"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

6‏/12‏/2014

مايجري في العراق وسوريا: طوفان جديد للمرتزقة

غارعشتار
ترجمة عشتار العراقية 
هناك دعوة موجهة الى الاف المقاولين الامنيين الاهليين الذين لعبوا دورا مشبوها في الحرب في العراق وافغانستان ، لبحث امكانية انضمامهم الى المعركة ضد داعش في العراق وسوريا وربما اماكن اخرى في المنطقة. اما ماهية الاعمال المطلوبة منهم او من سوف يقوم بدفع خدماتهم فهذا ماسوف نرى لاحقا. ولكن يتوقع ان يكون الطلب لخبراتهم المتنوعة عاليا وهذه اخبار سعيدة لشركات المقاولات والسياسيين.

تقول لورا دكنسون استاذة القانون في جامعة جورج واشنطن "اعتقد ان وعد اوباما بألا يرسل قوات برية الى العراق وسوريا مع زيادة الخطر هناك ، يحتم على الادارة التوجه الى المقاولين لأن المخاطرالسياسية في استخدامهم قليلة. المقاولون الامنيون لا يمكنهم الاشتراك في القتال ولكن يمكنهم الاشراف على التدريب واللوجستيات ويمكنهم تقديم خدمات امنية. وقد رأيت مؤخرا اعلانا منشورا يبحث عن شركات تهتم ببناء شبكة من محطات الستلايت وهكذا سيكون هناك  الكثير من الفرص المتاحة" دكنسون هي مؤلفة كتاب (خصخصة الحرب والسلام: الحفاظ على القيم العامة في عالم خصخصة الشؤون الخارجية)
ويقول شون ماكفيت استاذ في كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون وجامعة الدفاع الوطني ومؤلف كتاب "المرتزقة المعاصرون: الجيوش الخاصة ودورهم في النظام العالمي" إن صناعة القطاع الخاص تنظر الى داعش كسوق محتملة. تخميني هو ان المقاولين الاهليين يتشوقون  للتجول في شارع K ومدينة البنتاغون عارضين خدماتهم ".   
  (شارع K  يقع في وسط واشنطن العاصمة ويمتليء بمقرات شركات الضغط والعلاقات العامة ومراكز الابحاث السياسية)
وخلال زيادة القوات في العراق عام 2007 كان هناك اكثر من 180 الف مقاول خاص في المنطقة حسب بيتر سنجر وهو ستراتيجي عسكري وزميل في مؤسسة امريكا الجديدة. يقول سنجر "كانت النسبة اكثر من 1:1 للقوات الامريكية ، والمسألة كانت شبيهة بقوات موازية . وتناقص العدد مع انحسار القوات الامريكية وانسحابها ولكنهم لم يخرجوا كلهم، بل تحولوا الى ادوار جديدة من محللين الى مترجمين الى حراس امنيين الى مدربين للقوة الجوية العراقية "
وتدريب وتسليح القوات الاجنبية في سوريا هو عنصر هام في خطة الادارة الامريكية لهزيمة داعش والاشارات تشير حاليا الى خطة سوف تعتمد جزئيا على الاقل على شركات الامن الخاصة للمساعدة وليس فقط في سوريا.
يضيف سنجر "ونحن نرى اطار الخطة يوضع في مكانه. في شهر اب هذا العام نشرت قيادة التعاقد في الجيش الاميركي اعلانا للمقاولين الراغبين في العمل على اساس عقذ لمدة سنة سوف يركز على عمليات تطوير القوات . وكانت القيادة هذه قد نشرت اعلانا مشابها قبل غزو العراق في 2003، كما في العراق ، ابدت هاليبرتون اهتمامها بالعقد الجديد"
وفي اعلانه عن طلب  واسع (لمدربين ومستشارين للمساعدة الامنية) في العراق قال الجيش انه يبحث عن مقاولين يساعدون حكومة بغداد في"تحقيق الاهداف لتقليل التوتر بين العرب والاكراد والسنة والشيعة مع التركيز الاهم على العملياتية والانظمة المشمولة بما فيها الادارة وتطوير القوة وشراء الاحتياجات والتعاقد وتدريب الادارة والشؤون العامة واللوجستيات وادارة الافراد وتطويرالتدريب والاتصالات والتخطيط والعمليات وادارة البنى التحتية والمخابرات وتطوير التنفيذ"
وكان امام من يرغب موعدا نهائيا حتى 25 آب. ولم يصدر حتى الان كشف  رسمي بالمتقدمين ولكن ماكفيت وهو ضابط سابق في الجيش الامريكي ثم اصبح مدير برنامج في شركة داينكورب في افريقيا يقول ان الاستجابة يمكن ان تكون سريعة. "كثير من هذه الشركات سبق التحقق منها وفحصها امنيا وهكذا يمكن ارسالها بسرعة. وفي الواقع بعضهم يقوم بالعمل حاليا اما مع وزارة الخارجية او وزارة الدفاع في بعض الامور"
في تموز ، جددت وزارة الخارجية عقدها الممنوح بدون منافسة لشركة تريبل كانوبي لمضاعفة عدد الحراس الذين يحمون القنصلية الامريكية في اربيل.
وفي عام 2010 وقعت شركة داينكورب عقدا بخمس سنوات بقيمة 900 مليون دولار لتقديم اسطول من الطائرات والمروحيات وقاذفات القنابل .
ومع المكاسب السياسية في استخدام المرتزقة بدلا من اغضاب الشعب الامريكي باعادة  ارسال القوات الى مناطق القتال، هناك مخاطرة سياسية في الاعتماد على جيش خاص تورط في ارتكاب اعمال سيئة سابقا.
وحين تسلط الاضواء على هذه الشركات فهذا يعني ان خطأ ما قد وقع. واشهر شركات الامن الخاصة لم تعد في الوجود وهي بلاكووتر التي انشأها عنصر القوات البحرية الخاصة السابق ايريك برنس وقد غيرت اسمها عدة مرات بعد حادثة قيام 4 من عناصر الشركة بقتل 14 عراقيا في بغداد في 2007.
بعد سنتين من الحادثة غيرت بلاكووتر اسمها الى (خدمات زي) وغادرها برنس بعد ان باع حصته الى مجموعة استثمارية اسمها  USTC Holdings واستقر في ابي ظبي حيث انهمك في
جهود انشاء قوة مرتزقة للامارات وهي حليف مهم في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش.
  وفي السنة التالية غيرت خدمات زي جلدها مرة اخرى وسمت نفسها (اكاديمي) وهذا الصيف اندمجت مع شركة منافسة هي تريبل كانوبي لتشكيل شركة قابضة اسمها كونستيلس  Constellis Holdings
وكان من شأن الاندماج ، جمع اكثر من 6000 موظف تحت مظلة واحدة لها مجلس ادارة جديد يتكون من : جون اشكروفت المدعي العام السباق في ادارة بوش الابن لمدة 5 سنوات وجاك كوين مستشارالرئيس بيل كلنتون ونائب الرئيس آل غور، والادميرال المتقاعد بوبي انمان مدير الامن القومي ونائب مدير السي آي أي.
وقد عملت وزارة الخارجية الامريكية بشكل متكرر مع شركة تريبل كانوبي لحماية سفاراتها وقنصلياتها حول العالم . وفي 2012 استلمت الشركة اكثر من 200 مليون دولار في عقود لحماية السفارة في بغداد . وفي السنة التالية استلمت مبلغا اضافيا قيمته 5 ملايين دولار لحماية القنصلية في البصرة.
ولكن الاعتماد على نفس هؤلاء اللاعبين هو الذي رفع الرايات الحمراء في اعين النقاد بضمنهم رئيس للجنة القضائية في مجلس الشيوخ باتريك ليهي.
وتقول استاذة القانون دكنسون ان القلق الكبير هو "هل تعلمنا من دروسنا في الحروب الاخيرة ؟ حيث شهدنا خيبات هائلة ومشاكل ضخمة مع المخلفات وسوء السلوك والشفافية ؟" وتضيف "مشكلة اخرى كبيرة هي انه مازال هناك فجوات واسعة في الاحكام القضائية للنظر في قضايا تشمل جرائم يرتكبها المقاولون الاهليون"
في تموز قام ليهي باعادة تقديم تشريع للسماح لوزارة العدل الامريكية مقاضاة المقاولين المرتبطين بغير وزارة الدفاع عن بعض الجرائم التي ترتكب في الخارج. (ملاحظة من عندي: وهل للمقاولين المتعاقدين مع وزارة الدفاع حصانة؟؟)
تحرك آخر لمزيد من المساءلة حسب دكنسون جاء بشكل اتفاق طوعي قادته الحكومة السويسرية باسم (قواعد السلوك الدولية ICOC) للشركات الامنية الخاصة. وقد وقعت عليه مئات الشركات ومنها داينكورب وتريبل كانوبي واكاديمي ولكن لم يذكر كيف يمكن تطبيق تلك القواعد.
وفي آب قالت وزارة الخارجية انها تتوقع ان تكون عضوية رابطة (قواعد السلوك الدولية) شرطا لتوقيع العقود مع الشركات. ولكن يحذر ماكفيت وغيره من ان المشكلة تبقى في الضرر على المدى الطويل الذي يمثله سوء سلوك المقاولين من الباطن ، والمقاولين من الباطن الباطن، الذين تلجأ اليهم عادة الشركات الكبيرة التي توقع العقد مع  الوزارات الامريكية والذين لا يخضعون للقضاء الامريكي. يقول ماكيت (احد اوجه توسع هذه الصناعة وتحولها الى شركات عملاقة ببلايين الدولارات انها تلجأ الى استخدام شركات محلية من الباطن لتنفيذ العقود) ويوضح (تذهب الشركات الكبيرة الى العراق وافغانستان وتستأجر الكثير من الافراد المحليين ثم يقوم هؤلاء بتأجير اخوانهم من امراء الحروب. وحين يغادر المقاول الرئيسي، قد لايرغب المقاول من الباطن في ان يظل بلا عمل. فلماذا لا يستمر في العمل مع الاحزاب السياسية أوالعصابات او يتحول هو نفسه الى امير حرب؟)
في هذه المرحلة ينبغي موازنة المكسب السياسي مع هذه المخاوف. "استخدام المقاولين اختيار فيه مجازفة حيث هناك مخاطر على المدى البعيد، ولكنه يرسل رسالة مختلفة. حين يفكر معظم العراقيين بالمقاولين لا يشعرون بالدفء والتعاطف. ولكن ارسال قوات امريكية؟ هذه اشارة مختلفة. كانت احدى دوافع بن لادن هو وجود قوات اجنبية في المملكة"
اما سنجر فلديه توضيح ابسط "مهما كانت الاسباب، الشعب الأمريكي لا يهتم لمقتل مقاول كما يهتم لمقتل جندي"
 ++
تعليق: لا شيء جديد في المقالة إلا في بعض التفاصيل وللتذكير بدور شركات المرتزقة الذي يتصاعد في العالم، ولكننا رصدنا ذلك منذ 2010 في مقالات عديدة منها هذه:
السيناريو القادم في العراق: الاحتلال بالمرتزقة

هناك 8 تعليقات:

  1. تحية طيبه:
    اسمحيلي ست عشتار ان اقلك ان هذا ابد مو لعب، يعني المنشور يوم 6 /12 والان هو 9 /12 و لا جديد في الغار. كانك لا تأخذين بنظر الاعتبار المدمنين ( امثالي) على الدخول و استطلاع اي جديد، اي صدمه نعانيها و اي احباط نكابده.
    تقبلي مني كل التقدير و الاحترام

    ردحذف
    الردود
    1. معك حق. ولكني تعرضت لنكسة صحية منذ يومين : شيء مثل انفلونزا.. وراسي ثقيلة وسعال شديد، ولا اعرف كيف اركز. يادوب اتفرج على افلام تافهة لا تحتاج الى تفكير. مع اني قبل النكسة كنت قد انتهيت من جمع معلومات حول جلولاء والسعدية منذ 2008ولكني لا اريد ان اكتبها الان فتطلع خيط بخرابيط.

      حذف
    2. ثم لماذا الادمان؟ ماتعرف أن الادمان مضر بالصحة؟

      حذف
    3. سلامات و ما عندك غير الصحة و العافية ان شاء الله. براحتك و على اقل اقل من مهلك، صيري زينه و اكتبي . اني كتبت ما سبق فقط من حلاوت الروح على كولت ابو المثل. و بالنسبه للادمان راح اراجع حكيم و امري الى الله الواحد القهار
      مع خالص دعائي بالشفاء العاجل

      حذف
  2. اتمنى لك دوام الصحه والسلامه ست عشتار وجميع القراء الاعزاء
    منتظر جلولاء والسعديه.

    ردحذف
  3. دائما نتكنى لك ولجميع المتابعين الاعزاء موفور الصحة والسعادة وكذلك دوام الكتابة والتفكير الحر الناقد الموجه الراقي
    دمت للجميع بالصحة واتلعافية

    ردحذف
  4. شكرا لكل التمنيات الطيبة. طبعا اخي ابو ذر قصدك (نتمنى)

    ردحذف
  5. بالتاكيد نتمنى ولا نتكنى

    ردحذف