"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

2‏/10‏/2014

إشغال روسيا باوكرانيا والصين بهونج كونج

غارعشتار
أمس كان تلفزيون ONtv المصري يسلط كاميراته الحية في نقل مباشر على مشاهد احتجاجات هونج كونج لساعات طويلة ، باعتبار اهتمام المصريين بالثورات في كل مكان!!

وأنا اعتقد أن المسألة هي بالضبط كما ترون في عنوان موضوعي هذا. دعونا نقرأ ماكشفه بعض اصحاب المدونات الفضوليين:

قمر آلاباما يقول:
بعض المجموعات الطلابية المنظمة في هونج كونج حاولت احتلال مبان حكومية وقطعت الطرق فقامت الشرطة بما تقوم به في كل مكان استخدمت قوات مكافحة الشغب ونثار الفلفل والغاز المسيل للدموع لتفريقهم. ولكن الاعلام الغربي جعل من ذلك قضية وكأن الحكومات الغربية كانت ستتصرف بشكل مغاير في مثل هذه الظروف.
القضية المثارة هي انتخابات حاكم هونج كونج الجديد في 2017. حسب القانون الاساسي لهونج كونج الذي وضع حين رفعت بريطانيا وصايتها عن المستعمرة سوف يكون هناك  انتخاب عام للجميع - ولكن المرشحين للمنصب سوف يكون عليهم الخضوع للتدقيق من قبل مفوضية. وهذا ماوعدت به الصين ولكن الطلبة يزعمون كذبا ان الصين تراجعت عن وعودها ويريدون التغيير.
  من وراء هذا ياترى؟
في التقرير السنوي لعام 2012 لصندوق منحة الديمقراطية NED يتضمن 3 منح لهونج كونج احدها جديد في 2012

المعهد الديمقراطي الوطني NDI للشؤون الخارجية - 460 الف دولار
لزيادة الوعي فيما يتعلق بمؤسسات هونج كونج السياسية وعملية الاصلاح الدستوري ولتطوير قدرة المواطنين - خاصة طلبة الجامعات - للمزيد من  المشاركة الفاعلة في الجدل العام حول الاصلاح السياسي، سوف يعمل المعهد  الديمقراطي الوطني مع منظمات المجتمع المدني على المراقبة البرلمانية والمسح وتطوير موقع على  الانترنيت يسمح للطلبة والمواطنين لاستكشاف اصلاحات ممكنة تؤدي الى حق الانتخاب.للجميع

إذن الحكومة الامريكية في 2012 (تقرير 2013 لايتوفر بعد) تسلم حوالي نصف مليون دولار (لتطوير قدرة) (طلاب الجامعات) في قضية (حق الانتخاب العام) في انتخاب رئيس هونج كونج الجديد.
بعد سنتين من بدء ضخ الاموال من الحكومة الامريكية يقوم طلاب الجامعة في هونج كونج بشغب في الشوارع مطالبين بما تريد الاموال الامريكية التركيز عليه.
مصادفة غريبة ، اليس كذلك؟
ويكتب توني كارتلوتشي:
 الآن الولايات المتحدة تدعم علنيا الشغب في شوارع هونج كونج بعد أن ادانت احتجاجات بانكوك في بداية هذا العام. الفرق هو انه في تايلاند كانت الاحتجاجات تسعى للاطاحة بعميل امريكي في حين انه في هونج كونج الاحتجاجات تسعى لتنصيب عميل امريكي في  السلطة.
نشرت رويترز مقالة بعنوان (البيت الابيض يعلن دعمه لتوقعات شعب هونج كونج) وفيها :
البيت الابيض يراقب احتجاجات الديمقراطية في هونج كونج عن كثب ويدعم (تطلعات شعب هونج كونج) كما قال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست يوم الاثنين . واضاف ان الولايات المتحدة تدعم الانتخاب العام في هونج كونج طبقا للقانون الاساسي وتدعم تطلعات شعب هونج كونج . وحث ايرنست على ضبط النفس من الجانبين.
وقد نشر موقع المعهد الوطني الديمقراطي مايلي بهذا الخصوص:
وضع القانون الاساسي اطار الحكم ولكن بعض جماعات المصالح الخاصة يحتلون نصف مقاعد المجلس التشريعي . في الوقت الحاضر حاكم هونج كونج يتم  اختياره ايضا من قبل لجنة مختارة بشكل غير ديمقراطي. وحسب  نص القانون الاساسي فإن الهدف الاقصى هو (حق الانتخاب العام) . ومع ان (حق الانتخاب العام) غير معرف بالقانون و لكن شعب هونج كونج يفسره على انه يعني الديمقراطية الحقيقية.
ومن اجل دفع الاجندة وهي منع بكين من التدقيق في اختيار المرشحين للمنصب في هونج كونج مما يفتح الباب للسياسيين الذين تدعمهم وتمولهم وتديرهم وزارة الخارجية الامريكية ، ينشر المعهد الوطني الديمقراطي قائمة بتدخلاتها في تلك الجزيرة .

منذ 1997 قام المعهد بسلسلة من الرحلات الى هونج كونج للنظر في تطوير اطار الانتخابات في هونج  كونج  وحالة الحكم الذاتي وحكم القانون والحريات المدنية حت السيادة الصينية وتوقعات وتحديات الدمقرطة.
في 2005 بادر المعهد بانشاء برنامج لمدة 6  اشهر للقادة السياسيين الشباب والذي يركز على تدريب  اعضاء مجموعات سياسية في مهارات التواصل السياسي.
 كما عمل المعهد  على اشراك احزاب سياسية وقادة حكوميين وممثلي المجتمع المدني في منتديات عامة لمناقشة تنمية الاحزاب السياسية ودور الاحزاب في هونج كونج والاصلاح السياسي. في 2012 مثلا اقيم مؤتمر من قبل مؤسسة سينرجي نيت في هونج كونج بدعم من المعهد للبحث عن نظام حكومة  ائتلافية وكيف يمكن ان يؤدي ذلك الى عملية تشريعية ايجابية.
كما يعترف المعهد الوطني الديمقراطي بانه اسس ومول ودعم مؤسسات اخرى تعمل في هونج كونج نحو تحقيق اهداف وزارة الخارجية  الامريكية لتخريب سيطرة بكين على الجزيرة.
في 2007 اطلق المعهد برنامج مشاركة المرأة السياسية بالعمل مع شبكة مشاركة المرأة السياسية ومراكز اتحاد المرأة في هونج كونج لتطوير مشاركة المرأة في صنع السايسية وتشجيع المزيد من المشاركة في السياسيات وضمان وضع قضايا المرأة في نظر الاعتبار في عملية صنع السياسة.
وعلى صفحة منفصلة في موقع المعهد هناك وصف لبرامج تنفذ مع جامعة هونج كونج لتحقيق اجندة المعهد:
مركز القانون المقارن والعام في جامعة هونج كونج بالتعاون مع  المعهد الوطني الديمقراقي يعمل على اعلاء صوت المواطنين في عملية الاستشارة بإنشاء (صمّم الديمقراطية في هونج كونج) وهو موقع فريد ومحايد يعطي المواطن منبرا لمناقشة مستقبل النظام الانتخابي في هونج كونج.
وينبغي الا يعجب القراء إذا علموا ان كل قائد في احتجاجات هونج كونج له علاقة بوزارة الخارجية الامريكية او صندوق منحة الديمقراطية او المعهد الوطني الديمقراطي وبرامجه المتعددة.
(تفصل المقالة علاقات القادة البارزين في هذه الاحتجاجات)
ويكتب بيتر لي في CounterPunch
من الملفت للنظر ان  الولايات  المتحدة والمملكة المتحدة والامين العام للامم المتحدة كلهم  اعلنوا عن قلقهم من التطورات في هونج كونج وطالبوا بضبط النفس. بتعبير آخر ما نراه هو تدويل لقضية هونج كونج . وبما انها حتى الان مسألة صغيرة وذات طابع محلي ، فهذا مما يشعر المرء بالحيرة. ففي النهاية ما حدث في هونج كونج هو بضعة اصابات في مواجهات مع احتجاجات الشوارع مع اطلاق بعض الغاز المسيل للدموع . ولكن أنظارالعالم الآن تتجه في انتظار مايحدث من تطورات في مظاهرات هونج كونج.
لماذا يهتم الجميع بمظاهرات مدنية خالية من القتل داخل مناطق الصين السيادية في الوقت الذي تقصف فيه الولايات المتحدة الشرق الاوسط للمرة العاشرة ، ومع اكتشاف قبور جماعية لمدنيين ذبحوا في شرق اوكرانيا ومع عجز الولايات المتحدة عن ايقاف  عمليات اسرائيل  العسكرية وغير المتكافئة على غزة والتي نتجت عن اكثر من 2000 قتيل بضمنهم 500 طفل؟
اكره ان اقولها ولكن لايمكن الامتناع عن التفكير بأن الولايات المتحدة ترى فائدة في مايجري في هونج كونج.
اعتقد أن مظاهرات هونج كونج حركة محلية شرعية لديها مطالب محلية شرعية . ولكني اعتقد ايضا ان قياداتها ظلت اشهرا تخطط للحملة الحالية  بالتنسيق مع الولايات المتحدة لاستغلال عدم الاستقرار للضغط على الصين. ( ويستشهد الكاتب بالمعلومات في المقالتين أعلاه)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق