"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

1‏/1‏/2009

كيف تخلق الكذبة وتكبر ؟ نموذج عملي

واحد أمريكي اسمه باري لاندو ، لديه موقع باسمه، ورغم اختلافي الفكري عنه لكنه كما يبدو يكره الكذب مثلي، وقد جعل هدفه الوحيد في موقعه دحر الأكاذيب ، خاصة تلك التي تصدر عن الإدارة الأمريكية. في 1/2/2008 نشر في موقع آخر اسمه truthdig.com مقالة أعاد نشرها بعد اسبوع في موقعه حول كيف كانت هناك واقعة صغيرة اتسعت وصارت كذبة كبيرة. وهو درس عملي يبين لنا كيف يهول الناس بقصد او بدون قصد ما ينفع أغراضهم الدعائية، وتوجهاتهم الفكرية. اترككم مع الجزء الأول من المقالة وهو الذي يهمنا:

في الاسبوع الماضي ، بينما كنت اطالع عددا من الاخبار حول الأوضاع المأساوية في غزة (يقصد اوضاع الحصار) استلمت رسالة على البريد الالكتروني من زوجتي، وكانت مرسلة اليها من صديقة باريسية خبيرة في فن التشكيل الاستشراقي orientalist وكانت قد استلمتها من ممثلة تلفزيون فرنسية معروفة.

وحسب الرسالة ، فإن المواد الدراسية عن (الشوعة) (اي الهولوكوست باللغة العبرية) قد سحبت من المدارس البريطانية لأنها "تسبب الصدمة للسكان المسلمين الذين ينكرون وجود الهولوكوست"

وتستمر الرسالة "إن هذا نموذج للرعب الذي يجتاح العالم (القصد من المسلمين) وكيف تستسلم بسهولة بسببه كل الدول. ومن الضروري ، الان اكثر من اي وقت مضى ، خاصة مع وجود ايران ودول اخرى تزعم ان الهولوكوست "اسطورة" ، ان نضمن الا ينسى العالم . من المطلوب ان تصل هذه الرسالة الى 40 مليون حول العالم !. انضم الينا في سلسلة التذكير هذه وساعدنا في توزيع الرسالة على اوسع نطاق"

وهنا انتزع انتباهي من كارثة الفلسطينيين في غزة الى تهمة ان المدارس البريطانية قد توقفت عن تدريس الهولوكوست.

وقد تصاعد فضولي لأني لم اسمع اية انباء من بريطانيا حول هذا الموضوع. وفورا ذهبت الى موقع يتناول مثل هذه الاتهامات وهو موقع snopes.com . اتضح ان القصة ظهرت لأول مرة في نيسان 2007، وليس الاسبوع الماضي، حسب الموقع. وايضا كانت القصة مختلفة تماما.

الحقيقة هي انه "أحد اقسام التاريخ في مدينة بريطانية في الشمال توقفت عن تدريس الهولوكوست لأنها ارادت تفادي الاسئلة المعادية للسامية والناكرة للهولوكوست من قبل الطلاب المسلمين"

وكانت الواقعة قد ظهرت لأول مرة في دراسة حكومية ، ولكن صحيفة بريطانية اخذت القصة ونشرتها بشكل مختلف بحيث يظهر انه ليس قسم تاريخ في مدرسة واحدة في مدينة واحدة وانما بريطانيا بكاملها قد منعت دراسة الهولوكوست.

وتضخم الخطأ واتسع بواسطة مجموعة بريطانية نشرت الرسالة عبر الانترنيت بعنوان "مؤخرا، هذا الاسبوع، المملكة المتحدة رفعت مادة الهولوكوست من المناهج الدراسية في مدارسها" وناشدت المجموعة رواد الانترنيت لتوزيع الرسالة على اوسع نطاق، وهكذا وصلت الى زوجتي ثم الي. اي انها بعد 9 شهور مازالت تدور في الانترنيت.

وقد نال الرسالة خطأ وتضخيم آخر اثناء دورانها في عالم الانترنيت ، فقد التقطها احد الامريكيين في ايلول 2007 وفهم من اختصار UK اي المملكة المتحدة ، انها تعني جامعة كنتاكي University of Kentucky التي تستخدم نفس الرمز. وهكذا فقد عدل في الرسالة بحيث تبدو الجامعة هي التي ازالت المادة من مناهجها. وأعاد توزيع الرسالة. مما اضطر الجامعة الى اصدار تكذيب.

(عشتار تسأل : ولكن هل قرأ كل من استلم النشرة لتوزيعها ، تكذيب الجامعة؟)

ويستمر الكاتب في ذكر كذبة اخرى "وقد وجدت على موقع سنوبز تحقيقا في كذبة اخرى تقول " جماعات حقوق الانسان تحذر من قانون جديد اقره البرلمان الايراني يحتم على اليهود والمسيحيين في ايران ارتداء بادجات ملونة لتمييزهم عن المسلمين " والخبر يقتبس من شخصية محترمة وهو الحاخام مارفن هاير عميد مركز سايمون فيزنتال في لوس انجيليس قوله "هذا من بقايا الهولوكوست . ان ايران تقترب اكثر واكثر من ايديولوجية النازي. على يهود ايران الذين يبلغ عددهم 25 الف ان يخيطوا شريطا اصفر في مقدمة ثيابهم في حين على المسيحيين وضع بادجات حمراء والزرادشتيين يجبرون على ارتداء ملابس زرقاء. على العالم الا يتجاهل هذا . لقد تجاهل العالم هتلر لسنوات طويلة باعتباره ديماجوجيا، وقالوا انه لن يصل الى السلطة ، وكانوا على خطأ جميعا"

اتضح فيما بعد ان الخبر كاذب.

هناك تعليق واحد:

  1. صباحوووو عشتورة الوردة..
    كالعادة التوبك رائع..بس ليش نروح بعيد.. أٍلحة الدمار الشامل.. هااااااا يابه مو أكثر كذبة انخلقت وكبرت وكدام عيونا، يعني حتى الي ماعنده نت والي ماعنده قرصاغ عشتورة ويكعد يبلبش ويفلس الاخبار يعرفها...
    عشتار حبيبتي..
    العالم قائم على كذبة ولا حقيقة سوى الوطن.. وحب الوطن..
    وhappy new year
    وسنة تحرير عقووول، والعوددة..
    وهاي هوسه الج مو تعرفين موضه العصر
    وعشو وياك وعشو هههههههه لو بس الجماعة يهوسون
    جيفارية

    ردحذف