"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

13‏/9‏/2016

شروط تحرير الموصل

غارعشتار
بقلم: بول ديفز*
ترجمة : عشتار العراقية

في الاسبوع الماضي عقدت ندوة في ممثلية حكومة كردستان حول كردستان والشرق الاوسط بعد تحرير الموصل. كان مقدم البحث الدكتور دلاور علاء الدين رئيس معهد ابحاث الشرق الاوسط (ميري Meri) وادار النقاش بيان سامي عبد الرحمن ممثل كردستان لدى الولايات المتحدة. كانت الورقة البحثية بعنوان (مستقبل الموصل: قبل واثناء وبعد التحرير) والهدف من المناقشة هو ان المنطقة يجب ان يستعد للمضي الى الامام بعد التحرير، بما في ذلك الاستعداد للتعامل مع الاف المشردين والنازحين.
افترضت اهم الافكار ان تحريرا سريعا وشاملا للموصل سوف يؤدي الى انهيار داعش في العراق في حين ان هزيمة داعش لا تعني القضاء عليهم، ولكن يجب مناقشة قضايا الحكم والامن ، وفي هذا الاطار ايضا مستقبل العراق وكردستان والمناطق المتنازع عليها.
ولتحقيق هذا الهدف، تناقش الورقة الطريقة التي سوف تحكم بها نينوى ومن قبل مَن ويجب الاتفاق على هذا قبل المعركة الاخيرة للتحرير. وهذه ليست مناقشة للعمليات العسكرية وانما (تخطيط انساني وقضايا  الحوكمة وامن مابعد الصراع. واعادة الاعمار والمصالحة) إن اعمال اجتثاث البعث وتهميش السنة وافعال الميليشيات الشيعية بتوجيه ايران هي مؤشرات عما سيحدث بعد التحرير. وفي حين ان الولايات المتحدة هي الملومة على مسألة اجتثاث البعث وتهميش  السنة ولكن الحكومات بادارة المالكي ثم العبادي سارت على نفس المنوال.
 مشكلة اخرى هي استمرار العراق كدولة فدرالية بنوع من الحكم المحلي ليس فقط للمناطق المتنازع عليها ولكن ايضا لاجزاء نينوى التي يعيش فيها اقليات (عرقية او دينية) . ولكن تاريخيا ليس بالضرورة ان تكون هذه الحكومات المحلية فاعلة او اكثر امنا. حاليا المنطقة  الوحيدة في العراق التي يمكن  افتراض حالتها الفدرالية او توقع استقلالها هي كردستان . ولكن بالنظر لتاريخ المنطقة فإن من عادة الجيران ابتلاع المناطق الفدرالية الصغيرة . 

اين هو موقع كردستان من هذه المخططات؟ يفترض ان البشمركة سوف يلعبون دورا في تحرير الموصل واقتلاع داعش الاخير من العراق ولكن ليس بطريقة مباشرة وبدون فائدة مستدامة للحكومة الكردية. وفيما اظن ان البيشمركة لن تدخل الموصل ذاتها، ولكن سوف تخدم كقوة صادة. ولن تترك البيشمركة بسهولة مناطق مثل تلعفر وسنجار . وهذا يأتي بنا الى موضوع الاتراك. 
لن توافق تركيا على اي امتداد لمنطقة كردستان والدليل على هذا افعالهم في سوريا. 
عند مناقشة مستقبل المنطقة مابعد داعش، لايمكن افتراض استمرار وضع ماقبل الحرب ولهذا فالقضية السياسية  التي لابد من مناقشتها قبل التحرير هو مصير كردستان النهائي. المادة 140 ماتت، ولابد من ترسيم الحدود باجماع سياسي بين بغداد واربيل تحت إشراف دولي لتكون ملزمة، لئلا يكون مصيرها مثل اتفاقات النفط بين اربيل وبغداد الخاضعة لنزوات السياسيين. اما وضع الكلدانيين واليزيديين فقد كانوا حتى الان تحت حماية الحكومة الكردية واعطاؤهم حكما ذاتيا في مناطق خاصة بهم (تقسيم المنطقة الى كانتونات اصغر) لن يمنحهم الحماية إلا اذا كان التحالف مستعدا لتحريك اعداد كبيرة من القوات لمدد طويلة. 
التقييم الاخير هو ان تحرير الموصل وايضا الرقة لن يكون نهاية للازمة في المنطقة ولكن بداية مشكلة جديدة. 
++

* بول ديفز ضابط استخبارات عسكرية امريكي متقاعد ومحلل سابق لشؤون الاتحاد السوفيتي. وهو الان مستشار لمجتمع المخابرات الامريكي لتخصصه في الشرق الاوسط مع التركيز على القضايا الكردية. وهو حاليا رئيس شركة   (جانوس) للاستشارات في واشنطن.   

هناك 4 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. تحية طيبة لك سيدتي عشتار

    موضوع الموصل موضوع معقد سياسيآ قبل التعقيد
    العسكري
    لكن كل ما اريد قوله انه امريكا تخلق الداء ثم تخلق الدواء فأن ارادة ان ينفصل الشمال ويكون دولة فالن
    تقف اي دولة ضد هذا المشروع وان امريكا اذا لم تعطي الضوء الاخضر لهذا المشروع ستقفز تركيا او ايران لا بتلاع شمال العراق وعساهم.

    ردحذف
  3. كلا يا عزيزي الموصل كانت احد قوى البعث
    الحاكم في زمن الرئيس السابق ثم انتمى غالبيتهم
    الى داعش وليس لهم علاقة بالتصوف

    ردحذف
  4. اعتقد ان ما تريده امريكا في ما يسمى تحرير الموصل قبل العمليات هو التوصل الى افكار عملية واقعية وتوقعات قريبة من الاحتمالات المفترضة
    فمسالة الموصل في ميزان العراق تشبه الى حد كبير مسالة حلب في سوريا حيث كلاهما يعتبران امريكيا مفصلين في مستقبل ما سمي بالربيع العربي او تقسيم المنطقة
    ولهذا يقول المثل قبل ان تغوص قيس وامريكا هنا تخشى ان تتعثر حساباتها ويصبح حساب الحقل يختلف عن حساب البيدر فنتائج حملة ما يسمى تحرير الموصل فيها من التعقيدات اكثر مما سيتوقعه المحللين
    لان تشابك المصالح الدولية بكل اطرافها ستنتج ما لا يتوقعه الكثيرين وكذلك جميع الاطراف يتجاهلون مصالح الشعب العراقي الذي قدم خيرة ابنائه دفاعا عن العراق فهل ستكون معركة الموصل دولية بامتياز دون الاخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب العراقي

    ردحذف