"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

17‏/11‏/2010

من وراء مجزرة كنيسة سيدة النجاة: المستفيد الوحيد

بقلم عشتار العراقية

من حصيلة هذا الملف عن جريمة كنيسة سيدة النجار، لدينا نقاط الحديث التالية:

1- الوقائع على الأرض
2- المنفذون
3- الرسالة المطلوب ايصالها
4- الهدف
5- المستفيد
6- المخططون

الوقائع على الأرض: هجوم ارهابي على كنيسة معروفة وقديمة أي انها رمز مسيحي واضح. الهجوم يحدث في وقت القداس بوجود مصلين وقساوسة: أي انه يقع على اناس مسالمين في لحظة عبادة. استغرقت العملية من لحظة دخول الارهابيين الى انتهاء الواقعة خمس ساعات ولم يكن هناك تفاوض ، وانما مجرد اعلام الفضائيات عن خطف رهائن ومطالب معجزة لا تتعلق بقدرة القوات الأمنية العراقية أو الحكومة العراقية حلها وانما تقع بيد دولة اخرى (مصر) . مطلب غير واقعي . تنتهي العملية نهاية غامضة لا نعلم ان قتل جميع الارهابيين او اعتقل بعضهم أو تسللوا خارجين مع جموع الناس. وكانوا قد استخدموا اسلحة وقنابل كثيرة على مدى 5 ساعات دون ان يموت كل من في الكنيسة. القوات العراقية احاطت بالمكان لعدة ساعات دون ان تقتحم الا في وقت متأخر، بعد أن قتل اناس كثيرون على ايدي الارهابيين وكذلك على ايدي الشرطة عند الاقتحام. حديث عن عدم مشاركة القوات الأمريكية. اختلافات وتناقضات كثيرة في وصف ماحدث.

المنفذون: زعموا انهم من (دولة العراق الاسلامية ) وهي منظمة وهمية اخترعتها اجهزة المخابرات الامريكية الصهيونية . وقاموا بتمثيل أدوار اسلاميين متشددين يتحدثون عن الصلاة والجنة والنار ويعظون (الكفار) . وكما قال الكاتب صائب خليل لم يكن حالهم حال من يريد الاحتفاظ برهائن من اجل المساومة عليهم. كان المطلوب من وجودهم اشاعة الذعر والرعب مع قتل بعض الناس ومنهم اثنان من القساوسة. كانوا يوحون بأنهم عرب ومعهم عراقي واحد أو أكثر.

الرسالة المطلوب ايصالها: أن المسلمين المتشددين يكرهون المسيحيين ويسعون الى ابادتهم او اجبارهم على الهجرة عن بغداد. وأنهم يشنون حربا على المسيحيين في المنطقة ، ليس في العراق فقط وانما حتى في مصر أوغيرها . وأن الحكومة العراقية غير قادرة على حماية الأقلية المسيحية والقوات الأمريكية لا تتدخل. وأن ذلك يحدث بسبب اعتناق هذه الأقلية الديانة المسيحية، مما يدخل العملية في (جرائم ضد الانسانية) و(الهولوكوست) . وهذا يتطلب تدخلا دوليا لحماية المسيحيين او ايجاد ملاذ آمن لهم. كانت فرنسا وألمانيا سابقا واوربا بشكل عام قد امتنعت بعد احتلال العراق وخاصة عام 2006 حيث انتشر القتل على الهوية ، من منح اللجوء للمسيحيين خصوصا بحجة أن اللجوء لا يمنح بسبب عرق او ديانة الخ وإذا كانت ستفتح باب اللجوء فسيكون لجميع طوائف الشعب العراقي لأن (الارهاب) يطال الجميع. الآن بعد هذا الحدث ليس هناك حجة فالجريمة حدثت داخل كنيسة ، ساعة القداس، وبسبب نوع الديانة. اذن المسيحيون يتعرضون للابادة بسبب ديانتهم. والجناة حسب خطابهم يشنون حربا على كل المسيحيين في (الشرق الأوسط) ! عزز هذه الرسالة ما اذيع من افلام وتصريحات ومقابلات ورسائل ومظاهرات في اوربا ، ونداءات على ألسنة رجال دين مسيحيين مهمين ، تطالب بإيجاد ملاذ آمن في اوربا او اي مكان آخر للمسيحيين العراقيين، ومطالبات اخرى بتشكيل قوات عسكرية مسيحية .

الهدف: إجبار المسيحيين العراقيين على اتخاذ قرار التجمع في (ملاذ آمن) . قبل ذلك ومنذ 2006 وقعت جرائم كثيرة ضد المسيحيين هنا وهناك في الموصل وماحولها ولكنها اكثرها كانت جرائم منفردة : اختطاف قس وقتله، الهجوم على منازل لمسيحيين الخ . مما قد يندرج في جرائم لاغراض متعددة : العداء الشخصي او الطمع في الحصول على فدية او غيرها من الجرائم التي كان يتعرض لها العراقيون بشكل عام. وقد هاجر العديد من المسيحيين الى لبنان وسوريا ولكن معظم المهاجرين اتجهوا الى اقليم (كردستان) . وفي نفس الوقت رفضت أغلبية المسيحيين مغادرة منازلهم والاتجاه الى الشمال . وكان ينبغي ان يحدث شيء كبير في كنيسة شهيرة وفي قلب بغداد وبهذه الوحشية وأن تعلن القاعدة رغبتها في القضاء على المسيحيين من بغداد الى القاهرة، حتى يقتنع المسيحيون بأنه لم يعد هناك مناص من المغادرة.

حين تقع جريمة مثل هذه فالهدف هو واحد من اثنين : إما دفع المسيحيين الى المغادرة أو تقوم الجهة المخططة للعملية بتنفيذ خطة كبيرة وحاسمة باسم المسيحيين وبحجة حمايتهم.
ماقيل عن أن الاسلاميين (الإرهابيين) يريدون افراغ بغداد من المسيحيين حتى يمكن تقسيمها بين السنة والشيعة، مقولة غير معقولة ، لأن المسيحيين اصلا يعيشون منذ مئات السنين في بلد اغلبيته مسلمة ولا يمكن ان يشكلوا مشكلة حتى لو رغب البعض تقسيم العراق او تقسيم العاصمة ، لن يمانع (الشيعة) بوجود اقلية مسيحية بينهم ولن يمانع (السنة) ذلك ايضا. المطلوب من المخطط ان تتجه هذه الكتلة الى شمال العراق (كردستان) وليس الى مكان آخر.

المستفيد: مقولة ابحث عن المستفيد تعرف من هو الفاعل قد تبدو في احيان كثيرة مقولة مراوغة ، فهناك في كثير من الاحيان مستفيد واضح تتجه اليه اصابع الاتهام منذ الوهلة الاولى وهناك احيانا مستفيد غامض . مثلا تقتل امرأة في منزلها وحين تصل الشرطة تجد البيت مقلوبا وقد اختفت مجوهراتها. هل هناك من يشك انها سرقة؟ سوف تبحث الشرطة عن السراق في المنطقة وقد تقبض على واحد مر في الشارع في نفس وقت الجريمة وكانت لديه سوابق سرقة. ولكن ماذا لو كان الذي قتلها زوجها مثلا ليرثها ولكنه موه الجريمة على انها سرقة حتى ينجو من التهمة ويكون في نفس الوقت قد حقق غرضه من موتها؟ هذا شائع في قصص الجرائم والتحقيقات في الافلام وفي الحقيقة، وآخر واقعة هي ماجرى لمفتش الاسلحة البريطاني ديفد كي الذي وجد مقتولا في غابة وكل الدلائل تشير على انتحاره ، وكتبت في اسباب انتحاره مقالات طوال وتحليلات بلا نهاية ، ثم اكتشف مؤخرا ان الجريمة كانت قتلا وليس انتحارا!

لهذا لا ينبغي الاسراع بالقول ان (دولة العراق الاسلامية) قد ارتكبت مجزرة كنيسة سيدة النجاة لمجرد ان واحدا او اثنين او عشرة زعموا انهم مسلمون وظلوا يصرخون (الله اكبر) ويطلقون الرصاص ، في حين ان كل الوقائع تكذب كونهم مسلمين متشددين وأولها انه لا وجود لشيء اسمه (دولة العراق الاسلامية ) او (القاعدة) . لنبحث عن المستفيد الحقيقي. البعض قال انه المالكي حتى يغطي على ما ظهر في وثائق وكيليكس . ولم ار في حياتي سببا هزليا مثل هذا ، فكأن المالكي وبقية العملاء يهتمون فعلا بكونهم نوروا صفحة وكيليكس ، والعراقيون والعالم اجمع يعلم مدى جرائمهم وفسادهم ولا يحتاجون الى وكيليكس ليقولها لهم ، ومع ذلك فلا أحد يحاسب ولا أحد يسائل. وهم يعلنون ويتفاخرون بأنفسهم على مايفعلونه ولا أحد في أي مكان يحتج او يرفض ، والشعب يذهب صاغرا لانتخابهم ، والأمم المتحدة تهلل والجامعة العربية تهنيء. وأمريكا تجدد الدعم والدول العربية تفرش لهم البساط الأحمر.
المستفيد الأول من هجرة المسيحيين الى سهل نينوى ومن ثم المطالبة بضمها الى (كردستان) هم الأكراد، الذين اصلا لهم تاريخ أسود في مذابح الأشوريين المسيحيين ولم يكن ليضيرهم قتل عشرات آخرين اذا كان ذلك سيحقق الهدف. ارجو قراءة هذه المقالة الصاعقة : جرائم الأكراد ضد الآشوريين في العراق

وفيها يستعرض الكاتب أياد محمود حسين تاريخ الآشوريين ومحاولة الزعامات الكردية محو هويتهم ، وكيف ولماذا اتفقت الرغبة الكردية بالاهداف الصهيونية في هذه القضية ويستنتج في النهاية :

(ومن الأهداف الاستراتيجية في المرحلة الراهنة للقيادة الكردية هو إجبار المسيحيين العراقيين من الاشوريين والكلدان والأرمن والنساطرة في بغداد والجنوب في الهجرة نحو الشمال، والتقوقع في سهل نينوى، لكي يسهل احتوائهم من قبل الأكراد ويصبحوا حاجزا بشرىا بينهم وبين العرب عند إعلان دولتهم، بعد إن يتم التهجير القسرى للآشوريين من مناطق سكناهم وأراضيهم التي ورثوها عن أجدادهم منذ ألاف السنين، وإسكانهم أيضا في سهل نينوى. وبعد أنجاز هذه الخطة يمكن تكريدهم جبرا بمرور الوقت بعد الاستيلاء على أراضيهم وقراهم.).

ويكفي ان نسمع دعوة مسعود برزاني بعد المجزرة حتى نفهم معنى المثل اللي جوة ابطه عنز يمعمع (وقال الزعيم الكردي في تصريحات الخميس: "إنني أريد أن أبلغهم بأن أرض كردستان مفتوحة لهم، إذا ما أرادوا المجيء إلى هنا، سوف نقدم لهم الحماية اللازمة، كما سنقدم لهم كل الخدمات التي يحتاجونها." وعبر برزاني عن أسفه للهجمات التي تعرض لها المسيحيون في العراق، قائلاً: "إننا نشعر بأسف كبير بسبب الجرائم التي تعرضوا لها، كما ندين تلك الأعمال الإجرامية، إنهم أناس أبرياء، كما أنهم جزءاً مهماً من هذه الدولة." وكانت سلطات إقليم كردستان، الواقع في شمال العراق بالقرب من الحدود مع تركيا وإيران، قد فتحت أبواب الإقليم أمام أقليات أخرى، هربت من أعمال العنف التي تعرضت لها في عدد من المدن العراقية. وأعرب عدد كبير من المسيحيين، الذين تحدثت معهم CNN الأربعاء، عن خشيتهم على حياتهم، وأعربوا عن رغبتهم في مغادرة العراق، إلا أنهم ليست لديهم الوسائل التي يمكن أن تساعدهم على تحقيق هذه الرغبة.)

ومن الغريب ايضا ان طالباني (رئيس جمهورية الخضراء) ابدى استعداد كردستانه لاستقبال المسيحيين لأنها حسب قوله اكثر أمنا، في حين أن هناك مناطق أخرى في محافظات وسطية وجنوبية من العراق أكثر أمانا وكان يمكنه ان يشير اليها .

وفي عام 2008 حين كانت هناك ايضا بعض الحوادث الارهابية ضد المسيحيين في الموصل ، دعا رئيس برلمان ( كردستان) عدنان المفتي القوى السياسية المسيحية لتوحيد جهودها في إطار جبهة موحدة للحصول على حقوق أكبر لأبناء الطائفة, مشيراً إلى أن دستور الإقليم يضمن حقوق جميع المكونات الدينية والعرقية بما فيهم الكلدان والآشوريين والسريان. وقال المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان طارق سارممي إن المفتي أكد خلال اجتماعه بوفد آشوري برئاسة زيا بطرس الأمين العام للمجلس القومي الكلداني على أن الدستور المنتظر لإقليم كردستان سيقر جميع الحقوق القومية والدينية لهذه الطائفة، موضحاً أن الحقوق التي يضمنها الدستور الإقليمي هي أكبر مما أقره الدستور العراقي. وأضاف: أن رئيس البرلمان الإقليمي دعا إلى تشكيل جبهة وطنية موحدة تضم جميع القوى السياسية الكلدانية والأشورية والسريانية لتتمكن هذه الجبهة من الحصول على حقوق أكبر لأبناء الطائفة المسيحية بإقليم كردستان والعراق بصفة عامة.

المخططون: سوف نحاول التعرف عليهم في الحلقة المقبلة . وفي هذه الاثناء نقرأ ما صرح به أحد رجال الدين
المسيحيين:


يقول القس ك .ك (رفض الافصاح عن اسمه) لمحاذير أمنية أن "حادثة سيدة النجاة أصابت المسيحيين بالذهول والرهبة والحيرة وأثارت تساؤلات جمة عن حقيقة ما جرى وكيف يمكن لأشخاص يرتدون احزمة ناسفة دخول الكنيسة بعد ان اجتازوا الحواجز الامنية؟ ولماذا رفعت الحواجز الكونكريتية المقامة بمداخل الكنيسة قبل يوم من الحادث؟ وكيف يمكن للارهابيين امتلاك اجهزة اتصال لاسلكي لا يمكن حيازتها الا بموافقة الحكومة العراقية، ولماذا تم مسح موقع الجريمة بمواد كيمياوية من قبل الاجهزة الامنية بعد يوم من الحادث؟ هذه أسئلة بحاجة الى جواب مقنع".

هناك 5 تعليقات:

  1. وأثنى طالباني بالشكر على فرنسا لاستقبالها 150 مسيحيا عراقيا، لكنه أشار في الوقت ذاته أن الاهتمام الفرنسي لا بد أن ينصب على معالجة الجرحى وتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية لهم وليس على تشجيع المسيحيين على مغادرة العراق. وتابع طالباني قائلا: "أنا لا أشجع سياسة مغادرة المسيح للعراق لأنها مسألة تضر بالوحدة العراقية"، مؤكدا "أن ثمة مناطق أمنة مثل كردستان العراق وشمال الموصل مستعدة لاستقبال المسيحيين عوض السفر إلى الخارج".

    "سنوفر الأمن والاستقرار لكل العراقيين"

    http://www.france24.com/ar/20101117-france24-talbani-iraq-tarik-aziz-death-penalty

    بغدادي كردي

    ردحذف
  2. شكرا جزيلا سوف انقل الرابط الى الموضوع

    ردحذف
  3. شكرا على اهتمامكم بالموضوع
    فهى تغطيه ممتازه ومنظمه
    وانا اول مره ادخل المدونه
    ولكننى ساستمر اتابع كل مواضيعكم
    من الان بعد اذنكم طبعا

    ردحذف
  4. أهلا ومرحبا بك كوكو واوا في الغار ، ولو اني خايفة أن اسمك يمكن يثير شهية ريمة وماكس.

    ردحذف
  5. اذن فلهما ما ارادا
    D:

    ردحذف