"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

12‏/3‏/2015

إيران وميليشياتها وأمريكا ودواعشها-4

غارعشتار
الحلقة الثالثة
معذرة لتأخير استكمال هذه الحلقات ولكني كنت اترقب انقشاع الغمام لأفهم بشكل أكثر وضوحا، مايجري  على الساحة.
المميز هذه المرة أن إيران وكما أسلفنا في الحلقة السابقة وكما توضح لاحقا، تعمدت كشف وجودها ونفوذها في العراق بأكثر من طريقة، يساعدها التضخيم والتهويل من الفريق المؤيد والمناهض لها الذين كما أرى يقدمون لها أكبر بروباغندا تحلم بها. وهذا هو المطلوب إيرانيا: أن تبين للعالم أن ذراعها واصلة. وهي لاتتواجد في العراق فقط وإنما في سوريا ولبنان واليمن وفي هذه الأخيرة تهدد السعودية وطريق النفط العالمي في باب المندب، إضافة طبعا لسيطرتها على مضيق هرمز ومسار النفط ايضا.
على الجانب الآخر تحتشد داعش الامريكية والموسادية والخليجية (وتحالف طويل عريض) تساعد انتشارها بضعة أفلام هوليوودية وتضخيم وتهويل وشائعات من الفريق المؤيد والمناهض.

في خضم كل هذا تجري مفاوضات امريكية ايرانية. مما يؤكد أن كل مانشاهده هو استعراض قوة من الجانبين لاسناد موقف طرفي المفاوضات على قطعة شطرنج واسعة. الميليشيات من العراق الى اليمن تسند ايران وداعش الممتدة من العراق الى سوريا ومناطق أخرى في المنطقة تسند الموقف الأمريكي. والمفاوضات ذاتها هي ليس على الاسلحة النووية بقدر ما هي على الهيمنة على الموارد (ايران ومن خلفها روسيا والصين، وأمريكا ومن خلفها منتجو النفط العرب)
هناك رأي يقول أن (اوباما يريد من حلفائه الاقليميين ان يتجاهلوا الخطر الايراني بالتلويح لهم بخطر اكبر هو داعش. وفي سعيه نحو التحالف مع ايران حاولت ادارة اوباما جهدها لتطمين حلفائها الاقليميين التقليديين واصدقائها بالتزامها الثابت للحفاظ على الروابط القديمة . وطبعا كانت تحاول تبرير سياستها تجاه ايران بالقاء الضوء على الحاجة للقضاء على تهديد الجماعات المتشددة مثل داعش وجبهة النصرة ) هذا الرأي نشر في الموقع الإنجليزي لقناة العربية بقلم أياد أبو شقرة وهو صحفي لبناني مقيم في لندن ويكتب في الصحف السعودية .
وهناك رأي أقرب الى السذاجة، ربما يعكس موقف بعض الجهات مثل قطر، وهو صادر عن فيصل القاسم المذيع في قناة الجزيرة، يقول (نحن نعرف جيداً أن إيران تعتبر داعش أكبر خطر يهدد أمنها القومي منذ عقود، بدليل أنها اختارت أبرز جنرالاتها قاسم سليماني ليقود المعارك ضد داعش في العراق. وفي المحصلة النهائية يشكل داعش أيضاً تهديداً رهيباً للنظام الأسدي، ولن نفاجأ ذات يوم إذا وجدنا قوات التنظيم في قلب الساحل السوري أو حتى في قلب دمشق يقطعون رؤوس أنصار الأسد. فإذا كان داعش يشكل كل هذا الخوف والرعب للإيرانيين وأذنابهم في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ألا يعتبر الحشد الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» عندئذ دعماً غير مباشر لإيران وبشار الأسد؟ .. لكن الغريب الآن أن بعض العرب يقترفون الخطأ نفسه (يقصد خطأ التحالف ضد القائد صدام حسين الذي كان سدا في وجه ايران)، فبدلاً من أن يتركوا الجماعات الإسلامية كداعش تكون بعبعاً وتقف في وجه الهيمنة الإيرانية، راحوا أيضاً يشاركون في القضاء على داعش وغيرها فاسحين بذلك المجال أمام إيران لتبتلع المزيد من العواصم العربية)
هل حقا تعتبر ايران داعش اكبر خطر على أمنها القومي؟ حتى أن داعش لم تقترب من مناطق النفط الايرانية ولا مناطق اكرادها ولم تضع قدما داخل حدودها. بل لم نرها تذبح ايرانيا واحدا، حتى أن البعض يظن أن داعش اختراع إيراني.
 وأذكركم بأن داعش لم تتواجد إلا في مناطق الاكراد والمسيحيين واليزيديين و(السنة) في العراق وسوريا وماقيل عن وجود داعش الليبية وقتلها مسيحيين مصريين. وطبعا مناطق النفط . بمعنى آخر: داعش معنية بالأقليات (السنة في العراق أقلية طبقا للحسبة الاحتلالية) وبالنفط.
في هذه الأثناء حدثت واقعتان مهمتان على هامش الصراع: ذهاب ناتنياهو الى الكونغرس الأمريكي وإلقاء خطبة للتخويف من الخطر الايراني. وقيام عدد من اعضاء الكونغرس الجمهوريين بتوقيع عريضة غريبة مفتوحة الى القادة الايرانيين يحذرونهم فيها من ان الرئيس الأمريكي لاسلطة حقيقية له ، فإذا اتفق معهم على صفقة فهو زائل ومن يبقى هم اعضاء الكونغرس ولايسري اي اتفاق دون موافقتهم.
وكلا الحدثين كانا مثار انزعاج الإدارة الأمريكية لمحاولتهما التأثير على الصفقة التي ينوي أوباما عقدها مع الايرانيين.
ما أن رجع ناتنياهو الى الكيان حتى أخرجت ريتا كاتز من جعبتها فيلما آخر من أفلام داعشوود ، وفيه يقتل داعشي شبل لايتعدى الحادية عشر من عمره او أقل بمسدس يحمله في يده شخصا من عرب الكيان متهما بالعمل مع الموساد!!
وهنا في الغار ، لم يعد مثار استغرابنا ان كل أفلام داعش تصدر (وعليها ختم) موقع (سايت) الاستخباري الذي تديره ريتا كاتز. ولهذا لن أعلق لأني كتبت فيها معلقات. وهذه الأفلام ليس لها من فائدة سوى تبيان فظاعة وفظاظة وهمجية المسلمين فهم لا يفعلون شيئا إذا تمكنوا من الناس والأرض سوى الغدر والذبح والسبي والاغتصاب والسرقة والتدمير صغارا وكبارا ، وهذه هي الدعاية الصهيونية والغربية المتطرفة ضد الاسلام. ولكن إذا نظرنا لنمط تكوين التحالف ضد داعش، بمبادرات (ذبح) و(حرق) و(قتل بالرصاص) لذوي جنسيات الدول المطلوب ضمها للتحالف، فهل يعني هذا أن الكيان الصهيوني أصبح عضوا (صريحا) في هذا التحالف؟
الحلقة الاخيرة هنا

هناك 8 تعليقات:

  1. تقريبا التحليل الأكثر واقعيه الذي قرأته الى الآن لكنه مقتضب.

    ردحذف
  2. فتش عن المستفيد..إيران الآن أدخلت جيشها و فيلقها تحت سمع و أنظار الجميع و هي تمارس التطهير العرقي في مناطق العراق الوسطى و الشماليه بحجة داعش.حكومة الطراطير العراقيه اليوم تتنفس الصعداء بعد أن أصبحت قادره على أتهام أي صوت معارض بالأرهاب و مسانده داعش " أنا هنا لا أتكلم عن أي حزب سني في حكومة الطراطير فهم كلهم طراطير " أما أمريكا فهي الآن تتواجد في المنطقة مع جيشها و بمباركة 61 دولة و الحبل على الجرار و هي تلعب بكل دول المنطقة و تحلبها و تهددها و تستغل نباح الكلب الأيراني عليها .. المنطقة برمتها يتم تمزيقها و كل ذلك بحجة داعش ..و رأيي أن القادم سيكون هو الأسوأ كما قلت ذلك من على حائطي في الفيس بوك منذ شهور مضت.
    إيران و أمريكا و إسرائيل كلهم وجوه مختلفه لعملة واحده لها 3 وجوه " ما أدري شلون "
    الوجهه التاليه ستكون السعوديه بعد أضعاف مصر..و عاش كل النايمين

    ردحذف
    الردود
    1. ايران وامريكا و اسرائيل و لا تنسى تركيا وبهذا حلت المسألة مكعب وليس عملة.

      حذف
    2. قد يكون هرما! فهو الذي له أربعة وجوه. الوجه السفلي هو أمريكا كونها هو القاعدة لهذه التوليفة. والجوانب هي الكيان الصهيوني وإيران وتركيا.

      حذف
  3. حمدلله على السلامة..!

    ردحذف
  4. ابن العروبة: مشكلة الهرم انه خازوق من نوع آخر، لن يؤدي استعماله الى عواقب حميدة

    ردحذف