"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

14‏/8‏/2014

بصمة القدم الخفيفة تتقدم نحو العراق

غارعشتار
بقلم: أمين صوصي علوي *
هناك سيناريو حرب خاطفة يلوح في افق العراق قياسا بما قامت به أمريكا في مالي بعد أن تركت الجماعات المسلحة تجوب البلاد من الشمال الى الجنوب على مرمى حجر من القيادة الأفريقية الأمريكية (افريكوم) دون أن يتم اعتراض طريقها، حتى انهارت فكرة الدولة، فأقدمت حينها القيادة العسكرية للولايات المتحدة الامريكية على إعطاء الضوء الأخضر لحلفائها باستخدام استراتيجية عسكرية ظهرت في عهد اوباما تسمى بصمة القدم الخفيفة وهو ترجمة لاصطلاح بالانكليزية هو (Light Footprint Strategy).
ما يتم حاليا هو تجهيز حرب خاطفة لا يتورط فيها أفراد الجيش الامريكي من قريب ولا تظهر فيها القيادة الامريكية في المقدمة أو ما يسمى بـ (Leading from behind)، متسترة بغطاء دبلوماسي تورط فيه قوى اقليمية مثل تركيا بسبب تعاونها مع المشروع الأمريكي (الشرق الأوسط الكبير) وانضوائها تحت القيادة العسكرية لحلف الناتو وبحكم تماس حدودها مع العراق. واخرى أوروبية لإعطاء طابع تحالف دولي يسهل استصدار قرار أممي كما حدث في ليبيا وسوريا ومالي. وبعدها تبدأ فرق كوموندوز مشتركة مصحوبة بغارات الدرون تدفع المسلحين الى الانحصار في مناطق محددة دون القضاء عليهم بشكل كلي ليكونوا نواة «دويلات مجهرية».
هكذا تدار فوضى العراق «الخلاقة» التي حضر لها بعناية منذ حرب الخليج الاخيرة في العام (2003). بدأت بمرحلة خلق «النقائض» حيث قامت السياسات الامريكية في البداية على تمكين حلفاء ايران من السيطرة على القرار السياسي العراقي والعبث بالاجهزة الامنية و استفزاز بقية الاطراف. في نفس الوقت كانت اجهزة الاعلام الغربية تعمل ليل نهار على فضح انتهاكات حلفاء ايران تحضيرا لدفع من تضرروا من جرائمها الى التكتل والتحالف لطردهم فظهرت جبهات مختلفة بعضها قبَلي سني بقيادة عزة ابراهيم الدوري الذي تركته الاستخبارات الامريكية يصول ويجول لتكوين جبهة عشائرية بأهداف محلية. وجبهات اخرى تكفيرية سارت على نهج تنظيم القاعدة بابعاده الاقليمية والعالمية.
الان حان وقت ضرب الفرقاء ببعضهم ليكون التدخل الامريكي بمثابة ادارة للصراعات الطائفية والعرقية وترسيم حدود لـ»كنتونات» ودويلات مجهرية متنافرة يحارب بعضها بعضا لا تقوى على رد اي هجوم خارجي، كما يظهر من خريطة حدود الدم او ما يطلق عليه (Blood borders) التي تحدث عنها العقيد الامريكي رالف بيترز ، والتي نشرت في مجلة ارمد فورسز الامريكية في العام (2006). (انظر الى مقالة حدود الدم مترجمة هنا)
جزء آخر من خريطة العراق الطائفية الجديدة يُسقَط الآن على الأرض مصحوبا بحملة تشويش (INTOX) إعلامية ضخمة توحي بالطابع الفجائي للوقائع وتشعر المتلقي بتضارب المعلومات وضبابية الصورة فيزهد فيها ويدير ظهره للعراق لينظر صوب البرازيل حيث تجري مباريات كأس العالم التي اعدت له كبديل نفسي مريح في تجسيد دراماتيكي للوصفة الرومانية القديمة الخبز والملاهي أو (panem et circenses).
* باحث مغربي
المصدر

هناك 3 تعليقات:

  1. كانه يقراء ما في بالي

    ردحذف
  2. عشتار
    الان وضحة الصوره لماذا خرجت الفئران"داعش"من الجحور.
    امريكا وفرنسا والمانيا وغيرهم يسلحون البشمركه"لكي يعلنوا دولتهم"اسرائيل الكرديه والسلام

    ردحذف
  3. مع احترامي لوجهة نظر الكاتب الا انني اجد بعض الملاحظات على ما قال
    صحيح ان امريكا والدول الحليفة لها تسيطر على الاعلام والثروة في بلادنا الا انه اعاد كل ما يحدث على الارض في بلادنا الى تخطيط امريكا وهذا كله يعود الى قوة التاثير الامريكي على نفوس بعض الكتاب مما جعلهم ابواق تنفخ ما تريده امريكا
    واؤكد انه لو كان كل شيء بيدها لما سحبت امريكا جيوشها من العراق او من كثير من الدول التي غزتها واستبدلت خططها تباعا للمواقف على الارض
    صحيح انها تسيطر على كثير من القوى على الارض لكنها تبقى احد اللاعبين المهمين وربما في حال تغير التحالفات ضدها تصبح امريكا في اخبار المساء

    ردحذف