"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

11‏/12‏/2015

ماهي "الحرب على الإرهاب" وكيف نتصدى لها؟- 4

غارعشتار
 الحلقة الثالثة
 بقلم: مارلين فوت داوني
ترجمة عشتار العراقية
من المسؤول؟
طالما أن الامبريالية الامريكية وحلفاءها، مع فرنسا وربما حتى بريطانيا، يشاركون في حملة شعواء لقصف المدن السورية وتحويلها الى انقاض، فمن المهم ان ندرك مايحدث حتى نفكر في خطة لايقافه.
من بالضبط يشرف على كل هذا الدمار المجنون؟ من خلف هذه الخطة لتجنيد جيوش مرتزقة مهووسة بسفك الدماء لاجتياح  وتدمير دول كاملة؟
لماذا هؤلاء (الرعاة الأفراد) والانظمة الاوتوقراطية في دول الخليج قادرة على تنظيم جيوش جهادية ارهابية اصيلة دون ان تتعرض لعقوبات من الحكومة الامريكية. مع أن الشباب المسلمين في الولايات المتحدة المتهمين بأقل الصلات مع مجموعات على قائمة "الارهاب" الامريكية يواجهون عقوبة السجن لمدد طويلة.
دعونا نفكر قليلا:
الامارات والملكيات الخليجية - قطر والكويت والبحرين والامارات والسعوية هي دول مصطنعة أنشأتها الامبريالية، فكل حدودها رسمها الاستعماريون البريطانيون بعد الحرب العالمية الاول (وهكذا فإن بريطانيا مثل فرنسا في مجالها في الشرق الاوسط - انشأت دولا ونصبت حكاما ورسمت الحدود بينهم وفعلت ذلك في بداية القرن العشرين. وكما خطط الاوربيون منذ زمن طويل، سيطروا على مصائر شعوب الشرق الاوسط)*
والشيء نفسه ينطبق على العراق وسوريا ولبنان والاردن وطبعا الدولة الصهيونية ايضا.
الامبرياليون الامريكان مثل الامبرياليين البريطانيين قبلهم الذين استقطعوا هذه الاقطاعيات الاوتوقراطية والثيوقراطية في شبه الجزيرة - كانوا دائما واستمروا في استخدام هذه الدول المصطنعة ذات المواقع الاستراتيجية لتحقيق مصالحهم الجيوبوليتيكية والاقتصادية في المنطقة.
كل هذه الملكيات تديرها عوائل وانظمة بوليسية تعتمد على الشريعة التي يمارسها (الارهابيون) الجهاديين، وهم ينظمون ويطبقون الرجم وقطع الرؤوس والجلد وقطع الاطراف كعقوبات. وليس فيهم من يمنح للعمال حقوقا. في الواقع هناك أغلبية كاسحة في سكان امارات الخليج هم خدم وعمال اجانب يأتون من دول فقيرة وليس لديهم اية حقوق. وهذه القوى العاملة هي التي بنت المشاريع العملاقة المعاصرة التي اشتهرت بها دول الخليج..إذن تم  استخدام هذه الانظمة  لتمويل جيوش الجهاد الضارية التي اُطلقت على العالم.
كل هذه الدويلات تعيش - رغم الثراء الهائل الذي تجمع لديها من استغلال النفط تحت الارض التي منحت لهم - بإذن رعاتها الامبرياليين الامريكان حتى إذا سمح لهم بتصرفات توحي بالاستقلال بين حين وآخر. كلهم يشكلون محطات عسكرية ووكلاء للامبريالية .
وقد تعاونت السعودية مع الاستخبارات البريطانية والامريكية منذ الحرب العالمية الثانية لخلق ورعاية الممهدين لداعش خلال الحرب الباردة ضد (الملحدين والشيوعيين) والاتحاد السوفيتي. وساهمت المخابرات السعودية في مد يد العون للسي آي أي في تجنيد مرتزقة اجانب للجهاد في الحرب السرية في افغانستان في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، من امثال اسامة بن لادن. وكما ذكرنا سابقا، فإن النسخة المتطرفة والمتزمتة من الاسلام التي تبشر بها داعش والقاعدة هي نسخة مسيّسة من الاسلام الوهابي الاصولي -
دين العائلة السعودية والدين الرسمي للدولة. في 2013 وحسب بعض المصادر تصدرت السعودية تمويل وتسليح الجماعات الجهادية المقاتلة في سوريا.
البحرين:
هذه الجزيرة الصغيرة هي قاعدة بحرية امريكية ، موطن القيادة المركزية البحرية والاسطول  الخامس الامريكي.
قطر:
موطن جهة مهمة بالغة السرية تتبع البنتاغون: "مركز عمليات الجو والفضاء المشتركة ". وهذا المركز "كان ينسق مهمات الهجمات والمراقبة للحكومة الامريكية في حربي العراق وافغانستان وهو تستضيف ضباط التنسيق من 30 حليف في اوربا والخليج العربي. داخل هذا المركز الكيبر هناك ثلاث خرائط رقمية عملاقة تحمل تفاصيل لكل طائرة مدنية وعسكرية في سماوات ثلاث مناطق مهمة : سوريا وجيرانها والخليج العربي وافغانستان" وماورائها، وقطر هي موضع القاعددة الامريكية في العبيد والتي كانت محورية في حروب افغانستان والعراق وسوريا ومنها تنطلق مهام القصف ضد المنطقة.
الإمارات العربية المتحدة:
سمح للامارات - كما سمح لبقية دول الخليج - ببناء قوتها الجوية للاشتراك في عمليات القصف لتحقيق الاهداف العسكرية الامريكية في ليبيا وسوريا . والطيارون الاماراتيون الذين دربتهم القوة الجوية الامريكية ، يطيّرون في الواقع طائرات امريكية في مهمات القصف ضد سوريا والعراق واهداف اخرى في المنطقة.
والقاعدة الامريكية السرية في الضفرة هي الوحيدة عبر البحار للطائرات المقاتلة  ف-22
إن القوات الجوية لهذه الممالك مثل بقية قواتهم العسكرية هي بمثابة أذرع للبنتاغون وتنفذ توجيهاته. والامارات تخطط لشراء 30 طائرة اف-16 لاضافتها الى 80 طائرة من هذا النوع اشترتها سابقا.
ومثل بقية انظمة الخليج، هي زبون كبير من زبائن البنتاغون.
الكويت:
هذه البقعة الصغيرة في شبه جزيرة العرب عند نهاية العراق كانت قد خلقتها بريطانيا لتكون مثل ميناء امبريالي وقاعدة عسكرية على الخليج العربي ولم تكن ابدا شيئا آخر. اليوم، "للولايات المتحدة على الاقل 10 مرافق عسكرية فاعلة في الكويت، واصبح يشار الى الكويت من قبل بعض المحللين على انها "حاملة الطائرات التي لاتغرق" بالنسبة للحكومة الامريكية.**
(من بين دول الخليج، اليمن هي الوحيدة التي ليس فيها قاعدة عسكرية امريكية، والحكومة الامريكية - مع دول الخليج العربي الاخرى - لا تقصف اليمن لتحوله الى أنقاض)
 هذه الدول التي خلقتها الامبريالية البريطانية لخدمتها، استولت عليها الان الامبريالية الامريكية. ولا يمكن اعتبار هذه الدول مستقلة، بل أنها جميعا قواعد عسكرية امريكية في الخليج.
هذه الممالك الاوتقراطية تقدم منافع هائلة للامبريالية الامريكية. اولا انها قريبة من الدول التي تريد الحكومة الامريكية مهاجمتها. وهذه الانظمة الغنية بالنفط لا تدفع بلايين الدولارات للنهوض بمكاسب الصناعات الحربية الامريكية  فقط، ولا تقدم العسكريون المهرة للمساهمة في العمليات العسكرية الامريكية، فحسب، وإنما هي محصنة من الصراع الطبقي لأنه ليس فيها طبقة بروليتاريا محلية. فالقوة العاملة بأغلبيتها اجنبية وهي تشكل حوالي 43% من  السكان حسب إحصاء 2010.
والنتيجة حتمية: انظمة الخليج هذه خلقت ومولت وسلحت القوى الجهادية التي تدمر سوريا وليبيا لأن هذا هو جزء من خطة واشنطن.
(بعد مراجعة فيديو تجنيد بثته داعش على الانترنيت، كشفت صحيفة نيويورك تايمز حقيقة مهمة. لاحظ المراسل أنه "لم يحدث في اي جزء من الفيلم الطويل الحافل بالتهديدات واطلاق الرصاص والتفجيرات ومعارك  الاسلحة الخفيفة - ان ذكر مقاتل داعشي الولايات المتحدة ولم يذكر مباشرة او يهدد اسرائيل"***.
 .
--
هوامش
A Peace to End All Peace, David Fromkin, Avon Books, NY, 1989, p. 560*
Globalsecurity.org **
ISIS Commands Media, Boasting of Statecraft and Killing,” The New York Times ***
 August 31, 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق