"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

30‏/11‏/2012

هرجة في الناصرية: نفط الغراف وبتروناس ورايات الحسين

في 2010 تعاقدت شركة ماليزية هي بتروناس مع حكومة المزبلة  الخضراء للاستثمار في حقل نفط الغراف. ولكن يبدو أن شيئا ما جعل الناس في محيط الشركة يناصبونها العداء. ربما يكون السبب مقتل اربعة من عمالها العراقيين المؤقتين ومنع الشركة السلطات المحلية من التحقيق في الحادث. وبعدها يبدو انه كانت هناك مصادمات دينية (شيعية - سنية)؟ كان آخرها هجوم الأهالي على مكاتب الشركة وتكسير أثاثها. دعونا نتابع الأحداث.

خبر أول - في 15 تشرين اول 2012

 كشف قسم العمل في محافظة ذي قار ، عن منع شركة بتروناس الماليزية العاملة بحقل الغراف النفطي ، عمليات التحقيق بأربع حالات وفاة لعمال من أبناء مدينة الناصرية .
وقال مسؤول إعلام في القسم ، حيدر كاظم ، لشبكة اخبار الناصرية " إن شركة بتروناس الماليزية منعت دائرة قسم العمل بالتحقيق في مجريات حادث وفاة أربع من العاملين فيها بأوقات مختلفة " .
مؤكدا إن الشركة منعت الدائرة المختصة بالتحقيق والمطالبة بتعويضات للعاملين المتوفين .
وبين انه تم مخاطبة " مجلس المحافظة بخصوص هذه الحالات ولكن دون جدوى ، حيث لم يتجاوب مجلس المحافظة بخصوص حالات الوفاة هذه " .
ولفت إلى إن أهالي الضحايا تقدموا بشكاوى ، مطالبين بتعويض من قبل الشركة التي تسببت في حالات وفاة ذويهم ، منوها إلى إن القانون ينص على التزام الشركة بتعويض وتقديم رواتب تقاعدية للضحايا العاملين في الشركة

خبر ثان-23 تشرين ثاني 2012
طالبت القيادية في حزب الفضيلة عن التحالف الوطني النائبة سوزان السعد احد الشركات المستثمرة في حقل الغراف النفطي بتقديم اعتذار رسمي عن انزالها رايات الامام الحسين عليه السلام  ، وقالت السعد "في بيان لها وتلقت وكالة هنا الجنوب الاخبارية نسخة منه ، إننا نستنكر وبشدة ما قامت به شركة بتروناس الماليزية النفطية المستثمرة في حقل الغراف في قضاء الرفاعي شمال ذي قار ،  ونطالبها باحترام معتقدات ابناء الشعب العراقي وتقاليدهم الخاصة .

واشارت السعد "الى ان المادة" 43 "من الدستور كفلت حرية التعبير عن  الاديان والمذاهب من خلال ممارسة الشعائر الدينية بما فيها الحسينية ، مطالبة الشركة" بتقديم اعتذار رسمي عن ما بدر منها على ان تتعهد بعدم اعادة مثل هكذا اسلوب مرة اخرى،  واضافت السعد" ان استنكار عدد من اهالي المجمع السكني الخاص بالعاملين في حقل الغراف النفطي امر منطقي لان الشركة المستثمرة للحقل قد قامت بأنزال رايات الامام الحسين عليه السلام من على منازلهم وتكسيرها ، وقد اثار هذا الفعل سخطهم وولد حالة من الاحتقان الطائفي".
ويذكر ان شركة بتروناس "المستثمرة في حقل الغراف النفطي بمحافظة ذي قار  قامت يوم الثلاثاء بأنزال رايات الامام الحسين عليه السلام وتكسيرها ، وكان عدد من اهالي المجمع السكني الخاص بالعاملين في حقل الغراف النفطي استنكروا قيام الشركة المستثمرة في مثل هذا العمل ".
خبر ثالث -29 تشرين ثاني 2012
هاجم متظاهرون غاضبون اليوم إحدى مقرات شركة بتروناس الماليزية النفطية في ناحية قلعة سكر شمال ذي قار ، ودمروا عدد من مرافقها ، بسبب ما نقل عن قيام موظفين فيها بإقامة احتفال وتعليق الزينة ، بالتزامن مع استشهاد الإمام الحسين عليه السلام .
وقال احد رجال الدين ممن شاركوا في التظاهر على المقرات ، ويدعى الشيخ مجيد الركابي ، لشبكة أخبار الناصرية ، انه تنامى الى علمنا ان موظفين أجانب في الشركة أقاموا ليلة أمس احتفال وعلقوا الزينة في مكاتبهم ، فرحا بانتصار يزيد بن معاوية على الإمام الحسين عليه السلام ، على حد رأيه .
وأوضح ان المتظاهرين يطالبون اليوم بإخراج الموظفين الذين قاموا بهذا العمل وعدم التستر عليهم ، وإقامة القصاص عليهم .
إلى ذلك دعا احد المتظاهرين إلى تسليم موظفي الشركة المتورطين بتنظيم الحفل إلى الحكومة العراقية ، ومحاكمتهم من قبل القضاء العراقي لينالوا جزاءهم العادل .
غير أن موظفا عراقيا في الشركة أكد ان الأمر لا يتعدى سوء فهم كبير بين الطرفين ، موضحا ان موظفي الشركة الماليزيين أقاموا ليلة امس احتفالية خاصة تقام سنويا في بلدهم ، وحين علموا إنها تتزامن مع مناسبة حزينة لدى شيعة العراق ، وهي ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ، سارعوا الى إلغاء احتفالهم وتقديم الاعتذار .
وتابع الموظف الذي رفض الكشف عن اسمه ، لقد تفاجئنا اليوم بالهجوم على مقر الشركة من قبل المتظاهرين ، الذين قاموا بتدمير عدد من المرافق وتكسير زجاج الكرفانات ، الأمر الذي دفع بالجهات المختصة هناك الى إخفاء الموظفين الماليزيين حفاظا على أرواحهم ، وسط تجاهل قوات الشرطة وعدم أداءها لدورها المطلوب منها .
كما تحدث احد الموظفين الماليزيين عن تفاصيل الحفل ، قائلا ان يوم أمس وافق ذكرى سنوية ، تعودوا حين كانوا في ماليزيا ان يقيموا خلالها حفلات صغيرة ، وقد قام احد الموظفين الهنود بتعليق بعض البالونات دون أي قصد .
وأضاف ، ما ان علمنا ان هناك حساسية في الموضوع سارعنا منذ يوم أمس إلى إلغاء الحفل ، لكننا فوجئنا اليوم بهجوم من قبل عشرات من المواطنين على مقر الشركة .
وطبقا لشهود عيان في مكان الحادث ، فان الهجوم تسبب بإصابة شخصين بجراح احدهما من الموظفين الماليزيين والأخر من المتظاهرين ، دون ان يحدد خطورة الإصابة .
الى ذلك وصلت قوات أمنية إضافية من الشرطة الى مقر الشركة ، حيث عقد اجتماع طارئ بين القادة الأمنيين وكبار المسؤولين في الشركة فضلا عن ممثلين عن مسؤولين محليين ، للبحث الأزمة وحل تداعياتها .
 ++
لا ادري اذا كان  الخبر الأخير والذي سبقه واحد لأن بينهما عدة أيام، وربما كان للهجوم عدة تفسيرات ، مرة بسبب انزال رايات ومرة بسبب الاحتفال بيزيد !!  وأعتقد أن السبب الحقيقي لهذا الحادث لاعلاقة له بالحسين وبالاحتفال ولا بالرايات، وانما ربما هو شعور الاهالي بالمرارة لعدم التحقيق في مقتل العمال او لأسباب اخرى يعلمها الله. ولكني اعتقد اننا سوف نسمع في القادم من الأيام والسنين الكثير من هذه الاحتكاكات بين العراقيين والشركات الأجنبية التي احتلت حقولنا وثرواتنا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق