"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

8‏/1‏/2009

مترجم الاحتلال: قائمة شندلر الامريكاني

بقلم : عشتار العراقية
اليوم ما ادري اضحك لو ابچي ! ولكن اعذروني لأني آخذ هذا الفاصل من مقالات مترجم الاحتلال، ولو ان هذا الفاصل ليس بعيدا عن الموضوع.

اللي شغلني اليوم هو اني تعثرت وانا ابحث في الانترنيت وتعرفون المغارة التي اختبيء فيها حالكة السواد إلا من شمعة يكاد لهبها ان ينطفيء، تعثرت بالقائمة. بالانجليزي The List . وهو موقع أمريكي مخصوص للعراقيين الهاربين الى امريكا، وجلهم – أجلّكم الله – من المترجمين الفخورين بعملهم لدى قوات الأحتلال. لماذا سمي الموقع (القائمة) ؟ هل تيمنا بقائمة شندلر في الفيلم المعروف؟ و يحكي الفلم قصة أوسكار شندلر وهو صناعي ألماني مسيحي أنقذ 1100 يهودي بولندي من القتل في المحرقة إبان الحرب العالمية الثانية. هل يقصد ان هؤلاء هم اليهود الذين انقذهم المسيحي من محرقة العراق؟ ولكن المقارنة تنتهي هنا، أو تبدأ هنا ، لا فرق.
المهم فوجئت ان اسمي يلعلع في الصفحات الأولى "عشتار عشتار" شنو القضية ؟ وإذا هناك حالة هلع وذعر بين المترجمين الفخورين بسبب "تسللي" الى موقعهم. وهناك عنوان عريض الى جانب اسمي يقول "انتبهوا اختراق الموقع"، وتحته ترجمة تعبانة لأول مقالة لي حول مترجم الاحتلال ومعها رابط المقالة في كتابات. اتضح فيما بعد ان المترجم العتيد ترجمها بواسطة برامج الترجمة الالكترونية الشيش بيش. كل هذا ساعد على الا يفهموا المقالة مما زاد حالة البارانويا.
شنو القصة ؟ بعدين لما فكرت مع نفسي ، تأكد لي انه في يوم من الايام القريبة وكنت ابحث على الانترنيت عن مصادر حول المترجمين وقعت على موضوع في موقع ما لم يلفت انتباهي بصراحة وانما لفت انتباهي رسالة احدهم فحاولت ان اعلق عليها ، وانا افعل ذلك اثناء مروري على المواقع في الانترنيت، ولكن الموقع طلب التسجيل فسجلت وإذا به يطلب ان ارسل صورة لي ، فبحثت في جعبة حاسوبي عن صورة واخترت صورة صديقي العزيز ماكس ، فبعثتها دون حتى استئذانه. ولم اعرف الا حين طالعت رسائل الذعر أن تلك الصورة اضافت الى الشكوك. فكيف كان لي ان أعرف ان المقاومة في العراق كانت تذبح الكلاب السود لتخويف المتعاونين مع الاحتلال وترمي رؤوسهم على ابوابهم كإشارة تهديد؟ وأنا بكل سذاجة وفخر وضعت رأس صديقي وهم مبتسم ابتسامته الكلبية على قائمة شندلر الأمريكاني ؟
ولكن تعالوا معي في جولة في تلك الرسائل والتعليقات التي تعبر عن الخوف حين يكتنفه الجهل.
كتب واحد اسمه أشرف باللغة الانجليزية والتخاطب الا ما ندر هو بهذه اللغة ( اعزائي جميعا : هناك عضو خطر شرير على القائمة . يزعم انه امرأة عراقية اسمها (عشتار) وتقول ان المترجمين العراقيين "خونة" و"قوادون" و"جواسيس" و"شخص يهينه العراقيون ويستعبده الأمريكان" "كذابون جبناء" والكثير من الأوصاف القذرة والكاذبة.
وقد كتبت هي/هو مقالة بالعربية ضد المترجمين العراقيين على موقع تابع لشبكة الجزيرة . وهنا رابط المقالة (يضع رابط كتابات) وترجمة مقالتها هنا وقد ترجمها سوني Sunny وهنا رابطه.
(جملة اعتراضية مني: بربكم هل استخدمت انا هذه الكلمة التي تبدأ بحرف القاف
في مقالتي المشار اليها؟)
وعشتار مما فهمناه من كتاباتها العربية انها ناشطة جدا في منتديات قناة الجزيرة ومقالاتها، والجميع يعرفون ان الجزيرة مثل ملاذ اعلامي للارهابيين والمناهضين للامريكان وتشجع على قتل المترجمين العراقيين.
(جملة اعتراضية مني: ناشطة ؟ ربما علقت تعليقا واحدا في مرور سريع)
ارجوكم قاطعوا هذه العضو او الجماعة التي تمثلها . نريد دائما ان نحافظ على القائمة (الموقع) نظيفا ونحظر اشخاصا مثل عشتار. ارجو من ادارة القائمة والمدير كرك جونسون ان يتصرف بسرعة لحظر عشتار. وحسب علمنا يمكن ان تكون هي /هو من الارهابيين او عضو ميليشيا او حتى جاسوس للحكومة العراقية .
ملاحظة: شيء أخير ، في صفحة التعريف عنها يمكن ان تروا صورة كلب اسود وهذا مقصود ، لأن الجماعات المتطرفة والارهابيين في العراق يسمون المترجمين العراقيين (كلاب الكافر) واحيانا يرمون رأس كلب على المترجيمن العراقيين كتهديد بالموت.)
(ماكس قرأ هذه الجملة وزعل كلش. لأن نوعه لا يأتي إلا اسود اللون، وعاتبني لأني وضعت صورته الجميلة في موقع مثل هؤلاء الجهلة وقال بالنص: شلون ذولة راح يعيشون في أمريكا ومايعرفون انواع الكلاب خاصة الامريكية مثلي؟).
**
ترد على تلك الرسالة واحدة اسمها جيني "حوادث مثل هذه هي بالضبط ما كنت اخشاه وقلت لعمر ذلك في الاسبوع الماضي. حين نرحب باعضاء جدد ونعاملهم بالود ونحن لا نعرفهم حقيقة. اعتقد انه لا يعرف العراقيين الاشرار الا العراقيون. ولكني بصراحة لا أعرف اذا ماكان الشخص عدوا أم صديقا من مجرد قراءة تعليقه. يمكن ان يتظاهروا بالصداقة ويقولوا الاشياء التي نريد ان نسمعها ويصبحون اصدقاء ثم غلطة من لسانك ويمكن ان تدمر حياة شخص تحبه. لم ار تعليق هذا الشخص (اللي هو انا عشتار لأنهم مسحوه بسرعة) وانا سعيدة ان شخصا كان من الذكاء بحيث يعلم من صورة الكلب انها تقصد اهانة المترجمين . انا على يقين من ان هناك المزيد من هؤلاء الاشخاص في هذه القائمة ولكنهم ياتون بثياب الحملان. لهذا احذروا هؤلاء ايضا . شكرا يا اشرف ويا سوني للمعلومات.
**
وهنا تدخل واحدة اسمها آن ماكترك (من الادارة) على الخط "شكرا اشرف على المعلومات عن العشتار . تعاملنا مع المشكلة. وارجوك ان تبلغنا بمثل هذه المسائل في المستقبل.
**
والان يعلق عمر هومر (هذا اسمه) باللغة العربية ( الاخ اشرف انا معك فيما ذهبت اليه و اشكرك على ماكتبت واحب ان اضيف ان موقع كتابات لايخص قناه الجزيره و انما موقع خاص بفايق العقابي صاحب برنامج خلي نسولف في كل من قناه العراقيه و اذاعه العراقيه وهو من حلفاء الصدريين المستقلين وكما اردت ان اوضح لك ان الكلب الاسود في الاسلام حلال قتله وبهذا تشبيههم للمترجم بالكلب الاسود معناه حلال قتلهم ، مع تحياتي وشكري - اخوك عمر)
(نظر الي ماكس نظرة مذعورة عاتبة )
**
تعليق من واحد يسمي نفسه (المترجم العراقي) : شكرا اشرف لتعليقك كما اشكرك سوني لكل جهودك في ترجمة المقالة الى الانجليزية مع انك استخدمت الانترنيت لترجمة المقالة . اعتقد انك عملت طيب لأن المقالة لا تستحق جهودك. من حولنا هناك الاخيار والاشرار ، المخلصون والخونة والابطال والجبناء. ولكنهم لن يستطيعوا ايقافنا عن مهمتنا الاخلاقية في نشر السلام وصنع مستقبل افضل في العراق. لقد قرأت مقالتها بالعربية وتوصلت الى هذا الاستنتاج:
1- انها تحاول ان تسيء الينا في نظر اصدقائنا الامريكان (تعليق مني: كيف يكون ذلك والمقالة مكتوبة بالعربية اي موجهة للقاريء العربي ياذكي؟ صديقكم هو الذي ترجمها)
2- انها تشعر بالغيرة الشديدة من الذين يحاولون ان يجدوا حياة افضل في الولايات المتحدة
3- تريد ان تحدث اضطرابا في موقع القائمة .
4- كما قالت جيني هناك اشرار على هذا الموقع يمكن طلبوا منها ان تسجل عضوية.
يجب علينا جميعا ان نكون حذرين من هؤلاء المنحطين الذين يريدون اذيتنا. ارجو من ادارة القائمة ان تضع سياسة جديدة للتصديق على العضوية لأنه سيكون من الان فصاعدا الكثير من الاشرار هنا . هذه العشتار مثال واحد على الاشرار الذين نراهم في العراق كل يوم. ويجب ان يحفز هذا الحكومة الامريكية للتصرف السريع لانتشال بقية حلفائها من العراق والدول المجاورة.
**
نبيل يشارك في تعليق قصير "انصح كل اعضاء القائمة العراقيين خاصة الذين مازالوا يعيشون في العراق ان ينتبهوا في نشر معلوماتهم وصورهم .
**
تعليق من هارولد برك "كل من يشعر بالقلق على امنه الشخصي وامن اصدقائه وعائلته ان يفكر مرتين قبل ان يضع هنا معلومات تشير الى هويته "
**
تدخل الان واحدة اسمها كارول مالك كانت كما يبدو قد اطلعت على التعريف الذي كتبته عند التسجيل في الموقع وقلت فيه عن مهنتي اني (خبيرة في شؤون الاكاذيب expert in lies) واجابة على سؤال لماذا اهتم بالتعليق قلت (لأني احب وطني) . والان كارول تشير الى هذه الاجابات قائلة "تعريف مثير للاهتمام ومقالة تثير الاهتمام. " وبالتأكيد أثار اهتمامها ان اقول (احب وطني) ولم اقل مثلا (احب الولايات المتحدة) والتي هي الجملة التي اعتادت سماعها من تحالف المترجمين الراغبين.
يعود (المترجم العراقي) بعد ان راجع نفسه وفكر في الموضوع كثيرا "رجاء دعوني اقول لكم حقيقة هذه الكاتبة التافهة. عشتار وامثالها يريدون ان يحرفوا الرأي العام . هذه المخلوقة (وهي ليست من البشر) تحاول ان تعطي فكرة سيئة عن الابطال الحقيقيين في الحرب على الارهاب. يشرفنا العمل مع الجيش الأمريكي لاننا نخدم بلادنا و القوات المحررة. لتذهب الى الجحيم (اللي هي انا) .هذه المخلوقات المنحطة لاتمثل العراقيين . لم تذكر اي نقطة حسنة لدى المترجمين العراقيين . لم تقل ان المترجمين انقذوا حياة الملايين من الناس. لم تقل ان المترجمين يعملون لمساعدة العائلات الفقيرة كما فعلت انا شخصيا. )
ومن هالمال حمل جمال!!
**
من هو الذي وراء (القائمة) ؟ في كانون ثاني 2005 وصل بغداد كيرك جونسون (24 سنة) من الينوي كضابط معلومات في الوكالة الامريكية للتنمية الدولية وقد تعلم كيرك العربية ودرس الاسلام في القاهرة عن طريق منحة لمؤسسة فولبرايت ، حين بدأت الحرب اصبح واحدا من الامريكان القلائل الذين يتكلمون العربية في العراق. وكان يظن انه سوف يخدم في بناء العراق ولكن سرعان ما تبخرت احلامه حين اصطدم بالواقع وقد رأى كيف يعامل العراقيون كمواطنين من الدرجة الثالثة في داخل المنطقة الحمراء .في كانون الاول 2005 بعد 12 شهر في العراق أخذ جونسون اجازة الكرسماس لقضائها مع والديه واثناء الاجازة وقع من شرفة عالية في الطابق الثاني، اثناء الليل واصيب باصابات وكسور وقيل وقتها انه فعل ذلك حتى يتفادى الذهاب الى العراق مرة اخرى.
في 2006 سمع بقصة يقظان وهو مترجم تعرف عليه في بغداد وكيف هرب من العراق بسبب التهديد ولم تساعده امريكا بتاشيرة دخول، وظل مشردا بين الاردن وبين دول عربية وامواله بدأت تتناقص فقرر ان يساعده من خلال اعضاء الكونغرس وغيرهم من اجل تذليل العقبات الادارية ، وبدأ ينشط في كتابة مقالات في الصحف في هذا الاتجاه وسمع به عراقيون اخرون فبدأوا يطلبون مساعدته لهم وان يضعهم على (القائمة ) حتى تضخمت تلك القائمة بأكثر من 100 اسم ، وأقام موقعه The List Project. وفي هذا الملاذ الوهمي ، يجتمع المترجمون الحالمون بغد مشرق سعيد.
انتهى الفاصل وفي الغد نلتقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق