"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

14‏/12‏/2015

ماهي "الحرب على الإرهاب" وكيف نتصدى لها؟- 5

غارعشتار
الحلقة الرابعة
بقلم: مارلين فوت داوني
ترجمة عشتار العراقية

إذهب انت وربك فقاتلا
في 18 ايلول اختصر الرأسمالي دونالد ترامب السياسة الامبريالية الامريكية في آسيا وافريقيا بقوله "دعوهم - سكان هذه المناطق - يقاتلون بعضهم البعض ونحن (الامبريالية الامريكية ) سوف نجني النتائج" كان يقدم هذا حلا في السياسة الخارجية الامريكية للمشاكل في سوريا والمنطقة. على اية حال، هذه هي السياسة الخارجية الامريكية وراء خلق داعش. الجزء الوحيد الذي اخطأ فيه ترامب كان كلمة "دعوهم" فالسياسة الامريكية ليست "دعوهم" يقاتلون، ولكن خلق انقسامات طائفية، ثم تجنيد و تمويل وتسليح وتدريب (هم) ثم نشر (هم) لخلق مذابح دموية - من أجل ان يقاتل الناس بعضهم البعض.
أين يُدرب الجهاديون؟ لقد انتشر خبر منشأة التدريب في الاردن حيث قتل جندي اردني خمسة مقاولين عسكريين أمريكان وواحدا من جنوب افريقيا. واقتبست نيويورك تايمز عن جنرال اردني متقاعد قوله "ان مركز التدريب حيث حدث اطلاق النار كان موقعا حساسا بشكل خاص، حيث استضاف آلاف المجندين الاجانب منذ افتتاحه في 2005" (1)
ومن الواضح أن هذه القاعدة كانت واحدة من مواقع تدريب سرية ممولة امريكيا في ارجاء المنطقة.

من هم الارهابيون الحقيقيون وماذا يفعلون؟
القاعدة انشأتها وكالة المخابرات المركزية بالتعاون مع النظام السعودي وحكومة  الباكستان.
عملت الحكومة الامريكية مع حكومتي باكستان والسعودية لتأسيس طالبان في التسعينيات ، وقد جندوا وسلحوا ودربوا الطلبة (طالبان باللغة الباشتو) من مدارس في باكستان لارسالهم الى افغانستان لمحاربة جيوش امراء الحرب.
وجيوش امراء الحرب ذاتهم كانت الحكومة الأمريكية قد نظمتهم وسلحتهم ودربتهم، مع حكومتي باكستان والسعودية واخرين، للقتال الى جانب الجيوش الجهادية للقاعدة ضد السوفيت وتدمير الحكومة الاشتراكية  في كابول، مما حدا بالجيش السوفيتي لغزو افغانستان للدفاع عنها ضد القوى الرجعية - التي كانت تدعمها الامبريالية الامريكية.

ملا اختر منصور
اليوم تأوي باكستان الوكيلة السياسية والعسكرية للامبريالية الأمريكية، مئات من كبار قادة طالبان، بضمنهم رئيسهم ملا عمر الذي كما يبدو مات في مستشفى باكستاني. وبديله ملا أختر محمد منصور "استفاد من التحالف القوي مع وكالة الاستخبارات العسكرية الباكستانية والمخابرات الداخلية ، الراعي الاصلي لطالبان الافغانية".
 ورئيس طالبان  الجديد هذا يملك منازل في عدة مدن باكستانية احدها "ملاذ بنى فيه هو بعض قادة طالبان الاخرون منازل" اكثر من ذلك ، يسافر باستمرار الى الإمارات حيث يملك منزلا وعدة شركات بضمنها شركة هواتف نقالة.
جلال الدين حقاني
ويقال ان الجيش الباكستاني والطائرات  الامريكية بدون طيار كانت تحاول تدمير (شبكة حقاني) بلا هوادة من خلال هجمات عسكرية وبالطائرات المسيرة لعدة سنوات، وقتلوا بذلك مئات من الابرياء مدمرين منزلهم وقرى كاملة وخلق الاف اللاجئين  في وزيرستان، وهي منطقة جبلية بين باكستان وافغانستان. وفي هذه الاثناء ، كان رئيس الشبكة جلال الدين حقاني يعيش مرتاحا في باكستان ولديه جنسية مزدوجة باكستانية سعودية. وربما يكون قد مات في مستشفى سعودي.
إن شبكة حقاني هي أيضا نتاج التعاون الامريكي الباكستاني السعودي لخلق جيوش جهادية في الثمانينيات.
قام المسؤولون العسكريون الامريكان في إثارة صراعات طائفية في العراق بعد الغزو والاحتلال الامريكي في 2003 بتنظيم وتدريب فرق موت شيعية مزقت البلاد والان تقوم امريكا من خلال صنائعها في الخليج بخلق جيوش جهادية من المرتزقة الطائفيين الذين يدمرون سوريا وليبيا وماوراءهما. وقد نشر في 25 تشرين ثاني ان مرتزقة من كولومبيا يتم تجنيدهم بواسط الامارات للقتال في اليمن.
ولكن الحكومة الامريكية هي التي شنت (الحرب على الارهاب) التي لاتنتهي، فهي حفلة مستمرة للعنف حيث يتم إهدار موارد هائلة وعشرات الملايين من الارواح. هذا هو العالم الذي خلقته الرأسمالية بحلول 2015
الهدف الواضح من سياسة الدمار هذه لإعادة رسم خارطة المنطقة، ليس فقط لتنفيذ "تغيير الانظمة" وانما ربما لضمان الا يكون هناك "نظام" قط. لن يكون امام الطبقات العاملة من شعوب المنطقة الفرصة للاطاحة بالحكام الطغاة لأن طبقة العمال سوف تتفكك وتسحق في هذه العملية ومايتبقى منها يتحول الى لاجئ يهرب إلى اوربا ليساهم في خفض اجور كل العمال. القوة الوحيدة التي ستكون مسلحة وجاهزة للحكم في بقايا الدول هي عصابات سفاكي الدماء المرتزقة مثل داعش، الذين سيكون تحت ايديهم تمويل بلا حدود ودعم متواصل من الامبريالية واعوانها.
جون بولتون
في الواقع، رحب جون بولتون منظم فرق الموت في هندوراس حين كان سفير امريكا هناك في الثمانينيات، بهذه الخيار. فقد قال ان تدمير العراق وسوريا ينبغي الا يعتبر مشكلة ابدا. واقترح انه يمكن لامريكا اقامة دولة سنية جديدة على انقاض البلدين، سوف تكون قادرة على اخضاع المنطقة(2)
 ++

الهوامش
(1)Robert Dreyfus, The Devil’s Game,Henry Holt and Company, NY, 2005  

(2)“To Defeat ISIS, Create a Sunni State,” Op Ed, The New York Times   
November 24, 2015 
في الحلقة الأخيرة 
من يستطيع انقاذ العالم من هذه البربرية؟ وماهي العقبات؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق