"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

17‏/6‏/2016

بين لندن وباريس: رحلة الشتاء والصيف - 1

غارعشتار
تأخذكم في هذه الرحلة : عشتار العراقية 
يافتاح يارزاق، يامقسم الأرزاق. نبدأ في هذا الصباح المبارك في سلسلة كفاح المعارضة العراقية ما بين لندن وباريس وبينهما 14 سنة من الخراب الشامل.
كانت نتائج مؤتمر لندن 2002 هي التالية: حرب فغزو فاحتلال فإعدامات، فتشريد، فتدمير، فنهب ، فتخريب للزراعة - للصناعة - للتعليم - للصحة - للبنى التحتية - لنسيج المجتمع - للإنسان العراقي. اختفت الدولة شبه الحديثة، وظهرت ملامح ماقبل الدولة بكل عشوائياتها: العشائرية - المذهبية - الطائفية - الميليشيات- الجهل - المرض - الفقر. ولكن كانت أنجح انجازات مابعد مؤتمر لندن هو : نهب كل ثروات الشعب بنجاح ساحق على أيدي  اللصوص المحليين والدوليين. هالوليا .. وباسمه تعالى ، وببركة أهل البيت الكرام الذين استلموا الحكم بعد ألف عام من الظلم والتهميش ولم تشفع لهم كراماتهم ومعجزاتهم في بناء جدار واحد يستر أهل العراق.

فماذا تبقى من هلاهيل العراق حتى (يخرج) به مؤتمر باريس 2016؟ إضافة طبعا للإنجاز الفوري المتمثل بفلوس قطر؟ ولكن لماذا نستبق الأحداث؟
دعونا أولا نحصر أوجه الشبه والاختلاف بين ذاك وهذا:
1- مؤتمر لندن عقد في أوائل الشتاء. بينما باريس في أوائل الصيف. وهذا فرق لو تعلمون عظيم.
2- مؤتمر لندن عقد في فندق هلتون متروبول وهذه صورته
في حين عقد مؤتمر باريس في فور سيزونز - جورج الخامس وهذه صورته
وليس هناك وجه للمقارنة ، لأن فخامة هلتون لندن مستمدة من  الحداثة في طراز البناء والاثاث المودرن، في حين أن جورج الخامس من الداخل والخارج تنبع فخامته من الأجواء الأسطورية الملكية القديمة.
وهذه ليست غلطة المعارض فهو لم يكن مخيرا ليختار، وإنما هو الذوق الفني الإنجليزي والأمريكي من ناحية في مقابل الذوق الفني الفرنسي. باختصار لم يكن هناك وجه للشبه معاذ الله.
3- كانت جماعات المعارضة التي حضرت مؤتمر لندن تمثل احزابا (7 ) وهو الرقم المقدس الذي يذكر في الأساطير والديانات. وكل حزب منها يمثل طائفة. وكان الهدف الذي يجمعهم هو ماترونه مما نفذوه ونجحوا فيه على مدى 14 عاما. بينما معارضة مؤتمر باريس تنتمي في مجملها الى منظمات أهلية وجمعيات ومواقع ألكترونية، يعني معارضة (رجال أعمال) الواحد منهم بالانجليزي بزنس مان. باختصار .. هناك فرق شاسع وواضح بين (أحزاب) جاء ذكرها في القرآن الكريم و(NGOs) لم يرد ذكرها في القرآن العربي الفصيح.
4- شعار المؤتمر في لندن كان (من اجل انقاذ العراق وتحقيق الديمقراطية) وشعار مؤتمر باريس (المشروع الوطني العراقي= معا لإنقاذ العراق) والفرق واضح كما أظن فقبل 14 سنة كان (انقاذ العراق) اولا،  (طبعا من عروبته واستقلاله وثرواته و صدام حسين) ثم تأتي الديمقراطية في آخر الشعار. في حين أنه في باريس كانت اول كلمة (المشروع) وآخره (انقاذ العراق) وبينهما علامة حسابية (=) وهذا مفهوم لأن البزنس مان يفكر بشكل عملي في (المشاريع) أولا. هناك اختلاف ، أليس كذلك؟
5- القعدة في القاعة كانت مختلفة اختلافا شاسعا ولا مجال للمقارنة. في مؤتمر لندن كان الجلوس صفوفا صفوفا مثل طلاب مدرسة يستمعون للمحاضرين. او كأنها ندوة ثقافية . انظروا الصورة :
وطبعا كلكم تعرفون أن هذه الجلسات سخيفة جدا ومقيدة لحركة وطموح الجمهور. تصور انك تقعد مكتفا في مقعد محدد الاركان، ويجلس الى جانبك معارض بدين فتراه يحتل ثلث مقعدك، أو لو جلست الى جانبك معارضة فاتنة، لن تستطيع ان تلتفت يمينا او شمالا او تعدل جلستك لئلا تروح الظنون بالجيران او حتى بها أنك تحاول التحرش. وهكذا لايستطيع الواحد أن يجمع افكاره وينتبه لنقاط إنقاذ العراق. 
أما في مؤتمر باريس فقد تم تلافي هذه المحنة - بفضل نباهة القائمين عليه - فكانت الجلسة مثل جلسة الافراح والليالي الملاح في الفنادق الفخمة . هذه الجلسة اكثر حضارية ويمكنك ان تشرب وتأكل كما تريد وتتحدث للجالسين معك دون الاضطرار للاستماع لكيفية انقاذ العراق معا.

6- الإختلاف  الواضح طبعا أن مؤتمر لندن حضره من الأصدقاء في مجمله : ألأمريكان وقليل جدا من أصدقاء آخرين. أما مؤتمر باريس فاللهم زد وبارك: امريكان على فرنسيين على لاتفيين على بوليفيين على قطريين على اردنيين على مغربيين على الكثير الكثير من البريطانيين (من اصول عراقية). يعني ماكو شبه للمقارنة.
7- الشبه الوحيد  هو في أعمار المؤتمرين وفي كوتة النسوان., وفي عدد الظاهرين في كادرالصورة. انظروا الصورة الختامية لمؤتمر لندن (ربما تكون لمجلس الحكم ولكن هم نفس الاشخاص الذين حضروا المؤتمر وشغلوا مقاعد مجلس الحكم)
وهذه صورة اخرى لمعارضة لندن ، شوفوا العجب في عدد النسوان

 كوتة  النسوان واحدة في صور المعارضين قديما وحديثا = 3 (اكيد واحدة شمالية +غربية + جنوبية) ويكفي هذا.
أعمار الرجال في المجمل = سن التقاعد والباي باي
عدد الرجال الظاهرين في كادر الصور = 20 (يزيد واحدا او اثنين)

هذا هو وجه الشبه الوحيد. شنو يعني تشابه واحد مقابل 6 أوجه اختلاف؟ لا .. يابة .. اشجاب مؤتمر باريس على مؤتمر لندن؟ باريس وين ؟ لندن وين؟ يعني لما واحد يقول لك "رايح باريس" رد فعلك يكون مثل واحد لما يقول لك "رايح لندن"؟
++

هناك 3 تعليقات:

  1. اهم في القضية انه لا يوجد رحال دين وياسسوا حكم مدني

    ردحذف
    الردود
    1. كيف ذلك إذا كان المتحدث الرئيسي في الافتتاح رجل دين (لبناني)، ورئيس المؤتمر يصف نفسه بأنه (شيخ عشيرة) !!

      حذف
  2. حاشا أن يوجد تشابه بين المؤتمرين! ربما الشبه الوحيد هو أن العمليتين تداران من قبل جهات أجنبية. أشوف بعض الشياب المناضلين بدون كرافات، ربما هم على منهج أئمتنا العظام في إيران لتحل محل العمايم السود التي اختفت هنا مع العقل (جمع عقال ) أيضا.

    لا بد من السعي للحصول على دعم إيران لكي يحققوا أهدافهم، لأنها هي التي تحكم قبضتها على الوضع في العراق. فهل ستقبل إيران بعملاء جدد خارج الأحزاب الدينية التي أنشأتها؟ أم أنهم ثوار على إيران وأذبابها؟ ولكن هل تنطلق الثورة من باريس أم من على ثرى العراق؟ وهل يصلح أن يكون رجل الأعمال ثائرا أم يبقى تاجرا يتاجر حتى بوطنه وأهله من أجل مكاسبه الشخصية؟

    ردحذف