"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

9‏/10‏/2014

لماذا تحجم تركيا عن إنقاذ كوباني؟ - 2

غارعشتار
بقلم: ديفد تاكاكي (المقالة الأصلية هنا)
ترجمة (مختصرة) عشتار العراقية 
- اصبحت كوباني والتي تقع في منطقة روج آفا في مقاطعة الجزيرة الى الشرق، في الاشهر الاربعة والعشرين الاخيرة ، مدينة اللاجئين السوريين الفارين من الحرب الاهلية. معظم الذين لجأوا الى هذه المدينة الكردية ، من العرب والاقليات الذين يعرفون ان الاكراد لن يطردونهم. والنتيجة الاخيرة لهذه المعركة سوف يكون على اكثر احتمال تدفق الناجين شمالا نحو تركيا لتجنب مذبحة كما حدث في سنجار. الترهيب هو سلاح هذا الصراع.

-الاستيلاء على كوباني سوف يمكن داعش من اغلاق جزء آخر من الحدود واعطاء تركيا المزيد من الاعذار لخلق منطقة عازلة تمتد الى داخل سوريا لتكون منطقة فعالة لعزل مسلحي  PKK (حزب  العمال الكرستاني التركي) و YPG (وحدات حماية الشعب /قوات شعبية كردية في سوريا). تركيا ترى الاكراد العدو الحقيقي وليس داعش وهذا هو السبب ان الجيش التركي والاستخبارات التركية
(MIT) كانت تساعد داعش . في الواقع انهما  صعدا من مساعدتهما لداعش منذ الربيع مما أغضب قادة PKK الى درجة احتمال اشتعال الصراع بينهما مجددا.
- اتخذت حكومة اردوغان هذا القرار من منظور ان الكرد هم خطر داخلي  على الدولة التركية في حين ان داعش خطر خارجي وهذا مايمكن التعامل معه فور اطفاء شعلة الاستقلال الكردية في تركيا وفي سوريا. وفي الواقع يقدر ان نسبة مؤيدي داعش بين الشعب التركي تبلغ حوالي 10% . والصدامات العنيفة في تركيا بين الاكراد والشرطة والاسلاميين في الايام الاخيرة هي أعراض سطحية لتغلغل داعش في المجتمع التركي.
- كانت حكومة اردوغان وماتزال داعما للاخوان المسلمين وهذا التطورالجديد في المجتمع التركي اكثر خطرا على الدولة التركية ولكن الحكومة الحالية لم تعترف بهذا بعد.
- منطقة كوباني تقع على خطوط التواصل بين معقل داعش الحدودي في جرابلس في الغرب وتل أبيض في الشرق. والهدف هو اقامة منطقة سيطرة على طول الحدود التركية، وقد تحقق هدف تكتيكي يتمثل بحصار منطقة عفرين غرب روج آفا وحصار كوباني
- منطقة عفرين هي ايضا ملاذ في شمال سوريا. وهذه الحرب النفسية التي تشنها داعش. "إما الاستسلام لنا أو الموت. لا مهرب لكم." الارهاب هو جزء محوري من تكتيكات داعش واحياء هذا المفهوم هدف ستراتيجي.
- هناك هدف ستراتيجي اخر لداعش. ما ان يتم احتلال كوباني، سوف تقسم سوريا الى قسمين من الحدود التركية الى طريق ام فور والفرات جنوبا الى البو كمال على الحدود العراقية وفعليا الى داخل محافظة الانبار العراقية.
- إذا تحركت تركيا لاقامة منطقة عازلة على طول حدودها مع سوريا وشمال العراق، فمن المحتمل ان تنسحب داعش الى الجنوب وتحتفظ بالرقة كعاصمة لها ومنصة للانطلاق الى شمال غرب سوريا. في هذا السيناريو سوف تعزز داعش موقفها في شرق سوريا مع بذل المزيد من الجهد في مهاجمة محافظة الحسكة ومنطقة الجزيرة ، يساعدها المنطقة التركية العازلة في  الشمال التي ستكون بمثابة السندان لمطرقة داعش.
أهداف تركيا
- تركيا تريد استخدام داعش للقضاء على  ماتراه خطر PKK على الدولة التركية والذي يوجد بشكل كانتونات روج افا في شمال وشمال شرق سوريا. . سيكون من الصعب تخيل ان قيادة داعش غافلة عن ذلك.
- ظاهريا ودبلوماسيا تموضع تركيا نفسها في صف الولايات المتحدة والناتو وهي تشترط مقابل أي اشتباك عسكري شروطا تعرف تركيا ان الولايات المتحدة لن توافق عليها بسهولة وسرعة. سوف تتجنب تركيا تنفيذ ماتتعهد به لأن ذلك سيكون مضادا لمصالحها الستراتيجية.
- السماح لداعش بتدمير وهزيمة وحدات حماية الشعب الكردية السورية والمقاتلين من حزب العمال الكردستاني في سوريا الذين يساعدون في قتال داعش.
-  سيكون هذا تحضيرا لخلق منطقة عازلة من الغرب الى الشرق في وجه انشطة  PKK وYPG على طول الحدود الشرقية وحتى شمال العراق. وسوف تصور هذه المنطقة العازلة دبلوماسيا وعلنيا على انها منطقة آمنة لصد داعش على حدود تركيا مع سوريا والعراق.
- في الوقت المناسب، ربما حين تسقط كوباني في ايدي داعش وتحاصر عفرين، سوف "تفعّل" تركيا قضية قبر سليمان شاه جنوب كوباني وتجتاح الجنوب، ربما في هجوم من جانبين لتحيط مثل الكماشة بمحور  M-4 من الشرق والغرب. وهذا التحرك سوف يضع قوات تركيا بين معقل داعش في جرابلس وتل الابيض. وهذه منطقة عمليات حيث تتواجه القوات التركية المسلحة مع داعش بشكل مباشر.
- القصد التكتيكي سوف يكون احاطة ذلك الجزء من الحدود التركية السورية المتركزة على كوباني استعدادا لانطلاق هجوم غربا وشرقا على طول منطقة الحدود وسيكون السبب المعلن هو حرمان داعش من الهيمنة على المنطقة ولكن الاهم هو القضاء على وجود القوات الكردية السورية والتركية مع تفكيك عفرين وكوباني وعزل منطقة الجزيرة.
- تركيا سوف تقتطع الاراضي السورية على الحدود لاقامة معسكرات للاجئين حيث يمكن اعادة تسكين اللاجئين السوريين في تركيا هناك ، بالقوة إذا تطلب الامر.
- سوف تتراجع على الاكثر قوات داعش الى الرقة وفي المسرح السوري تركز على تعزيز خطوط اتصالاتها جنوبا الى دير الزور مع البدء بالضغط على الحسكة والجزيرة بزخم متجدد.
- من غير المحتمل ان تضغط تركيا على داعش وهي تتراجع الى الشرق والجنوب لتعزيز دولة اصغر مع نية الإبقاء على الرقة كعاصمة ومنصة انطلاق في المستقبل. ومرة اخرى لن تفعل تركيا الكثير لعرقلة هذا التعديل. في نفس الوقت سوف تزيد  تركيا من جهودها الدبلوماسية للضغط على (حلفائها) لاقامة مناطق حظر طيران في الجزء الغربي من سوريا. والولايات المتحدة والناتو يرغبان في بقاء تركيا في حلف الناتو وهكذا لن يوجه النقد العلني للموقف التركي..
- هناك مؤشر على عدم رضا امريكا من تركيا في الآونة الاخيرة وهويتضح من زيادة الجهد الاستخباراتي الاميركي الموجه الى تركيا في السنوات الاخيرة حيث تزداد الشكوك في سياسة البلاد الخارجية وسعي حزب العدالة والتنمية الى تعزيز قوته.

إضغط على الصورة لحجم اكبر
شمال سوريا: كوباني (عين العرب) وبقية المناطق التي ورد ذكرها في المقالة

هناك 5 تعليقات:

  1. بشرفي لم افهم شيئاًً.
    هل السبب انني مريض ام هناك سبب اخر؟!

    ردحذف
    الردود
    1. هل انت مريض؟ نتمنى لك الشفاء العاجل، ولكن يبدو ان هذا هو السبب، لأن ماجاء في المقالة ليس شيئا جديدا، العالم كله شرقا وغربا يتحدث نفس الحديث عن موقف تركيا. كل القنوات الفضائية تناقش المصالح التركية.

      حذف
    2. نعم انا مريض والحمد لله. ولكن لا اعتقد ان هذا هو السبب. وانما لأن الكاتب يحشر في سطوره افكارا وقضايا كثيرة، تجعل القارئ المريض مثلي يتوه في جنباتها.
      من الطبيعي ان تدافع اية دولة عن مصالحها اولا واخيراًً. ام نظن ان مسؤولي دول العالم يتضرفون مثل ساسة العراق الجديد/ الكريه!
      تحياتي وشكرا لتمنياتك الطيبة

      حذف
  2. ابدا ابدا .... تركيا لاتريد القضاء على ال ب ك ك .انتظروا دورا قويا لحزب العمال في الساحه عن قريب

    ردحذف
  3. أنا أعتقد بأن داعش التي بدأت بإحتلال الموصل هي ليست نفسها داعش التي تحاصر كوباني (فكما قلنا سابقاً: ليس كل من يلبس أسودهم ويشيل علمهم هو منهم). وذلك يفسر إنتشار داعش على هذه المساحة الفائقة الوسع وإختفائها هنا وظهورها كجني سليمان هناك في فترات قياسية وعدم الوضوح في نتائج وأبعاد نشاطاتها والتي لا تؤشر ولا على هدف واحد منطقي. أما الضربات الجوية، فما هي إلا تصفية لدواعش الاعداء
    هذا هو رأيي ببساطة.

    ردحذف