"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

17‏/2‏/2009

اكذوبة اعادة الاعمار: زلمي النفط خليل زاد


بقلم : عشتار العراقية
وهل كان أي من ضباع احتلال العراق لاعلاقة له بالنفط ؟ ولكن هذا الزلمي كان واضحا وضوح النفط. تاريخه ينقط نفطا اسود. إذا عصر جبينه وهو يركض هنا وهناك في ماراثون أمام عملاء الخضراء واللويا جرگا ، فإن عرقه ينز بسواد النفط. مزفلط ، ومتملق ومتسلق وأمريكي اكثر من الأمريكان مثل كل خائن أنكر أصله وحشر نفسه في مؤخرة الأمريكان. ظل طوال حياته داخل الإدارة الأمريكية يكتب الابحاث عن ضرورة التفوق والهيمنة الامريكية .
ارسل الى العراق سفيرا في 21 حزيران 2005 ، في أعقاب انهاء مهام نيغروبونتي الذي نجح مع عصابات الهندوراس والسلفادور وكولومبيا في تفكيك المجتمع العراقي وزرع العداوة والبغضاء والخوف بين الاخ وأخيه ، وفي ظل هذه الأجواء يرسل زلمي خليل زاد ، ليمهد الطريق لسرقة النفط أثناء انشغال الشعب بإنقاذ حياته، وبعد أن غادرت كل الكوادر العلمية العراقية سواء في مجالات النفط او غيرها. ولكن هذا المطلوب . الان المسرح أصبح ناضجا جدا لدخول اللاعبين الكبار . شركات النفط. ولكن دعونا نبدأ من البداية.
بعد أن اكتشفت امريكا انه في بحر قزوين هناك نفط وغاز اكثر مما موجود في السعودية ، وأن الاتحاد السوفيتي احتل أفغانستان وهي البلاد الستراتيجية بين بحر قزوين وايران والخليج العربي وبقية آبار النفط المهمة . عملت امريكا كما نعلم ومعها تحالف من السعودية وبريطانيا وبقية تحالف العصابات على تمويل وتدريب ومساعدة (المجاهدين) ضد الروس الكفرة. وعلى رأسهم بن لادن وحوالي 35 الف عربي سهلت لهم السعودية وامريكا التسلل الى افغانستان للقيام بهذا الواجب الديني. بعد خروج الروس ، وكما نعلم جاءت طالبان للحكم. ويقال انه حتى اواخر 1998 كانت الولا يات المتحدة هي التي تدفع رواتب كل مسؤول في حكومة طالبان.
تدخل على الخط شركة نفط أمريكية عملاقة ضخمة يمتد تاريخها الى القرن التاسع عشر، هي شركة يونوكال وهو اختصار (نفط الاتحاد في كاليفورنيا Union Oil of California) وارادت حسب الاصول بعد كل هذه التضحيات الأمريكية ان تمد انبوبا بطول 1000 ميل من بحر قزوين عبر افغانستان الى البحر العربي.
وبما ان شركات النفط تعمل من الباطن لدى السي آي أي لتزويدها بالاستخبارات عن الدول التي تعمل بها ، فقد افتتحت يونوكال في 1996 وفي اثناء عملية سيطرة طالبان على الحكم مكتبا في قندهار يقع عبر الشارع أمام مجمع يقيم فيه اسامة بن لادن.
وأنفقت الشركة 10 ملايين دولار فقط على المسوحات الجيولوجية ، وظلت تغازل طالبان من اجل الموافقة على مد الانبوب، واستقدمتهم الى تكساس في ضيافة عارمة من أجل انهاء الصفقة.
ما أدري شنو اللي صار ، ولكن طالبان غيروا رأيهم وطردوا الشركة من افغانستان وعهدوا بمشروع الانبوب الى شركة ارجنتينية. كان هذا في عام 1999.
راحت يونوكال تشتكي عند الكونغرس الأمريكي وقال احد مسؤوليها "لايمكن انشاء الخط حتى تذهب طالبان وتأتي بدلها حكومة صديقة"
وأبلغت امريكا باكستان بأن امريكا ستتخذ اجراءا عسكريا ضد افغانستان في القريب العاجل . كان هذا في عام 2000 وكان التعاون مع مخابرات باكستان على اشده اثناء النضال لطرد السوفيت ، حيث كان التمويل لبن لادن وجماعته يمر عبر المخابرات الباكستانية. طبعا هاي كلها دول اسلامية مثل ما تعرفون : السعودية وباكستان مايحبون الكفرة. شلون عرفوا ان كارثة مركز التجارة سوف تقع وسيكون ابطالها هم جماعة بن لادن؟ وحتى قبل وقوعها بأشهر . ما أدري .
المهم وقعت الكارثة في 11 ايلول 2001 كما تعرفون. وبعد ثلاث ساعات ظهر بول بريمر ليقول في التلفزيون الامريكي ان بن لادن هو الفاعل. هذا يمكن اسرع تحقيق جنائي في العالم.
وبعدها طبعا تتذكرون كيف ان طالبان اصبحت اكثر الناس شرا في العالم . فهي متخلفة وهي كذا وكذا . لعد شلون دعموها من قبل؟ ما نعرف. وبعدين شن بوش الحرب على افغانستان رغم ان طالبان عرضت عليه ان تسلمه بن لادن ، فرفض. ورغم انه لم يكن بين مرتكبي الحادث افغاني واحد ، واغلبهم كانوا سعوديين ، كما قيل وأنا مع الناس الذين يقولون انها كلها مفبركة ، ونعرف الان كيف يمكن ان يختلقوا اي شيء كما فعلوا في العراق. المهم يطاح بطالبان وتنصب حكومة جديدة.
من هو الشخص الذي ينسق مع قادة القبائل والعشائر والاحزاب ، اي المعارضة العميلة ؟ طبعا واحد منهم ولكنه صار أمريكيا اكثر من الامريكان وهو زلمي خليل زاد. ولكن وياللمصادفة كان في ذلك الوقت مستشارا في شركة يونوكال. وقام الرجل بماراثون حتى شكلت حكومة جديدة يرأسها حميد قرضاي. وهو بالصدفة البحتة !! كان مستشارا ايضا في شركة يونوكال.
ولكن ليس ذلك غريبا فالصدف تلعب دورها بشدة في قضايا الهيمنة الامريكية ، وذلك حتى لا يتهمني احد بأني اروج لنظريات المؤامرة . لأنه بالصدفة ايضا عائلة بوش ترتبط بشركة كارلايل المتخصصة في الاستثمارات النفطية حول العالم، وبالصدفة هذه الشركة لها علاقات حميمة مع السعودية ومع شركات عائلة بن لادن بالذات. واذا عرفنا ان الحكومة الامريكية قبل توجيه الاتهام رسميا لبن لادن في قضية البرجين ، عملت على تسفير عائلته الموجودة في الولايات المتحدة بهدوء الى السعودية. وبالصدفة ايضا يعمل جيمس بيكر الذي كان وزير خارجية بوش الاب أثناء ضرب العراق في 1991 وكيلا نفطيا للسعودية . وطبعا كلنا نعرف صدفة ان يكون ديك تشيني الذي كان وزير دفاع بوش الاب اثناء حرب 1991 ونائب رئيس ابنه في حرب 2003 يعمل لدى شركة هاليبرتون النفطية التي كانت اول شركة تمنح عقودا للاستيلاء على نفط العراق حتى قبل الغزو في 2003.
ولهذا ربما لم يكن صدفة بعد كل هذا ان وافقت امريكا في 2002 دعمها لانشاء خط انابيب عبر افغانستان ويوافق كل من مشرف باكستان وقرضاي يونوكال على انشاء هذا الانبوب.
ولكن الصدفة الكبيرة هي ياجماعة أن كوندليزا رايس كانت تعمل في شركة نفط عملاقة اخرى هي شيفرون وحين تركتها (اسميا) حتى تلتحق بوظيفة مستشار امن قومي (نفطي بالاصح) عند بوش الابن ، اطلقت الشركة اسمها تيمنا على احدى ناقلات نفطها. والان في 26 كانون الثاني 2005 اصبحت كوندليزا وزيرة خارجية . يعني هي التي تعين السفراء. ولهذا استدعت نيغروبونتي بسرعة اول ما انتهت مهامه وارسلت بدلا منه زلمي خليل زاد في 21 حزيران 2005
طبعا ستسألون : طيب اش جاب شيفرون على يونوكال .
أوه ! نسيت ان اقول لكم ان شيفرون اشترت يونوكال في آذار 2005 . والبيعة تمت رسميا في آب 2005 .
الآن صار على زلمة يونوكال- شيفرون الجديد وبتوجيه من رئيسته كوندي- شيفرون أن يلملم مواضيع العراق ويجبر العراقيين على توقيع قانون النفط الجديد الذي سوف يسلم النفط العراقي – الجائزة المنتظرة – الى شيفرون واخواتها.
جاء زلمي الى العراق ورأى ان سابقه نيغروبونتي وعصاباته من فرق الموت قد ساعد في دفع اصابع الاتهام الى الحكومة الشيعية ووزارة داخليتها ، وان العراقيين المفتحين باللبن يوجهون اصابع الاتهام الى وزارة الداخلية والى منظمة بدر والى ايران، والى الحكومة الشيعية عموما. حسنا وماذا عن السنة ؟
عملية اخيرة ياجماعة تقلب الصورة . في شباط 2006 وتحت حكم زلمي خليل زاد فجرت فرق الموت والسي آي أي والتي كان قادتها مازالوا موجودين في العراق بعد زوال نيغروبونتي، تم تفجير القبة الذهبية في سامراء. وأعلنت القاعدة انها المسؤولة. وانطلقت الان من جديد عمليات القتل على الهوية ، وبدأت عمليات التطهير العرقي وفصل المناطق واقامة الحواجز. ووجه الاتهام لحكومة الجعفري الذي يتحدث اكثر مما يعمل. ومورس ضغط عليه حتى يتنازل ويتم تعيين المالكي، الذي ظل بوش ينفخ فيه باعتباره رجلا قويا سوف يحكم البلاد بيد من حديد.
ارجعوا الان بالذاكرة الى احداث منتصف شهر ايار 2006، حين ظلت حكومة المالكي مشلولة ، لا تستطيع ان تعين الوزراء. كان يقال لنا ان هناك مشاكل في الاختيار واختلافا بين الاحزاب. ولكن اتضح ان الاختلاف كان في الواقع على وزير النفط فقط. فقد كان الأمريكان بواسطة زلمي يضغطون بشدة لتعيين حسين الشهرستاني، في حين كان هناك مرشحان من الاحزاب الاخرى احدهما هاشم الهاشمي والاخر ثامر غضبان. ولكن الضغط الامريكي ينجح اخيرا في وضع الشهرستاني في منصب وزير النفط. لماذا الشهرستاني ؟ اولا لأنه صديق زلمي خليل زاد وثانيا لابد أن لديه ارتباطات (نفطية ) او (شركاتية ) مع شركات كندية حيث درس وعاش هناك . حاولت ان أبحث. هناك شركة يفضلها وتباحث معها كثيرا حين صار وزيرا هي شركة شيل ، ولهذه الشركة فرع كندي له يعمل في شراكة ايضا مع شركة شيفرون.
مع مجيء المالكي ولاظهار القوة والجبروت ، أخرج الزرقاوي من المسرح في 8/6/2006 ، وفي نهاية العام غيب الرئيس صدام حسين ايضا من المسرح. ولكن مابين هذين الحدثين كان النقاش محموما حول قانون النفط الجديد والذي استمر النقاش حوله حتى منتصف العام التالي. وقد ظهر الى العلن ان من كتب قانون النفط الجديد هي شركات النفط العملاقة التي دفع لها الأمريكان من أموال العراق لكتابة مسودة القانون الذي سوف يسهل لهم الاستحواذ على نفط العراق. وحتى قبل صدور مثل هذا القانون وقع الشهرستاني اتفاقيات لتطوير حقول النفط : مع من ؟
شيفرون في المقدمة وشيل وايضا شركة النفط البريطانية وثلاث شركات اخرى.
وكانت شيفرون بالاشتراك مع توتال قد تقدمت بمشروع تطوير نفط حقل مجنون في الجنوب الى وزارة النفط العراقية.
في 24 آيار 2007 صوت الكونغرس الامريكي على استمرار تمويل إعادة الإعمار في العراق فقط في حالة ان تتم خصخصة النفط . من أجل الضغط على اصدار قانون النفط الجديد. اما تعطونا نفطكم واما تظلون بلا كهرباء وبلا مدارس وبلا ماء وبلا صحة وبلا أمن.
بالمناسبة .. بزوال الجمهوريين ومجيء الديمقراطيين في البيت الابيض والكونغرس ، لن تزول حظوة شيفرون ، فقد كشف النقاب الان عن علاقتها بجوزيف بايدن نائب الرئيس الجديد اوباما.
للعلم ، ليس هناك دولة في المنطقة قد خصخصت نفطها. فالسعودية والكويت والبحرين وايران يتعاقدون مع شركات اجنبية لأغراض محدودة لمدة سنة او سنتين. أما العراق فعليه ان يقيم شراكة مع هذه الضباع الدولية لمدد تتراوح بين 20 الى 30 عاما قابلة للتجديد. اي حكم الموارد العراقية مدى الحياة في سجن يقف على أبوابه جنود ومرتزقة أجانب، في حين يتشرد أبناء البلاد على أرصفة العالم بحثا عن لقمة وستر.
**

إقرأ متابعة (زلمي النفط مرة أخرى)

هناك 3 تعليقات:

  1. هلو عشتورة..

    هاي صار لي دا اتابع مقالاتچ من العصر الجليدي بانتظار هاذي الفقرة....
    (المهم وقعت الكارثة في 11 ايلول 2001 كما تعرفون. وبعد ثلاث ساعات ظهر بول بريمر ليقول في التلفزيون الامريكي ان بن لادن هو الفاعل. هذا يمكن اسرع تحقيق جنائي في العالم)
    ليش ما گلتي انه بوش نفسه صرح بانه عمل ارهابي بمجرد تلقيه الخبر, لما كان في احدى المدارس الابتدائية؟؟؟
    مو هذا موضوعنا..... الموضوع المهم هو اشوگت راح تفتحين ملف ناين ايلفن ؟؟
    لان آني عندي ارشيف طويل عريض عن هذه الحادثة... يا ريت لي هسة موجود عل النت وما شالوه..!!
    وحدة من هاي السوالف هي اختفاء عالم واثنين مهندسين من شركة لوكهيد , اشتغلوا على تطيير الطيارات المدنية بدون طيار , كانوا قد أختفوا ثلاثتهم بظروف غامضة بعد حادثة ناين ايلفن !!!!!
    وشغلة اللُخ ..هي قيام صاحب الابراج (يهودي) بتأمينها بمبلغ مهول ضد الاعمال الارهابية قبل الحادثة بايام معدودة....... أشلون صدفة.....الظاهر (على گولتچ) كل حياتنا معتمدة عل الصُدف !!!!!!

    عراق

    ردحذف
  2. يبين راح تنتظر بدون فايدة . لأني ماناوية افتح ملف 11 ايلول. لأن البلاوي اللي بين ايدي في العراق تساوي ألف 11 ايلول. خلي الامريكان يفتحون أيلولاتهم.

    ولكن ربما تفيدني معلوماتك عن شركة لوكهيد حين اتكلم عنها في العراق. فإذا عندك تفصيل في حادثة اختفاء مهندسيهم او غير ذلك زودني بها. يمكن المهندسين تلاگيهم في العراق الان.

    ردحذف
  3. لا , عشتورة ....ما راح تلگيهم (العالم والمهندسين) بأي مكان على وجه الارض...!
    لآن گتلوهم...........!



    عراق

    ردحذف