"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

2‏/12‏/2014

الصهيوني الذي اشترى العراق -8

الحلقة السابقة
تحقيق عشتار العراقية
كنت في الحلقات السابقة قد كتبت لكم عن شركة عراقكس التي تأسست في 2004 والتي حولت اسمها فيما بعد الى مجموعة لنكولن Lincoln Group قد حصلت على عقود بملايين الدولارات من البنتاغون لجمع المعلومات وزرع القصص والاخبار الملفقة لتحسين صورة الاحتلال في الصحف العراقية.
أرسل لي الكاتب العراقي (هيثم القيّم) وأنا أنشر اسمه لأنه لم يجد أية غضاضة في استخدام اسمه، رسالة تفصيلية حول عمله في عام 2004 في شركة عراقكس، هذا نصها:
أدناه ما أستطعتُ تذكـّرهُ من معلومات حول موضوع ( عراقكس ) ...
سأسرد المعلومات بشكل نقاط و حسب التسلسل الزمني .. و آمل أن يكون فيها ما يفيدك :
1-      بدأت العمل معهم في منتصف كانون الثاني 2004 و لغاية منتصف نيسان 2004 .. أي ثلاثة شهور فقط .. على أثر أتصال من شخص أعرفه معرفة بسيطة ، أسمه د . عادل العانـي ( أبو عمر ... و هذا له قصة أخرى ) .. وقال لي : أن مستثمرين أمريكان يبحثون عن مدير مكتب يُجيد الأنكليزي للعمل معهم .. بعدها قابلتهم و كانا شخصين فقط هما بيج كريج و كاظم الخفاجي وهو عراقي يحمل الجنسية الأمريكية .. المقابلة كانت في الشقة التي أستأجروها من عمارة د . عادل العاني في الحارثية – شارع الكندي – عمارة فـلـّة ، و التي يملك عادل العاني نصفها .. وهو نفس العنوان المذكور في مستنداتهم و في تقريركِ أيضاً .
2-      بعد الأتفاق على العمل .. قالوا أننا مستثمرين و نريد عمل مشاريع استثمارية في العراق .. و طلبوا مني عمل دراسة عن فرص الأستثمار في العراق ... عملتُ لهم دراسة شاملة عن مجالات الأستثمار و حسب حاجة المحافظات العراقية ... أعجبتهم الدراسة و طلبوا تكبيرها و عمل أشبه بالخارطة الأستثمارية و من ثم تعليقها على الحائط بوجه المكتب .. و عملتها أيضاً .. و بدأت أسوّق للشركة مع مختلف الوزارات العراقية .. و التقيت بعدد من كبار المسؤلين في الوزارات حينها كعملية ترويج و تسويق للشركة و أهدافها .. و بالطبع معها البروفايل و البزنس كارد الخاص بهم .. لم يعملوا لي بزنس كارد خاص بي رغم مطالبتي بذلك ..!
3-      أستمر الحال لفترة شهر تقريباً ... كانوا هم خلالها يخرجون و يعودون بعد الظهر أو مساءاً دون أن أعرف أين يذهبون و مع مَن يلتقون ..! يعني أنا كنتُ أشتغل على موضوع الأستثمار بجهة .. وهم يتحركون بجهة أخرى لا أعرف ماهي ...!!
4-      جاءوا في أحد الأيام و معهم فتاة زنجية أمريكية أسمها سارة أو سالي ( لا أتذكر ) ، قدّموها لي على أساس أنها صحفية تعمل في جريدة ( كريستيان ساينس مونيتر ) و هي تبحث عن مواضيع أقتصادية لتسليط الضوء على الواقع الأقتصادي العراقي لغرض أطلاع الرأي العام الأمريكي ... و طلبوا منـّي مرافقتها الى كليات الأدارة و الأقتصاد لغرض حث الأساتذة و الطلبة على كتابة البحوث و المقالات الأقتصادية لنشرها في صحيفتها مقابل أجر مادي ..! و فعلاً أخذتها الى كلية الأدارة و الأقتصاد / الجامعة المستنصرية في الطالبية و التقينا بعدد من الأساتذة و من ثم مع عدد من الطلبة .. و كنتُ أترجم لها و اشرح لهم جوانب الموضوع ... بعدها بدأت التقارير الأقتصادية تأتينا للمكتب من أساتذة أو طلاب .. لكن ولا واحد منهم قبض أي مبلغ ، تحت ذريعة أن الدفع يحصل بعد نشرها في الصحيفة الأميريكية ...! و كان من بين الأساتذة اللذين قدّموا دراسات الدكتور ضياء آل مـكوطر وهو عالم أقتصاد و استاذ جامعي ... تم أغتياله فيما بعد بظروف غامضة ...!!!
5-      بعد ذلك تفاجئت يوماً أنهم قرّروا العمل في مجال العقارات .. و عيـّـنوا شخص يعمل مع مكاتب الدلالـيّة و استلم هو موضوع البحث عن العقارات .. و كانوا يركزون على مناطق الكرادة و الجادرية و العرصات و ما جاورها ... ! بالطبع لم يستثمروا شيئاً في مجال العقارات .. ! (ملاحظة عشتارية: الكاتب لايمكن  ان يعرف إذا كانوا قد استثمروا شيئا في العقارات لأنه ترك العمل معهم مبكرا، وقد توسعوا فيما بعد في هذا المجال)
6-      بعدها تفاجئت أيضاً أنهم قرّروا عمل شركة أمنية من كوادر عراقية ..! و بدأ العسكريون القدامى من الجيش السابق يتوافدون على المكتب للتسجيل بعد أن فقدوا وظائفهم كما تعلمين ... و كان كل واحد منهم يُـبلـّـغ معارفـه بالأمر .. الى أن وصل الأمر أن غرف المكتب لم تعد تكفي لجلوسهم ... و كان العديد منهم برتب عالية ( لواء ، عميد ، عقيد ..ألخ ) .. و كنا نعمل جداول بأسمائهم و رتبهم و خدمتهم و تخصصهم العسكري و عناوينهم ...!! (ملاحظة عشتارية: تذكروا في الحلقة الاخيرة من مذكرات وليم ماركس الذي عمل لديهم اشارته الى مرافقته اثنين من عناصر المخابرات السابقين في زيارته الى المكتب الصحفي في وسط بغداد)
7-      بعد هوســة الشركة الأمنية .. بدأ  ( بيـج و كاظم ) بزيارات لبعض المحافظات مثل البصرة و الناصرية و السماوة و غيرها .. لأفاجأ أنهم بدأوا يشتغلون على شراء السكراب العسكري الذي خـلـّـفتهُ عملية الأحتلال الأمريكي للعراق أو من مخلفات حرب الكويت ...! و نشطوا في هذا المجال بشكل ( هستيري ) .. بشكل دفعني لسؤال كاظم الخفاجي : ( أنتو بس لا تطلعون بالأخير من ألـ CIA  ..؟ أجابني ببرود – كلـشي يـصير ..! )
8-      في أحد الأيام قالوا عندنا ضيوف .. فجاء ثلاثة أشخاص وجوههم أجنبية و معهم حمايات .. و دخلوا معهم الى غرفتهم في المكتب .. بالطبع لم أعرف ماذا تحدّثوا و عن ماذا .. و طلبوا غداء سفري .. و عند تناول الغداء معهم لم ينـبس الضيوف بـ بنت شفة ولا بأي كلمة طوال فترة الأكل .. حتى التحية كانت بهز الرأس فقط .. و من وجوههم و صمتهم أستطيع التأكيد أنهم أسرائيليون ...! (ملاحظة  عشتارية: لايمكن تأكيد ذلك فهذا تخمين الكاتب ولكن كل شي يصير)
9-      دكتور عادل العاني : عراقي يحمل الجنسية الأمريكية .. جاء الى العراق بعد الأحتلال بصفة رجل أعمال و هو يملك دارا كبيرة في الحارثية و عمارة فـلـّـة مناصفة مع شخص آخر .. مجال تخصصه الكهرباء .. و كان يـقدّم التسهيلات و المعلومات للأمريكان القادمين تحت ستار الأستثمار أمثال بيـج و غيره ... تم أختطافه من قبل ( المقاومة ) على أساس تعامله مع الأمريكان ، ثم أطلق سراحه بعد دفع مبلغ كبير من المال ... عادل العانـي كان صديق كريم وحيد وزير الكهرباء السابق .. و أستـفاد كثيراً من علاقتهِ هذه بالحصول على عقود توريد مواد و تجهيزات كهربائية أو أخذ عمولات نتيجة تسهيلات للأخرين مقابل حصولهم على عقود أيضاً ..!
تــذكرين حفلـة الزفاف الباذخـة التي أقامها كريم وحيد في أحد فنادق أمريكا .. و قيل وقتها أن الحفلـة كلـّفت أكثر من 100 مليون دولار ... العروسـة كانت أبنـة عادل العانـي ...! 
10-   بعد كل هذا قرّرت ترك العمل معهم   و كان ذلك تقريباً في منتصف نيسان – 2004 ..!
++
أشكر الأخ هيثم القيم على هذه المعلومات التي أنشرها حسبما وردتني منه وعلى عهدته. وهي تلقي بعض الضوء على شركة عراقكس التي حاولت في أول الامر الاستحواذ  على كل ما من شأنه تحقيق ربح تجاري سريع. كما تلقي الضوء على تشابك عالم اللصوص والجواسيس: فكيف اجتمع عادل العاني على كريم وحيد على بيج وبيلي؟
ومن محاسن صدف الابحاث التي اجريها في مقالاتي الاستقصائية ان يتوفر في اغلب الاحيان شخص من الداخل يرغب في الحديث عن تجربته، كما في حالة وليم ماركس وهيثم القيم، وفي حالة بحثنا هذا، كان هناك شخص يتتبع على مدى سنوات تحركات بيج وكريستيان بيلي لفضحهم. اسمه فيل (فيليب) واجنر Wagner الذي كان لايفوت اي موضوع في مدونة او موقع او اي خبر يتناول الشخصين او احدهما او شركتهما حتى يبادر بالتعليق عدة مرات بشكل يدل على مطاردة الرجل للشركة و صاحبيها. وتعليقاته مفيدة في انه يسعفنا بروابط اخرى جاء فيها ذكر الشركة او يلمح لشيء يستوجب النظر. كانت تعليقاته تنصب على عدة محاور اجملها لكم هنا:
1- يحث كاتب الموضوع او ناشره ان يستزيد من طلب المعلومات عن الشركة وصاحبيها
2- يتساءل كيف يدفع البنتاغون اموال الشعب لمن ليس لديه خبرة؟
3- يتساءل عن مصير اموال دافعي الضرائب؟
4- يلمح ان هناك علاقة (شاذة) بين صاحبي الشركة
5- يطلب ممن لديه اي مع معلومات اضافية جديدة او من يعرف مصير الرجلين ان يعلمه به

مما سبق يدل على ان الشخص المعلق (فيل واجنر) لم يكن طارئا وانما ربما يعرف احد الشخصين موضعي البحث ولهذا يتتبع آثاره. وقد ظل يتبعهما - حسب ما رصدته - من عام 2006 الى 2010 ولا ادري اذا كان استمر بعد ذلك ولكني توقفت عن رصده. وقد ارسلت له على بريده رسالة استعلم فيها عما يعرفه، ولكنه لم يجبني.

في الحلقة القادمة (هنا) اترجم لكم بعض تعليقاته تلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق