"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

30‏/4‏/2015

ألف ليلة وليلة: قصص الناجين (الوحيدين) من سبايكر -4

غارعشتار
الجزء الثالث
تحقيق: عشتار العراقية
حيدر حربي مراد- من الديوانية

22 آب 2014
 - الوجبة الاولى من المقاتلين، التي تحركت من قيادة عمليات صلاح الدين في ليلة سقوط "سبايكر  كان 3000 جندي، لحق بنا نحو 1800 آخرين بعد سويعات، لنضاف الى من كان متواجدا في الحصن".
- أمر الوحدة العقيد الركن أيوب ومساعده علي الفريجي، أوهمونا بأن الغاية من نقلنا وجود طائرات تقلنا الى بغداد، وحين وصلنا الى القاعدة، لم نجد الا الأسلحة على الارض مرمية، والعجلات خاوية تملأ الارجاء، بعد ان خرج الجنود مدنيين وتركوا كل شيء على حاله
- تبادر الى تفكيرنا ليلة سقوط سبايكر، أن نشكل رتلاً عسكرياً مسلحاً يكون قادرا على التصدي الى الارهابيين مهما كان عددهم فنحو خمسة آلاف مقاتل رقم ليس بالهين، ومروره بأي مكان يثير الرعب ان كان مسلحا بالمدرعات والسيارات المصفحة التي كانت موجودة بالقاعدة أصلا .
- آمر الوحدة طلب تجمع الجنود في ساحة بوسط القاعدة، وأخبرنا بمكبر الصوت أن الوضع قد ساء في الخارج، وقطعت عنا بغداد الاتصال بها ولم يجب احد القادة على هواتفنا، وخوفي عليكم يوجب عليّ التفكير بإنقاذكم من المأزق، وعليكم التخلي عن ملابسكم العسكرية وأسلحتكم، وجميع الوثائق والمستمسكات التي تدل عليكم، وتخرجون من القاعدة مدنيين، لكي لا يتعرض لكم المسلحين، كونكم تركتم الجيش ومقاومتهم، وانا واثق بانهم سيعاملونكم بالحسنى .
- أجد الجنود سأله هل الطريق مؤمنة لنا، فأجابنا بأن من خرج من الجنود كان بمأمن ولم يتعرض لهم أحد، وهناك عدد كبير وصل الان الى بغداد، فانكسر الجنود وأسرعوا بنزع ملابسهم والتخلي عن كل أشيائهم، فطلبت وعدد آخر من الجنود من الامر البقاء داخل القاعدة لانتظار التعزيزات خاصة واننا كنا أتينا بسياراتنا المدنية الخاصة، فرفض ذلك وأصر على خروج الجميع من القاعدة .
- طلبت من أربعة عشر جندي جاءوا بسياراتهم الخاصة البقاء حتى نتبين ما سيحصل لنقرر الخروج من البقاء، فكان السرب طويلا والجنود على مد البصر، فقررنا الخروج مجتمعين برتل سيارات مدنية على أن ينكر بعضنا بعضا ان حصل شيء في الطريق ويعمل كل على انقاذ نفسه .
 - الطريق كان مكتظاً بالجنود المدنيين، الامر الذي اضطرنا للسير ببطء بسياراتنا، حتى وصلنا تقاطع (العوجة)، فتفاجئنا بوجود ارهابيي (داعش)، وقد أمروا الجنود بالنوم على جانب الطريق، فأمرونا بالترجل من سياراتنا والنوم على بطوننا مع الاخرين، فتكاثروا علينا بأسلحتهم، وقتلوا من كان يناقشهم او يطلب منهم العفو عنه.
- أخذوا يقيدوننا ويركبوننا بسيارات الجيش والشرطة التي اغتنموها، الى منطقة القصور، كان عددنا نحو الفي أسير، أدخلونا الى احدى قاعات القصر فصار مكاني وخمسة عشر آخرين فوق بعضنا بحمام، هربا من الباب لأن من يكون قربها سيكون اول الاضاحي.
- كنت على مقربة من الشباك، وكنت أشاهد عمليات الاعدام الجماعي، وكيف ترفع الجثث من الارض الى سيارات قلاب بوساطة (شفل)، وكيف تقطر الدماء بغزارة منها.
- اخبرنا الارهابيون بأن عفوا من الخليفة صدر الى المرتدين السنة والمغرر بهم من الشيعة، بعد أن يتم أخذ براءتهم من الجيش وبيعتهم الى الخليفة في جامع صدام، وعليكم الادلاء بالمعلومات الحقيقية عن الاسم والديانة والمذهب، لنطابقها مع قاعدة البيانات التي نملكها، لضمان عدم عودتكم الى جيش المالكي ثانية.
- الحيلة انطلت على الجميع عدا أربعة عشر أسير، كنت من بينهم، فأخرجونا من تلك القاعة، وسألونا عن اسمائنا ومحافظاتنا ومذهبنا، فادعيت اسم صديق لي كنت أعرفه من احدى قرى (بهرز) في محافظة ديالى، لأني كنت قد زرت صديقي أكثر من مرة، وكنت اتحدث معهم بلهجة القروي المصحوبة بكلمات بدوية، كنت اتقنها منذ صغري بسبب اختلاطي مع اخوتنا السنّة، فشكوا بي، وطلبوا من أحد الاسرى الذي استعار لنفسه اسم عمر، ان يسألني عن المكان الذي ادعيته، كونه من أهالي ديالى .
- وصفت لعمر المكان والقرية والمحال الموجودة فيها وشخصيات معروفة، فأكد لهم عمر ما ادعيته، فنقلونا ثانية الى غرفة خشبية كانت تطل على القاعة المخصصة للذبح، لنشاهد كيف يقتل البشر بلا ذنب ونسمع الصراخ، بعد أن يتم نحرهم نصف ذبح على يد احدهم وكأنهم دجاج، ليأتي آخر يتمم بسكين غليظ على الرقاب حتى تتناثر عظامها في المكان، دون ان نتمكن من فعل شيء .
- إن رجلاً طويلاً ضخم البنية، يرتدي زياً افغانياً، بلحية طويلة، لهجته سعودية، وملابسه مغطاة بالدماء، كانوا ينادوه (الشيخ ابو نبيل)، فأخذنا الى قاعة أخرى من القصر فيها اربعة يجلسون على الكراسي، فتوسطهم وسألهم هل تأكدتم منهم، فأجابوا انهم متأكدون باننا سنّة، كنت اجلس في أول الرهط، فسألني عن اسمي ومن اين أنا فأجبته بما أخبرت به من سبقوه، فاتصل بهاتفه وزود اسمي الى المتحدث واسم القرية التي ادعيتها، وفعل ذات الشيء مع الاخرين، وبعد فترة توالت عليه الاتصالات مؤكدة صحة المعلومات.
- أبو نبيل سألني ان كنت أصلي فأجبته بالتأكيد، فطلب مني رفع الاذان والصلاة، ففعلت، فقاطعني وطلب مني الجلوس بمكاني، وطلب ذات الامر من الثاني ففعل، فأجلسه بقربي، فطلب من الثالث ان يرفع الاذان فذكر في الاذان اسم الامام علي (ع)، فغضب كثيرا واخذ يشتمه وطلب ان يجلس بزاوية، واستمر المشهد الى اخر الجنود الذي ذكر في آذانه (حيّ على خير العمل)، فاستشاط غضبا ثانية وأجلسه بقرب صاحبه، فأخرج مسدسه وقام بقتلهم في مكانهم، وسأل أحد قضاته كم وصل عدد الذبائح التي نحرت؟، فأجابه مع هذين أصبح عددهم (4026) نطيحة، كنت ادعوا بسريرتي حينها ان تقصفنا الطائرات لنموت ونتخلص من هذا العذاب".
- أبو نبيل سألنا عن ما أخذ منا لحظة القاء القبض علينا من أموال ووثائق، بعد أن أمر بإحضار المحاسب ومعه صندوقه، فطلبنا مبلغا يكفي بإيصالنا الى مدننا، فأصر على أمره، فأبلغته ان ما كان بحوزتي مئة ألف دينار فطلب من محاسبه تسليمي المبلغ كما فعل مع الاخرين.
 - الشيخ أمر بنقلنا في الساعة العاشرة صباحاً، الى (كراج) مرآب تكريت وسط  المدينة، فاركبونا بسيارة وسط تكبيرهم حتى وصلنا المكان فأطلقوا سراحنا، وأخذنا البحث عن سيارة تخرجنا من المدينة بأي ثمن
- خمسة ساعات مرت وأنا احاول اقناع احدهم بإيصالي الى اقرب نقطة عسكرية في سامراء، لكن أحداً لم يرغب بذلك، لأني لا امتلك مستمسكا معي، وكان آخرهم اقتنع بعد ان عرضت عليه خمسمائة الف دينار مقابل نقلي الى مفرق الفلوجة، لكنه تراجع عن قراره وأخبرني انه لا يريد أن يكون سببا في قتلي".
- توقفت سيارة فيها شاب كان سنياً، عرف قصتي وأخذني الى بيته، وحين دخلت المنزل وجدت عجوزا كانت تقرأ القرآن على سجادتها، ما أن شاهدتني حتى بدأت دموعها تنهمر وأجهشت بالبكاء، وطلبت من ولدها ان يعطيني هاتفه لاتصل بأهلي واطمئنهم، ففعلت واتصلت بوالدي واخبرته بمكاني، وطلبت منه تزوير هوية احوال مدنية باسم صديقي الذي انتحلت شخصيته للخلاص من (داعش)، فأبلغني أبي باستحالة ذلك لان الطريق لا يمكن المرور منه.
- والدي طلب مني الاستعانة بالرجل السنيّ الذي ادخلني بيته، فسألت صاحب البيت ذلك، فقال سأرتب لك الامر، وخرج لمدة، وعاد لي بهوية أحوال مدنية وبطاقة سكن وشهادة الجنسية، باسم مواطن من الرمادي.
- ينتقل الشاهد فيما يعد للاقامة مع بعض شيوخ تكريت عن طريق وساطة ، ثم يصر على الخروج باتجاه كردستان.
 - صاحب البيت أوصلني مع أحد أبنائه الى مخمور، وأركباني بسيارة نقل (باص كيا)، كنت اشاهد قوات البيشمركة منتشرة في الاماكن التي نمر بها، فاطمأن قلبي، وأخذت اركز على الطريق فشاهدت سيارات تقطع الطريق وعليها اعلام تنظيم (داعش)، فعرفت ان الموت حل لا محالة .
- رجل كان قد نزل من سيارته، يحمل بيده السيف، طلب منا الترجل، والمستمسكات، فسمح بعودة الجميع الى سيارتنا الا أنا، سحبني الى سيارته، وسألني، هل أنت ضابط هارب من الموصل، فأجبته بلا، وأخبرته القصة وأن الشيخ أبو نبيل، حقق معي وتأكد وسأل عني في ديالى وأطلق سراحي، فطلب مني الصعود الى سيارته، واقتادوني الى مكان لا أعرفه، وطمأنني ان كنت من ديالى فلا خوف عليك، وان كنت شيعيا سأجعلك تطلب الموت بلسانك فلا تنله، ومن ثم أحز رأسك كما تنحر النعاج .
- السيارة توقفت في ثكنة عسكرية سيطر عليها مسلحو (داعش)، فاقتادني الى رجل يبدو كأنه كبيرهم، فسألني من اي المدن انت؟، فأخبرته باني من ديالى، فاتصل برجل يدعى (ابو حسن)، يبدو أنه أميرهم، وطلب منهم احضاري اليه، فوجدت ستة عشر جندياً ومدنياً مقيدي الايدي ومعصوبي العيون، من بينهم رجلا وولديه، فهمت من كلامه مع ابو حسن انه يسكن الحويجة .
- ابو حسن سألني عن مكان اقامتي بالضبط، وأخرج هاتفه واتصل بشخص وطلب منه التأكد من معلوماتي في القرية التابعة الى بهرز، وطلب مني الجلوس قرب احد الجدران، واستأنف محاكمته مع الموجودين، حتى انتهى بقتل الجميع ذبحا ومن بينهم طفل في العاشرة من العمر تقريبا وصار سيفه يقطر دما، فذهب ليغتسل من أثر الدماء، فرن هاتفه فمسح يده واجاب على الاتصال وهو ينظر لي مبتسما، كان المغرب قد حل فطلب مني الوضوء والصلاة معهم ففعلت .
- يقضي الليلة معهم ثم يأخذه  احدهم صباحا على دراجة  الى حدود قرية المحمودية القريبة من الحويجة. و استوقف سيارة حمل وطلب من صاحبها ايصالي الى كركوك، وما ان وصلت الى كركوك حتى احسست انني وسط أهلي، وعاد الامل لي بالحياة من جديد.
- بعد مغامرات اخرى مع البيشمركة ، يأتي والده ويأخذه الى الديوانية.
تعليق: 
- مع انه يتحرك في اول المغامرة بسيارته الخاصة ولكنها اختفت ولم تعاود الظهور في كل مرة يحتاج فيها الى نجدة مثل المدعو واثق.
- زاد على بقية الشهود أن القتل كان يتم بالذبح وليس بالرصاص، كما قال احد الشهود انه كان يسمع اصوات الرصاص، وهنا يقول حيدر أن عدد المذبوحين تجاوز 4000 قتيل. 
- تناقض مع شهادة اخرى في حكاية (ابو نبيل) والمبالغ المالية التي كان يعطيها للسنة التائبين : فشاهد سابق قال انه وزع مبلغ 50 الف دينار على كل واحد بالتساوي، أما حيدر فيقول انه سأل كل واحد منهم عن المبلغ الذي صودر منه عند اعتقاله، وارجعه، وهكذا ارجع اليه مبلغ 100 الف دينارقال حيدر انها كانت معه. ولكن حيدر نفسه يعرض على احد السواق فيما بعد مبلغ 500 الف دينار لنقله ، فمن أين أتى هذا المبلغ؟
 الشهادة تؤكد على مايلي:
1- داعش تذبح الضحايا بشكل وحشي نصف ذبح ثم يكمل فيما بعد
2- القادة العسكريون باعوا الجنود وخدعوهم.
3- عشائر تكريت انقذتهم.
4- عدد القتلى يصل الى 5000
4- تتفق روايته مع رواية واثق وقاسم من ادعاء كل منهم بأنه (سني) امام تحقيقات داعش

علي حسين كاظم الوائلي (الصكري)

- كنا 3000 قررنا الخروج من القاعدة بعد تعرض تكريت لهجوم داعش،  رغم رفض القيادات في الفرقة الذهبية ومحاولة صدنا عن الخروج.
  - بعد المغادرة وقعنا رهينة بأيدي داعش
- طلبوا منا نرمي موبايلاتنا وصعدونا بمساعدة العشائر في سيارات وادخلونا الى القصور ووزعونا عليها.
- مجموعتي كانت 500 . تركونا طول النهار بدون ماء. يضربونا.
- كان ابناء العشائر هم الذين يضربوننا والسبب الرئيسي أنهم من التفسيرات (!!). طلعوا من السجن لما دخلت داعش تكريت فصاروا منهم.  كان هناك عرب من فلسطين والسعودية والصومال الاغلبية تسفيرات والاوامر من داعش. كنا مكتفين.
- الساعة خمسة العصر. نسمع رمي رصاص. قسمونا الى مجموعات .. انا واحد من عشرة .
- يسألون شيعي لو سني. ضربوا واحد فاصابني الدم وظنوا اني ميت.
 - في المساء .(في نسخة اخرى من الرواية قال انه انتظر ليلتين ليتأكد من مغادرة القتلة)  يداي موثقتان من الخلف. الوادي في آخره شارع كبير ينتهي الى النهر. دخلت بالشط اريد اتجه باتجاه سامراء.
- رأيت برميل في الشط. كان فيه جندي وقع على هذه الصخرة واضلاعه مكسرة. اسمه عباس من اهل الشطرة في الناصرية.
- كان الدواعش يقولون للضحية "ارفع راسك ويقتلونهم في الشط) - كأنه يصف الصورة المنتشرة على الانترنيت لهذه الواقعة. 
-    اكلت الدود والحشائش لمدة 3 أيام حتى اعيش.
-  تركت عباس وعبرت الشط  مسافة 2 كم.
- بعد عبور الشط " مشيت على بيت . جاءت امرأة قلت لها  انا دخيل. جاءت لي بطعام. كان هناك شاب مع المرأة
- بقيت مع الشاب 3 ايام ثم لما علم بي داعش نقلني الى ناحية العلم وفيها ناس شرفاء انقذوا 300 جندي .
- عملوا لي جنسية مزورة . وعبروني على الحويجة والى اربيل. عبروني 20 سيطرة داعشية . ووصلت اربيل.
 ++
هنا نسخة اخرى من روايته كما رواها بشكل درامي لصحيفة نيويورك تايمز في 12 ايلول 2014، يمكن الاطلاع عليها هنا ايضا.

تبدو قصته وكأنها تجمع بشكل اتفاقي بين بقية القصص فالعدد 3000 وبعض عشائر تكريت تعاونت مع داعش وبعضها انقذت الضحايا) وكما برأ قادة الجيش حيث قال أن الجنود أصروا على الخروج رغم معارضة قيادات الفرقة الذهبية.
 ++
الحلقة الاخيرة هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق