطلق على الشركة اسم غوث العرب Arab Assist . والتي كانت مجموعة التأمين تستأجرها لنقل المصابين من العراق الى عمان.

وقد قال حطبة في مقابلة في فندق يقع في شارع مزدحم بالمستشفيات والعيادات الطبية في عمان "لقد احتاجوا شخصا لديه علاقات كثيرة وانا طبيب ولدي علاقات كثيرة "

ولكن تلك العلاقات تثير اسئلة حول ما اذا كان خطبة يعمل لمصلحة العراقيين المصابين او مصلحة شبكته الطبية الممتدة . وفي النهاية قد يتحمل دافع الضرائب الامريكي فاتورة هذه الرعاية الطبية حسب القانون الامريكي الذي يسمح لشركات التأمين مثل مجموعة التأمين الامريكية الدولية ان تسعى للحصول على تعويض نفقاتها ، من الحكومة الأمريكية عن علاج المقاولين المدنيين المصابين في الحروب.

وكان حطبة يرسل عشرات المترجمين العراقيين وغيرهم من المأجورين الى مستشفى اسمها الخالدي في عمان حيث كان رئيس العناية المركزة فيها نائل أبو خف ، هو شريكه في البزنس وكان رفيقه في الدراسة . ويقول حطبة ان هذه افضل مستشفى لمعالجة المصابين . وأثناء انتظار العلاج كان حطبة يضع المرضى في فنادق يملكها اصدقاؤه.

في مقابلة في مستشفى الخالدي ، اكد ابو خف صفقاته مع حطبة ولكنه قال ان مستشفاه اختيرت لأنها من أفضل المسشفيات في الاردن .

وقال ابو خف "كنا نوفر العلاج الطبي لهؤلاء المرضى وأنا لست طبيب تأمين"

وحطبة كان من ضمن عمله التفاوض مع السلطات الاردنية لاستحصال تأشيرات دخول للمصابين وكان يعمل مع البنوك المحلية لانشاء حسابات للمترجمين وكان يحصل لهم على علاج تأهيلي واجهزة تعويضية.

ولكن كولين دريسكول وهي مسؤولة سابقة في شركة L3 التي تتعاقد مع البنتاغون لتوظيف المترجمين، تشكك في اختيارات حطبة. مثلا تقول ان مستشفى الخالدي هي مؤسسة محلية محترمة ، ولكنها لم تحصل على شهادة المعيار الذهبي التي تقدمها المفوضية المشتركة الدولية ومقرها الولايات المتحدة كما حدث مع مستشفيات اردنية اخرى.

كما تقول ان حطبة كان يضع المترجمين الذين فقدوا سيقانهم في فنادق خالية من تسهيلات المعوقين ، وكانت اجهزتهم التعويضية التي يأتي لهم بها ثقيلة وعادة لا تتناسب مع اجسامهم.

وتضيف دريسكول "حطبة رجل اعمال ، وكل مايهمه المال"

ويقر حطبة بأن بعض المرضى وضعوا في فندق ليس فيه تسهيلات للعاجزين ولكنه يقول أن شركة L3 اجبرته فيما بعد على تغيير اماكن اقامتهم كما انه يدافع عن الاجهزة التعويضية بانه يشتري احسن مافي السوق.

شكك الاطباء الاردنيون الذين راجعوا السجلات الطبية لبعض المرضى المبالغ المستوفاة . حيث أن اجور التطبيب في الاردن تخضع لجدول ثابت تصدره رابطة طبية محلية .

احد السجلات يشير الى ان مجموعة التأمين الامريكية الدولية دفعت مبلغ 29105 دولار لعملية فك خياطة جرح ومصاريف طبية لمريض كانت تحت عناية حطبة نفسه ،

ويقول الاطباء الاردنيون ان مثل هذه المصاريف لن تتجاوز في العادة 3500 دولار.

ويقول احد الاطباء "انهم يتصرفون كفريق ويريدون التعامل مع كل هذا العدد من المرضى وهذا يملؤني بالشك".

ويقدر حطبة عدد المرضى الذين اشرف على علاجهم اكثر من 400 . ويقول انه عمل على اساس "فهم متبادل" مع مجموعة التأمين الامريكية التي كانت تدفع له اجرة معينة عن كل مريض في اليوم. ورفض ان يكشف الاجرة قائلا انه بشكل عام حصل على 100 الف دولار في السنة من مجموعة التأمين الامريكية . ويقول ان المجموعة الامريكية تدفع له اجورا اعلى مما يأخذه اي طبيب لأنهم يريدون افضل الخدمات. واعترف بأن المجموعة الامريكية لا تملك آلية للاشراف على عمله ولا الحكومة الامريكية .

"هل هناك ضمان اني لا أخذ نسبة مئوية ؟ كلا ليس هناك مايضمن سوى كلمتي. انها سمعتي . هل هناك وسيلة حتى تتأكد مجموعة التأمين الامريكية باني لا آخذ نسبة اذا ارسلت المرضى الى مستشفى الخالدي؟ انهم لايستطيعون"

وحسب القانون الأمريكي تعود شركات التأمين على الحكومة الامريكية لاستعادة ما تدفعه للمصابين من العمال المدنيين في الحروب وقد دفعت الحكومة الامريكية ملايين الدولارات لمجموعة التأمين AIG وحسب هذا القانون من حق المصابين في الحروب ان يختاروا طبيبهم ، ولكن العراقيين يجهلون ذلك ولم ينبههم احد اليه ولهذا اعتمدوا على حطبة.

مثل حالة رافد 32 سنة الذي تعرض لحادثة طريق حين كان يعمل مترجما في خدمة المارينز ويقول ان الطبيب الذي حوله إليه حطبة أخطأ في العملية واصابه بعرج دائم وحين اراد ان يعرض على اطباء اخرين لتصحيح الخطأ رفضت مجموعة التأمين الامريكية والان يعيش في كارولينا الشمالية ويستمر في مقاضاة المجموعة الامريكية لاستئناف علاجه الطبي. ويقول "كنا نظن ان الشركات التي نعمل بها سوف تساعد. ظننا انهم سوف يصلحون الخطأ. ولكن كل همهم كان جمع المال. لا احد يهتم بنا . الكل كان سعيدا في هذا الوضع ، الاطباء يحصلون على الملايين ومجموعة التأمين تحصل على الملايين، والشركات لا تحتاج أن تدفع لنا كثيرا . الكل سعداء الا نحن"

وملاحظتي عليه: ولكنك أيضا فعلت أشنع منهم حيث بعت وطنا من اجل حفنة دولارات ، ومن يبع وطنه يرخص على الناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق