"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

19‏/2‏/2015

ايران وميليشياتها وامريكا ودواعشها-1

غارعشتار
أمس كنت أجلس على مقهى مع صديقة عراقية، وبدأنا حسب العادة نناقش الأوضاع. قلت لها في معرض الحديث "لاحظي أن أغلب حقول النفط في منطقتنا العربية موجودة في مناطق الشيعة" (وبالتالي ملاعب النفوذ الإيراني). عددت لها : جنوب العراق، الاحساء والقطيف في السعودية، البحرين (لا اعرف بقية دول الخليج واحتاج الى البحث عن حقول النفط وتجمعات الشيعة فيها، ومن يعرف ارجو ان يفيدنا)، شواطيء سوريا (الاكتشافات الحديثة) . سألتني صديقتي سؤالا مهما: وماذا عن لبنان؟ هل هناك نفط في مناطق حزب الله؟ لم اعرف الاجابة على ذلك، ولكني وعدتها بالبحث في نفس الليلة. وهكذا ما أن عدت حتى انكببت على الانترنيت. وصدق او لا تصدق: هناك دراسات واستكشافات حول نفط وغاز وفير في شرق المتوسط يمتد من سواحل لبنان الجنوبية (مناطق حزب الله بالتحديد) الى الشواطيء قبالة غزة (مناطق حماس المدعومة ايرانيا) صعودا الى سوريا.!!
تعرفون رأيي في أن الصراع طوال تاريخ البشرية هو حول الموارد وليس حول الله او الانبياء او الاديان، لأن الشاغل الوحيد للأفراد والمجتمعات الانسانية (وكل الكائنات) هي ماذا سوف تأكل غدا: غريزة البقاء هي اقوى الغرائز، وهي محور الصراع في الكون. أما الأديان فهي أدوات لتنظيم المجتمعات وللسيطرة على القطيع وتوجيهه الوجهة المطلوبة، وايضا للاجابة على السؤال الفلسفي الذي يهيمن على الانسان (بعد أن يشبع ويسكت جوعه) : من اين اتيت والى أين أذهب؟ وكيف أتفادى الفناء وأخلد أبد الدهر.
وتعرفون أيضا أن عملية تقطيع أوصال الامبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الاولى والتي تمثلت بمعاهدة سايكس بيكو في  1916 كانت من اجل توزيع مناطق النفط والموانيء بين فرنسا وبريطانيا بمباركة روسيا القيصرية وامريكا مقابل حصة من النفط.(أفضل كتاب يمكن قراءته في هذا المجال هنا)

ذلك النفط الذي قسمت به الدول الى مشيخات الخليج، و دول اخرى تحت مسمى (الثورة العربية الكبرى) لمقابلة النفوذ العثماني ، ونعرف من صنع تلك الثورة من الجواسيس الانجليز، وكيف جاءوا بأولاد الشيوخ من الجزيرة العربية ليكونوا ملوكا على العراق والاردن، وكيف ظلت تلك الدول تحت الانتداب البريطاني والفرنسي وكيف نهب النفط من قبل الشركات الاجنبية حتى قيام ثورات وطنية (ربما بتأثير ودعم من السوفيت) انهت الانتداب في مصر والعراق والشام والجزائر وليبيا وغيرها، وما تبعه من تأميم النفط وبقية الموارد.
طوال هذه الفترة كان الغرب الذي يقود نهضة صناعية يستنزف النفط الوفير الذي يسهل استخراجه من مناطق تواجده في العالم ومنها منطقتنا العربية وبتكاليف قليلة حتى وصل قبل سنوات قليلة الى مايسمى (الذروة oil peak) ، وجفت اكبر آبار السعودية والكويت . والذي بقي في الأرض هو النفط الذي يصعب استخراجه وبتكاليف اكبر، يضاف اليه حقول الغاز والذي استكشف في مناطق جديدة منها شرق المتوسط (بما فيها سوريا ولبنان وغزة ومصر) وغرب العراق (الانبار) ، ويمكنك تخيل ان كل مناطق الصراع في العالم هي مناطق غاز ونفط  او ممرات خطوطها.
أترككم الآن مع موضوع نضوب النفط في العالم
ثم نستأنف النقاش: هل هي حرب قادمة من أجل تقسيم مناطق النفط والغاز الجديدة الى دويلات جديدة؟ إيران وميليشياتها مقابل أمريكا ودواعشها؟
 الحلقة الثانية هنا

هناك 4 تعليقات:

  1. الفكرة بحد ذاتها صحيحة يضاف لها عنصر الدين وهو مهم جدا لانه هو المحرك الرئيسي لكل هذه الفئات المتقاتلة بأسمه .اذا مسألة الحرب هذه قائمة وممتدة الى سنين اخرى وما يترتب عليها من تقسيم دول او السيطرة عليها الخ من مخلفات هذا الصراع انما هو امر بديهي ...(هنا اود ايضا ان اتوجه بالشكر الجزيل والامتنان لادارة هذا الموقع لما ترفدنا به درر...فشكرا لكم .)

    ردحذف
  2. كنت اظن ان ايران يحكمها الملالي وما يحرك سياستها الخارجية هي الغيبيات

    ردحذف
    الردود
    1. هذا هو المظهر المطلوب من القطيع تصديقه: الحكم باسم الله وتحريك الجيوش باسم الدفاع عن العتبات المقدسة .

      حذف
  3. علينا اذن الحصول على اجابات ... فالنفط العراقي يتوزع في مناطق العراق ، والثورة الضخمة الان هي في الجزء الغربي للعراق بما في ذلك "عرق الذهب" الممتد من الموصل الى حديثة .. فالانبار ليست طريقا فقط لربط مصالح قوى ..انها في الحقيقة كنز من النفط الى الذهب.. والامارات والسعودية والكويت وقطر نفطهم الكبير جدا هو في مناطق لا يقطنها ولو شيعي واحد .. لكن هناك بترول في مناطق يسكنها شيعة في شرق السعودية والدقة تقول ان حتى هذه المناطق عدد سكانها السنة اكثر .. نفط البصرة والجنوب العراقي مسالة مختلفة تحتاج لتوضيح اوسع لارتباط ذلك بنفوذ دول اكبر من ايران... السؤال المهم الذي يجب علينا توضيحه اجابته هو ان ايران ليست دولة تقرر مصير دول اخرى.. هذا لا يسمح به من قبل اطراف تدير اللعبة الكبرى وعلى راسهم واشنطن .. ما تقوم به ايران هو ما مسموح لها ان تقوم به .. سواء في العراق او سوريا او لبنان او اي مكان.. كان الشهيد صدام حسين يعتقد ان العراق يمكن ان يقرر اوضاع دول اخرى ولم يسمح له بذلك.. حاجة امريكا للشيعة تتطلب ان يمنحهم ثروة لادارة معركة لكن ليس لتقرير مستقبل المنطقة ... في كتاب برجنسكي لعبة الشطرنج يتحدث عن منح دور لايران واسرائيل وتركيا .. عن منح وليس عن حق في دور اقليمي ... علاقة امريكا بالدولة الاسلامية تبدو مختلفة ، فهي لا تتعلق بالبترول وحده ، فليس هو الاهم الان، بل بصراع اسلامي داخلي اكبر .. ربما ما يريد الشيعة لنا ان نقتنع به هو ان البترول عندهم لانهم لا يفكرون كجزء من شعب ، بل هم ابناء طائفة.. ما يحدث في العراق يؤكد ذلك ، انهم امتداد ايراني كما اظهروا لنا وليس ما قبل عنهم ..

    ردحذف