"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

27‏/2‏/2016

هل استعدت روسيا للحرب مع تركيا؟

غارعشتار
هذه ترجمة مختصرة لمقالة للكاتب (الاسرائيلي) من أصل روسي (إسرائيل شامير) وقد ركزت في الترجمة على القضايا التي طرحها والتي تحمل معلومات أو أفكارا جديدة، أما المقاطع التي حذفتها فهي استعراضه الطويل لاشتراك روسيا في دعم سوريا عسكريا وكيف نجحت في ذلك الى حد الوصول الى طاولة المفاوضات في جنيف. ولمن يريد الإطلاع على المقالة كاملة عليه أن يقرأها في المصدر المذكور في نهايتها.
بقلم: اسرائيل شامير*
ترجمة مختصرة: عشتار العراقية 
بدت المنطقة حول محطات مترو موسكو الرئيسية مثل مدينة حلب بعد قصف جوي: انقاض، ومبان مدمرة وبلدوزرات تجمع الحطام. كانت الحكومة الروسية اخيرا قد قررت بعد تلكؤ كبير إزالة المحلات العشوائية التي اقيمت في مداخل وحول محطات المترو ، وهي اثر من فترة يلتسن في التسعينيات التي انعدم فيها القانون وفعل البعض ما أرادوا مقابل رشى من المال.
لم يصدق اصحاب هذه المحلات أن حكومة بوتين صادقة في عزمها  على إزالة التعديات في المنطقة، ولكنهم صدموا لمرأى الانقاض.
تهديم المحلات العشوائية في موسكو
هناك مثل يقول أن الروس يأخذون وقتا طويلا في تركيب السرج على الحصان، ولكنهم بعد ذلك ينطلقون بسرعة رهيبة.
 فرح الموسكوفيون بإزالة المحلات المخالفة فقد كانت قبيحة وتقف في طريقهم وهم يسرعون من والى محطات القطارات. وكانت مثل القذى في عين المحطات الفخمة التي بنيت في عصر ستالين على الطراز الكلاسيكي.
ولكن لم يفكر الكثيرون في سبب آخر لقيام الحكومة بإزالة المخالفات الان . كانت المحطات قد بنيت بهدف إضافي على كونها وسيلة للانتقال. كانت تخدم كملاجيء للمدنيين من القصف الجوي في زمن الحرب. ولهذا كانت المحلات العشوائية تتداخل مع هذا الهدف. وبعد إزالتها استعدت مئات من محطات المترو لاستقبال المدنيين في حالة حدوث هجوم.
وفي نفس الوقت قام الجيش الروسي والقوة الجوية بمناورات فجائية في جنوب البلاد. وقد غطتها شبكات التلفزيون باستفاضة. ورغم ان روسيا مازالت تأمل ان يسود السلام ولكن قادتها لايرغبون في  ترك الأمور للصدف. هناك خطر من نشوب نزاع عام بسبب الحرب بالوكالة في سوريا.
  واكثر ماتخشاه روسيا وكان سبب إزالة  المخالفات أمام محطات المترو هو من نشوب حرب مع تركيا. التي دخلت النزاع السوري بطريقة محدودة من خلال قصف الاكراد السوريين. ولكن الروس استعدوا لمواجهة نزاع مسلح مع تركيا في حالة قيام الاخيرة بغزو شامل.
واستعداد روسيا العسكري (بضمنه نقل اسلحة ثقيلة الى القاعدة الجوية الروسية في ارمينيا) وبيان الناتو (القائل بانه لن يحارب إذا بادرت تركيا بالمناوشات) ساعدا على التقليل من التصميم التركي. وقد ذهب الروس الى مجلس الامن لاستصدار قرار لتحجيم الاتراك ولكن المجلس اصدر بيانا فقط ولكنه ساهم في تبديد الحماسة التركية لغزو حلب. والقوات السعودية لم تتحقق بعد.
وهكذا فإن الحرب السورية لم تنته بعد، ولكن هناك فرصة طيبة لتحقيق ترتيبات وقف اطلاق النار في 1 مارس . وإذا انتهز المتمردون الفرصة ودخلوا مفاوضات جادة لاقامة حكومة تحالف، فإن السلام ممكن. ولكن إذا جاءوا الى جنيف مسلحين بالمقولة القديمة (على الاسد ان يرحل) فإن الفرصة سوف تضيع. وحتى لو (وهذا غير محتمل ) وافقت روسيا على التضحية بالاسد من اجل السلام، فليس لديها الوسائل للتخلص من الاسد فهو قائد قوي. روسيا لا تستطيع التخلص منه ولهذا فهو باق شئنا أم أبينا. وفي نظري انه قائد مناسب لهذه المرحلة.
هناك تغييران مهمان في المشهد:
الاول - النظرة الاكثر واقعية للصراع في سوريا وجدت طريقها الى الاعلام الامريكي السائد بواسطة مقالتين كتبهما ستيفن كنزر في البوسطن جلوب بعنوان (روسيا شكرا) و (الاعلام يضلل الجمهور حول سوريا) مما يعتبر فتحا ثوريا في الاعلام الموجه . ويستنتج الكاتب في المقالتين ان امريكا والعالم كانا سيكونان اكثر امنا لو اتبعا سياسة روسيا الخارجية في الماضي، فيما يتعلق بافغانستان والعراق وسوريا.
التغيير الثاني - هو الموقف الواضح لاسرائيل ضد وقف اطلاق النار في سوريا . لمدة طويلة كان موقفها غامضا لايتحدث عنه المراقبون والسياسيون الاسرائيليون. كانت اسرائيل سعيدة باقتتال العرب فيما بينهم. الان ونهاية الحرب تلوح في الافق، ارتفع الصوت الاسرائيلي. لقد اوضح اموس هاريل وهو مراقب عسكري اسرائيلي له شعبية واسعة "أن الحرب في سوريا خدمت مصالح اسرائيل بشكل كبير. القتال المستمر انهك الجيش السوري وأضاع قدراته السابقة. وحزب الله ، عدو اسرائيل الرئيسي في الشمال يخسر عشرات من مقاتليه كل شهر في المعركة . وكانت اسرائيل ترجو النجاح للطرفين ولم يكن لديها مانع ضد استمرار سفك الدماء لعدة سنوات اخرى دون ان يخرج منهما منتصر" الان بعد التدخل الروسي الناجح، تعلن اسرائيل بوضوح بان (نصر الاسد لن يكون في مصلحة  اسرائيل) وتدعو الغرب الى "ارسال مساعدة عسكرية حقيقية الى المتمردين السنة الاقل تطرفا"

وهكذا فإن ارادة اسرائيل، واللوبي الاسرائيلي في امريكا، يناقضان بصراحة ارادة الشعب (الأمريكي) كما عبر عنها ستيفن كنزر. يمكنك ان تتبع توجيهات اللوبي الاسرائيلي ، أو ان تنعم  بالسلام والامان، ولكنك لا تستطيع ان تحقق الاثنين معا. الامر بهذه البساطة.
المصدر

* اسرائيل شامير: ترجمنا له كثيرا هنا وأهم مقالة هي عن تفكيك العراق هنا

هناك تعليق واحد:

  1. من اساسيات اتخاذ قرارات الحروب هو معرفة وتقدير موقف القوى الصديقة والعدوة ووضع جميع الاحتمالات التي ستتخذ من قبلهم
    ولا اعتقد ان دولة عظمى مثل روسيا خاضت حروب عالمية في السابق لم تاخذ في قرارها ما سيكون عليه موقف حلف الناتو او تركيا او الدول الغربية او الدول الاقليمية
    ولكن قد تكون حسابات الحقل تختلف عن حسابات البيدر
    وما يستجد من مواقف القوى المختلفة قد تغير من طبيعة التكتيكات المتخذة على الارض
    وفي النهاية قد تكون روسيا قد تورطت في المنطقة او جرت اليها ولا خيار لها سوى التدخل المباشر لتعديل كفة الميزان لصالح النظام السوري ولكن الحرب لم تنته بعد وسيطول امدها على المدى المنظور على الاقل
    فهل من رابح لها ؟ ام ان حل لا غالب ولا مغلوب هي التي ستتوج نهاية الحرب كما في كل الحروب الداخلية وسيكون الخاسر الوحيد هو الشعب بكل فئاته؟

    ردحذف