"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

3‏/10‏/2015

العراق: الديمقراطية حين تجلس على الكراسي

غارعشتار
لفت نظري اليوم قيام قناة عراقية بنقل احتفال تخرج طلبة جامعة النهرين للعام 2014-2015. قلت في نفسي "ماكو فايدة، والله ماتصير لكم چارة".
أقيم الاحتفال في الحديقة، وللأسف ليس لدي صورة من هذا الحفل بالذات لأنه جرى اليوم وربما نجد غدا بعض صوره على الانترنيت. ولكن الحال كان كالتالي: في جهة أجلس وزير التعليم (الشهرستاني) والوجهاء والأعيان على كراسي مذهبة فخمة كأنها عروش، من نوع هذا الكرسي:
بل ربما أكثر فخامة. ولكن اعتقد ان الصورة وصلت لكم. في الصف الثاني أجلس ربما الاساتذة او من هم (درجة ثانية) على كراسي معقولة من الجلد والظهر العالي. وفي الصفوف التالية أجلس الطلبة (المتخرجون أمل المستقبل) على كراسي معدنية خفيفة من النوع الذي تجده في محلات العصير والمقاهي الصيفية، وهي ايضا الكراسي التي اجلس عليها الأهل الذين حضروا المناسبة:
نوع الكراسي التي جلس عليها الطلاب والاهل في مناسبة سابقة في جامعة النهرين
يعني كان هناك 3 انواع من الكراسي، لكل شخص حسب (أهميته) في العراق الديمقراطي الفدرالي المحرر الجديد.
وأنا أبحث عن الاحتفالات القديمة والحديثة في جامعة النهرين (كمقياس لبقية الجامعات) وجدت هذه الصور التي تؤكد فكرتي:




دائما علية القوم يجلسون على الطنافس والرعاع على كراسي أقل في (القيمة) كما يعتقد الحمار الذي استن هذه السنة في الجامعات وفي أماكن أخرى. وحين تشاهدون الصورة الأخيرة يتوضح السبب. ترون الجالسين هم اعضاء (مجلس جامعة النهرين) والواقفين على ارجلهم خلفهم هم عمداء الكليات التي تتبع الجامعة!! على الأقل الأصول تقتضي ان تجلسوا النساء مثلا !!
فداحة هذا الأمر انه يجري في الجامعات حيث من المفترض ان يتخرج الطالب وقد رسخ في وجدانه قيمته وأهميته بعد أن نال أخيرا ثمرة جهاده وصبره على الدراسة في ظل ظروف عصيبة يمر بها العراق، ولكن ماذا يريدون منه أن يفهم: الكرسي هو الذي يصنع الانسان؟ عليه أن يناضل في الحياة بعد التخرج ليجلس في المقدمة على كرسي فخم؟
نعم إجلس الضيوف في المقدمة إذا كان هذا هو تعبيرك عن الترحيب وكرم الضيافة ولكن ينبغي ان يجلس الجميع صغارا وكبارا (في السن والمقام) على مقاعد متشابهة في المادة المصنوعة والشكل والحجم لترسيخ قيم المساواة ايها الأغنام.
لنذهب في جولة  الى البيت الأبيض وبالتحديد الى المكتب البيضاوي حيث يدير رئيس أقوى بلد في العالم امور الدنيا:
هذا هو المكتب الذي جلس عليه كل رؤساء الولايات المتحدة. لاحظوا كرسي الرئيس. لايميزه شيء، لأن الشخص الجالس عليه أهم من  الكرسي.
وهذا هو الصالون الذي يجلس فيه الرئيس الأمريكي مع ضيوفه:
وهو هنا يساعد في ترتيب الارائك بنفسه.
نذكركم أيضا بالمقارنة الفادحة هنا
والسر في هذه الثقافة الغريبة التي يعتنقها من ينتمون الى احزاب دينية يفترض انها زاهدة في متع الحياة وزخرفها واغراءاتها، أن الشخص كلما صغرت نفسه وقلت قيمته عوض ذلك بأثاث ضخم يحتمي به حاسبا أنه يضيف اليه طولا وحجما وحيثية.

هناك تعليقان (2):

  1. صدقتي / عندنا مثل في الجزائر يقول * الذي فاتته الرجوله يلحقها بالوشام * الوشام هو الوشم التقليدي على الذراعين

    ردحذف
  2. نعم انها عدم الثقة بالنفس لهؤلاء المستخدمين من قبل الاجانب و"لقادةعراق اليوم "ونقص في الرجولة وتشبه بالمثقفين والعلماء
    انها مستنبطة من ثقافة الكاوبوي "ديمقراطية القوة وثقافة الابيض والتمييز العنصري "
    وليس من المستبعد ان تصل الامور الى استبعاد الطلبة من بعض المكونات الطائفية في المستقبل عن حفل التخريج نهائيا

    ردحذف