"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

2‏/1‏/2015

يورغن تودنهوفر: 10 أيام مع داعش

غارعشتار
بالنسبة لنا - العراقيين - اشتهر يورغن تودنهوفر الكاتب الألماني بكتابه (لماذا تقتل يازيد؟) والذي كان نتاج لقائه وحواره مع المقاومة العراقية. انظر هنا معلومات عنه. الآن وعمره 74 سنة ذهب مع ابنه فريدريك وعاش بضعة ايام مع (الدولة الاسلامية) في الرقة والموصل، وعاد باستنتاجات اترجمها لكم هنا. الشيء الملفت للنظر أنه حصل قبل سفره على وثيقة (أمان) من داعش، وقد استند اليها لتقوية عزيمته في القيام بالرحة رغم انه يعترف هنا أنه لم يكن لديه وسيلة للتأكد من صحة صدور هذه الوثيقة. ولو عرفنا كيف حصل عليها وهو في ألمانيا وأي المصادر اتصل بها للوصول الى ديوان الخليفة ، لعرفنا الكثير عن تودنهوفر وعن داعش ايضا.


بقلم : يورغن تودنهوفر
ترجمة عشتار العراقية 
اصدقائي اننا نتعافى ببطء من ضغط الرحلة الى الدولة الاسلامية . فقد فريدريك ابني عدة أرطال من وزنه . وطبعا كنت أدرك باننا معا سوف نتعرض الى خطر كبير سواء من  داعش أوالهجمات بالقنابل الامريكية والسورية.
في الموصل، حومت حولنا عدة مرات طائرة امريكية تطير منخفضة وهكذا فإننا قضينا ليلة امس في الرقة في منزل دمرته القنابل وتطاير زجاجه (ربما يقصد لتفادي قصفه مرة اخرى).
من الصعب كشف الحقيقة بدون مخاطرة، وقد احتجت الى فيلم واقعي من اجل كتاب انوي تأليفه حول داعش. وهذا شيء لن تحصل عليه بدون الذهاب الى هناك. في الواقع لقد فعلت ذلك لكل كتاب من كتبي وهكذا سافرت الى مناطق النزاع مرات كثيرة. اكثر من ذلك استلمت خطاب أمان من (الخلافة) . ولم يكن هناك طريقة لمعرفة صحة صدوره ومن هنا، كان كل اصدقائي وعائلتي يتشككون ويحاولون ثنيي عن القيام بالرحلة. ولكني دائما اتبع حدسي.
اتضح فيما بعد أن الضمان كان حقيقيا وان داعش التزمت بالاتفاق خلال زيارتنا للموصل والرقة. ورغم اننا كنا تحت المراقبة من قبل المخبرين في معظم الوقت وكان علينا ان نسلم هواتفنا المحمولة واجهزة اللابتوب. كذلك كانت كل صورنا تفتش في نهاية الرحلة. وقد حذفت داعش 9 من حوالي 800 صورة لحماية اقارب المقاتلين الاجانب. ولكن هذه هي الرقابة.
في مناسبات عديدة، دخلنا انا وداعش في جدل ساخن حول تفاصيل الرحلة. دعني اقول لكم أن الجدل مع مقاتلي داعش المسلحين، ليس بالأمر السهل. كنت على وشك ان اقطع الرحلة مرتين خلال ذلك الوقت. وفي وجود الخطر الكبير لكل المعنيين والذين كان عليهم التعامل معه يوميا، كانوا في الاغلب نافدي الصبر معي، ولكن عموما، عوملت بشكل صحيح.

تودنهوفر مع أسير كردي لدى داعش في الرقة

هنا ملخص لسبعة من  اقوى انطباعاتي حول داعش
1- الغرب يقلل بشكل كبير من خطر داعش 
ومقاتلو داعش اكثر ذكاء وخطرا مما يدرك سياسيينا. الدولة الاسلامية منتشية بالحماسة والثقة بالنصر اللتين تنتشران مثل العدوى- وهو شيء لم اره من قبل في مناطق الحروب. الأهم ان مقاتلي داعش على يقين من ان ايمانهم الشمولي وقسوتهم التي يظهرونها سوف تساعدهم على تحريك الجبال. في الموصل اقل من 400 مقاتل داعشي طردوا 25 الف جندي وميليشيا عراقية رغم استخدام هؤلاء معدات حديثة. في خلال شهور، احتلت داعش اراض اكبر من بريطانيا العظمى وقزمت القاعدة.
2- تنامي تدفق المقاتلين الجدد  الملتحقين بداعش
قضيت يومين في معسكر استقبال داعش القريب من الحدود التركية . وفي اليومين التحق اكثر من 50 مقاتل من كل انحاء العالم. في الواقع لم يكن كلهم من الشباب الفاشلين في بلدانهم . على عكس الاعتقاد الشائع، كان هناك الكثير من الشباب الناجح والمتحمس من دول مثل الولايات المتحدة وانجلترة والسويد وروسيا وفرنسا والمانيا . احدهم اجتاز مؤخرا امتحان ولايته في القانون واعتبر محاميا امام المحاكم ومع هذا فقد فضل ان يأتي ليقاتل من اجل (الدولة الاسلامية).
3-  تبدو الدولة الاسلامية فاعلة مثل اي دولة شمولية اخرى في المنطقة 
حسبما استطعت ان استنتج من 10 ايام مراقبة، وهذا بشكل خاص صحيح في مسائل الامن الداخلي والرعاية الاجتماعية ، وفي حين ان الكثير من الامور تختلف كثيرا عن فكرتنا - وخصوصا فكرتي - عن ادارة مثل هذه المؤسسات ، ولكنها موجودة. ويبدو أن السنّة الذين يعيشون في الجزء العراقي من الدولة الاسلامية قد قبلوا بالدولة الجديد بدون مقاومة، مفضلينها على التمييز والقمع الذي تعرضوا له ايام حكم  المالكي في بغداد. وعلى اية حال فإن المسيحيين والشيعة واليزيديين هربوا من المدينة وبعد اعدامات لا حصر لها هم الان الطائفة الدينية الوحيدة التي تسكن الموصل.
يورغن مع شعب داعش
4- داعش لا تهدف الى احتلال الشرق الاوسط  وفيما بعد بقية العالم فقط وإنما يريدون اكبر (تطهير ديني) في تاريخ البشرية.
 مع استثناء من يسمون (اهل الكتاب) اي نسخة داعش من الاسلام واليهودية والمسيحية. داعش تريد قتل كل الملحدين واسترقاق نسائهم واطفالهم. وهذا يعني ان كل الشيعة واليزيديين والهندوس والملحدين واللادينيين من المفروض ان يموتوا، وان مئات الملايين من البشر يجب ابادتهم في خضم هذا (التطهير العرقي).
بالاضافة الى ان كل المسلمين المعتدلين الذين يؤيدون الديمقراطية ينبغي قتلهم حيث انهم من وجهة نظر داعش - يضعون قوانين البشر فوق قوانين الله. وبعد غزو ناجح للغرب، فإن هذا يطبق على المسلمين المؤمنين بالديمقراطية ايضا.
والفرصة الوحيدة للوثني للنجاة من الموت هي التوبة الطوعية والتحول الطوعي الى الاسلام الحقيقي الذي لا تمثله الا داعش . وعلى هؤلاء ان يفعلوا ذلك قبل غزو بلادهم.
ومع هذا فإن داعش تتقبل اليهود والمسيحيين ولكن عليهم ان يدفعوا الجزية وهي ضريبة من عدة مئات الدولارات كل عام . وعلى المسلمين دفع الزكاة التي يمكن ان تكون اعلى بالنسبة للمسلمين الاغنياء واقل للفقراء.
وغني عن القول ان داعش وانا اختلفنا في كل هذه النقاط وقد عبرت عن معارضتي بوضوح في مرات عديدة.
5- في رأيي، داعش هي حركة 1% ذات تأثير يشبه تسونامي.
الحركة تدعو الى نوع من الاسلام يرفضه 99% من سكان العالم المسلمين البالغ عددهم 1.6 بليون.. وبصفتي مسيحيا قرأ القرآن عدة مرات، لا استطيع ان افهم كيف ان البعض يمكن ان يعتبر معتقد داعش يتماشى مع الاسلام. في الواقع فهمي للقرآن جعلني ارى الاسلام كدين رحمة. 113 من 114 سورة تبدأ بالكلمات (بسم الله الرحمن الرحيم) ومع هذا لم ار داعش رحيمة.
6- لايمكن هزيمة داعش بالقنابل والصواريخ.
مثلا في الموصل البالغ عدد سكانها 3 مليون ، يسيطر عليها 5000 من مقاتلي داعش. وكل من يريد ان يقضي عليهم بالقنابل عليه اولا ان يحول الموصل كلها الى انقاض وحطام ويقتل الالاف من المدنيين. وقصف الشرق الاوسط كان دائما ومايزال الوسيلة لتكاثر الارهاب. خذ داعش مثلا:هذه المنظمة هي نتيجة مباشرة لحرب جورج بوش غير الشرعية على العراق.
العرب السنة المعتدلون هم الوحيدون الذين يمكنهم ايقاف داعش وليس الغرب. هذا بالضبط مافعله السنة في 2007. في حينها طاردوا (يقصد الصحوات) الدولة الاسلامية في العراق - السابقة لداعش والتي كانت اكثر ضعفا بكثير من داعش اليوم.
على اية حال، فإن سنة العراق المعتدلين لن يعارضوا داعش الا إذا دمجوا تماما مع المجتمع العراقي، الذي استثناهم الامريكان والشيعة العراقيون منه بعد غزو امريكا للعراق في 2003. ولا يبدو ان الامور سوف تتغير في القريب العاجل، رغم ان هذا هو الحل الوحيد لايقاف داعش.
وهناك حلول لسوريا ايضا. رغم ان الغرب سوف يحتاج الى تصحيح نظرته غير الواقعية تماما للاوضاع. ان الغرب اتخذ المسار الخاطيء في سوريا.
7- هناك الكثير من التخمين حول خطر مقاتلي داعش العائدين 
ولا استطيع ان استبعد وجود خطر، ولكن بما  ان الدولة الاسلامية تعتبر هؤلاء العائدين فاشلين حيث فشلوا في حياتهم في الدولة الاسلامية فإنهم في الواقع لن يمثلوا خطرا كبيرا. على الرغم من ان بروكسل شهدت هجمة من  أحد العائدين، لكن المتعاطفين مع داعش والذين لم يغادروا بلدانهم بعد قد يشكلون خطرا اكبر.
++
المانيا اضافة الى بقية العالم يجب الا تقلل او تهول من الخطر الارهابي. في المانيا على سبيل المثال لم يقتل الماني على ايد الاسلاميين في حين هناك الكثير من المسلمين الذين قتلوا على ايدي المتطرفين الالمان اليمينيين. الحركات المتطرفة مثل  PEGIDA في المانيا تسيء تقديم الوقائع. وفي هذا يلعبون في ايدي داعش. لقد بينت الحركة الاسلامية في احيان كثيرة ان التصعيد بين المسلمين وغير المسلمين في المانيا ودول غربية اخرى هو في مصلحتها.
 شخصيا اعتقد ان داعش هي حاليا اكبر خطر على سلام العالم منذ الحرب الباردة. والان نحن ندفع ثمنا لحماقة جورج بوش التي لانظير لها  تقريبا: غزو العراق. وحتى تاريخه يظل الغرب جاهلا بكيفية مقاربة هذا الخطر.
المصدر
***
تعليق: في رأيي هذه رحلة بروباغندا ، لا أدري من رتبها للكاتب تودنهوفر ولكن استنتاجاته - خاصة مايتعلق باستيعاب (سنة العراق المعتدلين) في المجتمع العراقي الخ الخ .. هي مقولة العشائر والصحوات واهل المصالح (السنة حسب التركيبة الاحتلالية) من عملاء الاحتلال المتشردين حاليا بين تركيا والاردن.

هناك 8 تعليقات:

  1. حدث العاقل بما لايعقل فأن صدق فلا عقل له،
    الصهيونيه الاستعمار الغربي كما ان اسرائيل صناعه استعماريه ووظيفيه للاستعمار وتاسست على المذابح والمجازر(ديرياسين وغيرها)السيد واحد الفرق ان اليهود متعلمون واصحاب راس مال وشركاء في النهب الاستعماري اما اﻷعراب(حمير العولمه) والاخوانجيه(كلاب العولمه)سنه وشيعه فأنتهت صلاحيتهم وبدأت الصهيونيه في تعريتهم ورميهم في مزبلة التاريخ ﻷن(اللعبه انتهت واﻷغبياء نائمون في كهوفهم) سلام

    ردحذف
    الردود
    1. كنت اتمنى الا تدخل الحمير والكلاب في القضايا السياسية، الحمير حيوانات صبورة تعمل ليلا ونهارا في الشمس والحر والبرد وتحت المطر وهي ذكية على عكس ما يشاع عنها، كل حيوان ذكي بالفطرة ولهذا يستطيع ان يحافظ على نفسه من الانقراض عكس افعال بني آدم التي تعجل بانقراضهم. والكلاب وفية لاصحابها ووفية لمكانها واوطانها التي نشأت فيها وعاشت ولا يمكن ان تسمح للغريب ان يطأ مواطنها.. ولايمكن ان تعض اليد التي تطعمها وتؤيها . لماذا شبهت الاعراب بالحمير والعرب متواكلون ومتخاذلون ولو كانوا يجتهدون بربع ما يبذله الحمار لارتقوا ببلدانهم، وتشبيهك الاخونجية بالكلاب لا ادري اية صفة تقصد بالكلاب التي لا ارى فيها اي صفة سيئة بل هي رمز الوفاء والود للصديق والشراسة للعدو.

      حذف
    2. كلاب العولمه،اسم اطلقه كاتب فرنسي على الجماعات المتأسلمه وعلى مااعتقد انه الف كتاب عن تاريخ خدمتهم وتعاونهم مع الغرب اما التشبيه فأن الله في القرآن الكريم شبههم بأنهم كاالانعام او اظل. من الانعام...سلام

      حذف
    3. أخي عبد الله سعد
      الكاتب الفرنسي حر في اختيار الفاظه وانا حرة في ابداء رأيي في مسألة الكلاب والحمير. أما ان الله في القرآن الكريم شببهم بالانعام ، فهو إله ومن حقه ان يشبه خلقه كما يرغب ولكننا لسنا آلهة ، وبالتأكيد لا نريد ان نتشبه بالذات الالهية ، وكما يروى عن أحد الصحابة (في مسألة حرق العدو) أن البشر ينبغي الا يعذبوا الاخرين بعذاب الله. أي ان الحرق بالنار مسألة خاصة بالاله، يعني هناك اشياء خاصة بالالهة يقولونها او يفعلونها واشياء خاصة بالبشر.

      حذف
  2. لماذا تعتقدين انها رحله مدفوعه من احدهم؟
    لم يأتي ببدعه سبقه كثيرون منهم من يقضي اشهر في احدى الغابات لتصوير كائن نادر
    ومنهم من يصور ظواهر طبيعيه في القطب المنجمد تحدث مره كل فترة من الزمن وغيرهم ذهب الى الجبال للقاء طالبان.

    ردحذف
    الردود
    1. أخي فارس .. ان تذهب الى غابة وتراقب الطيور والحيوانات المنقرضة وأن تذهب الى القطب المنجمد شيء وان تذهب الى مناطق حروب اهلية ونزاعات وقتال شيء آخر. وحتى في ا لمثالين الاوليين عليك ان تسأل قبل ان تذهب خبراء الحيوانات لتعرف طبائعها ومواسم تواجدها او هجرتها. وإذا كنت تعلم ان الاتصال بداعش سهل والحصول على كتاب امان منهم سهل ايضا فأرجو ان تحصل لنا على مثل هذا لنتمكن من زيارتهم.

      حذف
  3. لم يرسل محمد صلى الله عليه وسلم للقتل والاباده وانما بعث بالرحمة والقتال لا يكون الا بعد استنفاذ كل الوسائل السلميه وهي ان يدخل القوم في الاسلام يكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم وهم اخوة فيما بينهم فان ابو فليدفعوا الجزية بشرط ان يحكموا بالاسلام وعلى المسلين عندئذ اطعام جائعهم وكسوة عاريهم ومداواة مريضهم تماما كالمسلين لا يكلفوا فوق طاقتهم وليسوا مكلفون بما كلف به المسلمون بل يعاملوا في طعامهم وشرابهم وعبادتهم حسب احكام دينهم ولا يكرهوا على احكام الا الامور التي لها تاثير على الحياة العامه كفتح محلات بيع الخمور فيمنعوا من ذلك مقابل ذلك يدفعوا الجزية عن اذكور البالغين القادرين على العمل يؤخذ من اغنيائهم ويرد على فقرائهم وكل ذلك طمعا في اسلامهم لان هذه هي غاية بعث الرسل لدلالة الخلق على طريق الحق ان لا يعبد اي شيء من دون الله فان ابوا ذلك نستعن بالله ونقاتلهم وذلك ايضا طمعا في اسلامهم ولا يقاتل الاالمقاتلين من الرجال والنساء واما من لا يقاتل فلا يقتل فلا يقتل الشيخ والطفل والراهب ولا يجوز دخول البيوت وقتل العزل ولا تقطع الاشجار ولا تسمم الانهار واخيرا لا اظن انه في جماعة داعش من ليس لديه من الم الشرعي ومن يغيب عنه احكام الجهاد في الاسلام وهم اعلنوادولة اسلاميه تطبق احكام الاسلام حتى ياتي افاك كذاب بذا البهتان وواضح من كل كلامه انه وراءه غرض سياسي يريد تسويقه مع كل هذا الكلام انا لست من مؤيدي داعش ولا ادافع عن احد انما هو راي

    ردحذف
  4. لا أجد في القرآن الكريم ما يقول بوجوب دخول الناس في الإسلام ومن لم يرض سلماً فبالقتال. والله سبحانه لم يتحدث عن القتال إلا دفاعاً عن النفس وليس لنشر الإسلام كما يعتقد المسلمون مما أفتى به بعض العلماء قبل ألف وثلاثمائة سنة. فمن أين جاء المسلمون بمقولة مقاتلة غير المسلمين مما لم ينص عليه القرآن الكريم؟؟
    وهذا رأيي أنا!

    ردحذف