"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

11‏/2‏/2015

قسما لنكتبنّ لغة قريش المقدسة

غارعشتار
 كنت قد كتبت مرات حول اللغة المقعرة التي يعتقد من وراء (القاعدة ) و(داعش) أنها اللغة التي كان يتحدث بها اهل قريش.. باختصار : اللغة المقدسة التي يمكن الضحك بها على الذقون (وهنا الذقون ليست استعارة وانما حقيقة)
وهكذا نرى أن أنصار هؤلاء من  الأغرار في مواقع التواصل الاجتماعي الذين لا يستطيعون ربط بضع كلمات عربية في جملة مفيدة واحدة والذين يكتبون (لاكن) و(الله واكبر) و(حزبي الله ونعم الوكيل) يقرأون تلك البيانات مثل الببغاوات وهم مؤمنون أشد الإيمان انها انما وحي يوحى. وهكذا يتبادلون مثلا آخر البيانات من (ولاية سيناء )



 وهو بعنوان ( قسما لنثأرن) وكأنهم طوال حياتهم لايستخدمون سوى لغة اهل قريش (لنثأرن) (غزوة مباركة ) (لله درهم) (ان الله مع الذين هم محسنون وهؤلاء القوم مقموعون)
إني اتوقف كثيرا عند الاستخدام الغريب لهذه اللغة في القرن الواحد والعشرين. لأن اللغة كائن حي يتطور ويتغير وتتبدل المعاني وتدخل كلمات جديدة وتندثر اخرى قديمة ، ولم يعد أحد يستخدم اللغة العربية الفصحى التي تنتمي الى القرن السابع في التخاطب او الكتابة ، بالتأكيد لم يعد أحد يستخدم صيغة التوكيد (لنفعلنّ)، وفي احسن الاحوال نكتب بلغة سهلة مبسطة، اما التخاطب فإنه يجري باللهجات المحلية. في الواقع ان اللغة الفصحى المقعرة لاتستخدم حاليا الا في الافلام والمسرحيات التاريخية التي تصور عصر ماقبل الاسلام ومابعده مباشرة. فلماذا يعتقد كتاب السيناريو لافلام داعش وبياناتها أن هناك لغة عربية (مقدسة) وهناك لغة عربية (مدنسة) وأن شتيمة (ثكلتك امك) في هذا العصر، أوقع وأوجع وأفظع من (موت يكرفك) او (موت يطمك) أو (نامت عليك طابوگة). وتبدو المسألة هزلية الى أبعد مدى في حكاية (ولاية سيناء) لأن اللغة العربية الفصحى قد تدهورت في مصر على الأخص حتى صار الجيل الجديد من الشباب لايستطيع فعلا ان يكتب جملة واحدة عربية دون ان تكون نصفها بالعامية، وحتى صارت الصحف (التي يفترض انها تكتب بالفصحى ولديها مصححون ومدققون للغة) لاتفرق بين حرفي (الثاء) و(السين) او (القاف) و(الهمزة) حيث يكتب معظم الناس الكلمات كما ينطقونها.

هناك 7 تعليقات:

  1. حثاله طافت على السطح { لفراغها} من شيء يشغلها بفعل الفقر والبطاله وهم محل سخريه من جميع فئات الشعب المصري

    ردحذف
  2. لاياسيدة الغار ، وكأن بين سطورك دعوة للاعراض عن قراءة القرآن الكريم ودراسته والوقوف على معانيه ومواطن قوة بلاغته واعجازه ، كيف تريدين الانصراف عن اللغة العربية الاصل (التي هي ليست لغة قريش وحدها) لمجرد اعتمادها في منشورات لهذه المنظمة او تلك ؟؟ كيف تريدين ان يفهم الناس كلام الله بعد ذلك ؟؟ .. اولم يكتفي تاريخنا من الكوارث التي انتجتها عقول من تصدوا للتفسير بعضهم متجرد واغلبهم خلطوا الهوى والغرض المعلوم باحبار الكتابة ؟؟ اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم الذي اراده الله ان يبقى حياً بكلماته و(اسلوب صياغته) الى يوم يبعثون .. لك كل التقدير .

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف .. هل فعلا هذا الذي فهمته من الموضوع؟ إذن :
      1- انت لم تقرأ لي من قبل.
      2- أنا لم اوضح قصدي والعيب فيّ
      3- انت لا تقرأ القرآن الكريم كثيرا وإلا لما كنت تخطيء بالفعل بعد لم الجازمة. (لم يكتفي) والصحيح (لم يكتف).

      حذف
  3. اعتقد يااختي اانا لسنا بصدد التباري في قراءة القرآن او تسقط الاخطاء وانما بصدد مناقشة فكرة ، وغرضي من ذكر القرآن الكريم بيان منزلة وقدسية اللغة العربية التي اعتمدها خالق الكون في خطابه الحي المقدس الخالد الى يوم الدين في وضع منهج الحياة للبشرية جمعاء ، وبذلك ليس من الصواب التعرض لهذه اللغة المقدسة واتهامها بانتهاء صلاحيتها لهذا الزمان او التقعر في حين ان القرآن الصالح الى آخر الزمان قد انزل بتلك اللغة فكيف يستقيم هذا مع ذاك ؟؟ العيب ياسيدة الغار ليس في اللغة العربية الخازنة لتاريخنا وتراثنا وانما في الذين استهانوا بها لاسباب واغراض شتى ، والعيب في الذين تركوا الدعوة الى اتقانها وتداولها في ميادينها لتبقى مفهومة مألوفة ، ذلك هو رأيي المتواضع ولا انزه نفسي عن الخطأ ولا ادعي العلم باللغة العربية او كثرة قراءة القرآن الكريم وليس لدي النية في التباري مع احد لكنها الغيرة على لغتنا المقدسة المتفردة التي هي هويتنا ولا اعتقد ان هنالك من يعيب علي هذه الغيرة حتى وان رافقها خطأ املائي ادين بالتقدير والشكر لمن اشارني اليه ..

    ردحذف
    الردود
    1. اخي غير معرف
      اللغة ليست مقدسة حتى وإن نزل بها القرآن الكريم. ولو نزل القرآن في الصين لكانت اللغة هي الصينية. هل يمكنك ان تقول لي بأي لغة كلم الله سبحانه النبي موسى؟ طبعا كان الزمن في مصر الفرعونية ، فهل كانت اللغة هي الهيروغليفية ام لغة اخرى؟ وهل يمكنك ان تقول لي إن كان العرب والمسلمون يتحدثون الان فيما بينهم اللغة العربية التي كانت سائدة ايام قريش حين نزل القرآن؟ وهل يكتب شعراء العربية الان اشعارهم بنفس جزالة ولغة شعراء الجاهلية والاسلام؟ اللغة تتغير وتنمو وتتقلص حسب استخداماتها، وهي لا تثبت على حالة واحدة. ولو ظلت على حالة واحدة لماتت وانقرضت. لأن اللغة كائن حي يتجدد مع الحياة وتغير الازمان والعصور والحضارات والثقافات ومايطرأ من احداث على المجتمع. والقرآن صالح لكل زمن بمعانيه وليس بلغته بدليل أن معانيه ترجمت الى لغات اخرى يستفيد منها من يريد دراسته او اعتناق الاسلام من الاجانب. وكما تقول اللغة العربية خازنة لتاريخنا وتراثنا ولكن تاريخنا وتراثنا لم يتوقف عند القرن السابع وإنما هو مستمر الى الآن، ونحن الان كما تعلم نستخدم مصطلحات علمية جديدة مثل الكومبيوتر وادواته والانترنيت وعالمه وكل هذا لم يكن في لغتنا ولا تراثنا ولا تاريخنا فهل نمتنع عن استخدام هذه الكلمات لأنها لم تكن موجودة في القرن السابع؟ واكرر لك أن اللغة ليست مقدسة.

      حذف
  4. اولا تحيتي لكي اختي الكريمة
    اما ما تفضل به اخونا (غير معروف) فانا اتفق معه كل الاتفاق وهذا ما فهمته انا ايضا اما ما يخص الاخطاء الاملائية والنحوية وغيرها فكلنا في الهوى سوا وكلنا نعاني من نفس المرض وربما كان السبب مثل هذه الدعوات التي تدعو الى عدم تقديس لسنانا الام وبمقارنة حالنا مع لسان القران ولسان العرب الحيقين فاننا اعاجم ولسنا عربا وهذا كله ناتج عن عقدتنا معهم او نقطة الضعف التي يعاني منها الانسان العربي والمسلم خاصة وهي (لماذا تقدم الغرب وتاخر المشرق؟) فكان الجواب اذا ارضتم التقدم فيجب عليكم ان تنسلخوا من كل ما ذاتي وخاصة ما يتعلق بالدين وهكذا اصبح الانسان العربي والمسلم ينكر ذاته ويتبرا من ثقافته التي صورت له بمثابة الثقافة المتخلفة الهماجية والبربرية
    اما تفضلتي به ان القران لو ""نزل في الصين لكانت الصينية هي..."فهذا خطا لان الله يقول "(الله أعلم حيث يجعل رسالته) فمن بالغ علمه انه جعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم من العرب وحيثيات هذه الاية انه كان من قريش وكان في ذاك الزمان وليس في هذا الزمن ومن حيثياتها انه من مكة ام القرى اي ام واصل الانسان ومنبع العمارة في الارض والقرية في لسان القران لا تعني ما الفه الناس اليوم فالقرية في الحقيقة اكبر من المدينة مثلا امريكا اليوم تسمى قرية (ولقد اهلكنا القرى من قبلهم) ومن تكريم الله لقريش انه انزل فيهم سورة سميت باسمهم ولم يذكر فيها سواهم ولما يقول الملك العليم الحكيم قرانا انزلناه بلسان عربي فليس المقصود انه انزل بلغة العرب وانما المقصود الابانة والوضوح ويقال ""اعرب الرجل اي ابان اعرب لي عن ما في نفسك اي بين لي ""والاعراب في اللغة اي الابانة والافصاح والتفصيل والعجمى تعني العيب (ولو جعلناه قرانا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته. ااعجمي وعربي؟) وكانت اية محمد صلى الله عليه وسلم وحجته على العالمين في هذا اللسان واوتي جوامع الكلم به وقال ""ما من الانبياء نبي الا أعطي ما مثله امن عليه البشر وانما كان الذي اوتيت وحيا اوحاه الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة""وكان هذا الوحي بلسان عربي كريم مبين فصيح جلي يسير وفخرنا وعزتنا في هذا اللسان الذي نطق به سيد ولد ادم ثم ان الله سبحانه يقول (وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه) ويقول الكبير ايضا (وارسلناك للناس كافة) فالناس هم الذين احدثوا العجمى على لغتهم والنبي ارسل للعالمين كافة ولسان العالمين كافة لسان عربي ولا يجوز الصلاة او التعبد بالقران الا ان تتلوه عربيا كما انزل حتى ولو ترجمت معانيه الى كل اللغات التي يلغون بها فيما بينهم ثم ان الله ثم اني لا استطيع ان اجزم بان الله كلم موسى باللسان العربي لانه ليست لي حجة ولا بينة على هذا القول ولكن الله يقول في كتابه الكريم عن موسى صلى الله عليه وسلم (وكتبنا له في الالواح) اي كتب لموسى وحده في الالواح وليس لبني اسرائيل ولا مرة ذكر الكتابة والالواح وذكر بني اسرائيل وانما ذكر موسى مع الالواح وحده حصرا وقد تكرر هذا السطر ربما مرتين في القران وهذا على حد قولي ولا الزم به احدا ولكن ان كان لابد ان ندافع عن انفسنا فلا يجوز ان نفرط حتى ولو في حبة رمل ان كانت تخصنا فما بالك بلساننا الذي هو مقدس عندنا فان لم نقدسه نحن فالدين هو الذي قدسه وعلى حائط مدونتكي صورة تخالف ما تقدمتي به فالصورة مكتوب عليها (احتلال الارض يبدا من احتلال العقل واحتلال العقل يبدا من احتلال اللغة) اليس كذلك اختاه وانا اتفق مع هذا السطر

    ردحذف
    الردود
    1. أخي عبد الله . اشكر مساهمتك وتبيان رأيك . اولا . شعار المدونة (احتلال الارض ..) ليس المقصود (احتلال اللغة) هو ماقصدته انت من ضرورة التجمد على لغة معينة بتراكيبها وشكلها الخ. والتجمد ضد الحياة. ولكن المقصود بالشعار هو مثل مقولة (الشرق الاوسط وشمال افريقيا) التي صارت بديلا عن (الوطن العربي) وأن تسمي الاحتلال (تحريرا) كما حدث في العراق .. المقصود هو غسل عقول الناس.
      أما ان الاعداء يريدوننا ان نتجرد من لغتنا العربية بألفاظها القديمة فهذا قول غير حقيقي. ولو درست لغات العالم اجمع لوجدت أنها لم تثبت على حال وانما استعارت من بقية اللغات وتطورت وتغيرت بمرور الزمن.. فهل اللغة الانجليزية اليوم هي نفس اللغة ايام شكسبير؟ حين كان ضمير المخاطب هو thou بديلا عن you الحديثة. ولهذا تسمى اللغات المستخدمة اليوم انها لغات (حية) لانها تتطور وتظل قيد الاستعمال، اما اللغات (الميتة) فهي التي تجمدت ولم يعد احد يستخدمها. وهذا شيء لا علاقة له بلغة القرآن الذي نزل في وقت معين وعلى جمهور معين فكان لابد ان يخاطبهم بلغتهم. جمهور لم يكن لديه سيارة او موبايل او طيارة او تلفزيون ولهذا لا تجد تلك التسميات في القرآن ، وبما أنك بالتأكيد تؤمن بأن القرآن هو لكل زمن ولكل وجيل من ساعة نزوله الى ابد الآبدين وبما ان الله سبحانه عليم بالماضي والحاضر والمستقبل الى أبد الآبدين فلماذا لم يضمن القرآن تعبيرات (السيارة والطيارة والراديو والتلفزيون) ؟ باعتبارها مما سوف يسخرها الله تعالى للمؤمنين في المستقبل؟ هذا لأن ذلك كان سيكون فوق مدارك المجتمع الذي نزل فيه القرآن. أليس كذلك؟
      المشكلة اخي عبد الله ، أن الكثير من الناس - ولعلك والاخ غير معرف منهم - يعتقدون ان اللغة المكتوب بها القرآن الكريم (لأنها صعبة علينا الان وفوق مداركنا) فهي بالتأكيد لغة فوقية (إلهية) أي مقدسة، ولهذا ينبغي ان تكون الخطب الدينية والبيانات الدينية بنفس تلك اللغة وليس بالشكل المبسط من اللغة العربية التي نتحدثها ونكتب بها الان. وهذا غير صحيح.
      اما الصلاة التي بالضرورة تتضمن آيات قرآنية فلابد من قراءتها بنفس اللغة دون تحوير وكذلك يتلو مسيحيو الشرق صلاتهم بالسريانية (الارامية) واعتقد ان اليهود ايضا يتلون صلاتهم بالعبرية. وقوله تعالى (وماارسلنا من رسول الا بلسان قومه) يؤكد رأيي حين كتبت (لو نزل الوحي في الصين لكان تحدث بالصينية) ، طبعا ينبغي ان يتحدث الرسول بلسان قومه وإلا كيف سيفهمون؟ وهذا يدل انه ليست هناك لغة (مقدسة) بحد ذاتها.

      حذف