"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

24‏/4‏/2015

عملية استلام وتسليم: الدوري وتكريت واربيل

غارعشتار
بقلم: عشتار العراقية
أريد أن اقول لقرائي الذين يعاتبوني على غيباتي الصغرى والكبرى، إن هذا الغار ليس وكالة أنباء، أي انكم لن تجدوا اخبارا يومية لما يحدث في العراق وحوله، وإنما هو اقرب الى مدونة اكتب فيها مقالات او تحليلات او تحقيقات بين حين وآخر، ربما تمس تلك المواضيع احداثا راهنة او قد تتعلق بقضايا ماضية ، احيانا تلوح لي شخصية مريبة في الأفق فأتناولها حتى لو لم تكن محور أحداث ساخنة. ربما أكتب في الاسبوع مرة ، وبقية الايام أعيش حياتي.
أحيانا يسألني البعض على الفيس بوك عن رأيي في هذا الخبر او ذاك، أو متى اكتب عن هذه القضية او تلك، وفي الوقت الذي أشكر الجميع على حسن ظنهم بي، فأنا لا أعلق بالضرورة على كل حدث يقع في أي ساعة، وإنما محور اهتمامي بالدرجة الأولى هو كشف الأكاذيب والبروباغندا السابقة واللاحقة. وأنا في كثير من الأحيان أضع خطوط الشك العريضة وأستفز قرائي للتفكير معي بصوت عال، ولا أصل الى نتائج محددة بالضرورة، وقولي ليس هو الفصل بالتأكيد، ولا أعرف الحقيقة المطلقة في أي شيء، وليس هناك حقيقة واحدة ثابتة مطلقة.
أقول قولي هذا ، وأنا أوشك أن أثير الكثير من الامتعاض لدى أطراف عديدة لتناولي موضوعا شائكا هذا اليوم، وهو ماقيل عن  اغتيال- استشهاد - مقتل- موت (حسب موقفك السياسي) السيد عزت الدوري.
كنت في موضوع سابق تساءلت (ما أهمية تكريت؟) بالنسبة للحشد الشيعي؟ هل هي قدس أقداس السنة؟ وقد اتضحت الأهمية فيما تلى من أحداث دعائية وانتصارات وهمية:
1- العثور على بعض جثث قيل انها لضحايا سبايكر، مع كل الاستعراضات الاعلامية : فنانون مصريون - ورود - مباخر- مجالس حسينية - هوسات عشائرية - مهرجانات شعر شعبي .. كل هذا وتحاليل DNA لم تظهر بعد. يعني كان أشبه بمهرجان جثث مجهولة.
2- القضاء على (رأس الارهاب الداعشي) كما قيل ، السيد عزت الدوري، ونشرت صور، وقيل ان الشبه كبير، واقيمت المهرجانات وكل هذا وتحليل الDNA لم يظهر، حيث المعروف انه يستغرق عدة ايام، ويحتاج الى مطابقة مع عينة لأحد افراد الاسرة ولا ادري كيف حصلوا عليها، والأهم انه ليس هناك معامل تحليل دي إن أي في العراق، أو هل هناك الآن؟
باختصار ، يراد القول أن الحشد الشيعي حقق انتصارين (بالعرف العراقي التقليدي / ثأرين) كبيرين، وآن له أن يستريح.
وقد لفت انتباهي من ضمن استعراضات بروباغندا هذا (الانتصار) الاخير، خبر وصلني على بريدي (وبريدي يستقبل كل انواع الاعلانات والدعايات السياسية والتجارية) بعنوان (مؤسسة السجناء السياسيين تشارك في استلام وتسليم جثة المجرم عزة الدوري  وتبارك للعراقيين القصاص العادل بمقتل راس الارهاب الداعشي)

وفي الواقع أن العنوان يستفز كل حواس الشكاكين أمثالي. ماهي مؤسسة السجناء السياسيين؟ ولماذا يستلم السجناء السياسيون جثة شخص ما؟ هل هو في حكم السجين السياسي؟
  كان هناك فيلم مرفق مع الخبر يوضح عملية (الاستلام والتسليم) وإن لم يبين استلام ممن وتسليم لمن؟ وأدعوكم الى الفرجة على العملية التي سترون انها جرت في الشارع وليس في داخل (مؤسسة) ، وأن هناك عمايم وشخصيات لابسة بدلات رسمية واقفة تصافح بعضها وتبتسم (دلالة على الفرحة) ثم يزداد عدد المنتظرين ، ثم تصل سيارات مصفحة ، ومشهد يتجمع فيه حاملو الكاميرات على تابوت او شيء من هذا القبيل بغطاء زجاجي !!! ويصورون ، ثم ينقل التابوت الى سيارة أخرى. هكذا جرى الاستلام والتسليم، من استلم ومن تسلم .. لايهم. تحليل دي إن أي ؟ لا يهم .. المهم ضجة إعلامية تؤدي الغرض المطلوب.
شاهد الفيلم هنا
وعلى سبيل الاستيضاح، بحثت عن ماهية مؤسسة السجناء السياسيين، فوجدتها تابعة لرئاسة الوزراء ويرأسها محمد شياع السوداني (وزير حقوق الانسان) ويبدو انها مختصة على الأكثر بمن كانوا في معسكر رفحاء في السعودية. هل كانوا سجناء سياسيين؟ وما اختصاصها في (استلام وتسليم جثث)؟ هل هي مصلحة طب شرعي؟ أم هي التي كانت مسؤولة عن قتل شخص ما، وسلمت الان جثته لجهة طبية مثلا ؟ وماعلاقة اللاجئين في رفحاء والذين حصل معظمهم فيما بعد على لجوء الى دول اوربية باستلام وتسليم الجثث؟
لن نعرف أجابات على اسئلة مثل هذه في عراق اليوم، ولكن ربما تلوح لنا بعض الإجابة حين نقرأ سيرة حياة رئيس مؤسسة السجناء السياسيين ووزير حقوق الانسان. حيث أدرج بعد معلومات الاسم  الرباعي والمنصب الحالي مباشرة هذه المعلومة الضرورية  لكل صاحب منصب في العراق المحتل (شرفني الله باستشهاد والدي ضمن كوكبة شهداء حزب الدعوة الإسلامية في عام 1980  حيث  اعدم من قبل النظام الدكتاتوري إضافة إلى خمسة شهداء من إفراد العائلة) أي أن هذه هي كل مسوغات التعيين، وبعكسها فماذا يفعل خريج زراعة في (وزارة حقوق  الانسان) كان الأولى ان يكون وزيرا للزراعة او من يدري ربما المقصود انه (وزير حقوق الاغنام)  فيكون الرجل المناسب في المكان المناسب . ثم بعد أن تقرأ سيرته المفصلة تكتشف ان الرجل لم يتعرض في حياته الشخصية (دراسته ومناصبه العليا التي تبوأها ايام حكم صدام حسين حتى رغم اشتراكه في الانتفاضة الشيطانية والملاحقة الامنية التي يزعمها في سيرته) لأي من الأكاذيب التي دمروا العراق بها، ومن الواضح انه لم يؤخذ بجريرة ابيه او بأفراد عائلته الاخرين الذين انتموا الى حزب محظور في تلك الايام، كما تم التغاضي عن اشتراكه في صفحة الخيانة والغدر.
وطريقة الاستلام والتسليم هذه تبين لكم يا أعزائي الأصدقاء والأعداء أن العراق لا أمل فيه حتى يأتي يوم نتخلص فيه من حالة البداوة (الثأر والانتقام والهمجية والنوازع المنحطة) الى حالة الرقي الانساني المتحضر، وهذا يتطلب عقودا من الزمن وصبرا وثورة في التعليم والتعلم (على وزن تسليم وتسلم). نحتاج الى الكثير من العمل والكفاح قد يستغرق اجيالا كثيرة قادمة.
دعونا نفترض أن السيد عزت الدوري هو الذي قتل (وقد نفى حزب البعث ذلك بمقالات وتصريحات وليس ببيان رسمي على حد علمي)، فما هو الانتصار في ذلك؟ الرجل في السبعينات من  عمره، وإذا صحت الاشاعات فهو مريض بمرض مميت ويحتاج الى علاج مستمر. وكل انسان إذا لم يمت بالسيف مات بغيره، والاحزاب او الجماعات ذات التاريخ الطويل تستمرعادة بعد موت قادتها، بل ربما تكون لديها فرصة للتجديد وتغيير الدماء والدفع بالاجيال الشابة من القادة بما يتناسب مع تطورات الزمن والظروف والاحداث.
ثم على افتراض انك قتلت عدوك، فهل من التحضر و(حقوق الانسان) أن تستعرضه في الشارع في عملية (استلام وتسليم). وهذا ينطبق في الواقع على كل الجماعات المتحاربة في العراق، فما أن يقعوا على اي جثة لأي كان، إما يقررون انها لعدوهم فينكلون بها، أو يقررون انها لهم فيقيمون لها المهرجانات، والغرض من كل ذلك؟ الحصول على صورة لتخدم اغراضهم السياسية.
لاشيء مما حولنا حقيقي.. كل مانراه هو صور مصنوعة. الصورة المفبركة صارت بديلا عن تنميق الكلام لغسيل أدمغة الغنم.
++
في شمال الوطن، لعب السيد برزاني لعبة بروباغندا خاصة به، وحصل على (انتصار).. أمر رجاله بتفجير محدود امام القنصلية الأمريكية في عينكاوة، ثم في اليوم التالي قبض على (المنفذين) الذين ظلوا (مجهولين) وأعقب هذا (الانتصار) اجتماعه مع قائد القيادة المركزية في المنطقة !!

صور (الانتصارات) المزعومة .. جماعة ايران أكثر فجاجة وقلة خبرة وصورها إما وسط المزارع والأضرحة او وسط  الشوارع، أما صور جماعة امريكا/اسرائيل فهي موجهة من قبل شركات علاقات عامة اجنبية: داخل قاعات وصالات وفنادق ودائما اجتماعات عالية المستوى بين برزاني وجنرالات او قيادات امريكية. أي صورة تكسب؟ دراسة امثال هذه الصور سوف توضح : أي جمهور يستهدف كل طرف سياسي غسل ادمغتها؟ وماهو الغرض السياسي المقصود تحقيقه من نشر صورة ما؟ الى أي درجة نجحت الصورة في تحقيق أهدافها؟
+++
انظر آخر خبر له علاقة 
متابعة: خطاب للدوري في 7 نيسان 2016

هناك 11 تعليقًا:

  1. بتقديري ان الامر كله لا يتعدى اكثر من عملية تنفيس لاحقاد تضطرم في نفوس هؤلاء وعملية نصر مزعوم بعد مقتل الكثير من قادتهم في معارك تكريت وما حولها ومقتل الالاف من عناصرهم
    وهم كذلك سيئي الاخراج وطريقتهم فجة في التعبير عن مواقف انسانية

    ردحذف
  2. هذا التعليق من القاريء (فارس النور) وقد حذفت أوله والذي اتفق به معه ولكنه يخرجنا من مقاصد الموضوع:
    تكريت والدوري لرفع معنويات اهالي الحشد حيث امتلئت الشوارع بصور القتلى بالاضافه الى افلاس الحكومه وتأثيرها على محافظات الجنوب والوسط.

    ردحذف
  3. الجميع يعرف بفشل هؤلاء الأوباش خريجي الشوارع بأدارة دوله ,,, ورغم الحوافز التي تجعل من السهوله القياده ولكن ماذا نقول لجهله كل أمتيازاتهم الحصول على رضا الملالي في طهران ؟؟
    لن تقوم قائمه لهذا البلد إلا بكنس المنطقه الخضراء خارج الحدود

    ردحذف
  4. تحية للسيد عزة ابراهيم وللقائمين على عار عشتار

    ردحذف
  5. حتى لو كان الخبر صحيحا فان الشماتة من صفات النفوس المريضة وتدل على ضعف صفات القيادة في هذه النفوس وتشير الى عدم قدرة الشامتين على جمع شمل الشعب العراقي
    فالحاقدين لا يمكن ان يكونوا منصفين والقيادة تقتضي صفة الحياد وارضاء الجميع

    ردحذف
  6. الان اتضح ان جثة (الدوري المفترض) سلمت الى إيران أو على الاقل استجلب قادة عسكريون ايرانيون لمشاهدتها.
    واتضح ان كتائب حزب الله أجرت فحص DNA على الجثة في مستشفياتها الخاصة، وانتبهوا الى كلمة "الخاصة"، واتضح ان ميليشيات الحشد الشعبي تمنع اصدار بيان يوضح الحقيقة لأنها تريد (نصرا) بأي ثمن.

    ولكم تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا على المعلومات، وكما قلت سابقا حديثهم عن الدي إن مخادع لأني لا اعتقد ان مستشفياتهم (الخاصة) لديها مثل هذه القدرات، كما أين هي عينات اسرة الشخص المعني التي سيضاهون بها عينة الدي إن أي؟

      حذف
    2. نعم سيدتي ما تفضلتِ به صحيح طبعا، وبالنسبة للمستشفيات الخاصة فقد وضعتها بين اقواس للاستهزاء بها، فكيف تسنى لميليشيا ان تتوفر لها مستشفيات يمكنها ان تقدم خدمات فحص DNA ولكنه الغباء المركب: غباء القائلين وغباء من يتلقون هذه الاقاويل وغباء من ينشرونها. والله المستعان.
      ولكم تحياتي

      حذف
  7. ترى فحوصات DNA بالمختبرات جدا سهله ويحتاجلها بعض الأدوات الحديثه لاكتشافها اني أتكلم بحكم خبرتي كطالب في احد الجامعات الأجنبيه وتتوفر لدينا هذه الإمكانية في مختبرات الجامعه فامنستحيل دوله كالعراق متتوفر عندهم هذه الإمكانية

    ردحذف
    الردود
    1. أحيلك الى رابط موضوع كنا قد تناولنا فيه وجود أو عدم وجود فحوصات الدي إن أي.
      الحامض النووي

      ومن اجل رفع معنوياتك فيما يتعلق بالاشياء المتوفرة في العراق فهي كثيرة والحمد لله وقد لاتوجد حتى في ابسط الجامعات او المناطق الاجنبية : مثلا في العراق تتوفر بكميات كبيرة : الزبالة - الجنود الفضائيون - المواكب الحسينية بين يوم وآخر - جيش بلا تسليح - ميليشيات مسلحة تسليحا راقيا - فساد يضرب به المثل - جرائم منظمة وعصابات أفظع مليون مرة من افضل عصابات شيكاغو - شركات وهمية - العراق ارض الفرص والاحلام .. تريد تقتل؟ تغتصب؟ تسرق؟ تستولي على بيت جيرانك؟ كل شي متوفر. ابتسم انت في العراق.

      حذف
  8. موقفين للرئيس صدام يرحمه الله
    الاول عندما توفي البرزاني الاب طلبت عائلته دفنه في العراق فوافق
    الثاني في احدى الاجتماعات ورد ذكر الخميني فقال يرحمه الله
    وشتّان بين الثرى والثريا

    ردحذف