"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

25‏/2‏/2015

البيارق المزيفة: تفاصيل 53 عملية - 1

غارعشتار

البيارق المزيفة هي حين تقوم جهة بارتكاب جريمة مع اصطناع أدلة لإلقاء التهمة على عاتق جهة اخرى. وهي حيلة مستخدمة منذ قديم الزمان، لعل أكثرها شيوعا على مستوى الأفراد هو أن يشج بلطجي رأسه ويذهب الى الشرطة لاتهام غريمه. و في الآونة الأخيرة صار اصطناع الأدلة عملية سهلة جدا. يكفي ان يظهر على يوتيوب شخص ملثم ويضع خلفه علم معين او لافتة تقول (كتائب كذا وسرايا كذا) لتثبت التهمة.
فيما يلي ترجمة لجرد أكثر من خمسين عملية بيارق مزيفة حدثت في العالم منذ الثلاثينيات وسوف يصعق الطيبون الذين يصدقون اي شيء يقال لهم، لفظاعة وانتشار هذه البيارق المزيفة، وربما سوف يفهمون لماذا يلطم الغرب أي شكاك على فمه بتهمة (نظرية المؤامرة) لئلا ينبش أكثر ويكتشف المزيد، فإذا لم تكن هذه مؤامرات فلا أدري مايمكن تسميتها.
ترجمة : عشتار العراقية
 في الامثلة التالية اعترف (شفويا او كتابة) مسؤولون في حكومات بقيام حكوماتهم بعمليات بيارق مزيفة لاتهام العدو لتحقيق اغراض سياسية.
1- قامت القوات اليابانية بتفجير صغير على سكة قطار في 1931 ووضعت اللائمة على الصين من اجل تبرير غزو منشوريا. وقد سميت العملية (الحادثة المنشورية). وقد اعترف العديد من المشاركين في الخطة بضمنهم هاشيموتو (وهو ضابط جيش ياباني رفيع المستوى) في مناسبات مختلفة بادوارهم في الخطة.
2- اعترف ضابط برتبة ميجور في المخابرات النازية في محاكمات نورمبرغ انه بأوامر من رئيس الجستابو قام هو وآخرون بتزييف هجمات على الالمان وعلى مؤسساتهم واتهموا البولنديين من اجل تبرير غزو بولندا.
3- الجنرال النازي فرانز هالدر ايضا شهد في محاكمات نورمبرغ ان القائد النازي هيرمان غورنج اعترف بإشعال النار في مبنى البرلمان الالماني (الرايخشتاغ) في 1933 ثم القى بالتهمة على الشيوعيين.
4- اعترف الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشيف كتابة بان الجيش الاحمر السوفيتي قصف قرية مينيلا  الروسية في 1939 واتهم فنلندة - كمبرر لشن (حرب الشتاء) ضد فنلندة . وقد أيد الرئيس الروسي بوريس يلتسن ان روسيا كانت هي المعتدية في حرب الشتاء.
5- البرلمان الروسي والرئيس الحالي بوتين والرئيس السوفيتي السابق غورباشيف اعترفوا جميعا بأن الزعيم السوفيتي جوزف ستالين امر شرطته السرية باعدام 22 الف ضابط جيش ومدني بولندي في 1940 واتهموا النازيين بها.
6- اعترفت الحكومة البريطانية انه بين 1946 و 1948 قامت بتفجير 5 سفن تحمل يهودا يحاولون الهرب من الهولوكوست للذهاب الى فلسطين ، وقد اقامت جماعة مزيفة باسم (المدافعون عن فلسطين العربية) التي اعلنت مسؤوليتها عن التفجيرات. (انظر هنا ايضا)
7- اعترفت (اسرائيل) انه في 1954 قامت خلية ارهابية اسرائيلية تعمل في مصر بزرع قنابل في عدة مبان بضمنها مرافق دبلوماسية امريكية ثم تركت خلفها (دليلا) يوحي بأن عربا كانوا وراء الجرائم (احدى القنابل تفجرت قبل موعدها مما سمح للمصريين بالتعرف على المفجرين وقد اعترف عدة اسرائيليين فيما بعد) سميت هذه العملية (عملية لافون).
8- اعترفت السي آي أي انها استأجرت ايرانيين في الخمسينيات من القرن العشرين ليمثلوا انهم شيوعيون ويقوموا بتفجيرات في ايران من اجل تحويل البلاد ضد رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيا.
9- اعترف رئيس الوزراء التركي بان الحكومة التركية نفذت في 1955 تفجيرات على القنصلية التركية في اليونان وايضا اصاب الضرر منزل ولادة مؤسس تركيا الحديثة القريب من القنصلية، وألقت بالتهمة على اليونان من اجل اثارة وتبرير عنف ضد اليونانيين.
10- اعترف رئيس الوزراء البريطاني (هارولد ماكميلان) لوزير الدفاع في حكومته بانه والرئيس الامريكي دوايت ايزنهاور وافقا على خطة في 1957 لتنفيذ هجمات في سوريا واتهام الحكومة السورية كوسيلة لتغيير النظام.
11- 21 اعترف رئيس الوزراء الايطالي السابق وقاض ايطالي ورئيس وحدة مكافحة الارهاب الايطالي السابق بأن الناتو بمساعدة البنتاغون وسي آي أي نفذوا تفجيرات ارهابية في ايطاليا ودول اوربية اخرى في الخمسنيات واتهموا بها الشيوعيون من اجل تحشيد الرأي العام الاوربي دعما لحكوماتهم  في محاربة الشيوعية . وكما قال احد المشاركين في هذا البرنامج السري "كان  علينا مهاجمة المدنيين والناس والنساء والاطفال والابرياء والناس العاديين البعيدين كل البعد عن اي لعبة سياسية . السبب بسيط جدا. كان الغرض هو قيام هؤلاء  الناس المتضررين بالالتجاء الى الحكومة لمزيد من الامان". كما نفذوا هجمات في فرنسا وبلجيكا والدنمارك والمانيا واليونان وهولندة والنرويج والبرتغال وبريطانيا ودول اخرى. (كل الدول الداخلة في حلف الناتو) . من الجرائم التي حدثت بموجب هذا البرنامج كأمثلة: مقتل رئيس الوزراء التركي (1960) تفجيرات في البرتغال (1966) ، مذبحة بيازا فونتانا في ايطاليا (1969) هجمات ارهابية في تركيا (1971) تفجيرات بيتينو في ايطاليا (1972) اطلاق النار في بريشيا بايطاليا وتفجير قطار ايطالي (1974) ، اطلاق النار في اسطنبول بتركيا (1977) ، تفجيرات محطة قطار بولونيا في ايطاليا (1980) و قتل 28 اصحاب محلات في مقاطعة برابانت في بلجيكا (1985). انظر هنا وهنا وهنا
 
البقية هنا

هناك 3 تعليقات:

  1. أختي عشتار الفاضلة،
    بانتظار المزيد في الحلقة القادمة لدي بضعة ملاحظات سريعة:
    1ـ معظم الإعترافات المذكورة بالمقالة لم يصرَّح بها إلا عدة سنوات أو عدة عقود بعد حدوث الكارثة و ابتعاد الأشخاص المتسببين في البيارق المزيفة عن أضواء الإعلام أو بعد مفارقتهم الحياة.
    2ـ بخصوص النقطة العاشرة، اقترح عليك و على قراء الغار فيلم ممتاز من انتاج التلفزيون الفرنسي تحت عنوان "فضيحة جيوش الناتو السرية (1950ـ 1990)"
    https://www.youtube.com/watch?v=Z7LmCs51Z5g
    الترجمة بالإنكليزية متوفرة بالضغط على العلامة أسفل يمين الصورة. طول الفيلم 52 دقيقة
    و رغم أن هذا الفيلم ممتاز و متميز حقا بالنظر الى الكم الهائل من الأسرار التي يكشف عنها، ألاحظ هنا أيضا ان التحقيقات تتوقف سنة 1990 و كأن كل شيئ اليوم على ما يرام ... وكأن الناتو صارت جمعية خيرية !
    3 ـ و النتيجة هي ان حرية التعبير نسبية في الغرب... الحديث عن فضائح الماضي البعيد مباح نسبيا لكن الحديث عن جرائم الماضي القريب أو الحاضر و مسؤولية أمريكا و الغرب فيها من الأمور المحظورة و من يجرأ على الخوض فيها ( كما فعل روجي غارودي أو تيري ميسان أو ويبستير تاربلي على سبيل المثال) ستلصق بهم سلسلة من الإتهامات، مثل "أتباع نظرية المؤامرة" أو "أتباع معاداة السامية" ... عبارات تبناها ايضا الإعلام الساقط الناطق بالعربية مثل قناتي الجزيرة و العربية.

    ردحذف
    الردود
    1. التأخر في كشف الأمور طبيعي لأن هناك قانونا في امريكا (لا اعرف بالنسبة للدول الغربية الاخرى) يتطلب مرور سنوات (ربما 25 سنة او ا كثر) حتى يتم الحصول على معلومات سرية عن حادثة معينة. وربما الالتزام بعدد كبير من السنوات هو للحفاظ على الاشخاص المتورطين.

      حذف
  2. لاحظت بعد فوات الأوان ان الترجمة الإنكليزية للفيلم الذي اقترحته كارثة حقيقة، فمعذرة.

    ردحذف