"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

16‏/9‏/2014

المذبحة المناسبة للمصلحة المناسبة

غارعشتار
ترجمة عشتار العراقية (بتصرف)
بقلم : رمزي بارود*
 فجأة تحركت امريكا لانقاذ حوالي 40 الف يزيدي قيل انهم تشردوا على جبل سنجار وسيقضون جوعا وعطشا وقتلا إذا لم ينقذهم العالم من هذه الابادة، وحين وصلت  لقوات الخاصة الامريكية الى الجبل وجدت انه ليس عليه سوى بضعة الاف يعيشون فيه اصلا وقد التحق بهم بضعة مئات من المهجرين. ولم تذكر وسائل الاعلام الغربية هذه الحقيقة الا بشكل خجول ولكنها ظلت تركز على تضخيمات الارقام الوهمية المعلنة. وفي نفس الوقت كانت قريبا من هذه المنطقة تجري مذبحة حقيقية لسكان غزة حيث قتل اكثر من 2000 وشرد فعلا اكثر من نصف مليون مواطن، ولكن العالم الغربي لم يطلق على هذه اسم مذبحة او ابادة  بل ساعدت امريكا اسرائيل بالمزيد من  السلاح والذخائر.
وفي ليبيا 2011 اسرع الغرب وامريكا للتدخل (الانساني) لأن القذافي كان على وشك ان (يبيد) سكان بنغازي. والنتيجة خراب ليبيا وتركها لقمة سائغة بأيدي الف ميليشيا. تذبح بعضها بعضا.
وايضا لم تذكر المذابح في سوريا من قبل كل الاطراف ولم تستدع تدخل الغرب في انهائها. وكذلك لم توصف مذابح العراقيين على ايدي الجيش الامريكي منذ 1991 والحصار ثم 2003 حيث قضي مئات الالوف وشرد الملايين داخل وخارج العراق.
لقد علمتنا التجربة ان (المذابح) لا تخلق متساوية ، بعضها يختلق وبعضها يضخم. بعضها مفيد لشن حروب واخرى لاتستحق الذكر مهما كانت بشاعتها ، وتوصف بعض المذابح حروبا من اجل الحرية  والديمقراطية وفي هذه الحالة فإن عد الاموات غير مهم (كما في العراق) وبعض المذابح ينبغي تشجيعها والدفاع عنها  وتمويلها (كما في فلسطين وسوريا وليبيا)
وفيما يخص تدخل امريكا في الشرق الاوسط فإن المذبحة الحقيقية الوحيدة هي تلك التي تخدم مصالح الغرب بتقديم فرصة للتدخل العسكري يتبعها تدخل سياسي وستراتيجي لإعادة ترتيب المنطقة. المصدر

* رمزي بارود باحث في التاريخ في جامعة ايكستر، ومؤلف عدة كتب ومستشار اعلامي.
إقرأ ايضا (منحة الهولوكوست)

هناك تعليق واحد:

  1. الى متى سنبقى جميعا نردد ما تقوله الة الدعاية الامريكية الصهيونية عنا ونحن نصدق ما تقوله هذه الدعاية ؟ اليس من الافضل ان نحزم امرنا ونفعل ما نراه من مصلحتنا دون الالتفات الى ما تقول مصادر الدعاية الامريكية المضللة ؟ نحن جميعا ميتين سواءا بدعاية كاذبة ام بطائرات وصواريخ ومجازر
    فالانسان ليس له الا ان يموت بشرف الموقف والكلمة والا خسر الدنيا والاخرة
    فالعدو لا يراك الا مستسلما ذليلا ميتا وما عليك الا ان تراه انت بنفس الطريقة التي يراك فيها !

    ردحذف