"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

23‏/7‏/2015

على هامش الصفقة النووية مع ايران

غارعشتار
متابعة لموضوع (وماذا عن الإتفاق النووي مع إيران؟)
حسنا ، الاتفاق لم يكن مفاجأة لأحد. من وجهة نظري كان الاحتمال كبيرا لأسباب عديدة:

1- العدو الذي تخشاه إما تقهره بالحرب أو بالاحتواء، وقد اختارت أمريكا الأمر الثاني. وقد يصر البعض على أن ايران لم تكن عدوا وإنما حليفا في الخفاء لأمريكا، ولكني أرى أن امريكا تخشى من أي قوة صاعدة في منطقة طافحة بالموارد (خاصة إذا كانت هذه القوة تتصرف وكأنها خارج سيطرة أمريكا) وتعتبرها (عدوا مهددا).
2- إيران تزداد أهمية في مواردها (النفط والغاز) وموقعها بالنسبة لمسارات أنابيب الطاقة، في حين تتضاءل أهمية دول الخليج.
3-  الاحتواء يجعل ايران خاضعة للتفتيش على المرافق النووية (سيناريو فرق التفتيش في العراق) وفي نفس الوقت يحولها الى ميدان حروب القوى الناعمة الغربية (الغزو الثقافي)، أي انها بشكل ما ستكون (تحت السيطرة).
4- ايران يقف خلفها محور قوى صاعدة حاليا (البريكس) : روسيا والصين والهند والبرازيل. وحتى أوربا الغربية سارعت بعد الاتفاق الى انهاء العقوبات والإعلان عن بدء زيارات مسؤولين اوربيين كبار، فإيران سوق واعدة.
5- السبب الذي أشرت اليه في موضوع (لماذا يغازل أوباما إيران؟) المذكور آنفا: شركة ايكسيلون للطاقة Exelon Corp وكنت قد توقعت أن تنغمس هذه الشركة في مسائل المفاعلات النووية الايرانية ، اكتشفت بعدها، أن أحد كبار مسؤولي الشركة على مدى 14سنة (انتهت خدمته في خريف 2014 ) هو الإيراني الأصل:امير شاه كرامي..

أمير شاه كرامي
6- وعلى ذكر الأسواق الواعدة، فقد كان تخصص شاه كرامي في الشركة هو أمان المفاعلات المحلية والدولية. مع الاشارة الى أن اختراق أجهزة الكومبيوتر في المفاعلات الايرانية وبالذات مفاعل (بوشهر) من قبل فيروس ستاكسنت في 2010، اطلق الكثير من الاهتمام والمؤتمرات حول موضوع أمان المفاعلات المحلية والدولية وقد كان على قائمة المدعوين دائما أمير شاه كرامي، من الغريب أنه كان ضد (الصفقة  الايرانية الامريكية) التي لم ير فيها إلا فرصة أمريكية لتصدير ثقافة ستاربكس ودجاج كنتاكي الى إيران (الغزو الثقافي) وقال أن هذا ربما يسعد الأغنياء الذين يشكلون 1 % من الشعب الايراني ولا يفيد 99% منهم. (انظر تعليقه هنا) وقد استقال من شركة اكسيلون في خريف 2014 وأنشأ شركته الخاصة CASe Global Partners التي لن تجد أية معلومات كثيرة عنها في الشبكة العنكبوتية، ولكن يُذكر انها معنية بتقديم الاستشارات في مجالات الطاقة والهندسة. ربما الرجل لا علاقة له ، ولكني وجدت الأمر مثيرا للاهتمام: أن يكون واحد من كبار مسؤولي شركة متخصصة بالطاقة النووية ، تساهم في إنجاح انتخاب اوباما، ايرانيا، وحيث ينتهي أوباما بعقد صفقة نووية مع أيران.
أدوات الضغط:
على ساحة المفاوضات، كانت أدوات الضغط لدى أمريكا وحلفائها هي (داعش) أما أدوات الضغط الإيرانية فهي ميليشياتها التي فرشتها على الطاولة من العراق الى لبنان الى اليمن الى البحرين . ولهذا أعتقد أن وطأة داعش والحشد الشيعي في العراق سوف تخف او تتوقف مؤقتا على الأقل، في انتظار استئناف الضغوط إذا ماقررت السعودية وتركيا وقطر المضي في المواجهة. من الجانب الآخر، دخلت دعايات الحزبين الامريكيين (الجمهوري والديمقراطي) على الخط لإحراز نقاط انتخابية ، حيث يرفض الجمهوريون الصفقة ويدعون للحرب في حين يروج الديمقراطيون للإحتواء، والنتيجة المرجوة هي واحدة ولكن الاختلاف في التكتيك.
 الخطاب المحلي الإيراني والأمريكي
اعتبرت ايران الصفقة انتصارا كبيرا وقدمته للشعب بهذه الصيغة مع تصعيد الخطاب الإعلامي ضد أمريكا واسرائيل، في حين تشدد أوباما ورجاله في خطاب تهديد إيران إذا أخلت بالاتفاق أو بجزء منه.
اختلاف التحالفات على الساحة؟
1- السعودية تتحالف مع المنظمات الاسلامية مثل  الاخوان المسلمين وحماس الخ، وتتقارب مع قطر وربما تركيا أيضا لتشكيل حلف ضد إيران.
2- مصر  تستشعر اختلاف موقف السعودية من التقارب مع خصومها، ويحاول الاعلام المصري (الخاص على الأقل) منذ يومين استضافة المحللين الذين يتفقون ان على مصر التقارب مع ايران إذا كانت مصالحها تستدعي ذلك. وربما يكون هذا ايضا من قبيل الضغط على الطرف السعودي  لإيقاف التقارب مع الاخوان المسلمين على الاقل.
++
هذه بعض أفكار من وحي الاتفاق. وفي مقالة الكاتب العراقي محمد عارف هنا أفكار جديدة اطلق عليها عنوان (اندلاع السلام  العالمي).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق