"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

11‏/8‏/2014

لماذا يكتب برزاني مقالاته بالإنجليزية؟؟

غارعشتار
بتعبير آخر: لماذا يكتب برزاني مقالة بالانجليزية البليغة التي لايمكن أن يكون هو كاتبها الفعلي، في أشهر الصحف الأمريكية ليطلب مساعدات عسكرية أمريكية؟ ألم يستطع أن يفعل ذلك عبر الطرق الدبلوماسية الخفية؟ أو عبر مستشاريه النفطيين من السفراء الامريكان السابقين؟ مثل زلماي خليل زاد وغيره من المنتفعين؟
ولكن لنقرأ  المقالة الفخمة هنا التي نشرها أمس في واشنطون بوست. وهو بعد مقدمات تستثير العاطفة الأمريكية من كلاسيكيات الخطاب الإمبريالي التعبوي عن المسيحيين والأقليات التي تعرضت للإبادة، وبعد استدعاء شبح النازية، وتهويل خطر داعش التي سوف تحتل بلدان العالم كله، والإيحاء أن البشمركة هم خط العالم الأخير بين الحضارة والتخلف والتمدن والوحشية، يقدم طلباته وفي الواقع كانت ملخصة في العنوان (الكرد يحتاجون الى المزيد من المساعدة الامريكية لهزيمة الدولة الاسلامية)

(نحن حلفاء الولايات المتحدة المخلصون في المنطقة ولدينا القوة الوحيدة في المنطقة والوسائل التي سوف تحمي آلاف الارواح من فظائع هؤلاء الارهابيين ولكننا لا نستطيع ان نفعل ذلك وحدنا. صحيح ان مقدمات الازمة كانت سياسية وهو نفس ماينطبق على صعود النازية، ولكن الارهابيين الان تحولوا الى قوة عسكرية فاعلة ولم تعد الازمة سياسية بل ازمة امنية وعلى العالم ان يتصرف لمنع ابادة ومجازر الابرياء.
جيش البيشمركة في موضع المدافع عن العالم المتحضر على جبهة عريضة، وقد وقفنا مع الولايات المتحدة سابقا في 1991 و 2003 ضد نظام صدام حسين ونحن نقوم بذلك مرة اخرى. ولكن في اعقاب التقدم الاخير لقوات الدولة الاسلامية ، اصبحت كردستان تشارك الارهابيين في حدود طولها 600 ميل ونحن في حاجة ماسة الى المزيد من المساعدة. نأمل ان تكون الضربات الجوية الامريكية يوم الجمعة هي البداية فقط ونأمل ان تقلل الامكانيات الاستخباراتية الامريكية  من قدرة الارهابيين على الهجمات المفاجئة. ولكن هناك حاجة ماسة وعاجلة لشحنات اسلحة ثقيلة للبيشمركة لتحقيق المكاسب على الارض.

وبسبب الصراع في سوريا والهجمات الارهابية في العراق فقد استقبل  اقليم كردستان اكثر من مليون لاجيء ومشرد. البيشمركة تواجه عدوا يمتلك اسلحة امريكية متطورة، ومن الضروري ان نستلم دعما عسكريا من الولايات المتحدة والاصدقاء الاخرين فورا. كل يوم يزداد الارهابيون قوة وتتصاعد الكوارث الانسانية والدمار والرعب.)
وأنهى برزاني المقالة بلفتة ذكية قائلا "يجب على الولايات المتحدة اولا وقبل كل شيء أن تفهم ان هذا خطر داهم وتتصرف بموجبه. ينبغي ان نوقف الارهابيين الان . وبدعم جوي ومعدات عسكرية، نستطيع ذلك." كانت آخر كلمتين we can استدعاء للشعار الانتخابي الذي رفعه اوباما، ولكن بإدخال نفسه (ممثلا عن كردستان) تحت العباءة الامريكية في كلمة we.
++
أقول لكم لماذا نصحته شركات العلاقات العامة وأصدقاؤه الأمريكان المخلصون ان ينشر اسمه على هذه المقالة المعدة سلفا وفي اكبر الصحف الأمريكية. حين يكتب رئيس (دولة) في (خطر) رسالة مفتوحة الى الأمريكان بشكل عام (لم يحدد انها رسالة الى الرئيس او الكونغرس الخ ) فهي لتقديم تبرير لإوباما أمام شعبه ممثلا في الكونغرس أن يقدم المزيد من الاسلحة والمساعدات العسكرية للبيشمركة. المطلوب تسليحهم بأسلحة متطورة. هذا هو كل المستخلص من فيلم (داعش). وأمس في بيان بعد (استقباله) رئيس جمهورية العراق الكردي (معصوم) (رئيس دولة مسعود يستقبل رئيس دولة معصوم والاثنين اكراد) قال برزاني (نحن لا نواجه تنظيمًا إرهابيًا بل إننا نحارب دولة إرهابية متسلحة ليس لديها أي مبادئ للتسامح الإنساني ) .. يعني كان إطلاق  اسم (الدولة الاسلامية) مفيدا، والان نفهم لماذا أعلنت (الخلافة) .. هذه دولة وليست مجرد غزاة حفاة عراة. وحتى تصد دولة تحتاج الى امكانيات (دولة) .
أعتقد أن الوضع أصبح ساطعا مثل شمس كوووردستانهم.
++
لا أدري لماذا طفرت الى رأسي نكتة اليهودي الذي ظل يدعو رب العالمين ان يساعده للربح في اليانصيب. كل يوم كان يصلي ويدعو الله " 1000 دينار فقط " "طيب 900 دينار هذه المرة" " اتوسل اليك يارب حتى لو 800 دينار" "هل 700 دينار كثيرة عليك يارب؟" وبعد كل هذا الالحاف سمع يوما صوتا عميقا صادرا من السماء يهتف به "زين ساعدني .. روح اشتري ورقة يانصيب".. واتخيل الوضع بين برزاني وربه الأمريكي كان على هذه الشاكلة حتى ضج الأمريكي فقال له بصوت عميق "أوكي ساعدني .. روح  اكتب مقالة في الواشنطن بوست"
++
متابعة: ما أن كتب المقالة حتى بدأ التسليح فعلا. في لمح البصر بدأت الولايات المتحدة في تزويد الاكراد بالاسلحة هذا اليوم. ولايعرف الجهة التي تقوم بتوفير الاسلحة ، ربما تكون السي آي أي (الموكلة بتسليح الجيوش الصغيرة والميليشيات) وليس البنتاغون الذي وعد حكومة بغداد بعدم بيع الاسلحة الا اليها حصريا.

هناك 3 تعليقات:

  1. اذا كانت غايتهم منذ البداية هي التسليح
    هم قتلوا القتيل ومشوا بجنازته ... سلموا اليزيديين والمسيحيين للاكراد ثم بدؤوا بالتباكي على الاقليات ..
    هؤلاء الاكراد يتعلمون بسرعة .. لم تقولي لنا ما اسم شركة العلاقات العامة؟؟؟ هل تكون نفس الشركة التي رتبت مسرحية احتلال الكويت؟؟؟؟؟
    شاهدي هذا المقطع
    http://youtu.be/g0BtCXLFJB4
    امراة جميلة تبكي واقليات مهجولة وتسليح وقصف امريكي داعم ... متى نتهي المسرحية وينفصلون؟

    ردحذف
    الردود
    1. كنا قد ذكرنا دفع رشاوي الى رجال الكونغرس في الموضوع التالي:
      http://ishtar-enana.blogspot.com/2011/04/blog-post_2269.html
      ومؤخرا استأجرت الحكومة الكردية حوالي 4 شركات علاقات عامة وضغط (على رجال الكونغرس) بمبلغ 1.7 مليون دولار بالسنة . الشركات هي :
      BGR
      Greenberg Traurig
      Qorvis
      square Patton Boggs

      حذف
    2. بالمناسبة كنا أيضا قد ذكرنا استئجارهم شركة Greenberg Traurig منذ 2009 في هذا الموضوع:
      http://ishtar-enana.blogspot.com/2009/02/blog-post_08.html

      حذف