"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

11‏/7‏/2010

زخات أسئلة غاضبة في صيف حار!

أردت أن أكتب تعليقاً على موضوع "مغامرت فريق التواصل الألكتروني" فوجدتني أبتعد عن الموضوع كثيراً.
قررت أن أرسل إليك ما كتبت في كل الأحوال وإن كان لا يصلح تعليقاً على المقالة أعلاه. هو الحزن والغضب الذي أملى علي ما أكتبت...

تحياتي
أبو هاشم

لعل العرب أكثر الشعوب انتقاصاً من أنفسهم وأكثرها انتقاداً لذاتها. فلم أجد بين من عرفت من الغربيين والشرقيين من لم يدافع عن بلاده ضد النقد والانتقاص إلا العرب. ففينا الكثير ممن لا يحترمون تأريخهم ولا تراثهم ويعتبرون الالتزام بالقيم تخلفاً يمنعنا من اللحاق بالأقوام الأخرى. وهذا ما نراه من دعاة الخضوع للغرب وتسليم رقابنا له ولوليدته المسخ الصهيونية. ونحن أمة لا تعرف قيمة ما تملك ولا تستخدم طاقاتها لما ينفعها. فليس اليهودي الروسي أو الليثواني بأذكى من العربي بحيث يستطيع اختراع الآلات والأدوات ويطور التقنيات بينما نحن نفخر بأننا استوردنا معملاً للألبان من بريطانيا! فلماذا تستطيع إيران أن تصنع أسلحتها وتطور تقنياتها فتكاد أن تكتفي ذاتياً بينما نستورد نحن حتى غذاءنا وملابسنا. تصوروا أنه حتى الكوفية تصنع في الخارج!! لكن هذه الأمة التي منحها الله كل الخيرات من وفرة الماء وخصوبة الأرض والنفط والشمس لا تعي ما لديها بل أسلمت أمرها للأجنبي يلعب بها كما يشاء فتزداد ذلاً وهواناً. وحين كتب عمرو بن العاص يصف أهل مصر بأنهم "عبيد من غلب" فإنه كان يصف حال كل الأمة وليس أهل مصر وحدهم. فقد سمحنا بأن يسود علينا الإمعات والجهال يحكموننا بما يشاء الأجنبي وصرنا دولاً محتلة ورضي معظمنا بالمهانة. وإلا كيف نفسر ما يحدث في العراق اليوم؛ هذا العراق الذي كان فيه الملايين من المقاتلين الذين أعدو للمواجهة فإذا بهم يتبخرون يوم دنست الدبابات الأمريكية أرض العراق، وصار الكل الآن منخرطاً فيما يسمونه "العملية السياسية" التي يتقاتل فيها على المناصب خدم أمريكا والذين كانوا بالأمس يسمون أنفسهم مقاومين... وصرنا نسمع أن حزب البعث دعم انتخاب اياد علاوي، ويا لها من مأساة إن كان هذا الخبر حقيقةً....


كيف يدحر الأفغاني البائس الذي لا يملك السلاح ولا الرجال المدربين ولا الدعم جيوش حلف الناتو ويجعلها أضحوكة ولا نستطيع دحر أمريكا في العراق؟ ولماذا ينجح حزب الله في تمريغ أنف إسرائيل في التراب ولا يستطيع الفلسطينيون دحر إسرائيل؟ كنا نشتم الدولة والحزب لأن فلان لا يحمل شهادة وهذا عامل وهذا لم يكن يملك شيئاً قبل الحزب وغير ذلك من توافه الأمور، ولم يكن أحد يقول أن وزير الصحة البريطاني عند توني بلير موزع بريد بدون شهادة، أو أن حكومات أوربا كلها بدون استثناء فيها وزراء بدون أي تعليم فوق الأساسي، وأن بعضهم محكوم بجرائم الإختلاس أو الجنس أو تلقي الرشاوى.. لكننا لا نعرف سوى جلد ظهورنا!

ليس غريباً في ظل هذا أن يرسل رئيس ليس بدرجة غباوته أحد سفيرة تماثله غباوة لتجد حلولاً لكراهية العرب لهم. فما يرون من نماذج من الأعراب في الخليج المهتمين بالبنايات وشراء الفنادق وارتياد الملاهي، وما يرون من جهل وضعة حكام آخرين ما جعلهم يعتقدون أننا جميعاً بمثل هذه الغباوة وهذا الجهل، وفاتهم أن يقرءوا تأريخنا فيدركوا أننا أمة خلقت لتبقى. ولم يفهموا أن بغداد دمرت أكثر من مرة لكنها ما انهزمت يوماً وأنها سوف تنهض من جديد وتدحر أعداءها شاء من شاء وأبى من أبى. هي عثرة من العثرات كما يقول عبد الرزاق عبد الواحد.

لقد التقيت أناساً كثيرين من أمم مختلفة فلم أجد أشد غباوة من الأمريكي... ويكفي الواحد أن يتابع نشرات أخبارهم وما تكتب صحفهم ليعرف لماذا سهل على الصهيوني استعبادهم بهذا الشكل وغسل أدمغتهم بحيث أنهم صاروا مثل خيول السباق لا يستطيعون النظر إلا باتجاه واحد. فلم تتعلم أمريكا من درس فيتنام ولم تتعلم من درس لبنان ولم تتعلم من درس أفغانستان، ولن تتعلم أبداً أن التأريخ تصنعه الشعوب الحية الممتدة جذورها في الأرض ولا تصنعه قنابل الشعوب المصطنعة المزيفة التي لا جذور ولا أصل لها.الحمد لله أن لدينا جيلاً جديداً يعي قيمة موروثه وينمو بعقول نيرة لا تنطلي عليها أكاذيب أمريكا وخدمها، وقد بدأ الشباب هؤلاء تحركهم كما نراه في مصر أولاً وكما نراه بشكل بسيط في بعض دول الخليج ومن على صفحات شبكة المعلومات. هذا هو الجيل الذي سوف ينهض بالأمة من جديد وهذا هو الجيل الذي نأمل أن يكمل المسيرة نحو الظفر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق