"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

9‏/1‏/2015

من قتل شارلي؟

غارعشتار
بقلم عشتار العراقية
الذي حدث في باريس مؤخرا.. هو أن سيارة سوداء توقفت في وسط الشارع، هبط منها اثنان أو ثلاثة رجال يرتدون ملابس القوات الخاصة /داعش .. كاملة ابتداء من الاقنعة هبوطا الى الاحذية القتالية، وكانت معهم رشاشات وقاذفة صواريخ. توجهوا الى مبنى مجلة ساخرة (شارلي ابدو) وبدأوا الرمي.


كتاب ورسامو المجلة كانوا في اجتماع تأجل من اسبوعين، وهكذا كانت حصيلة القتلى 12 بينهم شرطيان احدهما مسلم.
ومن أجل الا يخطيء أحد في هوية المنفذين، فقد خاطب أحدهم قبل بدء اطلاق النار أحد المارة طالبا منه بلغة فرنسية طليقة ان يبلغ الإعلام ان (القاعدة في بلاد اليمن) هي التي قامت بالهجوم. وخوفا من أن ينسى الرجل، صاح أحد القتلة بلغة عربية ركيكة (الله أكبر)، وايضا خشية من أن كل ذلك لن يدل عليهم، ترك أحد  القتلة في السيارة التي اقلتهم وعثرت عليها الشرطة فيما بعد ، بطاقة هويته!! كيف وقعت البطاقة من جيب ملابسه القتالية المحكمة؟ هل كان - بدلا من ان يفكر بالعملية القادمة ويحكم مسك الرشاشة او الصاروخ - يلعب ببطاقة الهوية مما يفسر وقوعها من يده في السيارة؟ لا تسألوا .. كما لايمكنكم أن تسألوا كيف احترقت الطائرتان اللتان ضربتا البرجين في نيويورك في 2001 ومع ذلك لم تحترق جوازات سفر المنفذين التي وجدت فيما بعد سالمة ، او هل كانت لأن الإرهابيين نسوها في سيارة تاكسي؟ لا اتذكر ولكن جوازاتهم دلت عليهم..!! هذه هي معجزة وفائدة وثائق التعريف عن الشخص.. لاتفنى ولا تزول وتنسى دائما في الأماكن الغلط والوقت المناسب.
وصدق أو لا تصدق.. اتضح ان الهوية تعود لأحد شقيقين ضالعين في الارهاب، من الذين تم تمويلهم وتدريبهم وتسليحهم للقتال في سوريا وقد عادا من سوريا في الصيف، ولكنهما مطلقا السراح في بلد اولاند لأنه يحب الإرهاب باعتباره حرية تعبير خاصة إذا وقع في دولنا العربية.
سعيد وشريف كواشي
حتى الآن ، القصة في رأيي تحوي كل (ثيمات) البيارق المزيفة الموسادية. ولكنكم ستقولون طبعا أني مهووسة بنظرية المؤامرة. دعكم مني، ولنقم بجولة فيما كتب عن الموضوع من آراء مختلفة.
الكاتب بيبي  اسكوبار يقول في مقالة تحليلية طويلة "هذه عملية محترفين حدثت بعد ايام قليلة من اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية وبعد ايام قليلة من مطالبة اولاند برفع الحظر ضد (الخطر) الروسي." والجملة توحي بأنه لا العرب ولا الروس لهم مصلحة في تنفيذ عملية ارهابية ضد فرنسا في هذا الوقت.
الكاتب توني كارتالوتشي يقول:"فرنسا جزء من التحالف الذي يقوده الناتو والذي كان يمول ويساعد ارهابيي القاعدة لسنوات ابتداء من الاطاحة بالقائد الليبي معمر القذافي واستمرارا حتى اليوم مع تسليح وايواء ودعم ارهابيي القاعدة بضمنهم داعش داخل سوريا وعلى حدودها. ومن المحتمل ان الهجوم الاخير في باريس هو من عمل نفس الارهابيين الذين تدعمهم فرنسا في شمال افريقيا والشرق الاوسط، والحكومة الفرنسية مازالت مسؤولة ومذنبة في دعم  المنظمات الارهابية التي قتلت الان مواطنين فرنسيين بضمنهم شرطيين فرنسيين وهم الذين تعتمد عليهم فرنسا في احداث الرعب على مواطنيها اضافة الى شن حروب بالوكالة في مناطق من العالم. ومن العسير التصور ان الحكومة الفرنسية وهي تدعم الارهاب في سوريا خصوصا لم تتوقع (ارتداد الفعل عليها) وربما رحبت بهذه الهجمات من طراز (عملية غلاديو) على الشعب الاوربي للتلاعب بالوعي الشعبي لتنفيذ اجندات سياسية في الداخل والخارج. (انظر استخدام عملية غلاديو في العراق) (انظر استخدام الاسلاميين في عمليات غلاديو)
++
لنأت  الى المهم في الموضوع كله وهو (حرية التعبير) وحق المجلة الساخرة في الإساءة الى الأديان التي يعتقد بها الكثير من البشر. مجلة شارلي ابدو لم تنتقد بالسخرية النبي محمد فقط وإنما تناولت المسيح ايضا بسخرية مقذعة وكذلك اليهودية. واليوم وجموع من المتظاهرين في كل انحاء العالم يتضامنون مع المجلة وهم يرفعون شعار (كلنا شارلي)..

فهذه قمة السخرية والنفاق واقول لكم لماذا.

طرح مايكل لي في مدونته تساؤلات :
اين كانت حملة (كلنا شارلي) حين منعت الحكومة الفرنسية شارلي ابدو من الصدور من 1970-1982 لأن رسامي الكاريكاتير فيها كانوا ذوي توجهات يسارية ؟

اكثر من هذا في عام 2009 قدم رسام الكاريكاتير الفرنسي في نفس المجلة (شارلي ابدو) موريس سينيه (80 سنة) للمحاكمة بتهمة معاداة السامية حين نشر رسما ساخرا عن جان ساركوزي ابن الرئيس الفرنسي حينذاك الذي كان يزمع الزواج من وارثة يهودية وانتشرت شائعة انه تحول الى الديانة اليهودية من اجل اتمام الزواج. وقد سخر منه موريس سينيه  بالتعليق (سوف يمضي شوطا طويلا في هذه الحياة ، هذا الفتى الصغير) موحيا ان اليهود يملكون السلطة والمال. وقد اعتبر البعض ان هذا تعبير متحيز ضد اليهود إذ يربط بينهم والنجاح الاجتماعي ورفع قضية ضده، وعرض عليه فيليب فال رئيس تحرير ابدو حينذاك ان يعتذر لتفادي المحاكمة ولكنه رفض فطرده من المجلة وهو قرار ايده بعض المفكرين البارزين منهم برنار هنري ليفي (بطل مذبحة ليبيا) . أين كان الشعب الفرنسي المحب لحرية التعبير، وأين كانت المجلة التي يتعاطف معها الأن الكثير بكل لغات العالم؟

ولكن لماذا نذهب الى الوراء في الزمن؟ لماذا لانرى ماذا حدث في بداية العام 2014؟ هل تتذكرون الممثل الفرنسي الذي منع من تقديم مسرحيته في فرنسا؟

الرئيس اولاند يكمم افواه من يمس الصهاينة حفاظا على النظام العام !!

وكما عبر الرسام البرازيلي من أصل لبناني كارلوس لطوف عن النفاق الأوربي أحسن تعبير:

فالعالم يضحك من الرسوم الساخرة حول النبي محمد ولكنه يفزع ويهلع من السخرية من الهولوكوست.
وسلم لي على حرية التعبير..
في رأيي السخرية والنفاق هما:
- ان تؤذي مشاعر اكثر من مليار مسلم مسألة عادية ولكن ان تؤذي مشاعر مليونين او ثلاثة من الصهاينة مسألة فيها نظر.
- بالتأكيد مقتل حياة واحدة تعني  اضاعة البشرية كلها ولكن أن تتضامن مع مقتل 12 اوربيا مسألة واجبة شرعا على جميع زعماء وشعوب العالم وأن تغفل مقتل مئات الآلاف من  المدنيين في العراق وسوريا وليبيا وافغانستان وباكستان واليمن وغيرها من مناطق عالمنا العربي والاسلامي بطائرات امريكا والناتو وجيوشهما السرية على الارض، يوميا على مدى سنوات الآن، دون أي ذنب ، ولا تجد من يتضامن معهم او يشعل لهم الشموع أو حتى يغضب لهم أو حتى يعرف بمقتلهم ، فهذه مسألة لا استطيع هضمها.
- من العجب أن يهلل بعض الاغرار على الانترنيت لمقتل رسامي كاريكاتير (مهما كان تطرفهم وتحيزهم) بالرصاص والنار، لنشرهم رسوما مسيئة للرسول وكأن الرسول يحتاج الى من يدافع عنه، غافلين أن اجيالا من العرب والمسلمين يقضى عليها بالحصار او القتل في بلادهم كل يوم بل كل ساعة وأن الدفاع عنهم والانتصار لهم أوجب من الفزعة والتحشد ضد مجرد رسوم ساخرة.

وأخيرا .. لماذا تذكرني قصة مجلة شارلي ابدو بقصة الصحيفة السويدية التي تحزم لها سويدي من اصل اردني(وعمل مخبرا على الاكثر للشرطة هناك) وذهب للتدريب في الاردن  وراح لتفجيرها لنشرها مثل هذه الرسوم وقبل ان ينفذ التفجير قتل (انظر ارهابي السويد).
المشترك بين القصتين : ان الارهابيين المفترضين معلومون لدى الشرطة والاجهزة المخابراتية وربما يعملون معها ثم يقدمون كبش فداء.. وهناك مشتركات كثيرة لمن يريد أن يحلل ويستنتج.
النهاية هنا

هناك 4 تعليقات:

  1. جدير بالذكر أن مبيعات المجلة تضاعفت للملايين خلال هذه الأيام القليلة بعد أن كانت لا تتجاوز بضعة آلاف الأسبوع الماضي.

    ردحذف
    الردود
    1. هذا من باب رب ضارة نافعة. القتل والدم والرعب يزيد من ازدهار البزنس في الغرب.

      حذف
  2. دفاعا عن قرارها "الصائب" في اطلاق النار على الإرهابيين الفارين و ازالتهما من الوجود، ردت السلطات الفرنسية على سؤال المشككين مثلك يا أختي عشتار بالقول ان قوات الأمن لم تكن بحاجة الى الإمساك بهما أحياء، لأن أجهزة المخابرات الفرنسية تملك ملفان يضمان ما فيه الكفاية من المعلومات المفصلة عن الشقيقين، فلا فائدة اذا من سماع اقوالهما !
    السؤال الذي لابد منه هو: لماذا لم تتحرك السلطات الفرنسية منعا لحدوث هذه المجزرة؟
    ثم لدي سؤال عام: لماذا تتكرر العمليات المخابراتية المزيفة على نفس المنوال رغم رداءة السيناريو و ضعف الأداء في كل مرة؟
    لماذا لا تسعى الأجهزة الموسادية الى تحسين طبخاتها التراجيدية الكوميدية لتكون أكثر مصداقية ؟
    هل أصحاب القرار يحتقرون الشعوب و يعتبرونها مجرد قطعان الى هذا الحد ؟

    ردحذف
    الردود
    1. نعم يعتبرونهم قطعان بدليل انهم يصدقون نفس الحكاية وهي تحكى في كل مرة ولكن بأسماء ووجوه جديدة ولا احد يسأل : كيف ولماذا؟ بالضبط كما كنا صغارا نستمع الى الجدة وهي تكرر رواية نفس الحكاية قبل النوم وفي كل مرة نستعيد منها الحكاية مع اننا نعرف كل تفاصيلها .

      حذف