"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

25‏/8‏/2015

على هامش مظاهرات "الاصلاح" في العراق

غارعشتار
أعجب للمثقفين العراقيين اصحاب القلم - في الخارج عل  الأكثر- الذين يكتبون عن (الثورة) العراقية في بعض المحافظات نافخين فيها ومقدمين النصح والمشورة للشباب الذي يخرج الى الشوارع. وقد قلت لكم مرارا ان هذه ليست ثورة وليست انتفاضة وليست حتى مظاهرات عارمة وإنما هي مسيرات محسوبة مؤقتة بتوقيتات غريبة، في أيام معينة من الأسبوع. وكأن بمن طالبهم بالخروج نصحهم بأن يخرج كل مواطن بمظلوميته مطالبا بإحقاق حقوقه فهذا نقص راتبه وذاك يشكو من الحر، وآخر يريد فتح شارع مسدود ورابع يريد استكمال جسر لم ينته العمل به، وربما خامس يريد تسجيل ابنه في مدرسة ، وهكذا. هذه ليست ثورة، وليست اصلاحا حتى. لأنك لا تطلب الاصلاح من الفاسدين والعملاء والحرامية. وهناك مفارقة لم  ينتبه لها أحد:
الشعارات تطالب بمحاكمة الفاسدين وآخرى في نفس المسيرة تطالب بإصلاح القضاء. فإذا كان القضاء فاسدا فكيف سيحاكم الفاسدين الآخرين؟ ثم إن من يثور او يتمرد فإنما يفعل ذلك على كل شيء وأول الثورات تكون ضد المرجعية المتحجرة التي جاءت بهؤلاء الفاسدين وأيدتهم وفرضتهم على الشعب، بل ضد كل عمامة رحبت بالاحتلال ترحيب الشواذ، ثم دفعت الشعب الى التخلف وألبست النساء العراقيات العباءة والشوادر بعد أن كن في الصفوف المتقدمة للمرأة في كل البلاد العربية.
الثورة تكون ضد العملية الاحتلالية برمتها لا تستثني أحدا جاء في ركاب الغزاة ووضع يده في أياديهم. الثورة لا تستثني شيخ عشيرة او رجل دين لأن الدول لا تؤسس على قبائل متناثرة أو مذاهب او أديان قادمة من بطون الغيب والخرافة. الدول لا تؤسس على احزاب وهيئات (بضمنها هيئة علماء المسلمين)  تتوارثها عائلات بعينها . الدول لا تؤسس بواسطة عملاء يتنقلون مثل قطع الشطرنج بين مقاعد الوزارة والبرلمان والسفارات واي مناصب اخرى تضمن استمرار حلب بقرة العراق.
أما الإعلاميون الذين تحولوا الى سياسيين طلاب حكم فهذا أعجب مثال على خيانة المثقفين او المتعلمين لدورهم في تنوير الناس وتغيير المجتمع. محمد الطائي تحول من رئاسة قناة الفيحاء الى نائب في البرلمان والان يطالب - بمباركة بريطانية كويتية - بإقليم يكون هو رئيسه اسوة ببرزاني. ومن ناحية اخرى يقود عون الخشلوك مظاهرات  الناصرية بميكرفون البغدادية ماسحا جوخ المرجعية لعله يمسك زمام العراق في يوم ما.
أما في كردستانهم فقد تحقق ماكنت أكرره مرارا من أن الأكراد سوف يأكلون بعضهم البعض حالما يقتربون من الانفصال. السبب؟ لأن من يقودهم عشائر وعائلات وأحزاب متوارثة وليس رجال سياسة، ولهذا فلن تقوم لهم قائمة، ولعل مايحدث لهم الآن عبرة ينبغي ان يعتبر بها بقية الشعب العراقي.. 

هناك 3 تعليقات:

  1. لازال عنصر الجهل وانعدام الوعي ابرز الاوراق بل و(جوكرغير محترق) بيد اللاعبين اصحاب الاغراض سواء في الداخل او الخارج لتمرير ما يراد تمريره وهم مطمئنون كل الاطمئنان ان الغالبية العظمى ستتفاعل عاطفيا وتحت ضغط المعاناة مع دعوات وشعارات يترجمونها بجهلهم وانعدام وعيهم الى آمال قابلة للتحقيق .. انت في سطورك تلامسين جوانب مهمة من الحقيقة ولكن السؤال كم من الناس يدركون ذلك ؟؟ وهل ستعي الغالبية المسيّرة هذا الطرح ؟؟ .. وهل بوسعها تحليل الوقائع وعلاقة بعضها مع بعض ؟؟ .. اما عن المثقفين والكتاب النافخين فلكل منهم غرضه ولكل منهم دوافعه وصدقيني ان بعضهم وخاصة في الخارج يعرفون الحقائق كما هي لكنهم يحجمون عن التصريح بها لاسباب لامجال للخوض فيها هنا . ....
    على صعيد متصل (حلوه هاي) اليك هذا الرابط لتطلعي على صفحة يبدو انها جديدة على الفيسبوك نشرت موضوعا ربما يعني لك شيئا.
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100010210177203&fref=photo

    ردحذف
  2. أحسنتي والله وأصبت كبد الحقيقة

    ردحذف
  3. صدقت أختي عشتار. لن يفلح العراق ولا العرب إلا بعد أن تكون هناك ثورة على الخونة وعلى رأسهم المرجعيات المتواطئة مع الاحتلال وأذنابه، وأن يكون العلم مسلكهم وسلاحهم لا الجهل والتخلف والمذهبية والعشائرية.

    ردحذف