"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

15‏/9‏/2015

فتاة سورية تقتحم يوتيوب: ذكية وجميلة ومحللة خطيرة

غارعشتار

انتشر هذا الفيديو انتشارا واسعا على الانترنيت واعتبره الكثيرون أفضل ما قدم من تحليل لأزمة اللاجئين (السوريين) ، وتتحدث فيه فتاة سورية تعيش في استراليا ولها قناة على يوتيوب اعتادت ان تتناول فيها كل ما يمس وطنها الأصلي سوريا. وفيما يلي ترجمتي لحديثها في هذا الفيديو.

انشغلت وسائل الاعلام بقضية اللاجئين السوريين وكأنها تحدث اليوم فقط ولكنها تحدث منذ 4 سنوات. وايلان ليس اول طفل يغرق، فقبله في الشهر الماضي غرقت طفلة عمرها 11 سنة على الشواطيء المصرية. لماذا اذن تتحمس الميديا الان؟ حسنا انه الوقت المناسب لفرنسا واستراليا للانضمام الى الولايات المتحدة لقصف سوريا
امريكا طلبت من استراليا ان تنضم للتحالف قبل اسبوع من موت ايلان وهي الان تتخذ من موته حجة لحصد التعاطف لهذا الصغير من اجل القاء القنابل على المزيد من الاطفال السوريين.
انظروا الى هذا العنوان في صحيفة (صن) (52% يقولون اقصفوا سوريا الان) والى جانب العنوان شعار يقول (من اجل ايلان)
هذه هي المدينة  التي جاء منها ايلان.وقد قصفت الى انقاض. انهم حتى لم ينتظروا ان يبرد جسد ايلان حتى يستغلوا موته.
وكذلك تركيا تستغل ايلان للدفع الى اقامة ملاذات آمنة في سوريا
صورة صفحة من مدونة توني كارتالوجي وفيها موضوع بعنوان (ازمة لاجئين مدبرة لتبرير (ملاذ آمن) في سوريا) وفيها انه في حين تحاول الميديا الغربية تصوير تدفق اللاجئين المفاجيء وكأنه جاء من العدم الى ابواب اوربا فالحقيقة ان اللاجئين كانوا لسنوات يتجمعون في معسكرات شاسعة في تركيا.
لهذا قبل ان تلوحوا بلافتات الترحيب باللاجئين عليكم ان  تعرفوا بعض الامور:
 - الحرب واللاجئون كانا بسبب ان الولايات المتحدة والغرب دعما المتمردين الاسلاميين (القاعدة ) في سوريا
كوباني المدمرة التي خرجت منها اسرة ا يلان الكردي
 - انهم يلقون باللائمة في ازمة كل اللاجئين على حكومة الاسد ويحاولون اقناع العالم بضرورة شن الحرب على سوريا ولكن كيف يكون ذلك واللاجئون ليسوا من سوريا وحدها وانما من العراق وافغانستان والصومال وليبيا ايضا، من كل الاماكن التي تدخلت فيها
امريكا. بل انهم يعتبرون حتى الافارقة سوريين لأنهم يعتقدون ان الرأي العام من الغباء بحيث لا يعرف الفرق.

 كما جرى تضخيم اعداد السوريين لأن لاجئين اخرين من الباكستان وغيرها اخفوا جوازاتهم وزعموا انهم سوريون
( لقطة عن لاجئين سوريين يقولون انه كان على القارب 25 عراقيا و4 سوريين فقط) وان العراقيين قالوا ان بيوتهم تهدمت وليس لديهم جوازات ولهذا سيقولون انهم سوريون
- إن دول الخليج الغنية لا ترغب في استقبال اللاجئين السوريين لأنها لا ترى فيهم عربا وتفضل دعم وتمويل داعش.
إن الليبراليين الذين يتباكون الان على اللاجئين هم  الذين صنعوا هذه الازمة. شخص مثل انجلينا جولي تسببت في خروج اللاجئين قبل 4 سنوات بتشجيع الحرب على سوريا والتطهير العرقي وكذلك منظمة العفو الدولية التي طالبت بالتدخل في ليبيا ثم ذرفت دمع التماسيح على الضحايا الذين تسببت فيهم. ثم في مأساة سوريا حين دعم اللبراليون الجيش السوري الحر الذي كانت بعض كتائبه ترفع اعلام القاعدة.
عار عليكم لأنكم دمرتم بلادنا الجميلة
هذه الازمة لم تحدث حين عبر السوريون الى اوربا ولكن حين عبر الاوربيون الى  سوريا للانضمام الى داعش
ولكن ما يسمى التحالف لمحاربة داعش هو كذبة لأنه ليس لديه نية فعلا لهزيمة داعش
فبدلا من التنسيق مع الجيش العربي السوري وهو القوة الوحيدة القادرة على الارض، فهم يساعدون داعش على ضرب هذا الجيش 
قبل  اربع سنوات كانت سوريا بلدا متقدما غنيا حتى أنه  استوعب مليونين من لاجئيي العراق. الان نحن اصبحنا لاجئين.اللاجئون السوريون يريدون المساعدة ولكن للعودة الى بلادهم. تقريبا نصف سكان سوريا هم لاجئون الان.
7 ملايين تقريبا داخل سوريا والباقي خارجها
 
توطينهم جميعا في اوربا غير ممكن والحل  الوحيد هو اعادتهم الى بلادهم وهم يريدون ذلك . استمع اليهم :
(لقطات بعض اللاجئين وهم يبدون رغبتهم في العودة الى وطنهم سوريا)
لمساعدتهم في العودة الى سوريا عليكم الضغط على حكوماتكم لوقف الحرب هناك وذلك 
- بمنع تركيا وقطر والسعودية من تمول القاعدة وارهابيي داعش
- منع الدعم السياسي الامريكي للمتمردين المرتبطين بالقاعدة
- منع حكوماتكم من قصف سوريا
- انهاء العقوبات
- المساعدة في اعادة بناء سوريا
وإذا لم ترغبوا في قدوم اللاجئين الى بلادكم توقفوا عن التصويت للسياسيين الذين يحبون تدمير البلدان الاخرى
بعض الناس لا يحترمون السوريين ، (تضع صور العلماء الذين برزوا في العالم وهم من اصل سوري ومنهم ستيف جوبز)
وتتحدث عن سوريا مهد الحضارة وبوابة التاريخ
لايمكن ان تحرموا السوريين من بلادهم، فالذل نصيب من ليس لهم وطن، انظروا ماحدث للفلسطينيين.
السوريون كانوا يعيشون حياة مرفهة قبل تدخل حكوماتكم. (لقطات يظهر فيها سوريون يتحدثون كيف كانوا يعيشون حياة جيدة قبل الحرب)
 ++
سألها أحد المعلقين الاستراليين كما يبدو (على يوتيوب) سؤالا أراد إحراجها وتصويرها ان ولاها لسوريا وليس لاستراليا التي تعيش فيها وتحمل جنسيتها: لماذا تضعين علم سوريا الى جانبك وليس هناك أثر لعلم استراليا؟
أجابته:  أولا - العلم هذا اشتريته من دمشق ولم اجد مثله يباع في استراليا (العلم صغير مما يوضع على المنضدة) ثانيا - سوريا هي التي تشن عليها الحرب، ولو كانت استراليا هي التي تقصف لدافعت عنها.
قارنوا اجابتها من اجابة ذلك الخائن العراقي الذي قال ان صوت قصف بلده الاصلي العراق مثل وقع انغام الموسيقى!!
معلومات عن الفتاة السورية: اسمها الحقيقي مرام سوسلي وتعتبر على الانترنيت (منافسة كيم كاردشيان السورية) في الشكل على الأقل. ويعتبرها آخرون طالبة شهرة. وآراؤها المؤيدة لاستقرار سوريا تثير جدلا في أوساط الساعين الى الحروب والدمار.

هناك 23 تعليقًا:

  1. لم توضح لنا هذه الحبابة لماذا يهاجر السوريون من بلادهم و من يلقي البراميل المتفجره على مدن بأكملها هناك دون التمييز بين مقاتل و مدني و لماذا لم تتناول هذه الحبابة هذا الجانب من الواقع السوري ..كلمة حق أريد بها باطل

    ردحذف
    الردود
    1. لعلك تستطيع انت ان توضح لنا لماذا لم يهاجر السوريون قبل 2011، وبالمرة يمكنك ان توضح لنا لماذا لم يهاجر الليبيون قبل 2011 وياريت توضح لنا في طريقك لماذا لم يتشرد العراقيون في كل اصقاع الارض قبل 2003 وايضا لا تنسى ان توضح لماذا يهاجر الشباب الاكراد الان بأعداد كبيرة مع انهم يعيشون كما يقال في جنة الله في ارضه (كردستان) وليس هناك صدام ليقمعهم أو يبيدهم.

      حذف
    2. سيدتي العزيزة من قال أن العراقيين لم يهاجروا و يتشردوا في بقاع الأرض قبل 2003 فالكثيرون منهم بدأوا بالهجرة الشرعية و غير الشرعية بعد عام 1991 عندما سمح لهم بالسفر و أنا أعرف من هؤلاء الكثير . و من قال أن السوريين لم يهاجروا قبل 2011 و لكن أعدادهم الآن أزدادت بعدما أشتد القصف على رؤوسهم بالبراميل المتفجرة في كل مكان و لم يعد لهم خيار سوى الموت أو الفرار بأي طريقة و لا داعي لشرح من وضع داعش في سوريا . كان المهاجرون هم من الشباب و الآن أصبحوا من الشباب و االعوائل التي تهرب مع أطفالها . أما عن الأكراد فالكثيرون منهم كان مهاجرا منذ الثمانينات و التسعينات و حتى الآن فجنة كردستان هي جنة لبعضهم و لا تزال جحيما للغالبية من الناس الذين لم ينتموا لأي حزب ..حكام العرب مذنبون حتى النخاع في كل هذه المصائب فلو كانوا عادلين مع شعوبهم لكانت تلك الشعوب في مقدمة من يتصدى لأي عدوان لكن نتحدى الجميع أن يسموا واحدا من الحكام في وقتنا المعاصر من الذين لم يعملوا سوى لشعوبهم و لم يبتغوا من المنصب غير مرضات الله و وزعوا العدل بين الشعوب قبل أن يوزعوا خيرات البلد على أنفسهم و أقربائهم و على كل أنت اجبتي عن سؤالي بأسئلة و لم نعرف حتى الآن هل يحق لحاكم سوريا أن يقتل شعبه بحجة الدفاع عن سوريا و هل هو فعلا يدافع عن البلد أم عن السلطة و الكرسي و هل الدفاع عن سوريا يتم بالأستعانة بالايرانيين و الروس ثم نلوم المعارضة على أستعانتها بالغرب مع أني لا أتفق بالأستعانة بأي أجنبي من أي جهة كانت

      حذف
    3. سيدي العزيز
      بعض العراقيين هاجروا قبل 1991 لاسباب سياسية ويمكن ان نذكرهم بالإسم لقلة اعدادهم.. وفي 1991 هاجر وهرب اعضاء الاحزاب الموالية لايران والتي تسببت في الانتفاضة الشيطانية (والذين عادوا ليحكموا الان) واثناء التسعينيات هاجر عدد كبير من الشباب لاسباب اقتصادية بسبب الحصار. ولكن بعد الاحتلال بدأت الهجرة الكثيفة لاسباب التطهير العرقي والقتل والتفجير بحثا عن الامان وايضا عن العمل.
      بالنسبة لسوريا .. انا ضد اي تدخل اجنبي ولكن ينبغي ان تعترف أن الغرب كان يريد الاطاحة بالدولة السورية قبل 2011 بسنوات طويلة ، ومع اني ضد توريث الحكم للابناء ولكني اعتقد ان من بدأ استخدام السلاح هو المعارضة المسلحة ونحن نعرف من كان ومايزال وراءها. ولم تستعن سوريا بايران او روسيا الا بعد ان طالت المسائل وصارت الدول المعتدية تشجع جهارا وتدعو لتسليح المعارضة وتمويلها ودعمها بكل الوسائل. حين تتعرض دولة الى خطر الدمار فكل شيء جائز للدفاع عنها. هل يعجبك ماحدث للعراق من تدمير جذري بحجة الاطاحة بدكتاتور؟

      حذف
    4. صدقت سيدتي العزيزة فقد أزدادت أعداد اللاجئين حين أزداد التطهير العرقي و ضعفت سلطة الدولة و أزداد بطش الميليشيات و الشبيحة و غيرهم ممن هم سلطة داخل سلطة . و لكني لست معك سيدتي عندما يلجأ الحاكم الى دول أجنبية أخرى ردا على دعم دول أجنبية للمعارضة فعندما ننتقد المعارضة لتعاونها مع الأجنبي فذلك لأننا كلنا نعرف أن الدول الأجنبية لها أجندتها الخاصة في ذلك و هذا ينطبق على الحاكم فروسيا و إيران لن تدافع عن كرسي الحاكم لسواد أعين السوريين . و أنا لست مع السيد أبو هاشم في أخذ المدنيين بجريرة المسلحين الذين يقومون بمعارضة سلطة الدولة فهذا يتعارض مع كل دين و شريعة و منهاج و قد قال الله تعالى " و لا تزر وازرة وزر أخرى " و هذا و مع شديد الأسف ما وصلنا اليه هذا اليوم فبات الشعب بين مطرقة الحاكم و سندان المعارضة و إن أنتفض شعب ما فيجب على الحاكم أن ينظر عميقا في أسباب ذلك قبل أن يدخل البلد في متاهه الحروب الأهلية خاصة أن كانت البلد التي يحكمها أرضا خصبة لذلك بسبب الظلم الذي يمارسه على شعب تلك الأرض . أما ما حصل في العراق من الأطاحة بصدام حسين فأني أعارضه تماما لسبب واحد و هو أن الأطاحة تمت من أجل بدأ مخطط الكيان الصهيوني بأضعاف كل دول المنطقة و أستعمال إيران كرأس حربة لهذا المخطط الذي نشهد تعقيداته في أيامنا هذه الحالكة السواد و لم يتم الأطاحة به من أجل سواد عيون أهل العراق مع أني ألوم صدام لأنه دخل الكويت و أصر على البقاء فيها بالرغم من كل العواقب المحتملة على شعب العراق ثم خرج في النهاية منها بعدما فتح الباب على مصراعيه لبدء مخطط تدمير البلد و الشعب أستعدادا لتمزيق دول المنطقة و هذا بالضبط ما يفعله حاكم سوريا و أن أختلف السيناريو عن سيناريو العراق . أسعدني الحوار معك سيدتي الكريمة و تقبلي تحياتي

      حذف
  2. ليس دفاعا عن احد ولكن للحقيقة ان هناك عقول سورية اعلامية تستطيع ان تناطح اقوى وسائل الاعلام الغربية وكثير من الاعلاميين السوريين يتفوقون على اشقائهم العرب في قدرتهم على ايصال رسائلهم الاعلامية وجعل رسائلهم تصل الى عامة الشعب -اعلام جماهيري - فهم لديهم القدرة على مخاطبة الخاصة والعامة في ان واحد ويستطيعون ان يجعلوا متلقي رسائلهم متبنين لهذه الرسائل واصوات جديدة لصالحهم
    وهو ذكاء مع خبرة اعلامية كبيرة
    والمثال امامنا مع هذه المتحدثة من خلال شبكة اليوتيوب

    ردحذف
  3. أعتقد واثقاً أن على الدولة واجب الدفاع عن البلد والمواطنين في وجه أي تحرك عسكري. ولا أظن غير المعرف ينتقد محاربة الحكومة العراقية في الستينات والسبعينات للتمرد الكردي وما استخدمته من سلاح. فحين تجد الحكومة نفسها أمام تمرد، تدعمه قوى خارجية، يسعى إلى إسقاط نظام الحكم وإلحاق البلد بالتبعية الصهيونية، فإنها تفعل ما يجب عليها. ولو كنت محل القيادة السورية لما منحت هؤلاء المتمردين ومن تبعهم الفرصة منذ البداية. فكل منطقة تخرج منها قنابل ضد الجيش والمواطنين تدمر بمن فيها، وليذهب العالم إلى الجحيم! والصاروخ الأول كان يجب أن يسقط على الدوحة ليعلم الحمدان ومن معهما أنهم ليسوا بعيدين عن الحساب. ولو ضربت القيادة المدن الحاضنة للتمرد لانتهى كل شيء منذ زمن. ولو كان هذا حصل في العراق أيام الرئيس صدام لفعل بهم ذلك تماماً!

    ردحذف
    الردود
    1. بالضبط أيها السيد فهذا هو المنطق الذي تستخدمه ما يسمى بحكومة العراق و ميليشياتها و حكومة سوريا الشرعية في تدمير مدن و محافظات مثل ديالى و الفلوجة و حماه و حمص و غيرها و لا تنسى أيها السيد كل الأطفال و الأمهات و العجائز و الكهول و غيرهم ممن سيمحى بسبب حق الدولةالذي تتحدث عنه في الدفاع عن كرسي الحاكم و في النهاية لا أدري عن أي مواطن ستدافع هذه الحكومات أن كان هذا المواطن سيفنى بسبب معارضة خرجت من بين بطون مدن سكنها هذا المواطن المسكين أو دخلت اليها من أمكنة أخرى

      حذف
    2. وأنت تتحدث وكأن الغالبية ضد النظام في سوريا وليست مجموعة صغيرة تلاشت الآن وحلت محلها داعش التي يقودها شيشانيون وسعوديون وباكستانيون وعراقيون ..... وهذا المواطن المسكين الذي يؤوي هذه المجموعات والذي دعمها يتحمل مسؤولية ما يترتب على دعمه لها من نتائج. لأن زارع النار لا ينجو من شررها!

      حذف
  4. اتفق معك أخي أبو هاشم في أن الذي يحدث في سوريا هو محاولة لتدميرها من قبل الأطراف الدولية خوفا على مستقبل إسرائيل وسعيا لشرذمة العرب. واتفق معك في أن بقاء الدولة السورية أفضل بكثير من انتصار الفصائل المستأجرة.

    ولكنك استخدمت مثال صدام حسين وأنت تعتبره منقلبا على الشرعية وأنه انقلب على الوحدة بقيادة حافظ الأسد. لماذا لم تستخدم مثال حالظ الأسد في هدم حماة على رؤوس أهلها؟ وهو المثال الأقرب.

    هل أردت أن تقول أن زعيمكم الذي تفاخرون به، قد لعل ما فعله بشار ولم تجرموه؟

    ثم أي تبعية صهيونية تتحدث عنها، والنظام السوري المعروف بانتهازيته وتناقضه مع العروبة قد لعب لعبة الممانعة الشفوية وحمى حدود الكيان الصهيوني لعقود من السنين. وهو الذي قتل من الفسطينيين في لبنان، وقاتل مع إيران ضد العراق وشارك في الحلف الثلاثيني ضد العراق. ولا يذكر التاريخ موقفا واحدا مشرفا له.

    ثم إني أعتقد أن رغبتك في محو مدينة أو منطقة كاملة من الوجود، لمجرد صدور عمل مسلح من بعض سكانها ضد الجيش أو الشرطة، هو سقطة لسان فرودية تحتاج لمراجعة.

    فهل هذا يعني إنك مع الحكومية البحرينية في مسح مناطق االعنف التي تصدر منها أعمال عدوانية ضد الجيش والشرطة؟ وهل أنت أصلا مع محو إيران من الخارطة او على الأقل قصف مدنها التي يأتي منها العدوان على البحرين والعراق وسوريا واليمن ومعظم الأقطار العربية؟

    ردحذف
    الردود
    1. أخي ابن العروبة

      تناولت عدة موضوعات لا بد من الإجابة عليها بالتفصيل لكي يتضح موقفي.

      أعتبر موقف صدام حسين من محاولة الوحدة بقيادة أحمد حسن البكر وحافظ الأسد ومعظم قيادتي الحزب خروجاً ليس على الشرعية الحزبية فحسب بل خروجاً على مبادئ الحزب نفسه وتقسيماً للحزب لم يخدم إلا الصهيونية. وموقفي ثابت لم يتغير. لكن هذا لا يعني أني أقف مع أعداء الأمة ضده.

      وحين هدم حافظ الأسد حماه على رؤوس أهلها كما تقول فإن ذلك كان بعد أن حاولت حركة الإخوان المسلمين المشبوهة الـاسيس والدعم بتنفيذ عمليات اغتيال وعنف ومحاولة اغتيال حافظ الأسد نفسه بعد أن قامت بقتل مجموعة من طلاب مدرسة المدفعية. فأي نظام سيسكت على محاولة أية مجموعة مسلحة العتداء على أفراده ومحاولة اغتيال رئيسه في ظرف تتكالب به القوى الأجنبية على البلاد؟
      لست أدري من هو زعيمك، لكن صدام حين لم يهادن الصهيونية التي أعدمته وهذا يكفيه هو فخراً رغم كل زلاته!

      والاسطوانة المشروخة المعادة عن انتهازية النظام السوري وممانعته الانتهازية قد صارت مملة بحيث لا تستحق الإجابة عليها! لا تستطيع سوريا مقاتلة إسرائيل وحدها في ظل غياب الإجماع العربي والدولي على حماية إسرائيل. فحين هددت تركيا بضرب سوريا لم يقف معها غير العراق وهو محاصر. ومن يتحدثون عن حماية سوريا لحدود الكيان الصهيوني هم أنفسهم من يتعاونون مع نفس الكيان ضد الأمة العربية. فهل يراد من سوريا أن تذهب وحدها لتقاتل ليقول العرب، كما قالوا، إنها خطوة مجنونة ستؤدي لقتل السوريين ودمار سوريا؟ وإذا كان العرب حريصون على إزالة الكيان الصهيوني، فماذا فعلوا؟؟ دعنا أخي ابن العروبة من الشعارات والكلام المنمق ولنتحدث في الحقائق.

      (....)

      حذف

    2. وعندما أقول الحقائق فأنا أعني بعيداً عن وسائل الإعلام المنحازة. فمنظمة التحرير كانت عنصراً دخيلاً في لبنان تسببت في إشعال حرب أهلية لم تكن أهلاً لها. وقد تقاتلت المنظمة مع كل القوى اللبنانية. وما لا يريد أحد قوله الآن، نفاقاً، هم أن كمال جنبلاط كان يخطط لانفصال جبل لبنان دولة درزية. وقضية لبنان شائكة معقدة لا يمكن اختصارها بقول إن سوريا قاتلت الفلسطينيين. فقد قاتل الفلسطينيون ضد قوات ميشيل عون متحالفين مع السوريين والدروز، بينما قاتل الجيش السوري ضد القوات اللبنانية.
      وفي تقرير لتيمور غوكسل المتحدث باسم الأمم المتحدة يقول عن الفلسطينيين:
      “كان الفلسطينيون يتدخلون كثيراً في حياة الناس، كانوا منتشرين في كل مكان مدججين بالسلاح ومتعجرفين، اسميها عجرفة الكلاشينكوف، كان الكل يملك مدفعاً للطائرات، يبدو أنه كان لدى منظمة التحرير أموال طائلة، فلم أكن أصدق عيني، إذ كان المقاتلون يذهبون إلى السوق مصطحبين المدافع المضادة للطائرات. في إحدى المرات ذهبت من الناقورة إلى بيروت فمررت بأربعة عشر حاجزاً كلها للفلسطينيين باستثناء اثنين للجماعات اللبنانية المرتبطة بالفلسطينيين.”
      أما عن الجيش السوري، فقد دخل في قتال عنيف مع جيش العدو أثناء الاجتياح خسر على إثره 21 طائرة مقاتلة وعدداً من السمتيات، ناهيك عن البشر، في وقت انشغل السعوديون بصياغة مبادرة سلام!
      وقد سبق لي أن أدنت وقوف سوريا مع التحالف الثلاثيني ضد العراق، وهو ما أظنه كان موقفاً فردياً من حافظ الأسد وممن حوله من خدام وطلاس وغيرهم من عملاء الصهاينة. لكني ما زلت أعتبر سوريا الحاجز الأخير أمام الصهيونية والمشروع القومي الوحيد في المنطقة.

      لم تكن زلة لسان مني حين قلت إن المنطقة التي تؤوي المسلحين الذين يقتلون أفراد الجيش والدولة يجب أن تمحى لتكون مثالاً للآخرين. وهذا ما تفعله أية دولة في العالم. فالحكم لا تقوده العواطف ولا المثل الإنسانية أمام من يحمل السلاح، بل يحكمه من يمتلك قوة أكبر. هذه هو مجرى التاريخ سواء أعجبنا أم لم يعجبنا!

      أما المقارنة بالبحرين فهي مقارنة سيئة لأن ما جرى في البحرين كان وما يزال تظاهرات سلمية لم يحمل أفرادها السلاح ولم تحدث أعمال عنف ضد الجيش والشركة ولم يقتل المحتجون رجال الأمن ويرموهم في النهر ولم يقطعوا رؤوسهم أو يأكلوا قلوبهم، في حين لجأت الدولة إلى استقدام جيش خارجي ليحميها. والبحرين الآن محتلة من قبل الجيش السعودي كواقع حال!

      وقد حاولنا، أخي العزيز، أن نمحو إيران عن الخارطة بحجة أنها تقوم بأعمال عدوانية ضد العراق ففشلنا ودفعنا ثمناً غالياً. على أني لست أفهم الانتقائية العربية الغريبة في الحديث عن التدخل الإيراني دون الحديث عن التدخل التركي الفاضح والمعلن، وكأن تدخل تركيا أقل خطراً من تدخل إيران. وتركيا تتدخل في العراق ومصر وسوريا، وهي عضوة في الناتو وحليف معلن للصهاينة. لكن بعض العرب، ولأسباب قد تكون معلومة، يغضون الطرف ولا يذكرون أذاها. فهل طارت طائرات التحالف ضد العراق من سوريا أم من انجرليك ومن قطر والسعودية والكويت والأردن؟؟
      ومن الغريب أيضاً اعتبار التدخل الأمريكي والبريطاني وغيره تحصيل حاصل في العراق بينما تدخل إيران الذي أرفضه غير مقبول وكأنه استثناء. العراق صار ساحة لكل من هب ودب، لدرجة أن دويلة صغيرة لا قيمة لهل مثل قطر تتحكم في شؤونه اليوم.

      حذف
  5. الى اختي عشتار

    كنت وما زلت معجبا جدا بطروحاتك وثقافتك العالية واخلاقك الراقية وتحليلاتك البديعة وافكارك النيرة ووطنيتك العالية وجهودك الجبارة في خدمة الوطن والأمة. وأود ان اعترف اليكوانا اكاديمي واستاذ جامعي واحمل اكثر من شهادة عالية الا انني اشعر بانك أستاذة حقا وأتمنى ان أكون تلميذ على يديك. انا شخصيا اكتب مقالات في مواقع متعددة ولو ان اختصاصي طبي لا علاقة له بالسياسة الا ان الامر يخصنا جميعا اذ اننا ومع الأسف الشديد نغرق ويغرق الوطن معنا وعار علينا ان يقال في زمننا اضعنا ببلادنا!
    انا يا اختي الكريمة اتفق معك في معظم الأمور الا في امر واحد اختلف معك فيه واسمحي لي ان افصح به اليك! في الواقع هو الدفاع عن النظام السوري الاسدي! انت تعرفين يا اختي عشتار ان اهم سبب لتدمير العراق هو نظام الأسد, تعرفين انه كان منطلقا لتخريب العراق بل حتى لقصف العراق أيام العدوان المجوسي على العراق! وكذلك تعرفين انه كان محطة كبرى لكل من خان العراق, اين كان مقر الطلباني؟ اين مقر المالكي, صولاغ, الزنيم, والقائمة تطول! هل تعلمين يا اختي ان هذا النظام كان يمنح هؤلاء الخونة جوازات دبلماسية سورية حتى يتجولوا بها في اصقاع الأرض ومن اجل ايذائ العراق؟ هل تعلمين انه كان لديه فرع خاص في المخابرات يسمى فرع العراق وهو مختص بايذاء العراق! وانا هنا لا أتكلم عن الاب فقط بل ورث الابن الاب في هذا المجال وحتى يوم الغزو كان يرفض ان يقبل سفير عراقي او يرسل سفيرا للعراق! بل ان الطيران العراقي لم يسمح لللطاقم ان يخرج من الطار إهانة منه وتصغيرا للحكومة العراقية الوطنية.

    وبالمناسبة وانا الكاتب هنا فان ابي قد جرح في الجولان وجرحه كان حطيرا جدا وكذلك الكثير من العراقيين ذهبوا شهداءا دفاعا عن الشام ولكن النظام الاسدي لم يرد الجميل بل غدر بالعراق اكثر من مرة ولا شك عندي انك تعرفين قصة الفرات ومن ثم وقوفه مع ايران المجوسية ذد العراق.

    والى الان فان هذا النظام مدعوم كليا من نظام طهران وهو من اهم أسباب بقائه! لذلك الا ترين معي ان سقوط هذا النظام ومجيئ نظاما غير موالي لإيران سيكون من مصلحة العراق!

    هذا مجرد رأي وارجوا ان تسامحيني ان لم اعبر عن رأيي بصورة الطف من ذلك

    تقديري لك ولجميع قرائك الافاضل

    د محمد الحمداني

    ردحذف
    الردود
    1. أخي د. محمد الحمداني
      تحية وتقديرا وشكرا جزيلا على الاطراء الذي لا استحقه بالتأكيد. لولا قولك انك قرأت لي كثيرا، لكنت أكدت لك اني ذكرت في كثير من مواضيعي وتعليقاتي، رأيي بالنظام السوري وعداوته ووقوفه في حفر الباطن، وكون ان السفير السوري كان اول سفير عربي ذهب الى بغداد لتهنئة اول حكومة احتلال في العراق، وكل ما ذكرته انت صحيح. ولكن انا لا ادافع عن انظمة او حكومات وانما عن دولة وشعب. لقد دمر العراق تحت نفس الدعاوى (الدكتاتورية - القهر - القمع - الابادة الخ ) وكانت النتيجة ان الدولة كلها تمزقت بمؤسساتها ونسيجها الاجتماعي ونهبت آثارها ومواردها وارجعت الى القرون الوسطى . نفس الشيء حصل مع ليبيا، واين هي ليبيا الان؟ واليمن؟ لم تعد هذه الدول دولا ولا الشعوب شعوبا متحدة بل تفرقت الى قبائل وميليشيات. هل تظن أن الغرب الاستعماري الذي يرعى مايسمى المعارضة هنا وهناك ضد هذا البلد وضد ذاك يعمل من اجل الديمقراطية والحرية والانسانية حقا؟ هل تريد ان تنتهي سوريا الى نفس النهاية لمجرد الانتقام من الحاكم؟ اعتقد ان مثل هذه الافكار - وأنا آسفة - افكار الثأر واشفاء الغليل والتعاون مع الشيطان ضد عدوي ، وهدم المعبد على من فيه الخ الخ هي بقايا من صفات البداوة في وجداننا العربي. وأزعم اني تخلصت منها منذ زمن بعيد. أنا انظر لكل مايجري في العالم بموضوعية وليس بعاطفة. العالم يتغير في كل ساعة، والخنادق تتغير، والسياسة ليس فيها عدو دائم او صديق دائم ، ومن الاوفق الا ننظر الى السياسة بمنظار مثالي او اخلاقي، لأن السياسة هي فن الانتهازية والذي يسمى تأدبا (فن الممكن). والقادة الذين يلتزمون بالاخلاق النبيلة ينتهون على المشانق عادة. وأنا والحمد لله لا امارس السياسة ولا اميل الى هذا الطرف او ذاك بتعصب، ولكن يطيب لي أن اراقب واحلل مايجري من حولي.

      حذف
    2. هناك تناقض فيما تدعين يا سيدتي لأن النظام السوري يقول أنه يحارب داعش رغم أن هذه الأخيرة هدفها هو دعم النظام و أنت تقولين أن داعش صنيعة الغرب يعني أن الغرب لا يريد رحيل الأسد فلماذا إذا الدفاع عن الخونة

      حذف
    3. اخي غير معرف
      التناقض يأتي من انك طاريء على المدونة ولم تقرأ كل ماكتبته عن داعش، ولو كنت قد قرأت بتعمق وشمول لعرفت اني افتي بأن هناك اكثر من داعش: كردية ومسيحية وشيعية وسنية وايرانية وامريكية وصهيونية ، والى ما ينتهي ، فكل عصابة تريد تحقيق مصالح جيوسياسية ترتكب فظائع وتلصقها بداعش. ليس هناك شيء محدد اسمه داعش بل هناك مرتزقة وشركات امنية تتلبس لبوسا معينا تحت اسم (داعش). مثلا داعش الكردية حققت للاكراد كل مايريدون من الاستيلاء على سهل نينوى وكركوك وديالى ، وداعش التركية حققت (او على وشك التحقيق) للاتراك مايريدونه من اقامة منطقة عازلة، وداعش الايرانية حققت لايران (الحشد الشعبي) للتمدد عسكريا داخل العراق. وهكذا، وحتى نعرف حقيقة (داعش) سوريا علينا ان نرى النتائج : من يستفيد؟ وسنعرف حينها لمن تتبع.

      حذف
    4. المستفيد الوحيد من داعش السورية هو النظام و ايران و حزب الله. ملاحظة أنا لست طارءا على المدونة فأنا من أشد المتابعين لكل ما تكتبين منذ 2011 و متفق معك في كل حرف كتبته إلا فيما يخص الدفاع عن بشار الأسد الإرهابي

      حذف
  6. عجبت من قول "ان منظمة التحرير "في لبنان عنصرا دخيلا مما يعني ان الفلسطينيين في لبنان قبل تواجد الثورة المسلحة لمنظمة التحرير هم ليسوا بشرا او اصحاب قضية
    لقد مارس النظام الرسمي اللبناني اقسى انواع الظلم على فلسطينيي لبنان قبل حملهم السلاح وكان عسس المكتب الثاني اي المخابرات اللبنانية يقفون على ابواب بيوت المخيمات يتجسسون على الفسطينيين ليلا وما يقول الزوج لزوجته وكان يستدعى الزوج صباحا الى الكركول اي مركز الشرطة ويضرب" فلقة" على رجليه امام زوجته ويستباح عرضه امامه واشياء لا تعد من الاضطهاد للفلسطينيين وحقهم الطبيعي في العيش بكرامة البشر في لبنان
    ولما تغيرت الاحوال واصبح الفلسطيني اللاجيء مقاوما تلاشت الدولة اللبنانية واجهزتها القمعية واصبحت حدود لبنان فلسطين مفتوحة امام المقاومة دخلت دولة الكيان الصهيوني على الخط ودفعت "الجبهة اللبنلنية " تحالف المسيحيين الى افتعال الحرب الداخلية تحت مسميات مختلفة ومنا الغرباء او الدخلاء على راي البعض
    وعندما رجحت كفة الفلسطينيين وحلفاءهم في لبنان جاء امر الصهيونية العالمية بدخول الجيش السوري اقصد النظام الى لبنان ليعيد التوازن الداخلي لصالح قوى ستكون في المستقبل تحمل يافطات ثورية ولكنها في الحقيقة طائفية بامتياز
    ومارس النظام السوري بكل اجهزته في لبنان دوره المرسوم له بكل دقة حتى انه في اجتياح لبنان اعلن وقفا لاطلاق النار في ثاني ايام الجتياح مع ان قواته العسكرية والامنية تنتشر في كل لبنان ولا اجد تفسيرا لهذا الموقف الا انه منفذا لخطة الصهيونية ومتفقا مع الانظمة العربية الاخرى في اخراج الفلسطينيين من معادلة الصراع مع العدو الصهيوني في لبنان والمنطقة العربية كلها
    ولا ارى كذلك بعدا لهذا العمل الا ما نراه من نتائج تحدث على الارض الان وهي تنشيط القوى الطائفية والمذهبية في المنطقة على حساب القوى القومية والموحدة
    فخطورة النظام ليس في اعلامه وما يقول من حديث معسول ولكن ما يفعله على الارض من ممارسات تفتيتية طائفية بدات بتشكيل سرايا الدفاع بقيادة رفعت الاسد بدات انشئت مع بداية "الحركة التصحيحية"
    مع تاكيدي انني ضد اي تدخل اجنبي في شؤون سوريا او اي دولة عربية اخرى وان ما لايحدث الان في سوريا هو تامر خارجي مكشوف ومفضوح تقوده دولة الكيان الصهيوني واذنابها في المنطقة
    ولا يعني ذلك ان كل من يقف في صف النظام السوري الان هو شريف او ثوري يريد الخير لسوريا بقدر ما يريد ان يحصل على نصيبه من الكعكة السورية

    ردحذف
  7. أخي أبو هاشم

    ما كنت سأرد على تعليقك، لأن ردك كان يؤكد كلامي أكثر مما يدعم وجهة نظرك. ويعلم الله إني أعجبت بردك الهادئ. ولكن أردت أن أرد لمزيد من التوضيح.

    كلامك عن جدية النظام السوري في مواجهة إسرائيل، وإن المشكلة هي أن سوريا لا تستطيع أن تقاتل لوحدها، مردود عليه. فالنظام الذي يريد أن يقاتل إسرائيل، ألا يحرص على أن يقوي علاقته بجيرانه ويؤمّن عمقه الستراتيجي، وخاصة العراق الجاد بمقاتلة إسرائيل؟ الشمس لا يمكن أن تغطى بغربال، كما يقولون. والنظام السوري كان باطنيا وماكرا استطاع أن يضحك على بعض العرب بشعاراته الجوفاء. ووالله لولا تاريخ سوريا العظيم وكونها على حدود الكيان الصهيوني، لما كان لحافظ شعبية تزيد على شعبية زياد بري. وهو مات موتة الفئران، لم يعلن عنها حتى نصّب ابنه الغر مكانه في مسرحية تكشف نوعية الحزب الذي بناه في سوريا.

    هل يحق لوزير دفاع متخاذل، سلم القنيطرة قبل أن تطأها أقدام الصهاينة، أن يكون رأس السلطة فيما بعد. أم كان يجب أن يكون جزاؤه الإعدام؟ وهل نظام يكون وزير دفاعه زير نساء، كمصطفى طلاس، يكون جادا في مقاتلة إسرائيل؟ قلت على استحياء إنك لا توافق على وقوف حافظ في العدوان الثلاثيني على العراق، واعتبرته عملا فرديا، وألقيت اللوم على مجموعة عملاء الصهاينة أمثال عبدالحليم خدام ومصطفى طلاس، ونسيت أن من جاء بالخونة هو كبيرهم وسيدهم في العمالة والخيانة، حافظ الأسد، الذي خسر في لبنان21 طائرة في معركة مخزية لم يعد لها عدتها.

    وهل من جعل من لبنان مزارع حشيش ترعاها استخباراته، وقتل مناضليها ورموزها، يكون جادا في الاصطدام مع الكيان الصهيوني؟ وهل من فتح أبواب لبنان لإيران لتعمق الطائفية فيه من خلال إنشاء حزب طائفي لا يدين إلا بولاية الفقيه، يكون لديه أي انتماء للعروبة أو اهتمام بوحدة لبنان؟

    ردحذف
  8. وهل توجد لدى النظام الذي يرسل طائراته لقصف القواعد الجوية العراقية ويقطع أنبوب النفط العراقي، والعراق منشغل في مقاتلة أخبث عدو للعرب عرفه التاريخ، هل توجد لديه أي ذرة عروبة أو نخوة؟ وهل يؤتمن مثل هذا النظام الباطني الشعوبي على أن يكون على رأس وحدة بين العراق وسوريا؟ وهل تكون فئة باطنية داخل الحزب تعمل ضد مبادئه وأفكاره وتستغله للوصول إلى السلطة، وتحكم على مؤسسه بالإعدام وتقتل صلاح الدين البيطار في منفاه، هل تكون هذه أمينة على مبادئ الحزب؟ وهل تكون العيون الزرقاء الغريبة عن تربة هذا الوطن هي وحدها عنوان الدفاع عن العروبة ومثال الصمود والتصدي في وجه الكيان الصهيوني؟

    وبغض النظر عن رأينا في سلوك النظام في البحرين، كيف يكون تواجد الجيش السعودي والخليجي المحدود جدا في البحرين احتلالا في نظرك، بينما يكون تواجد الجيش السوري الطاغي والمدمر مشروعا لطرد "الغرباء" الفلسطينيين في لبنان؟ ولعلمك فإن الاحتجاجات في البحرين غير سلمية وتحرك من قبل الأجنبي. وأنا متواجد في المشهد وأرى التفجير وحرق الممتلكات وقتل أفراد الشرطة والجيش. ولعلمك أيضا، أن من يمول ويدرب ويسلح هؤلاء الخونة هي إيران وذيلها حزب الله في العراق. ولو لا قدر الله نجح هؤلاء في قلب الحكم في البحرين، فستكون البحرين تابعة لإيران وستعمها الفوضى والقتل الذي يحصل الآن في العراق.

    ثم أن مقتل الزعيم والمفكر الوحدوي كمال جنبلاط لم يأت بسبب نزوع جنبلاط لإنشاء دولة درزية، فهذه القصة لا تصلح حتى لفيلم هوليودي. وإنما قتله حافظ الأسد لأن السارق والخائن يكره الشرفاء الذين يعرفون معدنه الحقيقي. وقد كشف جنبلاط أهداف العصابة العلوية التي تمسك بمصير سوريا وتكلم عن ذلك بصدق. ولذلك قتله حافظ بسيارة تحمل لوحة "عراقية" لشدة وفاء حافظ للعراق!

    ردحذف
  9. قلت صدام لم يهادن الصهيونية ولكنه قدم خدمات للصهيونية بشقه للحزب. لا أدري أيهما الصحيح لديك! ولكني أعتقد جازما، أن صدام حسين كان يجب أن يقضي على كل المتآمرين على الحزب والعراق ليحمي الحزب ومبادئه، ويحمي العراق وعروبته. لم يكن صدام طائفيا في يوم من الأيام، ورأيناه كذلك حتى آخر لحظات حياته. بينما حاول الطائفيون أن يتسلقوا إلى السلطة بمساعدة ثعلبهم الماكر حافظ الأسد باسم العروبة والوحدة. ولكن يقظة صدام حسين كانت بالمرصاد للواوية وقائدهم حافظ. فمنع أن يكون الحزب مطية في حضن الصهيونية.

    وأخيرا كلامك عن تركيا، ولنتكلم بصراحة. فالمقصود هو أن بعض السنة من العرب لا يَرَوْن غضاضة من تدخل تركيا في شؤون العرب. ويركزون على إيران المختلفة معهم مذهبيا. وأنا أقول أني لا أفرق بين عداء تركيا وإيران للعرب. فتركيا احتلت العرب لسبعة قرون باسم الدين في نظام أسموه خلافة عثمانية. وهي اليوم تحتل لواء الإسكندرون الذي سكت عنه حافظ، وإيران تحتل الآحواز وكثيرا من الجزر العربية، وتطالب بالبحرين. وتسعى كلا الدولتين لتحقيق مصالحهما على حساب العرب. الدولتان في ظني يتساويان في الكيد للعرب ومحاولة الهيمنة عليهم ونهب ثرواتهم. ولكن قدرة تركيا على الإيذاء أقل بكثير بحكم طبيعة المذهب الشيعي الذي يعمل ضمن مرجعية هي اليوم فارسية بدون منازع. ولذلك فهي قسمت العرب على أنفسهم وجعلت الهوية هي المذهب وليس القومية.

    الطائفية حقيقة واقعة مهما أنكرناها. والأحرار من الشبعة العرب مطالبون اليوم قبل غيرهم بأن يقرروا هويتهم ويحددوا بوضوح تام علاقتهم بإيران وكل الأحزاب الطائفية في المنطقة. تذكرت أحد أصدقائي وكان يميل لفكر البعث ومؤسسه ميشيل عفلق. وعندما جاء خميني كان يناصره. فسألته عن ذلك التناقض، فرد علي بأنه مازال يحترم فكر عفلق، ولكن خميني قائده وإمامه. هذه الإزدواجية والاختلال في الهوية قد زادت اليوم وتعمقت، وأصبح للأسف ينظّر لها، فيكون حافظ الأسد فارس الأمة وخميني قائدها.

    ردحذف
  10. اعتذر عن بعض الاخطاء الطباعية في ماسبق من راي

    ردحذف
  11. أخي ابن العروبة

    ليس من عادتي الدخول في نقاشات مع أي من الأخوة أو الأخوات الذين يستخدمون مصطلحات طائفية مكشوفة أو مبطنة، بشكل أو بآخر، دون أن يتحدثوا بصراحة فتنكشف أمور لن ترضي القارئ.
    ولهذا سوف لن أرد وأعتبر أن ما كتبته أنا هو وجهة نظري وهي ليست جديدة بل هي موقف مبدأي مما يحدث في المنطقة تبنيته منذ بداية الأزمة فيها، ولك ولغيرك وجهات نظر قد تلتقي مع نظرتي وقد تختلف معها.
    مع التحية

    ردحذف