هدية الرئاسات الثلاث لبراك ابن حسين بمناسبة تنصيبه سيدا عليهم

بقلم: عشتار العراقية

مشى طابور الرئاسات الثلاث في أروقة البيت الأبيض

في المقدمة الرئيس المكور

بعده رئيس الوزراء .

بعده يمشي رئيس البرلمان.

ويتدعبل في آخر الطابور هوشيار

كان طلباني لابسا بينباغ بلون الدم والمالكي بلون السماء والمشهداني بلون حمامات السلام. وزير الخارجية كان لابسا بينباغ مليانا بالنجوم. كان مشهدا مؤثرا وهم يلبسون فيما بينهم العلم الأمريكي.

كان الرئيس المكور يمشي بصعوبة لاحتكاك فخذيه بسبب السمنة ، وكانت السيدة الأولى قد نصحته بلبس الشروال تحت البنطلون ليقلل من الاحتكاكات، وقد أخذ بنصيحتها بدون جدوى. وكان المالكي قد نهض مستعجلا كالعادة ولم يجد الوقت لحلاقة ذقنه فتركه نص نص مثل كل يوم. أما المشهداني فقد كان سعيدا في أعماقه لأنه الأقرب لونا من براك. أما هوشيار فقد كان ينوحط وراهم حاملا صندوقا غريب الشكل فيه هدية ثمينة للسيد ابن حسين.

كانت الرئاسات الثلاث قد اجتمعت كثيرا منذ أن فاز ابن حسين بأكبر منصب في العالم، وتذاكروا وتناقشوا في الهدية المناسبة التي يمكن ان يحملوها اليه. وقبل الاجتماع الاخير الذي استقروا فيه على الهدية، كان كل رئيس منهم قد اجتمع مع مستشاريه الألفين واستأنس بآرائهم. أخيرا اتفقوا جميعا على الهدية .

كان ابن حسين قد ذكر للصحافة الفضولية انه ينوي – كتقليد رئاسي عريق – أن يشتري كلبا لبناته تلعبان به في حديقة البيت الأبيض الفسيحة منعا للملل. وقد سأله الصحفيون عن نوع الكلب ، فأوضح انه محتار آخر حيرة فمن ناحية – رغم قيامه بصرف 600 مليون دولار على حملته الانتخابية - لكنه رئيس المظلومين السود ولهذا يريد أن يقتني كلبا من الملاجيء الكثيرة المنتشرة في أنحاء البلاد، ولكن المشكلة ان ابنته مالينا تشكو من الحساسية، مما يتوجب ان يقتني لها كلبا من الفصائل التي لا تسبب الحساسية، ولكن بما ان كلاب الملاجيء عادة تكون هجينة – مثله – فهي لا تتمتع بالشرط الذي يريده لإبنته.

وهنا طرأت على أذهان رئاساتنا الثلاث هذه الفكرة الجهنمية وهي ان يأخذوا له كلبا هدية، وبالتأكيد لن يسبب اية حساسية .. فقد شرح لهم المشهداني " شجابنا على الحساسية ؟ هاي البنية اصلها كيني وأمريكي يعني حساسيتها من ذاك الطرف"

واقتنع الرئيسان المبجلان الآخران ، ولكن نشأت مشكلة ، فقد اعتبر ضخامة الرئيس السمين ان المفروغ منه ان يكون الكلب من كردستان ..

عبس المالكي وقال انه يفضل ان يكون الكلب من مناطق الأغلبية.

صاح المشهداني : لويش عيني ؟ بالتوافق ، بالتوافق !

قال المالكي انه بالفعل أمر هذا الصباح القوات متعددة الجنسيات وقوات الأمن العراقية بصفته القائد العام للقوات المسلحة، في الشروع بعملية سرية اطلق عليها اسم "القط الحديدي" وقد اختار هذا الاسم منعا لتسرب أخبار العملية ، والهدف هو البحث ومطاردة الكلاب في المنطقة الوسطى والجنوبية واقتيادها الى المعسكرات من أجل اختيار الأنسب.

غضب الرئيس السمين وانتفض كرشه وأرعد وأزبد وقال "لايمكن استمرار تجاوزنا في الامور الخطيرة مثل هذه . إذا لم اكن استطيع اختيار كلب، فماذا استطيع أن أفعله إذن كرئيس جمهورية؟"

وهز نائباه رأسيهما تأكيدا. بل حتى برهم نائب المالكي ابدى استياءه غير المباشر قائلا بنعومة "أعتقد ان كلبا من كردستان سيكون اختيارا أوفق لأن كلابنا معتادة على الأجواء الباردة"

أصر المشهداني على قوله "بالتوافق !!"

استدار اليه المالكي غاضبا وسأله "يعني شنو بالتوافق؟ ناخذ ثلاثة كلاب ؟ "

قال المشهداني " نعم .. نأخذ ثلاثة كلاب ونعرضها على البرلمان ونختار بالتصويت السري"

اعترض الهاشمي قائلا "كيف ندنس البرلمان بالكلاب؟ وأغلبية البرلمان حجاج وسادة وعلويات ؟"

وأيده عادل عبد المهدي قائلا :" وافرض احدثوا نجاسة على ارض البرلمان.. وافرضوا عبايات العلويات وهن رايحات جايات طمست بهاي النجاسة ، يعني منو يتحمل هذا الذنب يوم الحساب؟"

قال المشهداني "والله اذا تريدون عملية ديمقراطية هاي هية الديمقراطية وهذا هو اللي عندي. لازم ناخذ رأي الشعب في مسألة الكلب"

وهنا قال المالكي "إذن ماكو غير ناخذ رأي آية الله ، لأن المسألة ملحة ومستعجلة وماعدنا وقت للبرلمان هذا يجر بالعرض وذاك يجر بالطول، السيد هو اللي يمثل الشعب ولا قول يمشي على الشعب غير قوله."

وهكذا اتفقت الرئاسات الثلاث على الاستئناس برأي دام ظله خاصة انه ركن مهم من الدستور. اتفقوا على ان اللي يشور بيه آية الله هو اللي يمشي.

ولكن لأن العملية لازم تبقى سرية حتى ماياخذ بيها الإرهابيون خبر فيخربوها، أو الدول المجاورة اللي يمكن تلطش الفكرة خاصة وان هاي الدول كلها دكتاتورية وماعدهم لا آية الله ولا برلمان، يعني الحاكم هو اللي يختار الكلب من غير دوخة راس، لهذا استقر الرأي على إرسال مستشار الكذب القومي موفق الربيعي وشددوا عليه ان مايبرطها مثل مافعل من قبل وأن لا يتحدث للإعلام ولا يعقد مؤتمرات صحفية ، وأهم شي ما ياخذ موبايلات بيها كاميرات.

راح الرجّال للنجف واجتمع اجتماعا طويلا استمر حتى العشاء مع دام ظله الوارف، ورجع بالمفيد للرئاسات الثلاث.

قال لهم ان آية الله افتى بأن الطريقة الشرعية الوحيدة لإرضاء كل الأطراف والأطياف والألوان في العملية السياسية وللحفاظ على وحدة العراق وسيادته وللقضاء على الفتنة ، ان تنكح كلبة يتم اختيارها من احدى المناطق الثلاث الكردية أو السنية أو الشيعية من قبل كلبين من المنطقتين الأخريين .. ثم ينتظر شهرين حتى الولادة ثم شهرين آخرين حتى الفطام ، ويؤخذ أقوى الجراء ، هدية الى السيد براك ابن حسين أقوى رجل في العالم ، تيمنا بمبدأ الرجل المناسب للكلب المناسب. وأربعة شهور هو الوقت بالضبط الذي سيكون فيه ابن حسين قد استقر في البيت الأبيض.

قال لهم موفق الربيعي انه سأل آية الله من أجل جلاء الفهم والوضوح وعدم الالتباس وبصفته طبيبا ايضا " لكن يامولانا .. أليس اختلاط "الحمض النووي" السني والشيعي والكوردي مكروها في الدين؟"

وطبعا الامور الحامضية مشتبچة كلش على الربيعي من ايام أعلن عن التعرف على الزرقاوي بواسطة "الحمض المنوي" !!

المهم ان دام ظله عليهم طمأنه أن الكلاب لايجري عليها مايجري على بني آدم.

فرحت الرئاسات الثلاث بالمشورة العظيمة ، حتى انه حين اقترح الرئيس الثخين ان يقدم كلبة من منطقته لتحمل في بطنها الهدية الجليلة، وافق المالكي والمشهداني على الفور بعد ان تبادلا نظرات معينة وضحكات مكتومة، وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي يتفقان فيها على شيء يقترحه الأكراد بهذه السرعة.

وقال المالكي انه إذن لن يلغي عملية "القط الحديدي" بل سوف يعدل طلبه الى البحث عن كلب ذكر شديد.

وقال الهاشمي انه سوف يطلب من "الصحوات" في منطقته البحث عن ذكر أشد.

وهكذا ظهر الانشراح على الوجوه الكئيبة وحل السرور ، ومدت الموائد العامرة وأكلوا مالذ وطاب ، ونبهوا بعضهم بعضا أن الإحتياط واجب في عدم اختيار كلبة سوداء اوكلب اسود او ان يكون في سلالاتها اي لون أسود منعا للاحراج أو سوء الفهم من ابن حسين خاصة وأن الحالة ترة ماتستحمل بعد ذهاب العزيز الغالي دبليو، فالأفضل ان تكون الكلاب الثلاثة المشاركة في عملية الهدية بيضاء أبا عن جد.