"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

24‏/1‏/2016

الصراحة حلوة: كوردستانهم على وشك، ولكن ..

غارعشتار
إظهر وبان عليك الأمان. هذا ما كنا نردده صغارا حين نلعب لعبة (الختيلة) أو (الاستغماية) في لهجات أخرى. وبدون لف ودوران، استمعنا هذا الإسبوع الى عدة تصريحات كانت الى وقت قريب تختبيء تحت أستار الكلام الدبلوماسي المتحذلق.
مسعود برزاني
مسعود برزاني
 أعلن الرئيس مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان ان إعلان استقلال كوردستان اقرب ما يكون من اي وقت مضى، داعياً قادة العالم الى الإعتراف بفشل إتفاقية سايكس بيكو والتفكير بإتفاقية جديدة بشأن الشرق الأوسط. خلال مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية، حث الرئيس مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان، زعماء دول العالم بالإعتراف بفشل اتفاقية سايكس بيكو التي رسمت الحدود في منطقة الشرق الأوسط، ومحاولة التوصل الى اتفاق جديد تمهيدا لفتح الطريق لقيام الدولة الكوردية.
 وعبر الرئيس بارزاني في المقابلة عن تفاؤله  بأن المجتمع الدولي على وشك ان يصل الى قناعة بأن العراق وسوريا لن يعودا دولة موحدة من جديد بسبب الاوضاع المضطربة على مدى العقد الماضي، وان لا جدوى من فرض التعايش الإلزامي بين المكونات بعد الآن".
وحذر الرئيس بارزاني، "بأن إبقاء الخارطة السياسية للمنطقة على ما عليها الآن فإنها ستؤدي الى تفكك ودمار أكثر في المنطقة.
وحول تقسيم العراق، قال الرئيس بارزاني في مقابلته مع الصحيفة البريطانية " العراق على وشك التقسيم ونحن لسنا مسؤولين عن ذلك، على العكس فنحن الكورد قد بذلنا قصاري جهدنا للحفاظ على وحدة العراق الديمقراطي.
 وإقليم كوردستان لم يكن يوما مصدر تهديد لأي من جيرانه، وتجربتنا طوال السنوات الـ 15 الماضية أثبتت بأننا عنصر استقرار".
   وقال" بعد عام 2003 توجهنا الى بغداد وبذلنا كل ما في الوسع للتوصل الى مصالحة وطنية وفق الدستور، لكن المشكلة تكمن في ان لم تبق ثقافة التعايش في العراق، وعندما لا نستطيع التعايش بسلام فعلينا عندها البحث عن بديل آخر".
مسرور مسعود برزاني
مسرور برزاني
 نشرت الواشنطن بوست تقريراً لـ ـ ليز سلاي ـ تحت عنوان" كيف تعيد الحرب ضد الدولة الإسلامية رسم خارطة الشرق الأوسط" يشير فيه الى تصريح لمسرور بارزاني مستشار مجلس امن إقليم كوردستان والذي يقول فيه "هناك حاجة الى قرار جريء لرؤية الحقائق كما هي وإفساح المجال للمواطنين ليقرروا ما يريدون ويرغبون به".
وكما اعلن مسرور بارزاني ايضاً "ان العراق مقسم، فالسُّنة يؤمنون بالعراق الموحد عندما يكون الحكم بأيديهم، وليس هناك تعريف باسم العراق الموحد". ويقول ايضاً" اي محاولة لبقاء الوطن موحداً دون رغبة وإرادة الشعب هي محاولة فاشلة".
برهم صالح (نائب السكرتير العام لحزب طالباتي)
برهم صالح
 قال في حوار مع موقع نقاش: هذا هو الواقع الجديد في العراق وعلينا ان نتعامل معه..العراق لايمكن حكمه مركزيا بعد الآن والجيش العراقي انتهى ولا يمكن إعادة بنائه.
++
تعليق: كما قلت سابقا ومرارا، الأحزاب الكردية وكلما اقترب تحقق (الوعد) لن ينجحوا في إقامة دولة حتى لو تهيأت كل الظروف، لأنهم في اللحظة الأخيرة سوف يتعاركون فيما بينهم كما يتعارك اللصوص على الغنيمة. السبب؟ انهم ليسوا (أحزابا سياسية) وإنما (عائلات) تحمل نفس العقلية البدوية التي تنخر في الجسد العربي. حين يخرج المرء من هذه العقلية، يقف عندها على أبواب التحضر. العقلية البدوية تجعلك عميلا مطيعا لقوى خارجية تحركك، لأن هدفك الأعلى هو (مصالحك الذاتية) ومصالح عائلتك (عشيرتك). وحين تتصادم المصالح تسود الحروب وليس السلام اللازم للبناء والتنمية والتعايش. لايغرنكم المولات والقصور وناطحات السحاب، ولو كانت هذه هي مقياس التحضر، لكانت دول الخليج في قمة التحضر. هذه الدول التي مازالت تعتبر أسمى هواياتها وأفضل رياضاتها المحببة الى النفوس هي صيد الكائنات الضعيفة في هذا الكون، وقنص الطيور والحيوانات التي توشك على الانقراض، في محمياتها في أي مكان في العالم. والتي لا تستطيع العيش إلا بالتآمر على الدول العربية الأكبر منها، والتي لا تستغني عن حماية قوى خارجية تلوذ بأحضانها.
ويلخص كاتب كردي على ما أظن هو (صالح ساله يي) مايجري بين الأكراد في مقالته التالية:
  من المفروض أن تكون العلاقات بين الأحزاب الكوردستانية مبنية على أساس المصير المشترك، لذلك عندما تمر تلك العلاقات في فترات معينة بحالات غير اعتيادية ستكون لها تداعيات سلبية، وتلك التداعيات تحتم البحث عن الاسباب من أجل تلافيها، والمفاوضات التي جرت قبل أشهر بين القوى الكوردستانية الخمسة لحل عدد من الأزمات، ما كانت لتفشل لو تم مراعاة القضايا المتعلقة بالمصير المشترك ولولا المصالح الخاصة وروابطها والتزاماتها التقليدية على النحو الذى عرفناه فى تجاربنا السابقة، والتي كانت وراء مشاريع القوانين المتعددة التي طرحت في يوم واحد والنقاشات والمناكفات السابقة والاتهامات المتبادلة بين الاطراف السياسية وما أسفر عنها، ولولا التمسك بمواقف تعارض التوافق السياسي الذي تم بموجبه بناء العملية السياسية وتشكيل هيئة رئاسة البرلمان الكوردستاني وتشكيل حكومة الاقليم وتوزيع المناصب في اربيل وبغداد، وما كان الاقليم يشهد الهجمات على المقرات الحزبية وحرقها وتداعياتها والإحتقانات والصراعات السياسية التي خلفت أجواءا متوترة أدت الى حصول خلافات بين الأحزاب السياسية ومؤيديهم.

متابعة : أما (أم التصريحات) فقد كانت من مستشار برزاني. إقرأها هنا

هناك 4 تعليقات:

  1. الاكراد بالمختصر هم (الجوكر) .
    الورقة التي يلعب بها الامريكان ومن ورائهم الاسرائيليين . ضد الدول التي قسُموا عليها .
    فمتى ما كانت الحاجة لهم حركوا هذه الورقة . وبما انهم الان يتركز عملهم (اي الامريكان ) في العراق وسوريا نرى هذه الورقة قد حُركت بحرفية .
    وهي كذلك في ايران وتركيا عندما تستدعي الحاجة لها .
    لقد حُسبت هذه الحسابات من ايام سايكس بيكو . واستخدمت حسب حسب الحاجة لها ..
    والان تُحضر تلك الورقة لمشروع دموي اخر بعد ان ينتهي المشروع الطائفي الا وهو المشروع العنصري الذي ستكون الغلبة فيه للاكراد طبعا بحسب كثير من المعطيات ..
    قادة كردستان وخاصة مسعود البرزاني يعرفون انهم ورقة رابحة بيد عرابي السياسة الدولية ولولا ذلك ما صرحوا بهذه التصريحات .
    بغض النظر عن خلافاتهم الداخلية . لكن لو ارُيد لهم ان يجتمعوا فسوف يجتمعوا .
    شكرا لكم على مقالتكم .
    وهذه رؤية شخصية مني عسى ان اكون مصيبا ..
    تحياتي .

    ردحذف
  2. بعد اعلان جنوب السودان دوله مستقله جاء دور الاكراد وبعدهم الدروز والعلويين
    لا جديد هذا ماقاله برنارد لويس عام ١٩٥٨

    ردحذف
  3. بتقديري ان الاكراد حصلوا على حقوق وهم ضمن العراق الموحد اكثر من الحقوق التي سياخذونها فيما اذا اعلنوا دولة مستقله
    المقصود الشعب في كردستان وليس القيادات الكردية
    وما حدث بالنسبة للعراقيين جميعا بعد الغزو سيحدث للاكراد بعد اعلان دولتهم لان المصالح الشخصية للقوى الكردية ستتغلب على المصلحة العامة للاكراد وسيندمون على ما فات
    وسيصبحون العوبة في ايدي قوى خارجية لها مصالح حيوية في المنطقة تتصادم مع مصالح الشعب الكردي في الاستقلال السياسي والاقتصادي
    لقد حاول الحكم الوطني في العراق قبل الغزو تحقيق اكبر قدر ممكن من الحفاظ على مصالح العراق العليا ولم يستطع ذلك بسبب التدخلات الدولية الطامعة في ثروات وموقع العراق الاستراتيجي وكان ما كان من دمار وحروب خارجية وداخلية
    فكيف سيكون حال الاكراد اذا حاولوا ان يحافظوا على مصالحهم الخاصة امام شهية القوى الدولية المنفتحة على التهام المنطقة كلها وتريد منطقة خالية من السكان الا من يقوم بخدمة هذه القوى

    ردحذف
  4. نحن نسمي لعبة الختيلة بالغميمة (بضم الغين وتشديد الميم الأولى وفتحها).

    الوضع سيء وقد يسوء أكثر. ولكن هل يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟ أمة العرب لن تنهض أمة العرب ما دام يقودها رجال الدين وأمراء القبائل. لن تنهض العرب مادام فيها طالب يقول لأستاذه لماذا تترحم على الشنفرى لأنه ما كان مسلما ولا يجوز الترحم عليه! ولن ينهض العرب مادام محركهم هو النعرة القبلية وليس انتماء العروبة الحضاري الإنساني.

    ردحذف