"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

23‏/10‏/2014

تقرير CIA: مايصلح ولا يصلح في دعم المليشيات المسلحة -2

غارعشتار
الجزء الأول هنا
ترجمة عشتار العراقية 
اشار السيد اوباما الى تقرير السي آي أي إشارة غامضة في مقابلة مع مجلة نيويوركر نشرت هذا العام. في حديثه حول الاختلاف على مسألة تسليح الثوار السوريين في وقت مبكر ، قال اوباما "في بداية هذه العملية سألت فعلا السي آي أي ان تحلل لي الامثلة التي مولت فيها امريكا وسلحت ثورة في بلد ما وادت الى نتائج ناجحة. ولم يستطيعوا ان يقدموا لي الكثير"
وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الامن القومي بانه "بدون توصيف اي تقارير مخابراتية محددة، كان الرئيس يشير الى حقيقة ان تقديم المال او السلاح وحده لحركة معارضة لا يضمن النجاح ابدا" واضافت ميهان "لقد كنا شديدي الوضوح حول هذا الامر منذ البداية ونحن نصوغ ستراتيجيتنا في سوريا . وهذا هو سبب ان دعمنا المعارضة السورية المعتدلة كان مدروسا وهادفا  والاهم هو ان احد عناصر ستراتيجيتنا متعددة الاوجه كان خلق الظروف المؤدية لحل سياسي للصراع"
من المهمات الرئيسية لوكالة المخابرات المركزية منذ تأسيسها كان تسليح قوات  اجنبية  لشن حروب بالوكالة ضد الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة. كانت اول تلك العمليات في 1947، اي في العام نفسه الذي تأسست فيه الوكالة، حين امر الرئيس هاري ترومان بتقديم ماقيمته مئات من الدولارات من السلاح والذخائر الى اليونان لمساعدة  الحكومة على القضاء على تمرد شيوعي هناك. وفي خطاب  امام الكونغرس في مارس من ذلك العام قال ترومان ان سقوط اليونان يمكن ان يدفع الى قلقلة استقرار تركيا و "يمكن ان يشيع الاضطراب في انحاء الشرق الاوسط"
وقد ساعدت المهمة في إسناد حكومة يونانية هشة .
ولكن غالبا ساندت وكالة المخابرات المركزية جماعات مسلحة تقاتل الحكومات اليسارية وكانت النتائج في معظمها كارثية. في عام 1961 عملية خليج الخنازير في كوبا والتي شنت فيها عصابات كوبية مدربة من قبل السي آي أي غزوا  لمقاتلة قوات فيدل كاسترو ، وانتهت الى مأساة. وخلال الثمانينيات صادقت ادارة ريغان على ان تحاول الوكالة ان تسقط حكومة ساندنستا في نيكارhغوا بدعم ثوار الكونترا الذين هزموا في النهاية.
بعد هجمات 11 ايلول 2001 حاربت عناصر السي آي أي وقوات العمليات الخاصة في الجيش الى جانب الميليشيات الافغانية لطرد قوات طالبان من المدن واقامة حكومة جديدة في كابول . في 2006 اقامت الوكالة عملية تسليح فصائل مقاتلة صومالية اتحدت تحت اسم (تحالف استعادة السلام ومكافحة الارهاب) وهو اسم تفضله واشنطن. وقد فشل ذلك الجهد ولم ينفع الا في تقوية المقاتلين الاسلاميين الذين حاولت السي آي أي التدخل لهزيمتهم.
يقول لوك جونسون استاذ الشؤون الدولية والعامة في جامعة جورجيا وخبير استخبارات "انه تاريخ مختلط جدا. هناك دائما حاجة الى اناس جيدين ومخلصين على الارض مستعدين للقتال"
إن مسيرة الصراع السوري يعمق هذه الشكوك حول الموالاة والقدرات في صفوف المعارضة السورية . فسنوات من الحرب الاهلية الدموية ساعدت على تشظي القوى المحاربة لقوات الاسد مع زيادة في اعداد المقاتلين الذين يبايعون الجماعات المتطرفة مثل الدولة الاسلامية وجبهة النصرة.
في الشهر الماضي قال اوباما انه سوف يضاعف الجهود الامريكية بتمكين البنتاغون من المشاركة في تسليح وتدريب القوى المتمردة . وهذا البرنامج لم  يبدأ بعد.
وفي الاسبوع الماضي قال الادميرال جون كربي المتحدث باسم البنتاغون انهم يحتاجون الى اشهر حتى يضعوا الخطط قبل ان يقرر الجيش كيف يحدد البرنامج وكيف يجند ويفحص الثوار. واضاف "هذا سوف يكون جهدا طويل المدى"
المصدر
++
التعليق:
بعيدا عن اللغة الموالية للبروباغندا الأمريكية التي كتبت بها المقالة، نفهم منها مايلي:
1- تسليح وتدريب العصابات لا يجدي نفعا بدون وجود عناصر بشرية (استخباراتية امريكية او موالية) على الأرض. وهذا يحيلنا الى اخبار (ارسال خبراء ومستشارين عسكريين امريكان ومن الناتو الى شمال العراق لمحاربة داعش) والخبراء والمستشارون هما من المصطلحات الكودية للعنصر الاستخباراتي. في نفس الوقت يحاول الأكراد في العراق وسوريا تقديم انفسهم ليكونوا (القوة الموالية المخلصة على الارض)، وفي غرب العراق يحاول بعض شيوخ القبائل القيام بهذا الدور.
2- امريكا رغم انها تسلح وتدرب الميليشيات المناهضة للحكومات التي تريد امريكا الاطاحة بها، فهي في نفس الوقت لا تثق بأعضاء تلك الميليشيات. وتعتقد انها سوف تنقلب عليها او تمنح ولاءها للجماعات المتطرفة. وأن السلاح الأمريكي سوف يذهب بالتالي الى  تلك الجماعات.
3- امريكا المنافقة استخدمت كل السبل للوصول الى اهدافها، فهي ايضا تسلح وتدعم وتطلق الجماعات المتطرفة وهي التي تعمدت صبغ معارك (التحرر) في منطقتنا بصبغات دينية ، فناهيك عن دعم (الاسلاميين) ضد القوميين للاطاحة بأنظمة يوغسلافيا، والعراق ، وليبيا، وسوريا الخ، فهي تدعم الاسلاميين المتطرفين باعتبارهم (مجاهدين ضد الكفار) والكفار حسب رغبة أمريكا: مرة هم (السوفيت في افغانستان) ومرة (الشيعة في العراق وسوريا واماكن اخرى) وهكذا.
4- من المسائل المثيرة للسخرية الافلام التي ظهرت على يوتيوب للقول أن السلاح الامريكي الذي اسقط من الجو للمقاتلين ض داعش ف يالعراق وسوريا وقع بأيدي عناصر داعش. مرة قامت بذلك طائرة عراقية ومرة طائرة امريكية.. والقراء يستقبلون تلك الاخبار بالسخرية والضحك والشماتة احيانا. ولكني ارى ان المسألة اكبر من ذلك. من يريد اسقاط مؤن عسكرية من الجو على ارض يختلط فيها العدو مع الحبيب، لايفعل ذلك عشوائيا. وإنما لابد ان تحدد منطقة محايدة (على الحدود المأمونة ) مثلا، ويكون في انتظارها عناصر تابعة لقوات الجو ، وهي التي تستلم المؤن وتقوم بتوزيعها بمعرفتها. هذه أبسط القواعد كما اعتقد وانا لست خبيرة في الذخائر والمؤن. ولكن المنطق يحتم ذلك ، هذا ما أفعله حين يكون لدي على مساحة ما مجموعة من القطط التي اريد اطعامها، وفي نفس الوقت هناك مخلوقات اخرى معادية تريد خطف اللقمة منها .. لايمكن ان ارمي الطعام عشوائيا وليحصل عليه من يريد. لابد ان اتحايل بطريقة ما بحيث يذهب الطعام للقطط تحديدا. طبعا هذه الافلام مفبركة للدلالة على أنه لابد من عناصر على  الأرض لضمان عدم ذهاب الاسلحة (بالخطأ) الى العدو. وقد يكون مفبرك الأفلام :
- هيئات داخل الادارة الامريكية من مؤيدي ارسال جنود على الارض.
 - الأكراد الذين يريدون ان يقدموا انفسهم ليكونوا الجنود المخلصين على الارض.
 - المعادون لامريكا في هذه اللحظة (ربما اصدقاؤها سابقا) الذين يريدون ايقافها عن دعم (الثوار) العراقيين اوالأكراد السوريين. وهناك الكثير من هؤلاء :  تركيا (انظر غضب اردوغان من تسليح امريكا لأكراد PKK)- ايران - الحكومة العراقية - الحكومة السورية - داعش ومن وراءها.
هل علينا ان نصدق صورة رجل يرتدي قناعا يفتح صندوق قنابل على انه داعشي؟ لماذا لايكون قوات خاصة؟

هناك تعليق واحد:

  1. ابو ذر العربي23 أكتوبر 2014 في 8:54 م

    على اية حال نحن نسمع ونصدق اقل من نصف ما نسمع خاصة وان امريكا تقوم بتسريب الاخبار التي تريد ايصالها ولن الحقيقة كاملة بحاجة الى بحث قبل ان نطلق الاحكام النهائية لان مهمة الاستخبارات هي التضليل في كثير من الاحيان وايهام الكثيرين بانها تساعد الجهة كذا او الجهة الاخرى لاسباب متعددة وحسب مصلحتها
    وبالنسبة لحصول اخطاء في الميدان فكثير ما يحدث ذلك وقد لا تكون الامور تسير حسب المخطط
    فالعدو الصهيوني اخطا في كثير من حروبة العدوانية وضرب دباباته احيانا واوقع بها خسائر جسيمة وذلك بسبب تداخل المواقع او الانتشارالسريع للقطعات العسكرية

    ردحذف