"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

4‏/2‏/2012

المشاريع الاروائية في جنوب العراق: رد على حملة اعلامية مغرضة-3

تعيد نشرها لكم: عشتار العراقية   
 لماذا يتم تنفيذ هذه المشاريع ... الآن؟ 
بعد ان تم انجاز المفاصل الرئيسية للسيطرة على الموارد المائية في العراق والمتمثلة بالسدود العملاقة كسد صدام وسد القادسية وسد حمرين بالاضافة الى السدود المنجزة سابقا وكذلك انجاز البنى الارتكازية الرئيسية الاخرى مثل سدات الفلوجة والهندية وعدد كبير من النواظم القاطعة والمنظمة للمياه على نهري دجلة والفرات، اصبح الامر بعد كل تلك الانجازات يستلزم تطوير مسالك الانهار في نهاياتها لتحسين تصريف المياه وتقديم الخدمات اللازمة والضرورية لسكان تلك المناطق وتوفير سبل العيش الكريم لهم واستصلاح اراضي المنطقة بعد تجفيفها خاصة، وان كميات المياه الى تلك المنخفضات سوف لن تبقى كما كانت بسبب التطور الكبير في ادارة الموارد المائية وخزنها للاستفادة منها للاغراض المختلفة وكذلك بسبب التوسع الكبير في انشاء السدود والخزانات ومشاريع الري الكبيرة خارج العراق وخاصة على نهر الفرات من قبل سوريا وتركيا.
وتجدر الاشارة هنا الى ان معدل التصريف السنوي لنهر الفرات الداخل الى العراق ولسنوات طويلة كان بحدود (30) مليار متر مكعب، في حين ان الوارد المائي حاليا (منتصف التسعينات) لايتجاوز (10) مليار متر مكعب، وهذا بلا شك ادى ويؤدي الى انحسار مساحة الاهوار وجفاف مساحات واسعة منها بسبب قلة المياه المنسابة اليها بعد ان اصبح وارد نهر الفرات لا يكفي لتلبية الاحتياجات الزراعية وغيرها على امتداد النهر.
إن تحسين نوعية مياه المصادر المائية هو أحد اهداف الادارة الحسنة والجيدة لتلك المصادر، لذلك كان تنفيذ نهر صدام الذي يمتد مسافة (565) كم من شمال بغدا وحتى الخليج العربي العمود الفقري لتجميع مياه البزل من معظم المشاريع الاروائية في القطر والذي يهدف الى تخليص مياه الانهار من الاف الاطنان من الاملاح التي كانت تصرف اليها جراء تصريف مياه البزل الى نهري دجلة والفرات. لقد كانت اثار انجاز نهر صدام سريعة في تحسين الظروف البيئية اذ لوحظ انخفاض كبير في مستوى التراكيز الملحية في الموارد المائية في المنطقة الجنوبية عما كانت عليه قبل انجاز النهر المذكور حيث عادت الى مستوياتها المقبولة وبحدود (1500) جزء بالمليون بعد ان تجاوزتها بنسب كبيرة بسبب تصريف مياه العديد من المبازل الى الانهار مباشرة اذ وصلت تراكيز الملوحة في تلك المنطقة بحدود (7000) ألف جزء بالمليون وخاصة في منطقة البصرة.
مكافحة التصحر
إن التأثير الاجابي لنهر صدام في مكافحة التصحر واعادة الحياة الى الاراضي الزراعية التي اصابها التصحر كان واضحا وجليا اذ اصبح بالامكان  الان تثبيت زحف الصحراء وزراعة الاشجار المقاومة للجفاف والملوحة والاستفادة من مياه النهر في اسقاء تلك الاراضي حيث تم زراعة 2 مليون شتلة من الاشجار المقاومة ، كما تمت تغطية مناطق شاسعة كانت موبوءة بالكثبان الرملية بطبقات طينية، وقد ساهمت تلك الفعاليات بتحقيق الحماية الكاملة لنهر صدام وللاراضي الزراعية الاخرى من خطر زحف الرمال، كما ستتيح مياه النهر المذكور زراعة اراضي جديدة تقع على جانبيه لم تكن مشمولة بالارواء وتقدر بمئات الالاف من الدونمات وقد تم فعلا توسيع بعض الجداول الاروائية في المنقطة بهدف ايصال المياه الى تلك الاراضي والتي تمت زراعتها بالمحاصيل المختلفة لأول مرة. إن نهر صدام سيخدم مساحة تزيد على (6) مليون دونم من الأراضي الزراعية كانت تعاني من مشاكل البزل والتغدق.
وبالاضافة الى المحاصيل الزراعية فسوف توفر تلك المشاريع امكانية انتاج محاصيل علفية لتغذية الحيوانات التي يربيها سكان المنطقة لسد النقص الحاصل في توفير المواد العلفية في الوقت الحاضر والتي يتم تجهيزها لهم حاليا من قبل الدوائر الزراعية بسبب عدم صلاحية الارض في الوقت الحاضر لانتاج المحاصيل العلفية اللازمة.
كما تم تخصيص المضخات اللازمة لفلاحي ومزارعي المنطقة الجنوبية التي تمكنهم من ارواء اراضيهم وترشيد استخدام المياه وعلى احسن وجه.

يتبع: لماذا هذه الحملة ضد العراق..؟ هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق